أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الفيدرالية أم نظام الحكم المحلي!؟















المزيد.....

الفيدرالية أم نظام الحكم المحلي!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد كتبت مقالات حتى قبل ثورة 17 فبراير الحالية في ليبيا تدعو للعودة للنظام الفيدرالي الإتحادي ولكن ليس على أساس التقسيم الجهوي القديم (طرابلس وبرقة وفزان) فهذا التقسيم أصبح جزء من الماضي ومن تاريخ ليبيا السياسي والإداري ولكني دعوت أن تكون الفيدرالية الجديدة على أساس المدن فتكون دولتنا القادمة هي دولة المدن الليبية المتحدة بعد فشل دولة الولايات الليبية المتحدة ثم فشل مشروع الدولة المركزية... ولكني الآن أجد نفسي مترددا ً حول هذا الموضوع – أقصد موضوع الفيدرالية - فنحن نريد أن نعالج مشكلة المركزية المفرطة في الحكم والإدارة وهي مشكلة حقيقية تعاني منها ليبيا كما أن ليبيا بالفعل مترامية الأطراف ولكن هل الحل هو الفيدرالية والعودة للنظام الإتحادي؟؟؟ .

لماذا تحتاج بعض الشعوب للفيدرالية!؟

لقد فكرت كثيرا ً في هذا الموضوع ووجدت أن "الفيدرالية" والنظام الإتحادي إنما وضعت لحل مشكلات ديموغرافية كأن تكون هناك إنقسامات دينية أو عرقية أثنية حادة بين السكان ولكل طائفة من الشعب أو "الأمة الوطنية" منطقة تسكنها فيكون الحل إقامة نظام حكم فيدرالي كما في "نيجيريا" المنقسمة بين مسلمين ومسيحين وكحال السودان!.. فهذا سبب من أسباب إقامة نظام فيدرالي أما السبب الثاني فهو عندما تكون هناك دولتان تريدان الإتحاد في دولة واحدة متحدة أو تكون هناك أقاليم أو إمارات أو ولايات متفرقة ثم تقرر الإتحاد في دولة واحدة كما حصل في "الولايات الإمريكية المتحدة" أو "الإمارات العربية المتحدة" أو في دولة الإستقلال والإتحاد الليبية (دولة الولايات الليبية المتحدة) التي تكونت وإتحدت من الأقاليم الليبية الثلاث (طرابلس وبرقة وفزان) الذي إنتهى عام 1963... وفي ليبيا اليوم الموحدة والمتجانسة ثقافيا ً ودينيا لا أعتقد أن ثمة مبرر وسبب موضوعي للجوء للفيدرالية !!!.. فالفيدرالية في الدول الضعيفة وحديثة العهد وغير المستقرة مثل بلداننا قد تشجع بالفعل على الإنفصال كما حصل في السودان!.. بل حتى في الدول الإتحادية (الفيدرالية) العريقة المستقرة هناك جماعات إنفصالية صغيرة تنشط للمطالبة بالإنفصال أو الإستقلال عن الدولة الإتحادية!!.. ففي بريطانيا (المملكة المتحدة) هناك حركة إنفصالية في إيرلندا وأخرى في سكوتلندا !!.. وفي الولايات المتحدة الجنوبية هناك مجموعات إنفصالية وفوضوية معادية للحكومة الفيدرالية وتدعو إلى إستقلال ولاياتهم عن الإتحاد الإمريكي!.

هل تحتاج ليبيا للفيدرالية!؟

لهذا علينا أن نسأل أنفسنا لماذا نريد الفيدرالية !؟.. هل هو حنين للماضي الجميل؟ أم هو رغبة في التجديد أو رغية في العودة إلى التقسيم الإداري على أساس الجهات الثلاث وبالتالي إحياء "برقة" من جديد وكذلك "فزان" و"طرابلس الكبرى" التي تشمل كل غرب ليبيا !!!؟.. أم أن الغاية هي التخلص من النظام المركزي الفاشل غير المناسب لظروف ليبيا الجغرافية مترامية الأطراف؟؟؟.. لا شك عندي أن الدافع الحقيقي للمخلصين هو هذا السبب الأخير!.. أي التخلص من المركزية المفرطة؟.. ولكن هل الحل في الفيدرالية؟؟؟..أم هناك حل آخر غير الفيدرالية ؟؟؟.

