أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - دهام حسن - قراءة في الواقع السوري...ما بين السلطة والمعارضة














المزيد.....

قراءة في الواقع السوري...ما بين السلطة والمعارضة


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 01:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



إن نظرة هادئة، فاحصة، متأملة للواقع السوري، لا بد له أن يمدنا بانطباعات عديدة، وبزاد كاف من المعرفة والوقائع، وكل ذلك يضعنا إلى حد بعيد في تصور واضح عن الواقع السياسي الراهن، ومن خلال ذلك يمكننا أن نستمزج تطلعات الأطراف السياسية المنسجمة والمتضاربة، للخروج برأي أو تحليل هو أقرب إلى الصواب، وبالتالي إمكانية السير قدما في السكة الصحيحة..
المسألة التي يتفق حولها الجميع ولو نظريا، هي مسألة الإصلاحات والانتقال الديمقراطي، أي وجوب الإصلاحات على صعيد البلاد كمطلب وطني يتجلى على الصعيد الشعبي والجماهيري، ولو أن ترجمتها من أصعب المسائل الشائكة وسوف تكون مدعاة للخلاف والاختلاف كما سنرى، إن تساقط الأنظمة العربية في كل من تونس ومصر، فضلا من أن النظام في كل من ليبيا وسوريا، هو آيل للسقوط حتما ناهيك عن اليمن فلن يكون لها مصير أفضل، وثمة أنظمة عربية أخرى ستدور عليها الدائرة ذاتها، هذا الحراك ليس بالأمر السهل فهمه وتفسيره وتقبله وملاقاته من قبل شتى النزعات السياسية، من هنا جاءت المواقف من القوى السياسية المنخرطة في المسألة الوطنية السورية متباينة بل متباعدة، وهنا سوف نستعرض أهم المواقف لأهم تلك القوى ذات الفعالية على الصعيد الوطني السوري..

1ــ النظام، السلطة، القوى الحاكمة.. حاولت في البداية أن تستهين بالحراك الشبابي، وألا تأخذه في الحسبان، لكن توسع رقعة هذا الحراك، وتواصله كل هذه المدة، والتصعيد من لهجة الشعارات، إلى أن وصل السقف بالشعار الأشهر (إسقاط النظام) وتفاقم المسألة بتصعيد المظاهرات، وتزايد من سقوط عدد كبير من الشهداء، هذا ما حدا النظام ليقرّ بأزمة تعصف حقيقة بالبلاد..

2ــ الحراك الشبابي، هذه الظاهرة برزت على الساحة السورية دون أن يتنبأ بقدومها أحد، وهي حركة شبابية حظيت بشعبية هائلة وحماس منقطع النظير، وبسقف عال من شعارات راديكالية حاسمة، توّجت أخيرا بشعار إسقاط النظام كما نوهنا، هذا الحراك هو خليط من قوى عديدة ذات رؤى متباينة، جمعهم هدف واحد هو التوق الشديد للحرية والديمقراطية..

3ــ القوى المعارضة المشتتة والملاحقة والضعيفة عموما، تدخل في قوامها أيضا القوى الكوردية، رغم ذلك سنفرد للمعارضة الكوردية حقلا خاصا بها، وضعف هذه القوى مرده بالأساس هو رد فعل النظام العنيف، ورصده لأي حراك سياسي لا يقر له بالقيادة بل حتى بالولاء والتبعية، والمادة الثامنة من الدستور تقر بهذه التبعية ورغم كل شيء، فقد برزت أسماء لامعة على صعيد الوطن السوري، كانوا في أغلبيتهم نزلاء السجون..

4ــ القوى الكوردية هي حقيقة القوى الأكثر تنظيما، وفي الوقت ذاته القوى الأكثر تنظيمات وخصومة فيما بينهم، وفيهم من يشك حتى في إخلاصه وولائه للحركة السياسية الكوردية، وهي إلى الآن لم تستطع أن تأخذ موقفا موحدا في كثير من القضايا، فمازالت مترددة، وكثيرا ما تبدو عاجزة في التقرير لموقف جامع، مع الريبة المتبادلة بينها وبين المعارضة العربية، ويسري في بعض فصائلها شيء من الوهن، والترهل في بعض رموزها.

