أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الاء حامد - المشروع الأمريكي والانسحاب العسكري من العراق














المزيد.....

المشروع الأمريكي والانسحاب العسكري من العراق


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 14:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشك إن الوجود العسكري الأميركي له أبعادة الإستراتجية والعسكرية في المنطقة العربية , فهو انطلق من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعدت طبخاته بإتقان عالي ودراسة مستفيضة منذ عقود طويلة للسيطرة على البترول والتحكم بالاقتصاد العالمي, ثم حماية إسرائيل من تنامي قدرات إيران العسكرية ومشروعها النووي من خلال محاصرتها تمهيدا لضربها عسكريا وإسقاط نظامها انطلاقا من القواعد العسكرية في الدول المجاورة لاسيما العراق الذي كانت ترغب أمريكا بتحوله إلى نموذج الدولة الديمقراطية تحكمها نخبه تساعدها في تنفيذ أجنداتها. وبالمحصلة إنهاء التهديدات الفارغة التي كان يطلقها صدام.

فبرزت معالم تنفيذ هذا المشروع منذ إحداث حرب الخليج الثانية. فلمثل هذه المشاريع الاستعمارية العميقة تحتاج لأجندات من المنطقة ذاتها لتنفيذها على ارض الواقع من خلال عمالتها الواضحة وإذعانها اللا محدود في تنفيذ المخططات والأهداف التي تساهم بإنجاح هذا المشروع.

لهذا تم تحديد أرضية العراق الخصبة لما تحتويها من ظروف ملائمة ساهم المعلقة صدام بتهيأت أجواءها وتطبيق إعداداتها من حيث يدري او لا يدري نتيجة سياساته الخاطئة في المنطقة ولسطوته المدمرة وغروره العنجواني في تنفيذ طموحاته الفاشلة لاسيما وهو كان يحلم ان يكون فاتحا كصلاح الدين الأيوبي او رمزا قوميا كعبد الناصر.

فنكل بشعبه اشد تنكيلا, وقتل معارضيه ساعة تسلمه السلطة قتلا بشعا وكان حكمه دكتاتوريا ووحشيا , فأندفع اندفاعا عجيبا وغير مبررا بأتجاه الجارة إيران في حرب لا جدوى منها سوى استنزاف الدم العراقي بأموال خليجيه عربيه أمريكية. ثم أوقع به من خلال إعطاءه الضوء الأخضر في خوض حرب هدفها الأول والأخير الإطاحة به . فغزا الكويت وخرج منها مندحرا مهزوما ومثقلا بالديون والعقوبات الاقتصادية والعسكرية وكان أخرها سقوطه والقضاء عليه .

بعد سقوط صدام ودولته وسلطته عن طريق الاحتلال, جاء على ظهر دباباته تلك النخب السياسية التي تحكم العراق ألان .وقامت بتداول الحكم بالمعادلة القومية الطائفية نفسها التي كانت تتناول منذ تشكل الدولة العراقية الحديثة بأسثناء الحكم ألقاسمي.

بعد هذه المقدمات هل نرى من المعقول ان يكون قرار الانسحاب الوجود العسكري الأمريكي عراقيا ؟ الإجابة على منطقية هذا السؤال تكمن في نتيجة الانقسام الذي حصل بالمجتمع العراقي الذي عمد إليه المحتل بكل أدواته وأساليبه كان أهما تكريس مبدأ الطائفية في الحكم , تنفيذا لهذا المشروع الرامي بخلق أجواء مشحونة من الطائفية المقيتة والعنصرية البغيضة في البلاد ليسهل استمالته واستنزافه وإضعافه. ثم القرارات الهزيلة التي يتخذها الجانب العراقي المشغول أصلا بالصراعات الداخلية وعدم التوافق على ابسط بديهياتها. فما بالك بهكذا قرار مصيري يتعلق بمستقبل الأمة؟

لنعود سريعا إلى المشروع الأمريكي في المنطقة وظهوره المتعثر والضعيف وعدم استغلال هذا الإرباك من قبل الجانب العراقي لصالحه ثم نجب على تلك الأسئلة التي تم عرضها فيما يتعلق بقرار الانسحاب.

طبعا لسوء حظ الأميركيين انهم اختبروا مشروعهم في العراق , البلد الذي يصعب الإمساك به والموجود أصلا على حدود دولتين معادتين لأمريكا ( إيران وسوريا ) وكلتا الدولتين لهما أجنداتهما التي تعمل بقوة داخل العراق.
ثم المفاجئة المدوية التي أظهرتها المرجعية الدينية النجفية الشيعية ومدا وقوتها وسيطرتها على الشارع العراقي وهذه المرجعية بطبيعتها وتقاليدها معادية لأي لون من الألوان النفوذ الأجنبي فضلا عن الاحتلال المباشر.

هذين الظرفين ساهما بشكل أو بأخر بأضعاف المشروع الأمريكي بالعراق فضلا على عدة ظروف خارجية أهما الركود الاقتصادي وظهور الأزمة الاقتصادية العالمية وكذلك تغيير الأنظمة العربية الموالية لأمريكا بثورات الربيع العربي وإضعاف أخرى منتظره دورها في الإطاحة والتغيير.

بعد إن وضحنا الأسباب التي أضعفت المشروع الأمريكي وظهوره بهذا الشكل المتعثر كما هو عليه الان .نرى أيضا هنالك تخبط واضح في القرار العراقي بهذا الجانب . وهذا عمليا نتيجة الارتباط الوثيق بين النخبة السياسية الحاكمة التي جاءت مع المحتل والمحتل نفسه, فبه تعيش وتبقى وتصمد وبدونه تضعف وتندثر وينتهي دورها , فهي جزء من هذا المشروع فمصلحتها تكمن ببقاء المحتل ونجاح مشروعه وفشلها يكمن في خروجه من العراق.



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على الخلافة الإسلامية (4) زلة خالد بن الوليد
- تلاشى الحلم !!!
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية (4)
- الصراع على الخلافة الإسلامية (3) حروب الردة
- النجيفي أنموذجا للطائفية العنصرية في العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (2) إيضاحات حول رد الأستاذ طلعت ...
- الصراع على الخلافة الإسلامية (1) السقيفة بدايتاً
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية( 3 )
- الاسلام والارهاب(ج الاخير) نريد السلام
- النظام الانتخابي وأطر المحاصصة في العراق ج2
- الارهاب والاسلام ج6 العراقيين ضحية!!
- النظام الانتخابي وأطر المحاصصة في العراق ج1
- الإرهاب والإسلام ج5 العراقيين ضحية!!
- الإرهاب والإسلام-ج4 الأمويون أنموذجا
- الاسلام والارهاب ج3
- المسالة الاجتماعية والدين الإسلامي
- هل حرق القران حلا؟!!
- العلمانية والاديان وفق نظريتان مختلفتان
- الاسلام والارهاب جزء الثاني
- الاسلام والارهاب الجزء الاول


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الاء حامد - المشروع الأمريكي والانسحاب العسكري من العراق