هل لا حل للمركزية إلا الفيدرالية؟

كما ذكرت لكم فأنا كنت من أشد المتحمسين والداعيين للنظام الفيدرالي (الإتحادي) إلى وقت قريب حيث كنت أروج يومها لا لفكرة العودة لنظام الولايات الليبية المتحدة (برقة وطرابلس وفزان) بل لفكرة فيدرالية المدن الليبية المتحدة بحيث تتحول كل مدينة كما لو أنها ولاية أو مقاطعة تتمتع بإستقلالية كبيرة عن السلطة الوطنية المركزية بحيث يكون لكل مدينة "برلمان" محلي منتخب من قبل "شعب المدينة" تنبثق عنه "حكومة محلية" تدير شئون هذه المدينة!.. هذا ما كنت أعتقد أفضليته لليبيا الجديدة سابقا ً إلا أنني بإطلاعي على "نظام الحكم المحلي" في بريطانيا من حيث النظرية والتطبيق وجدت فيه ضالتنا لمكافحة الديكتاتورية الإدارية المتمثلة في المركزية المفرطة وكذلك فهو أقرب لروح الديموقراطية إذ أنه يحقق إرادة شعب كل مدينة من خلال السلطات الواسعة التي يتمتع بها "مجلس المدينة" المنتخب City Council فهو بمثابة "برلمان محلي" تتحقق من خلاله كل مزايا الحكم الفيدرالي والحكم الذاتي ولكن دون حاجة للنظام الفيدرالي الإتحادي.. فكل مدينة وفق "نظام الحكم المحلي" واسع الصلاحيات كالذي مطبق في بريطانيا ستتمتع المدن والقرى بما يشبه "الحكم الذاتي" و"الإدارة الذاتية" وستكون صلاحيات البرلمان الوطني (مجلس الأمة) والحكومة المركزية محدودة جدا ً وفي أضيق الحدود فيما يتعلق بشئون المدن .. ووفق هذا النظام سيعمل سكان كل مدينة على تنمية وتطوير مدينتهم وفرض الضرائب المناسبة على أنفسهم لتحقيق النفع العام في هذه المدينة ولن نحتاج بالتالي للنظام الإتحادي "الفيدرالي" شديد التعقيد وكبير الكلفة بل والذي قد يعزز روح الجهوية أو القبلية أو العنصرية إذا لم يتم على أساس المدن بل على أساس جهوي جغرافي (شرق/غرب/جنوب!!) أو على أساس عرقي ديموغرافي (عرب/أماويغ/تبو) !!!.

نظام الحكم المحلي هو الأسهل والأسلم!

لذا فالحل الأفضل والأسلم لليبيا – من وجهة نظري – لا في "الفيدرالية" بل في إقامة تقسيمنا الإداري على أساس المدن وتطبيق نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات كما هو مطبق في "بريطانيا" من خلال نظام "حكم المجالس" المنتخبة أي "مجالس المدينة" خصوصا ً أن هذه الثورة هي ثورة "مدن" ثائرة .. لذا فيحق لشعوب هذه المدن الحرة أن تتمتع بحكم نظام محلي واسع الصلاحيات يحس فيه كل شعب مدينة بأنه بالفعل هو سيد نفسه وصاحب قراره!.
فهذا هو تصوري لليبيا الجديدة .. ليبيا الواحدة لا المتحدة .. ليبيا التي تجمع بين الوحدة الوطنية والإدارة اللامركزية للمدن .. ليبيا كدولة وطنية ديموقراطية مسلمة موحدة تتمتع بنظام حكم محلي واسع الصلاحيات يعزز سلطات المدن المحلية ويترك كل مدينة تحاول من خلال نشاط ومسؤولية أهلها بناء وتنمية وتطوير نفسها من خلال "مجلس المدينة" المنتخب.

