أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - مي سكاف, حقا انها زرقاء اليمامة














المزيد.....

مي سكاف, حقا انها زرقاء اليمامة


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 11:51
المحور: حقوق الانسان
    


تبزغ المبدعة الوطنية الجميلة "مي سكاف" في فضاء الكون وعلى أرض عريقة التاريخ والأصالة والصبر.
مي سكاف, تطلع علينا بكل بهاء وشجاعة, تـُبرعِم هي وزميلات وزملاء لها وقفوا بوجه الموت وجبروت السلاح الأعمى, تقود مشاعرنا نحو زمن يشبه ما قبله من الأزمان.
مي سكاف, بوقفة ٍ جريئة تعيد لذاكرتنا حصافة وبعد نظر زرقاء اليمامة وثباتها, تحرك العقل في غفوة من الهروب وتزييف الحقائق, فتكشف أكاذيب رجال عتاة في الاعلام والسياسة, اعتادوا صمت الشعب المغيـّب لعشرات السنين على كل أكاذيبهم وان كانت تجافي المنطق.
عجبا هل يعيد التاريخ نفسه بهذه الأبهة من التحدي! هل يعيد نفسه هذه المرة بجلال امرأة فنانة قديرة, لعبت دورا تمثيليا فـُصّل َ تفصيلا على مقاس عقلها, وقلبها, و ثقافتها, وحسها الانساني النبيل, دور تقمصها روحا قبل أن تتقمصه هي, حتى لكأننا في ذلك الزمن العتيق, وكأننا نسمعها تنشد مجددا بحرقة مقتل الأطفال والخوف عليهم وعلى الوطن, نسمعها من جديد تحذر من الظلم ونتائجه, وتخشى على الأمان ومستقبل البلاد, تخشى على مياه السواقي, وعنفوان الورد, وبياض الياسمين الطاغي, ومزارع الدراق. تضع اليد على القلب قلقا على عيون الأطفال وقلوب الامهات.
اليوم نعيش مع زرقاء اليمامة, مي سكاف, لا على شاشة التلفزيون وهي تمثل في مسلسل "آخر أيام اليمامة" الذي اذهلنا وسمرنا أمام الشاشة الصغيرة, إنما على مسرح الواقع السوري, نراها بكل حواسها, تصيح بالناس في أزقة الشام الشعبية المكتظة بالكسبة, والعمال, وصغار الباعة, والمنادين على خضرة وفاكهة الغوطة المعطاء. اليوم نسمع مي الشام, تصرخ بثقة زرقاء اليمامة بقوة نظرها:

