أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زيد ميشو - إلعب وأطرد الكبر عنك














المزيد.....

إلعب وأطرد الكبر عنك


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 05:11
المحور: سيرة ذاتية
    


لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا ؛ إننا نكبر لأننا توقفنا عن اللعب

عندما أرسل لي الأستاذ باسم حنا بطرس كلمات برناردشو هذه إحتفظت بها ، فقد قرأتها في ثانية لكني قضيت ساعات من الزمن في التفكير بها .
فكم من مرة عرفنا فيها أشخاصاً فقدوا حيوتهم بسبب تركهم لوظيفتهم ، أو ابتلوا بالكآبة لطموح لم يتحقق ، ومن النظرة الأولى لهم نعرف بأن هناك سراً وراء حزنهم ....
وأنا أيضاً كان لي هناك زمن فاصل بانت آثاره السلبية على هيئتي واكتشفت فيما بعد السبب بعدما غرقت بالتفكير بهذه الحكمة البرناردشوية ..
كنت حينها في الثانية والثلاثين من عمري عندما حاولت أن أعمل نادلاً في إحدى الكافتريات في لبنان بعد أن فتحت على مصراعيها أبواب الحاجة المرة ، إلا أنني لم أكن الشخص المؤهل لهذا العمل كوني كبير في العمر ! ، هذا ماوصلني من الوسيط الذي يعرف صاحب المحل .
ولم تمضِ سوى أيام على هذا الإتهام الشنيع حتى فاجأتي فتاة جميلة لايزيد عمرها عن الخامسة والعشرين عندما خاطبتي احتراماً بكلمة ( عمّو ) ، ومنذ ذلك الحين وانا أسمعها وأحاول ان أمنعها حتى مع أبناء أخي وهم يعاندون وهكذا الحال أيضاً مع إبنتيّ حيث اطلب منهم بأن تنادياني بإسمي .
لم يكن هناك سبب مقتع بالنسبة لي لأبدو كبيراً إلى هذا الحد ، شكلي نفسه أراه كل يوماً ولم ألحظ أي تغيير سوى الشيب الذي غزا مساحة من رأسي ، أسلوبي نفسه هو الآخر لم يتغير ، شيئ واحد كان مختلفاً كلياً وهو عفويتي في اللعب وأحياناً الإمتناع عنه لعدم وجود شريك ...
في العراق كنت ألعب لأتسلى وأمرح وأضحك ونستفز بعضنا البعض ، ونقوي الصداقة ، وكانت أكثر الألعاب فيها حركة تحتاج بذل طاقة ، كنا نتبارى بعنف حتى في الطاولة والدومينو ، والشتائم التي نتبادلها في كل لعبة لم تكن سهلة هي الأخرى ، بل تخرج بصوت مفتعل يهزّ الجسم هزاً بأكمله وكأنه مساج ...
كانت أياماً حلوة لأننا تعلمنا أن نستخرج من المرارة حلاوتها المتبقية أو نحليها بأي طريقة كانت .
بعد خروجي من العراق رغم أنفي ولجوئي إلى الأردن لمدة ثلاث سنوات كنت ألعب لأقتل التفكير فقط ، فقد كانت الأردن للعراقي عبارة سكة حديد على الطريق ، لانعرف أين تتجه قطاراتها ، والمحظوظ منّا الذي يستغل أحياناً انخفاض سرعتها محاولاً ان يباغت الجميع بقفزة بهلوانية للتسلل بها ، وقد تؤدي قفزته إلى سقوطه وتكسير عظامه أو قد تنهي حياته ، وهنا أقصد من لم يبقَ بدّ أمامه سوى خيار الهروب البري أو البحري عبر الحدود أوصلت البعض إلى حتفهم وآخرون إلى سجنهم وترحيلهم . وهناك من يسميها الحفرة الكبيرة ولايعرف إن كان سيخرج منها ، وآخرين يطلقون عليها المقبرة ، بعد أن شعروا بأنهم دفنوا فيها أحياء .
وماذا نفعل في مناطق جبلية ينتحر فيها البغال من الصعود والنزول غير ورق اللعب والليدو ؟ ألعاب جامدة خصوصاً عندما لايكون هناك خيارات أخرى لتصبح مملة ، والمرة الوحيدة التي لعبت فيها كرة الطائرة خلع كتفي الأيمن ! وكلما زاد السأم كلما طالت الساعات التي نغرق فيها بنفس اللعبة ! ونقول لبعضنا ، متى سنلعب الجولة الأخيرة في الأردن ؟ كما كنّا نتمنى سابقاً عندما كنّا جنوداً في العراق ونغني بقلب مجروح " يمتى الفرج ياربي " ؟
وأخيراً فرجت معي أنا وعائلتي بعد أن كان لنا أمل صغير لمستقبل مجهول ومحطة أخرى ، ننتظر فيها القافلة لمدة ستة سنوات ، وكانت المحطة لبنان . لكن هذه المرة كان لنا شعور غريب في الوحدة ، فما قبلها كنّا نعرف الكثير من الأقرباء وأصدقاء الطفولة كونها الدولة الوحيدة من الدول المجاورة حينذاك تستقبل العراقيين . والمثل يقول الغربة للغني وطن والوطن للفقير غربة ، ولسان حالي يسأل .... وماذا يقال عن الفقير في الغربة ؟
وقف اللعب ، وانتهى الطموح ، ووقف الزمن ولم ألحظ غير عجزي ، فتوقفت عن اللعب وكانت النتيجة ....... عمّو .. قبل الأوان ومن شابات وشباب الفرق بيني وبينهم بضع سنوات . هم عاشوا مراحل عمرهم بمسمياتها كما يجب ، ولم يكفّوا عن اللعب ، بينما أنا ولغاية الآن لاأعرف إن كنت قد عشت مرحلة الشباب أم لا ...
وصلت إلى كندا .... لكن بعد فوات الأوان ، حيث اللعب والعمل لا يلتقيان ...
أتمنى على الجميع أن لايكفوا عن اللعب كي لايصابوا بمرض " عمّو " مبكراً ...



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة على التديّن
- تقبيل الأيادي والانحناءات والاحترام المفروض !
- والتقيت بعبوسي في مشيغان
- الدكتور سعد الدليمي وكرم الخزرجي وجهان لعملة واحدة
- صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً
- عراةٌ أمام المرآة
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم
- مفارقات مع الحلال والحرام من الطعام
- جائزة لكل ملحد يؤمن
- أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه
- رجل الدين في زمننا
- شتان بين كلاب وكلاب
- لمن التصفيق ؟
- أمل
- عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم ...
- لاأثق بهم ولاأستلطفهم ، فهل أنا على خطأ ؟
- الله و الله وأكبر والرب وأودوناي
- الله حسب الطلب
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زيد ميشو - إلعب وأطرد الكبر عنك