أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - أنا إرهابي فخور















المزيد.....

أنا إرهابي فخور


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 17:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


مقدمة:
"في مسالة التصدي لتهويد القدس كلنا رائد صلاح" - أجابني السيد خالد أبو شرخ (رداً على سؤال وجهته إليه) وبهذا أرجعني مباشرة الى لب القضية التي تشغلني وأحاول فهمها، دون نجاح، منذ عشرات السنين: لماذا يسهل على مثقف عربي تقدمي يساري (وربما ماركسي) ان يتضامن مع انسان رجعي ظلامي عنصري متعصب ، ولا يتردد (هذا المثقف العربي التقدمي) لحظة واحدة عن الأعلان "كلنا رائد صلاح"، في حين انه في واحدة من أحلك الظلمات التي مر بها الصراع الأسرائيلي-العربي، عندما كان "إنتحاريو الله أكبر" يفجرون أنفسهم في مقاهي اسرائيل وشوارعها وسياراتها العامة، يقتلون الأطفال والشيوخ والنساء، وعندما كان الغربان من اتباع الحاخام العنصري النازي كهانا يرقصون على جثث الضحايا وينعبون: "لقد صدق كهانا. الموت للعرب"، لم يخطر ببال مثقف اسرائيلي يساري واحد ان يقول: "في مسألة الدفاع عن حياة المواطنين الأسرائيليين كلنا كهانا"؟
أو بتعبير آخر: ما هي "العقدة النفسية" التي تمنع كل قدرة على التفكير السليم، لدى معظم المثقفين والكتاب العرب، لمجرد سماعهم كلمة "الصهيونية" أو "إسرائيل"؟

عندما أكتب بلغة عربية فصيحة (وأنا، بشهادة البعض، أجيد الكتابة باللغة العربية): "إن الشيخ رائد صلاح هو عيب وعار على كل عربي وكل فلسطيني، تماماً كما ان نظيره الحاخام دوب ليئور في اسرائيل هو عيب وعار على كل اسرائيلي وكل يهودي"، لماذا يحتج خالد أبو شرخ ويوجه لي السؤال التالي: "ألا ترى يا سيد يعقوب , انك في كل مقالاتك تتناول طرفا واحدا في طرفي الصراع؟"
أنا أتكلم عن طرفين في الصراع، عن الشيخ المسلم والحاخام اليهودي، وأبو شرخ يتهمني بتناول طرف واحد فقط من طرفي الصراع. (هذا لا يمنعه طبعاً من كتابة مقال مطول، لا نرى نهايته حتى الآن، مليء ب"حقائق" من طرفٍ واحدٍ فقط).
ألم يفهم خالد أبو شرخ حقاً ما كتبته أم ان عداءه غير العقلاني لكل ما قد تفوح منه رائحة "الصهيونية" أو "اسرائيل" يمنعه من التفكير السليم؟ بأية لغة تريدني أن أكتب لكي تفهمني، سيدي الفاضل خالد أبو شرخ ؟ أتريدني أن أكتب بلغة عجمية كتلك التي يستخدمها حماة "المسجد الأقصى"؟ لا أقدر على ذلك. انا، في كل ما يتعلق باللغة العربية، تلميذ حسين مروة الذي قتله أنصار حزب الله.

ومع ذلك سأخرج اليوم عن عادتي ولا أكتب ب"لغتي" أنا بل سأترجم مقالاً كاملاً نشر في اللغة العبرية، في جريدة اسرائيلية، وموجهاً في الأساس للقراء الأسرائيليين اليهود. عسى هذا المقال المترجم يشرح ما أعنيه عندما أقول ان الهجوم على "الصهيونية" دون تمييز بين الأجنحة الصهيونية المختلفة ("الماركسي" المفلس محمد نفاع، صاحب نظرية "المبادئ لا تتعصرن"، وصل الى جنوب أفريقيا لكي يقول للعالم كله ان "الصهيونية" هي الخطر الأكبر على البشرية، ولكن لم يخطر على باله ان يطلب من "حماس" السماح للصليب الأحمر الدولي بزيارة جندي اسرائيلي أسير)، وإن الدعوة الى محاربة "الصهاينة" دون تمييز بين اليمين الصهيوني واليسار الصهيوني، تخدم العناصر الصهيونية الفاشية في اسرائيل وتطعن أنصار السلام من الخلف.