5ــ القوى الإسلامية ذات الخطابين، أو ذات الوجهين، قوى مؤيدة للنظام، كالبوطي والحبش، وسواهما من دعاة إطاعة أولي الأمر كالشيخ المفتي حسون، وقوى معارضة في الضفة الأخرى مناوئة للنظام، والأخيرة رغم تواريها لفترة طويلة، فهي تبدو اليوم من أكثر القوى ظهورا وتواصلا وتلاقيا ونشاطا، كما تجلـّى ذلك واضحا في لقاءات المعارضة التي تمتْ خاصة في تركيا.. ما نستطيع قوله أن القوى المعارضة الإسلامية لم تزل تسيطر عليها القوى الظلامية، فلم تستطع أن تجدد نفسها، وهي ذاتها قوى إقصائية لن تقبل مطلقا باللعبة الديمقراطية، ولا بالبديل الديمقراطي، ويبدو لي أن هذا الانتشاء جاء الحركة الإسلامية جراء العطف والرعاية التي ربما تلقتها من لدن دول إقليمية، عربية وغير عربية، وما يؤكد هذا السلوك من الغرور والتعالي من جانب هذه القوى الدينية هو تجاهلها التام للوجود الكوردي كقوى حية في المعارضة لدرجة الاستهتار...
وبالمقابل وبنفس الدرجة أقول أن القوى الكوردية التي تمثلت في مؤتمر استانبول لم تستطع أن تكون مقنعة، كان عليها أن تركز على حالة الإهمال والتهميش من قبل الجماعة الإسلامية، وليس على حالة تبديل شعار ما بشعار آخر.. كنت أتوسم في الأخ الدكتور عبد الباسط سيدا أن يعالج الموضوع بحسن التصرف، وفعلا جاء انسحابه بصمت وهدوء دون أن يثير خلفه أية زوبعة، وإن وضعنا أخيرا في حقيقة الموقف..

قراءتي لعموم المشهد السوري ورؤيتي المستقبلية للحلول المطروحة هي كالتالي..
ليس أمام الكورد إلا أن يلتقوا وينسقوا فيما بينهم، وما صرح به الدكتور عبد الحكيم بشار سكرتير البارتي، في عزم قادة الحركة على عقد لقاء قريب ربما يكون من أولى البشائر السارة فلنرحب بالفكرة ونتفاءل وبالتالي ننتظر..
القوى الإسلامية لم يزل الجانب الظلامي هو المسيطر فيها، ولن يستقيم أمر الحركة، ولا حالها إذا ما بقيت أسيرة النزعة الماضوية، ولم تستطع أن تفكر بعيدة عن قوى محلية تسعى جاهدة للتحكم في قرارها ومصيرها..

القوى الشبابية لا بد لها من الاستئناس برأي قوى المعارضة من حيث هي قوى سياسية مطلعة وقادرة على قراءة الواقع والتصرف ضمن المنطق والعقلانية في ضوء ذلك..
النظام ليس أمامه برأيي غير الاستجابة لمطالب الشباب هذه المطالب يمكن حصرها في الإصلاح والتغيير، والانتقال إلى نظام ديمقراطي..

على العموم ينبغي أن ننوه من أن المعارضة لم تكن ولن تكون يوما ضد الحوار، المهم أن يكون النظام جادا، ويصل إلى قناعة من أن تساقط كل هذه النظم الاستبدادية في العالم العربي هو دليل على تآكل شرعيتها، تخلفت ولم تعد تماشي لغة الواقع، وبالتالي حان الوقت لتغييرها والانتقال بها إلى بديل ديمقراطي، والمفاوضات بين السلطة والمعارضة ينبغي أن تحصر في هذا الجانب ليس إلا، ففي الإصلاح والديمقراطية تكمن ديمومة التغيير، وبالتالي فتبديل أي نظام سيكون مقبولا عبر الوسائط الشرعية...



#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف مسؤولة في ضوء المستجدات على الساحة السورية..!
- الحبُّ خرافة ٌ
- المعارضة السورية.. لقاء فندق سمير أميس ورهان الخاسرين..!
- أحبك دعد..
- هو .. هو ..!
- الإصلاح والتغيير في العالم العربي..!
- سريري المهجور..!
- عرس في مدار القمر..!
- تكتب لي مراهقة..!
- ظاهرة الفكر التكفيري..!
- يا خيالي..!
- يا صديقي ..!
- سهران وحدي ..!
- سيدتي لا تزعلي ..!
- سيادة العقل الأوربي الأمريكي تاريخيا..!
- حبٌّ.. أم نزوهْ..!
- حركة الإصلاح الديني في أوربا..!
- أسباب الانقسام والانشقاقت في الأحزاب (وجهة نظر في قراءة أولي ...
- البازيُّ...!
- يوم ميلادي..


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - دهام حسن - قراءة في الواقع السوري...ما بين السلطة والمعارضة