النظام المحلي على أساس المدن يعزز الروح المدنية!؟

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن التركيز على هذا التقسيم الإداري على أساس المدن سيعزز أيضا ً الروح المدنية وروح الولاء للمدينة في مواجهة الولاء للقبيلة أو الولاء للجهة (شرق غرب جنوب!!!؟) فسكان المدينة مواطنين متساويين في المواطنة وفي الإنتماء لهذه المدينة (الحاضرة) بغض النظر عن قبائلهم وجهاتهم وأعراقهم فالمدينة مدينتهم جميعا بلا إستثناء ولا إقصاء .. كما أن تنقل المواطنين الليبيين من مدينة لأخرى أمر متاح ومشروع فليبيا أرض كل الليبيين .. ولا بأس من أن تتنافس هذه المدن الحرة فيما بينها على تحقيق أفضل مستويات المعيشة لسكانها ولا بأس من أن ترصد الدولة جائزة لأفضل مدينة في بعض المجالات الحضارية والنهضوية مثل جائزة أفضل مدينة في مجال محو الأمية أو في مجال مكافحة الجريمة والبطالة أو في مجال حل أزمة الإسكان أو في مجال أفضل معدلات التنمية البشرية أو في مجال تحقيق الرفاهية والعدالة الإجتماعية للسكان أو في مجال جمال المدينة أو في مجال النظافة .....إلخ ... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!.. وهكذا يكون نظامنا الإداري يقوم على نظام الحكم المحلي حيث تتمتع كل مدينة كبيرة أو صغيرة بل وحتى كل قرية أو واحة بما يشبه الحكم الذاتي في إدارة شئونها وتنمية ذاتها وإمكاناتها وتحسين معيشة أهلها وفق نظام الحكم المحلي الذي يُمكّن "مجلس المدينة" من التمتع بصلاحيات تشريعية محلية في ظل وحدة الدستور والوطن والدولة ولا تكون بالتالي هناك حاجة ملحة للجوء إلى النظام الإتحادي الفيدرالي!.. هذا رأيي والله أعلم بالخير والصواب؟.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا قرر القذافي التنحي والفرار فكيف سيبرر ذلك!؟
- نحو نشر الثقافة المدنية والوطنية الجديدة!؟
- هل الدول الغربية تساعدنا لوجه الله ووجه الإنسانية !؟
- ثلاثية الحرية والعدالة والنظام !؟
- تأخر الحسم العسكري في ليبيا مؤامرة أم عجز!؟
- ماذا قدمت القاعدة للعرب!؟
- هل ويكيليكس كان شرارة الثورات العربية!؟
- القذافي والخطة الإنتقامية القذرة الأخيرة!!؟
- هذه رؤيتي لليبيا ما بعد القذافي!؟
- 8عوامل أساسية ساهمت في إطلاق الحملة الجوية ضد قوات القذافي
- سر الفتحتين الموجودتين في قميص القذافي!!؟
- القذافي يخطط لإحتلال بنغازي عن طريق حصان طروادة!؟
- هل القذافي مجنون بالفعل؟
- جرائم أخرى يعد لها الآن القذافي لخداع العالم!
- التدخل العسكري الأجنبي البري في ليبيا مرفوض ومُخجل!؟
- كلما شعر القذافي وأولاده بتهاوي نظامهم إزدادوا عنفا ً!؟
- سر تصاعد التدخلات الغربية في أحداث ليبيا!؟
- التوصيف العلمي الموضوعي لحكم معمر القذافي!؟
- التوصيف الموضوعي العلمي لما يجري في ليبيا؟
- القذافي يدفع العرب المقيمين في ليبيا نحو تونس لغرض سياسي!؟


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الفيدرالية أم نظام الحكم المحلي!؟