أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي














المزيد.....

تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


انقلبتُ
بدأ فجر انقلاباتي بقبلة ،
بمجرد قبلة ...

بقبلة طبعتها على خدي ،
قبلة على خذي الأيمن أردتها تحريضا له على التحرر من مكياج الماضي ،
قبلة طبعتها في غفلة مني واندهاش لا يخلو من غرور وانتشاء ...

تلت القبلة قبلات على شفتي حاولت اختلاسها على مرآى من عابرين كسالى
كأن البلد في حضرتهم مصنع لمواطنيين كارطونيين ليس إلا ..

قبلات حاولت اختلاسها بجوع تاريخي استغرق قرونا ليجد أخيرا ..
أمازيغيا مثلك متشبعا بروح التمرد ،
ثائرا مثلك مدججا بقيم العقلانية والنسبية وترسانة هائلة من المواثيق الدولية لحقوق الجياع !

قبلات حاولت اختلاسها تريد أن تعلنها شجاعة أولى للوطن على درب تطلعه
إلى ثقافة أخرى تخرجه من الظلمات إلى النور ،
إلى ثقافة تصله بأمجاد العقل والعلم ..
أمجاد ينجذب إليها كل إنسان في اشتهاء لا يقل عن اشتهائك ،
لكنه اشتهاء موثق اليدين والقدمين بسلاسل من زمنه البائد !

اشتهاء تنقصه شجاعة القطع مع إرث ثقيل من الفكر الرجعي المنغلق .

قبلات كدتَ بها وأنت في قبضة ذاك المجنون المتعطش فيك لمعانقة آفاق أوسع
أن تجعل من ذلك الشارع المغربي المحافظ امتدادا جميلا لشوارع الغرب وجسوره !

أردت بتلك القبلات أن تدهشني
بأصالة تعطشكَ ،
بشجاعة تمردك ،
بقوة إصرارك على التغيير ...

غير أنك في كل ذلك أردتني أن أكون فقط وسيلتك :
لم تكن تتوقع أن أكون أنا من سيدهشك بما لم يخطر على بالك من جوع وثأر الأنثى

كنت تظن أن الأنثى دائما مرمى تسجل فيه هدفا ما ،
فإذا بك تصير مرمى لأهدافيَ العليا ...

فإذا بك صريع أنوثة أنشدت ما بين يديكَ درساً بهياً في الوفاء لجسد البداية ْ ؛
كم أغريتها بسحر الفلسفة التي أنجبتك من ثقافة الذكورة ْ ،
لكنها أفلتت من مراياكَ ،
لكنها عادتْ تمشط شعرها في جسد العشق الأشهى !

فإذا بي في أحلى حالاتي
حين ارتدت إليك النزوة تلعن بهائي ..

أحسستُ أني أنثى بسحر أكبرْ ،
وأني على عروش الرفض أكبُرْ .. بكل جلالي !

صارعتك لحظة ْ ،
أشفقتُ عليك ما خان من لحظة ْ :
أنوثة مبتذلة خلتني أطفو ،
ولكني أذقتك الأنثى بعمق آخرْ ،
أتمنى أن تكون استوعبتَ الموجة ْ !

كي تغفر لي بهائي ، إذ فاجأتك ، كي تنسى ،
قلتَ : ״ في حاجة أنا لمسافة ما كي أنسى״
وأنا لا أريدكَ أن تنسى :
أريدني ذاكرتك الأخرى :
بي تتعلم أسماء الأشياء من جديدْ ،
وكذلك ترتيبَ الفصولْ !

أنتَ الآنَ كلما انفردتَ بجلالي .. تلعن طريقتي في الرقص بين يديكَ ،
ولكني أبارك كل لعنة / رقصة ترمم شروخ الجسد !

أردتَـني نشازاً ، وكنتُ النشازَ :
وأذقتك الأنوثة بنكهة أحلى !
فمرحى لأنوثة المرحلة ، مرحى !

كنت تظن أن الأنثى دائما مرمى تسجل فيه هدفا ما ،
فإذا بكَ تصير مرمى لأهدافيَ العليا
فإذا بك
كي تفهم امرأة ..
يلزمكَ .. العميق من الشعر والفلسفة ْ !
كي تفهم امرأة ْ ..
تلزمك كل فنون العبقرية ْ !
كي تفهم امرأةً ..
يلزمك بكل بساطة ْ ..
أن تصير امرأة ْ :
مستحيلََكَ الجميل ْ ، جمالَكَ المستحيلْ !

كنت تظن أن الأنثى دائما مرمى تسجل فيه هدفا ما ،
فإذا بك تصير مرمى لأهدافيَ العليا
فإذا واجبي التاريخي أن أساعدك على تعويض ..
ما فشلت في اختلاسه من قبلات ،
ما فاتك منها من انتشاء وانتعاش ،
ما لم تستطع أن تغير بجرأتها من شوارع ،
ما لم تكن تقوى بلهيب حماها على مده من جسور ..

فإذا بقبلة مني ذات لقاء جريء لاحق تستأمنكَ على ما تبقى مني

قبلة أردتها أخطر من كل انقلاب عسكري عرفه تاريخ الإنسان والثورات !

قبلة أرغمت مغرورا مثلك أن يعيد النظر في الأنثى التي بين يديه ...
قبلة تتويج حتمي لعشق بدأ منذ أن كان لمدننا أسماؤها الحسنى ...

القبلة هذه هي التباشير الأولى لزلازل سياسية
أجبرت فيما بعد حكومات الاستبداد العربي بدول شمال إفريقيا وبعده دول الشرق الأوسط
أن تضرب لكل أنين غير عربي مهما كان خافتا أو أعزل ألف حساب وحساب ...

تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي

لكنهم كعادتهم ينتحلون كل شيء ،

لكنهم أطلقوا على القبلة / القنبلة اسم الربيع العربي !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقطع من رواية بعنوان : لا .. سيدي الملك ... !



#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ، سيدي القنصل العام ... /سيرة ذاتية الفصل الأول
- رأيتُ في ما ترى الثائرة ْ ... !
- وأصنام الكعبة إنا لمُتعَباتْ !
- حول سريري كلهم متشابهون !
- هذي ملوكُكم اسألوا كبيرَها !
- هي شمس ينقصها جبروتُ الحب ْ !
- ’’ ليون ’’ القحبة الفرنسية التي شردتني !
- إذ كل قصيدة ضلالة ْ !
- أيها الحداثيون .. هاتوا ربا قد أفلس ربي !
- الشاعرة الأمازيغية الملتزمة مليكة مزان : الشعر حرية حقيقية . ...
- بحاجة أنا إلى فضيحة تكشف سرنا !
- برأس الرب سأعودُ لأطفال الجبل ْ !
- هاتفي النقال / هذا القواد ْ !
- لي النصفُ .. مما لم يترك ِ الأنبياء ْ !
- البكاءُ عليكَ دِينٌ بلا أتباعْ !
- دينُنا الجديد !
- ديننا الجديد !
- ذاكَ قرآني ... ! ( من مناضلة أمازيغية إلى رب العرب والمسلمين ...
- خِصري .. هذي الفصيلة ُ النادرة ُ المُدَمﱢرة ْ !
- أنا المطلقة ُ خَمساً : لي في التغزلِ بكَ دينٌ آخرْ !


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي