أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الخرسان - كي لاتختزل اللغة العربية في مراجعة التراث!














المزيد.....

كي لاتختزل اللغة العربية في مراجعة التراث!


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


كي لاتختزل اللغة العربية في مراجعة التراث!

سنويا يحتفى باللغة العربية في ثلاث مناسبات على الاقل، الأولى تصادف الحادي والعشرين من شباط ( اليوم العالمي للغة الام ) ذلك ما اقرته الامم المتحدة منذ عام 1999، فيه يحتفل العرب بلغتهم الام العربية، والمناسبة الثانية هي امتداد للمناسبة الأولى حيث تصادف الأول من آذار بحيث يكون ذلك اليوم تتويجا لنهاية نشاط (اسبوع اللغة العربية) الذي يبدأ في الحادي والعشرين من شباط وينتهي في الأول من آذار.. كما اقرّت ذلك المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم (الألكسو). اما المناسبة الثالثة فهي الثامن عشر من كانون الأول الذي يشير الى اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في الامم المتحدة منذ عام 1973.
تمثل تلك المناسبات الثلاث وغيرها فرصة مهمة للاحتفاء والاعتزاز بالعربية كما انها تعتبر محطة تنشيط وإسترجاع لشيء من الهيبة المفقودة للّغة العربية رغم أنها تعتبر أحد اهم اللغات الحيّة وربما أقدمها على الاطلاق. مضافا الى ذلك ما تتمتع به اللغة العربية من خصوصية التصاقها في فهم وقراءة تراث ديني وأدبي يستحق الاهتمام في جميع الاحوال.
العربية ورغم الانتشار الهائل لوسائل الاعلام المتحدثة باللغة العربية اكثر مما سبق ورغم ان المتحدثين بها يصلون لقرابة النصف مليار نسمة يضاف لهم ايضا اكثر من نصف مليار مسلم لهم علاقة بالعربية بشكل او باخر رغم كل ذلك الا انها تعاني هذه الايام حالة من الضعف والهوان. ضعف العربية يقف وراءه اسباب ليست قليله تبدأ من المجامع اللغوية، مرورا بمناهج التعليم البائسة وليس انتهاءا بزخم وسائل الاعلام التي تدخل بيوت الجميع وتمزق جسد العربية على يد القائمين عليها اربا اربا. لك ان تتخيل حجم الزهو والاعتزاز الذي يشعر به بعض المقدمين والمذيعين في وسائل الاعلام وهم يلفظون بعض الكلمات الانجليزية البسيطة في ثنايا حديثهم باللغة العربية! لدرجة تشعرك بان ذلك المقدم ( أتى برأس كليب !) حينما يقوم بزرع كلمة اجنبية هنا او هناك في كل جملة يقولها! البعض يصر على حشر جمل غير عربية في حديثة ولو بدون مناسبة!
العربية إرث من اؤلئك الاسلاف.. لملموا جهودهم من قلب الصحراء وكللوها بهذا المنتج اللغوي المصحوب بتراث ادبي عريض، حتى تطوّر مع مرور الايام شيئا فشيئا واثبت انه قادر على التكيّف مع الحقب الزمنية الماضية، لكنه اليوم يقف مهزوزا من الداخل وبحاجة الى اعادة تقويم وتكييف وان فشلنا في ذلك فنكون قد اطلقنا رصاصة الرحمة على آخر قلعة تجمع شتات العرب. لقد نجح الاقدمون في تطوير العربية وجعلها لغة جاهزة وطيّعة لاستيعاب العلوم والمعارف والآداب وهذا ما شهد به غير العرب ممن فضل الكتابة في العربية على لغته الام، فيما تكاسلنا نحن عن اداء تلك المهمة وفوق كل ذلك نتهم اللغة بالعقم والجمود!
الكثير ممن فسح لهم المجال كي يتعلموا لغات اخرى يعرفون جيدا بان شيئا من التعقيد بعض الاحيان في تركيبة اللغة وقواعدها ليس سبة، ولاتنفرد فيه اللغة العربية، بل هو ظاهرة في معظم اللغات الاخرى لكن المبالغة في التعقيد هو الخطأ الفاحش الذي يقع فيه القائمون على العربية. يكفي للمتعاملين مع اللغة العربية ان يعرفوا الامور الاساسية والمهمة التي تمكّنهم من الحديث بعربية سلسلة وسليمة، ويتركوا الخلافات والحسابات المعقدة لـ(الفراء) و(سيبويه) واهل الاختصاص.
ان لغات المحيط غير العربي الذي يجاورنا من الشرق والغرب قد تأثرت كثيرا في البنية اللغوية للعربية باعتبارها لغة ناضجة ومتكاملة وهناك لغات تكاد تنسخ القواعد والاسس التي تتبناها العربية، فيما يتكاسل العرب انفسهم عن تعلم ايّ نوع من الضوابط اللغوية لذريعة او لاخرى. ذلك يحصل وسط تراجع ملحوظ في نشاط مجامع اللغة التي فضلت ان تقف مكتوفة الايدي امام هذا الزخم العولمي الهائل للمفردات اللغوية.
السياسة هي الاخرى جنت على اللغة فتردّي الواقع السياسي للعالم العربي دفع ببعض العرب للانتقام من لغتهم و واحتقارها إزدراءا بالواقع المحيط بهم كردة فعل انفعالية عاطفية منتقمة من كل ما حولها. الملفت ان هناك جماعات بشرية تناظل وتضحي فقط من اجل الحصول على اعتراف رسمي محلي ودولي بلغتها الام! وهذا ما تدعمه الامم المتحدة والمجتمع الدولي، وما اختيار الحادي والعشرين من شباط من كل عام كـ( يوم عالمي للغة الام) ما ذلك الا تخليدا للضحايا من التلاميذ الذين قتلوا على يد الشرطة الباكستانية عام 1952 في مدينة دكا عاصمة بنغلادش حاليا وكانت آنذاك جزءا من باكستان، حيث خرجوا في مظاهرة من اجل ان تكون اللغة البنغالية لغة رسمية الى جنب الأردو .. فتطور الموقف وحصلت انتفاضة انتهت باعلان استقلال بنغلادش. على الاقل نحن ورغم كلما نعانيه من مآسي سياسية الا اننا لانعاني من هذه المشكلة! وهذا ما يفترض به ان يجعلنا متقدمين على غيرنا في مجال الحفاظ والاعتزاز بلغتنا العربية!


جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقية تقتات على المالكي
- غلطة الشاطر مردوخ!
- الحكومة الفنلندية الجديدة
- خرج للعلاج ولم يعد!
- ساحة مجلس الشيوخ في فنلندا.. نصب يحكي قصة تسامح الشعوب المحت ...
- عرب الاهوار والمادة 140 من الدستور
- اقطاع النواب في زمن الفيسبوك!
- الارهاب .. والتراب!
- في حضرة مظفر النواب
- رسائل سياسية في ميناء !
- غيوم ايسلندية مفخخة !
- عن خطاب اوباما المتوازن
- مجلس التعاون الملكي!
- صحة الدكتاتور مثيرة في جميع الاحوال!
- الجزيرة بلا رأي آخر!
- لقد قطع رأس الافعى !
- كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا!
- حديث في السياسة عن خليج النفط!
- زنكه والعلوج نهاية واحدة
- اعصار اليمين يضرب فنلندا!


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الخرسان - كي لاتختزل اللغة العربية في مراجعة التراث!