نشر المقال في جريدة "هآريتس" بتاريخ 2011/7/19 بعنوان: "أنا إرهابي فخور" وكاتبه هو شلومو غزيت - جنرال في الاحتياط ورئيس أسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان).
المقال هو رد على الأتهامات التي وجهها الوزير الفاشستي في الحكومة الأسرائيلية، إيفيت ليبرمان، الى منظمات أنصار السلام وحقوق الأنسان في أسرائيل ووصفه أياها ب"المنظمات الإرهابية".
في نهاية المقال ("مسك الختام") سأحاول أن أجيب بنفس الطريقة على أسئلة وجهها إلي القراء في مناسبات سابقة (أخص منهم السيدات والسادة مكارم ابراهيم، عبدالله، يوسف روفا، وليد مهدي، ادم عربي، سارة، محمد خضير عباس وعذري مازغ ) حول مفهوم "الدولة اليهودية" ولكنني لم استطع أن أجيبهم أو أجبتهم بصورة غير مقنعة. (بهذه المناسبة أريد ان أقول للأخ عذري مازغ أن طلبه مني التغاضي عن أخطائه اللغوية "لأني لست عربي" غير مقبولٍ على الأطلاق. وبالمناسبة كان يجب أن تقول: "لأني لست عربياً").

المقال: أنا إرهابي فخور
في عام 1942، وانا شاب صغير، تلميذ في مدرسة ثانوية في تل ابيب، التحقت بمنظمة "الهاغانا". رأت بي أنذاك سلطات الإنتداب البريطاني، كما رأت في الكثيرين من أمثالي، عضواً في منظمة غير شرعية. مرت سنتان تجندت بعدهما في صفوف "البالماخ". في نطاق عملي في "البالماخ"، وكنشيط في "حركة التمرد العبري"، رأت بي السلطات البريطانية "إرهابياً". بعد ذلك شاركت في حرب الأستقلال ثم أمضيت 32 عاماً في الخدمة العسكرية في جيش الدفاع الأسرائيلي.
انني ارى اليوم في استمرار احتلالنا ليهودا والسامرة خطراً يهدد وجود دولة اسرائيل نفسها. هذا الواقع يشكل في نظري تهديداً على الأنجاز الكبير الذي ساهمت أنا في تحقيقه قبل 70 عاماً، ألا وهو إقامة دولة يهودية ديمقراطية ذات سيادة. إذا لم ننفصل عن السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لن تقوم قائمة لدولة اسرائيل اليهودية والديمقراطية.

منذ بضع سنوات التحقت بالهيئة الأدارية العامة لمنظمة "إحقاق العدل" ("ييش دين"). أنا طبعاً لا استطيع ان أؤثر على القرارات السياسية التي تتخذها أسرائيل، لكنني رأيت أن من واجبي أن اساهم في الدفاع عن العدالة والقانون في الأراضي المحتلة الواقعة تحت سيطرتنا. ليس لي شك ان حكومة اسرائيل، الكنيست والأكثرية الساحقة من الشعب الأسرائيلي يريدون ان يفرض القانون شرقي الخط الأخضر تماماً كما يريدونه ان يفرض غربي هذا الخط. ولكن الواقع في الوقت الحاضر هو، مع الأسف الشديد، عكس ذلك تماماً. ليست هناك مساواة بين اليهودي والعربي في كل ما يتعلق بفرض القانون. ونظام يميز بين ابناء البشر أمام القانون وفقاً لأنتماءاتهم القومية هو نظام "أبرتهايد". وهذا بالضبط هو ما أريد ان أمنعه بنشاطي وبمساهمتي كعضو في الهيئة الأدارية لمنظمة "إحقاق العدل".

