أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - جنة الجحيم لجميل السلحوت إشادة بالعلم في مقابل الجهل














المزيد.....

جنة الجحيم لجميل السلحوت إشادة بالعلم في مقابل الجهل


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 22 - 03:31
المحور: الادب والفن
    


جنة الجحيم لجميل السلحوت إشادة بالعلم في مقابل الجهل
بقلم:ابراهيم جوهر –القدس
يختار الكاتب جميل السلحوت للجزء الثاني من سلسلته الروائية الناقلة للواقع الإجتماعي الثقافي الفلسطيني منذ بدايات القرن العشرين عنوانا لافتا ذا إيحاءات هو (جنة الجحيم)، وبعد القراءة يجد القارئ أن الجنة هي العلم والجحيم هو الجهل، في مواضع معينة ، وأن الجنة هي الوطن والجحيم هو الغربة في مواضع أخرى .(راجع الصفحات 18 و90 و122 و150 و157 ) .
وجاءت لوحة الغلاف منسجمة مع هذا الفهم، فحاولت تقريبه من خلال تقريب اللون الأسود وآثار الحريق التي تشير الى الواقع القريب، والمنظر المتخيل للجنة بلونها الأخضر وشجرها ونعيمها المتخيل ...الظاهر من خلال النظرة عبر ما يشبه (الشعبة) v وكأنها غاية مشتهاة تأتي بعد التصويب والتركيز على طريقة الصياد. والشعبة نفسها جاءت تشبيها لتفرع السوقين، خان الزيت ، والواد الذي قال عنه الكاتب في صفحة161 : "...عندما أطلوا على سوق باب خان الزيت وسوق الواد ، كانا ينفرجان كشعبتي مقلاع " .
حملت الرواية لغة سرد أدبية جميلة ما عدا بعض اللقطات التي أشار الكاتب فيها الى التطورات السياسية المرافقة، مما له الاثر في تطوير الحدث. لقد جاء السرد التاريخي المرافق خارجا عن السياق الفني للرواية، وبدا مطّوّعا لخدمة الحدث الروائي ، خارجا عن السياق، في حين كان بالإمكان تقديمه ضمن الأحداث بقليل من المعالجة الفنية .. كما يظهر في الصفحتين 15و18 .
لم تخل الرواية من لفتات لطيفة نقلت ثقافة الشخصيات، وطرافتها، ووفرت قدرا من السخرية والكوميديا من خلال الموقف والحوار، كما بدا في الموقف مع فتاة مكتب السياحة، والتناقض بين الفعل الظاهر، والموقف الخفي الذي يشير الى التناقض ، والكبت في الشخصيات التي راحت تتخيل وتتمنى بعيدا عن الفتة، في الوقت الذي كانت في تتجنب النظر المباشر إليها . لقد نقل للقارئ ثقافتين متباينتين في حوار لطيف واقعي أليف، وفّرت اللغة له أبعادا نفسية اجتماعية.
وظهر الموقف من المرأة في مجتمع الفترة المعبّر عنها خمسينيات القرن العشرين، موقف الرجل منها ومدى تقديره السلبي لها بحيث لا رأي لها ولا مشورة ولا احترام ...ونقل بالمقابل موقف المرأة من ذاتها (ص155 ) وهو موقف ذوّتته لنفسها عن نفسها .
وأضافت الأحداث والحوار بعض المعلومات عن ثقافة الهنود الحمر وتجربة المغتربين وسوء تقديرهم لمفهوم الغربة والعمل .
لقد تميزت (جنة الجحيم ) بالمحلية في اللغة، والثقافة، والشخصيات، والمكان . وأرّخت لمرحلة ثقافية تاريخية بعيوبها وجهلها وانتهازية بعض أفرادها، وعدم تشجيع العمل المشترك كما بدا في تجربة دكانة القرية، والعمل الإنتخابي، واقتناء سيارة نقل . إن مفهوم العمل الجماعي ما زال غير ناضج .
كنت أتمنى على الكاتب لو قدّم للشخصية وهي تحكي بما يخدم الموقف، وينقل لغة الحوار الى بعدها النفسي ، مثل، (ضاحكا ، مستهزئا ، ساخرا ، مستغربا ، حاقدا ....) إذ كانت الشخصيات تبدي رأيها مباشرة ، وتتبادل الحوار على سجيتها دون تدخل في تقديمه من الكاتب .
هذه الرواية هي الجزء الثاني المكمل لـ (ظلام النهار) وسيليه جزء ثالث يرصد التغير الحاصل في مرحلة ستينيات القرن الفائت، الذي شهد أحداثا جساما ما زالت آثارها مستمرة الى اليوم . والكاتب وهو يراجع هذه المرحلة إنما ينبه المعنيين الى السلبيات التي قادت الى الهزائم الكبيرة.
بقي أن أشير الى شخصية(جيسيكا) العجوز اليهودية التي جاءت للتنقيب عن الآثار في محيط المسجد الأقصى ، ودورها في التضليل ، واستغلال كل ما تقع عليه عيناها ، ويداها ...من هنا وجدناها تطوّع الفتى الغر خليل وتدخله غرفتها، لتكمل معادلة الامتصاص والاستفادة من العربي الشرقي .
هذه رواية مثيرة، فيها المعلومة ،والوصف، واللغة ، والموقف . وقد حملت البلد على أكفّ الروي ليرى من يود الرؤية، ويسمع من يود الإستماع ، ويبادر من بيده الحل لتغيير أسباب الهزائم .
________ ورقة مقدمة الى ندوة اليوم السابع التي ناقشت الرواية مساء الخميس 21 /7 /2011 م. والرواية صادرة عن دار الجندي للنشر في نيسان 2011 م. وتقع في176 صفحة.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الرمزية والتأمل الفلسفي في -سجن السجن-
- المستويات الفنية في( الابواب المنسية) للمتوكل طه
- عن القدس والثقافة
- رواية- حليب التين درهم حلاوة وقنطار خشب
- ظلام النهار لجميل السلحوت أو ظُلاّم النهار
- نفتقد كنفاني اليوم اكثر
- وجوه الإنسان المهشّمة في رواية ( الوجوه الأخرى ) لوداد البرغ ...
- اللغة الدرويشية في ( الجدارية )
- حسام خضر بين الرسالة التربوية-السياسية والنصّ الإبداعي
- ما الذي يريده جميل السلحوت في سداسية(كلب البراري) للأطفال؟
- ناطور الوطن ينتظر عودة أصحابه
- اكليل محمد شتيه لمن يقدمه؟
- مع تميم البرغوثي في ديوانه-في القدس-
- خذوا خنازيركم وارحلوا
- يحيى يخلف في -ماء السماء- الحياة والأمان في الوطن فقط


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - جنة الجحيم لجميل السلحوت إشادة بالعلم في مقابل الجهل