أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريسن فيصل - من هم وكالين رمضان؟














المزيد.....

من هم وكالين رمضان؟


فريسن فيصل

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 16:41
المحور: الادب والفن
    


من هم وكالين رمضان؟
أثبتت الدراسات أن آكلي رمضان متعددون وكثيرون،هم أصناف عديدة ،أجناسهم مختلفة ودوافعهم كثيرة.

١ـ ألآكول: هومسلم يؤمن بوجودالله لكنه يؤمن بوجود معذته أكثرمن وجودالله، قد تدفعه شهيته الى حد شيّ ـمن الشواء ـ السردين زوال يوم رمضاني تنعدم فيه كل الروائح إلا رائحة السردين التي تفوح على بعد كلومترات عديدة.
يتدرع عادة بمرض السكري أوالملح.اذا له عذر،تدفعه المعاذاة الإجتماعية اوالمجتمعية الى تطويرأسلوب دفاعي هجومي ذاتي ،هوالشرير بالفعل لكنه ليس كذلك ،اذا لايجرؤ احد على اقترابه.
الكل يعلم انه يقاطع رمضان لكن هذا لايمنع جيرانه ،خصوصا آذا كان عازبا، من إعطائه الحريرة الرمضانية، غالبا لا يشربها أوربما الأيام الأولى ،تنهي عادة هده الحريرة مسيرتها بالمرحاض، لكنه لايرفظها آبدا من الجيران.الجملة التي تدور يوميا برأسه هي: شهروسينتهي. الأصعب بالنسبة له هويوم عيد الإفطار.يستيقض باكرا يوم العيد، يضع طربوشه الأحمروجلبابه الأبيض ـ إنه يوم السلم الإجتماعي و الكل سعيد بأنتهاء رمضان إلاهو ـ يركب طاكسي، يقتني قنينات خمر ثم يعود الى مأواه.يشربهن بشغف،يستمع إلى موسيقى ساقطة وصاخبة ،إن له هذف معين والخمر يذفعه نحوهذا الهذف بسرعة.إنه يوم مجده الأخيرلمدة شهر كان نشازا ومختلفا ،أصبح يؤمن بدوره المختلف والجديد الذي سينعذم في اليوم الموالي للعيد، ليعود ككل الناس الى دوره التقليدي. يخرج الى الشارع يصرخ يلقي بنفسه أرضا يصبح الجلباب الابيض أسودا والطربوش الأحمرفقيذا ،يهب اليه الناس، يوقفونه ،يعطونه ماء، يقبلونه ينافقونه، أرعب الأطفال والنساء، لمذة اسبوع سيتحدث عنه الحي، هذا هوهذفه استمرارالإختلاف. يوصله بعض الجيران الى بيته، ينهمرفوق سريره وهويحلم برمضان السنة المقبلة وبأن الله سيسمح له بعيش رمضانات أخرى.

٢ـ الشقي: يسب ويشتم عند بداية شهررمضان ليختفي ولايظهرإلا ليلا.لايناسبه أي شيء إن التحف الناس الأبيض لبس هوالأسود.لايحب شوّال ٫لايحب رمضان، لايحب رجب.لم يقل يوما آنه لايحب الله ،خوفا من العواقب لكنه قادرعلى ذلك ،لاينكروجودالله لكنه لايحب ان يتحدث عن الله عامة الناس.يخرج بعض المرات زوالا ليدخن سيجارة أمام منزل والديه،تسميه أمه المسخوط ،من سخط الوالدين، تتحرش الرائحة بأنوف المدخنين لكن لا أحد يتفوه بكلمة. وقت الافطارعندما تفرغ الشوارع يخرج هو ليتجول بأمان ،لايحب الحريرة،لايحب التمر،لايحب الشباكية،لايعرف سبب عدم صومه لكنه يؤمن بأن لا إيمان وأن النفاق هوالعملةالجارية. يمرالأكول امامه يسلم عليه ويبتعد، يسميه عادة البهيمة اوالغول القادرعلى أكل أولاده لحظةجوع.عندما يلتقي بعض رفاقه ليلا يسألهم عن يوم صيامهم وهل كان صعبا، يعطيه الجميع نفس الإجابة فينزعج، إنه لايحب ذلك.يزعجه شيء ما في كل هذا لكنه لايجد التعبيرالمناسب ولآالتحليل المناسب في رأسه.ما أن يبدأ الناس في الخروج بعد الإفطار حتى يبدأ هونشاطه.يبدأ المدخنون باستهلاك سجائرهم فيبدأ هوتحرشه:إبتعدواعن السجائر انها ضرر ايها آلمؤمنون.وما آن يبوح احد بكلمة ساقطة يوقفه:اننا بشهررمضان وهو شهر ايمان وتقوى.يوم العيد عندما يظهراول سكير بالحي يستفسره:هل صمت شهرا كاملا لتتوجه بقنينة خمر،اهذا هوالإيمان.
سخطه كبيرعلى كل هذا وأسفه عظيم ،يملك إيمانا كبيرا لكنه يمقت ايمان الناس،يريد شيئا مختلفا وأعمق؛إنه منزعج ومتمرد، معاركه الهامشية تدفع الى الاعتقاد أن لاشفاء له،إن حربه الدائمةعلى بني جلدته تجعله محببا للجميع لكنه لايحب احدا وغير راض عن أي شيء.

٣ـ الخارجي: يكره شهر رمضان لأن ذلك يذكره أنه أقلية وأن الأغلبية مسلمة، شكلاعلى الأقل.لايؤمن بوجود الله ولا بصيام رمضان.عكس الأكول والشقي فهوحذر.زوال كل يوم يأخد كيسا به طعام، يلتقي بعض رفاقه، يغلقون الأبواب خلفهم و يبدأون بتناول وجبتهم. بالنسبة له رمضان هوشهرالتسكع و الجوع والإختفاء هنا وهناك.إن حصل ووجد نفسه في وضع غيرمناسب لتناول غداء، كتواجده عند عائلة تمارس الصيام مثلا، يدخل الى المطبخ مختبئا ويشرب كأس ماء لكسرالصيام ،حتى لا يحسب أنه صام يوما.حاول الخارجي تنظيم نفسه السنةالماضية ،فخرج الىالشارع ،ليعلن للعالم أنه مل من الإختباء والنفاق، وأنه يريد إشهارمقاطعته رمضان.أشهرالجميع أنيابه،يميناويسارا، أحس أن الوقت لم يحن بعد فعاد للإختباء خلفالأبواب الموصدة من جديد.معاناته في شهررمضان تشبه معاناة مثلي جنسي في مجتمع ذكوري،أويهودي في المانيآ الأربعينيات،لا حق له،لاعذرله لاسماحة معه،له الناروالحديد من كل الجوانب.
يعتبرالخارجي نفسه شمعة المجتمع،يعرف حقيقة واقعه،يسب التخلف ،يشتم الدين وينتظرلحظة تلتحم فيها كل الشموع لتنير ظلام المجتمع.يوم العيد يعيش خلاصة شهرمن الإختباء ،يعود الى انشغالاته العادية ناسيا معاناة رمضان،لن يتذكرهآ الا إبتداء من شعبان السنة المقبلة .ذاكرة الخارجي قصيرة، ومعركته ضد الدين كانت دائما مؤجلة.
مرسيليا٢٠١١



#فريسن_فيصل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليساري القاعدي وحقيقة المسؤوليات
- جعة
- ديناصورات بلادي
- كلنا اولاد سيدي حماد وموسى
- مسؤولية القاعديين وجدلية هبل تربح


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريسن فيصل - من هم وكالين رمضان؟