المواطن الفلسطيني في الأراضي المحتلة لا يستطيع في أغلب الأحيان ان يتمسك بحقوقه وان يجد طريقه في متاهات البيروقراطية المدنية والعسكرية في دولة اسرائيل. هنا يأتي دور متطوعي (وبالأخص متطوعات) منظمة "إحقاق العدل". هم يأخدون بيده ويتكلمون باسمه. نحن لا نقرر من هو المحق في كل قضية من القضايا التي نتناولها. دورنا يتلخص في دراسة القضية بكل تفاصيلها ودورنا ينتهي برفع القضية امام السلطات المختصة.
السلطات الأسرائيلية في الأراضي المحتلة، عناصر الجيش والشرطة، لا يحبون عملنا. ليس من السهل لهم التعامل مع الشكاوى التي نرفعها أمامهم. ولكن أحداً منهم لم يزعم أبداً ان نشاطنا لا لزوم له، معيب أو هدام.

أمس وقعت الواقعة. 69 عاماً بعد ان ألصقت بي سلطات الأنتداب البريطاني لقب الأرهابي، جاء وزير محترم في حكومة اسرائيل، فخامة وزير الخارجية الذي يرأس حزب "أسرائيل بيتنا"، ووصف المنظمة التي انتمي الى هيئتها الأدارية - "إحقاق العدل" - بأنها منظمة إرهابية.

في حينه رأيت في لقب "الأرهابي"، الذي ألصقته بي سلطات الأنتداب البريطاني، وسام شرف. اليوم أرى في هذا اللقب نفسه، الذي يلصقه بي هذه المرة فخامة الوزير ليبرمان، وسام شرف جديد. انا على ثقة مطلقة ان منظمة "إحقاق العدل" تستحق وسام تقدير من الدرجة الأولى على نشاطها. وأنا على يقين إن نشاطنا هو محاولة حيوية لأنقاذ دولة اسرائيل من نظام الأبرتهايد.

شرف كبير لي، يا سيدي الوزير، أن أحظى منك على لقب "الأرهابي".
أنا إرهابي فخور.

مسك الختام:
بهذا ينتهي مقال شلومو غزيت في جريدة "هآريتس".

آري ألون نشأ في عائلة دينية يمينية وفي سن مبكر ثار على "الدين اليهودي الرباني" واصبح من أكبر دعاة "اليهودية العلمانية".
في مقابلة صحفية بمناسبة أعادة طبع كتابه الهام "العالم دي" (هذا تشويش يصعب ترجمته الى اللغة العربية لقطعة واردة في "القديس" الديني، المكتوب باللغة الآرامية، الذي يتلى، وفقاً للتقاليد الدينية اليهودية، إثناء تأبين الموتى) قال آري ألون ما يلي:
"الحركة الصهيونية في نظري هي حركة دنيوية (علمانية) لتحرير الأنسان وليست حركة دينية لتحرير الأرض. (ألون يلعب هنا لعباً ذكياً بالكلمات. في اللغة العبرية كلمة "إنسان" (في العبرية: أدم אדם) وكلمة "أرض" (في العبرية: أدمة אדמה) يرجعان الى نفس المصدر).
"انا صهيوني لسبب واحد فقط هو انني أريد أن أعيش كما أنا: في وطني، بلغتي وبثقافتي. الأنسان ذو السيادة، في نظري، هو سيد نفسه وسيد نفسه فقط. ليس له سيد آخر في عالمه وهو ليس سيداً على آخرين في عالمهم.
"هذا ينطبق أيضاً على الشعب اليهودي في وطنه. ما دمنا نستعبد شعباً آخر لن نكون شعباً ذا سيادة. لذلك ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على تحرره الكامل وعلى دولته المستقلة، لن يتحرر الشعب اليهودي ولن تصل الثورة الصهيونية الى غايتها."



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا رائد صلاح؟!
- خواطر وأفكار من وحي سالونيكي
- إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية
- حسقيل قوجمان يرسخ ولا يشك
- عودة الى خرافة الأشتراكية العلمية
- وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل
- الرجل الذي يحارب بمدافع القرن ال-19
- أنا، أميل حبيبي وجورج حزبون
- خرافة الأشتراكية العلمية
- فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية
- فيتوريو بعد جوليانو
- يوم انحرفت الثورة المصرية عن مسارها
- وردتان على قبره
- من قتل جوليانو مير؟
- الصهيونية ليست ما تظنون
- نمريات
- الشاعر الذي يتكلم لغة قديمة
- ملاحظات ليبية
- المقياس الأساسي لدى محمد نفاع
- شعب اسرائيل صديق لشعب مصر


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - أنا إرهابي فخور