|
ايران والحدود مع العراق
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 17:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قائد القوات الايرانية ، يقول ، انهم إستولوا على ثلاث مُعسكرات لحزب "بزاك" الكردي داخل أراضي اقليم كردستان العراق ... والعجيب والغريب ، ان مسؤول قوات البيشمركة ، يقول ، بأنه ليس هنالك أي تَوّغُل بَرّي ، وكذلك رئيس اللجنة البرلمانية الإتحادية المُكلفة بتقصي الحقائق ، والذي زار المنطقة الحدودية ، توائمَتْ تصريحاته مع نفس هذا الطرح ، ونفى حصول تواجد قوات ايرانية برية داخل الاراضي العراقية ، وان الأمر لايعدو كونه ، مُجّرد قصف مدفعي من بعيد ! . أي ان الأمر هو بعكس ما يحصل عادةً في مثل هذه المواقف ، إذ ان الدولة المُعتدية او المُهاجِمة ، هي التي [ تنفي ] عادةً ، تجاوزها للحدود الدولية ، والدولة المُعتَدى عليها ، هي التي تُؤكِد ذلك ... غير ان ما سمعناه لِحَد الان ، كان بالعكس !. الغريب الآخر ، هو الموقف الهزيل والمائع ، للأخوة الأعداء المُحتلين الأمريكان .. فلقد دُخنا خلال السنوات الماضية كُلها ، من جراء التهديدات المُتواصلة التي كان الامريكان يطلقونها ، ضد ايران وبرنامجها النووي ، وتزعُمها لِمحور مُعاداة أمريكا في المنطقة .. وكان يظهر على السطح ، ان الولايات المتحدة ، تبحث عن أية ذريعة ولو ضعيفة ، لردع ايران ووقفها عند حّدِها ، وتحويل تهديداتها الى واقع عملي ، ليس بالضرورة ، بإشعال حربٍ عسكرية مُباشرة ضدها .. بل على الأقل ، بإنذارها بِشِدة والطلب منها الوقف الفوري لتجاوزاتها . لكن حتى ذلك لم يحصل !. من ناحيةٍ اُخرى ، لو كانتْ القوات الإيرانية ، قد إستولتْ بالفعل على قواعد عسكرية لحزب بزاك الكردي الايراني المُعارض ، فلماذا لم تعرض ذلك على الإعلام الدولي والمحلي ، وتفّند المزاعم القائلة ، بأنه لاتوجد قواعد لمُسلحين على الإطلاق داخل الاراضي العراقية ؟ ... ان ايران تُريد تصدير مشاكلها الداخلية ، الى العراق .. وتتعامى عن وجود معضلة حقيقية ، مُتمثلة ، بحرمان الشعب الكردي في ايران من حقوقه المشروعة . علماً ان التدخلات الايرانية في الشان العراقي ، لاتقتصر على ، منطقة اقليم كردستان ، ولا على مُحاربة الجماعات المُسلحة المناوئة لنظام الحكم .. فسياسة ايران المائية " المُعادية " للعراق ، بكل وضوح وعن سبق إصرار ، تُدّلِل على المرامي الايرانية الخبيثة ، تجاه الشعب العراقي عموماً ... فإنتهاجها لتوجيه مياه البزل المالحة بإتجاه الاراضي العراقية ، في البصرة والعمارة .. وسيطرتها على مياه شط العرب ، والإعتداءات المستمرة ضد الصيادين العراقيين ... ومحاولاتها الإستحواذ على بعض الآبار النفطية العراقية في الفكّة .. وقطعها منذ أشهر لمياه " نهر الوند " عن منطقة خانقين .. ناهيك عن دعمها لِ وتنسيقها مع، بعض المجاميع الارهابية ، التي تُأزِم الأوضاع وتُثير النعرات الطائفية ... كُل هذه الاسباب ، تُوّضِح ان التوقيت الحالي ، الذي صّعدَتْ ايران ، من خلاله ، وتيرة الصراعات في المناطق الحدودية .. لايتناسب مُطلقاً ، مع الأحداث " على الأرض " ، حيث ان المعارضة الكردية المسلحة في ايران ، قامتْ في الآونة الأخيرة ، ببعض العمليات ضد الجيش الايراني في مناطق بعيدة عن الحدود أكثر من مئة كيلومتر .. وذلك لايعني أبداً ، انهم إنطلقوا من داخل قواعد مزعومة داخل اقليم كردستان العراق !. لا أدّعي ، ان هنالك تنسيقاً مُباشراً ، بين الولايات المتحدة الامريكية ، وإيران .. حول إثارة المشاكل الحدودية مع العراق ، في الأشهر الأخيرة من عُمر الإحتلال ... ولكن أرى ، ان إلتقاء المصالح بين الطرفين واضحٌ هنا ... فإيران تُصّدِر مشاكلها الداخلية العميقة وصراعات قاداتها ، فيما بينهم ، وتُحاول تركيز الإنتباه ، الى مناطق الحدود .. والولايات المتحدة ، راضية ضمناً ، وتنتظر مزيداً من التصعيد في العديد من المواقع الاخرى ... لتدفع السياسيين العراقيين ، الى طلب ، تمديد بقاء جزءٍ من قواتها بعد 2011 . الأحزاب الشيعية العراقية الحاكمة المُتنفذة ، وبِحُكم علاقاتها الممتازة مع ايران ، لاتتوانى في تبني مواقف ايران في النهاية .. وحتى حكومة اقليم كردستان ، لن تتخلى عن المصالح الاقتصادية والتجارية الواسعة بينها وبين ايران ، في سبيل ، بضعة مزارع وحقول إحترقتْ ، أو عوائل هُجِرَتْ من قُراها ! . عموماً ... انها مُجّرَد مشاهد كئيبة ، من فصلٍ مسرحي مُمِل .. سُرعان ما سينساهُ الجمهور !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة فرنسا وتأثيراتها على العراق
-
ترشيقٌ على الطريقة العراقية
-
بين - الميتِنك - و - الإيتِنك -
-
الصحة النفسية لرؤساءنا
-
حكومتنا وصناعة الإحباط
-
يومٌ إيراني مشؤوم في العراق
-
- عصا - عُمر البشير
-
الفساد و - الأثر الرجعي -
-
المصريون و - الإستكراد - !
-
الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش
-
المُعّلِمون .. أمس واليوم
-
المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات
-
النُخَب المُهّمَشة
-
- شالومكي - هو الذي يضرُبنا
-
الحكومة ونقود الملا - سين -
-
قائدنا .. زعيمنا المُفّدى
-
العبرة ليستْ بِطول الخدمة
-
انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
-
الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
-
من ستوكهولم الى أربيل
المزيد.....
-
أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
-
ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
-
من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ
...
-
إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
-
-السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح
...
-
شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا
...
-
إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
-
جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
-
جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200
...
-
رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|