خذوا حذركم يا قوم ينفعكم.. فليس َ ماقد أرى من أمر ِ يـُحتقرُ

رأت زرقاء الشام كل شيء, القتل العشوائي منذ اربعة اشهر في شوارع ومدن سوريا, التعذيب الجسدي للمثقفين من زملائها, لمستهُ, أحستهُ ألما ً, وركلات احتقار لمن هو أثمن مافي الوجود"الانسان", مثلما سمعته كلمات إهانة للكرامة البشرية, والحط بمعاني المواطنة, وازدراء الحياة البشرية المقدسة في كل الأديان والأعراف والقوانين. رأت زرقاء الشام إراقة الحقوق بقسوة ووحشية, وعاينت بعينيها الجميلتين, القويتين قوة الحقيقة, صعود الطغاة على رؤوس ورقاب الثوار ومعاملتهم في السجون كبهائم, تركزت في ذاكرتها مثلما تركزت في ذاكرتنا صورة ذلك الشاب من احدى المدن السورية وهو يرد ّ بغضب ٍ على رجل أمن:
"لا تدوس على رقبتي فأنا انسان ولست بهيمة"
رأيناه, وسمعناه يخاطب رجل شرطة أومخابرات أو شبيحة أو أي مسمى من أسماء حماة الطغاة المتنوعين, الكثيرين والمتوزعين في كل المدن والقصبات, ناثرين الرعب بتعاملهم المتعالي على سواهم من ابناء الوطن السوري الزاهي بكل عمود رخام او حجر شكل إرثا ورمزا لحضارة ارتقت, معبرة عن عظمة شعب صعد الذرى, وطرّز الزمن عشقا ً, وعلماً, وأدباً, وفنا ً لا يموت.
هاهي الحقيقة تسطع بأدوات أهدانا أياها العلم الحديث من اتصالات والكترونيات, وهاهم اللاهثون وراء غمط الحقوق يحتارون بسيل الشعب العرمرم, الثائر, والمحطم أكوام القيود التي وضعوها حديدا ونارا في طريقه, ولكن هيهات لهم ذلك, لقد فشلت كل أكاذيبهم, وانقلب السحر على الساحر, فتضحك الشمس كل يوم, كاشفة ً جرائم الاستبداد, فنرى كل الدماء الشابة التي تراق, نرى جثث الأطفال بعد التمثيل بها, وهاهم الثوار الأحرار يتظاهرون ويكثرون, وهذه صيحات الحق, تطير الى كل مكان في العالم, تدخل البيوت والقلوب لتخلد, بينما يحتار الكبرياء الأجوف المدجج بسلاح الموت ورصاص الفوضى والانهزام.
كل شيء ينكشف اليوم أمام عيون البشر, فتعيد زرقاء الشام الموقف التأريخي واقعيا, لكن شعب سوريا العظيم يقلب وبذكاء ٍأهم أحداثه, ويتمّ تصديق الزرقاء, فينتهى الأمر وتسير الجموع الغاضبة الى الأمام.
باتت الثورة قاب قوسين او أدنى, لتشرق الحرية قريبا, بحتمية لا تـُعاند.
أهلا ً أهلا ً يادماء شباب سوريا الحبيبة, سوريا الصابرة على البعث الفاشي طوال السنين, البعث الذي يقسم ابناء الوطن الواحد الى درجات, وحسب الولاء للبعث البغيض المتلاعب بكل المقدرات.
اهلا ً أيتها الرؤوس السورية الشامخة بالحق وإرادة الحياة العادلة.
أهلاً أيتها الحناجر التي تصرّ على التغريد بصوت واحد يسع الأرض والجبال السورية كلها, حناجر تردد أهازيج الشهيد "ابراهيم قاشوش" بتحدٍ, وبثقة ٍ بالحق, ورغبة بالعدالة, تنشد بحنجرته الخالدة التي اقتـُلـِعت بهمجية حزب البعث المتسلط على الشعب ظلما ً لعقودٍ من سنين ثقال لا تـُطاق.



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفضل خيار للعرب, يعرفونه ويحرفون عنه
- الأم, الوطن الأول لكل انسان
- أمة ٌ تسترُ أمراضها ولا تعالجها
- لا صدى لصرخات السودانيين
- هل يستحق القتلة- كالقذافي- خروجا مشرفا؟
- ياسر العظمة.. مبدعٌ زاهدٌ إلا بالحقيقة
- لا للدكتاتوريين, قالتها الشعوب العربية بالدماء
- ثورة اليمن العملاقة
- الازدواجية وحق الكرد في تقرير مصيرهم .. في ذكرى مجزرة الانفا ...
- عسل الشعوب العربية المرّ
- المرأة والطغاة..ايمان العبيدي انموذجا
- ملوك وأمراء الأميّة يذبحون الثوار واللؤلؤة
- من يوقف الطغاة؟ وهل يبقى أطباء اليمن في حيرتهم؟
- ماذا للمرأة ِ في الجنة ؟
- الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي هو المقياس
- لا تَتَصنّمْ
- الشعب الليبي يُقتل, فأينكم
- مع الاحتجاجات الشعبية, ولكن
- ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق
- هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - مي سكاف, حقا انها زرقاء اليمامة