أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام الاعرحي - بيدر البصري من اوركسترا( بروميناد ) في لاهاي الى ملعب برشلونة















المزيد.....

بيدر البصري من اوركسترا( بروميناد ) في لاهاي الى ملعب برشلونة


سلام الاعرحي

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 22 - 03:30
المحور: الادب والفن
    


قد يبدو العنوان غريبا او غرائبيا , وقد يتوفر على العديد من السمات ’ المفارقة ’ الطرفة ,, الصدفة ! ولكي اصادر كل التوقعات والتقديرات اجدني ملزما في سرد الحكاية وعلى الوفق الآتي .
اولا : بيدر البصري في برشلونة , بعيد جولة دامت اكثر من 4 ساعات في ملعب برشلونة وبعد ان استعرضنا كافة المواقع المهمة في هذا الصرح الرياضي بل الحضاري المهيب كان لزاما ان نستجيب لنداء العطش و كان آخر المواقع التي حططنا الرحال بها احد المطاعم الصيفية المكتضة بالزوار وصور اعلام النادي ومدربيه ,, جلسنا الى طاولة كانت ابتعدت الى حد ما عن الصخب وتوسطة المطعم ... ارهفت سمعي جيدا محاولا الاستمتاع بما يرشح الى مسامعي من ندى الموسيقى الكلاسيكية ... صوت الجلبة بالخارج يعلو قليلا وما يلبث ان ينخفض ... تتعالى الموسيقى اكثر واكثر ... صمت ويتدفق صدى صوت عذب ندي رخيم مفعم بالشجن والتطريب ,, بالغت في محاولت الانصات مستعطفا النادل في حركة من جسدي توحي بصعوبة الاستماع عله يشفق علينا ويرفع من درجة الصوت الساحر قليلا .. بادرني النادل بسؤال باللغة الانجليزية . فهمت سؤاله بمساعدة اصدقائي , كان يقول هل اعجبك الصوت ؟ قلنا جميعا نعم , فقال انها مطربة هولندية شابة ... صاحبة المطعم (مفراو دانيلا) تستمع اليها كلما تواجدت في ادارة المطعم , واردف النادل يقول بين الحين والآخر يواجهنا الزبائن بمثل اسئلتكم, من هذه المطربة ؟ هل لديها تسجيلات صوتية ؟ فيديو كليب ؟ الى آخره من الائسئلة ! الفضول صار يقتاتني دقيقة بدقيقة . وما ان فرغت احد الطاولات القريبة من مصدر الصوت حتى طلبت الى اصدقائي حمل اقداحهم والوثوب الى الطاولة غير المشغولة فورا , هناك , كان الصوت اكثر وضوحا ارهفت سمعي جيدا .. دخول حاد لمجموعة من الآلات الوترية المصحوبة بضربات اياقعية شرقية ناعمة جدا وبعيدة , صمت او ( اس ) كما نقول في المسرح ثم انداحت انغام القانون تداعب المشاعر بنعومة ووصفاء لامثيل لهما , كلنا ينظر صاحبه ويقرء في عينيه يافطة خط عليها (هنا بغداد ) !! انساب القانون برقة وهدوء تاركا المجال لصوت عظيم , توفر على كل مفردات الجمال من مساحة صوتية عريضة وقوة وادارة وتحكم وزخرف حتى مباعدة الحدة والخشونة رغم علو طبقات الاداء , صوت قوي رخيم عذب , كان الصراع في داخلي على اشده بين محاولتي فهم معاني لغة الاغنية أواكتشاف جماليات الصوت فيها , وكنت اعتقد اني اسمع المطربة تقول شيئا عن البصرة , قررت ورفاقي الابتعاد عن المعنى وملاحقة الكلمات والاستمتاع بجمال الصوت الذي كان يقارب العديد من الآلات الموسيقية سحرا وتطريبا . تغير اللحن وصار لحنا غربيا صرفا , الا انا كنا في غاية الاستمتاع , جاء ولدي ليشاركنا جلستنا بعد ان كان قد شغل ذاكرة الكاميرا بعشرات الصور لملعب برشلونة والمتحف الخاص به وساحة اللعب والمدرجات والجمهور وصور الللاعبين , وما ان شاركنا الجلسة حتى اعلن عن فرحه الغامر حيث يستمع الى مطربة هولندية في برشلونة الكاتلونية , قلت له ماذا تقول كلمات الاغنية , قال انها تتحدث عن فرح الفتاة الهولندية وحريتها , واردف قائلا : ارجوكم لاتنشغلو بمعنى الكلمات , استمتعوا بالصوت الجميل . وما زادني حيرة ودهشة ما بعد الاغنية الهولندية , اغنية فرنسية او اكثر كانت تتردد فيها مفردة خلتها ( الجزائر ) , الا ان ذلك الصوت السحر عاد ثانية غنى باللغة العربية هكذا خلت الامر , تلاشت الموسيقى والغناء مع جلبة كبيرة احدثتها حشود الزائرين لصرح لشبونة الاشهر , ذهبت الى النادل اساله عن السيدة التي تستمتع بهذه الاغاني فهداني الى مكانها وكنت برفقة ولدي لأغراض الترجمة طبعا , و هناك كانت الصدمة !!!
السيدة الهولندية : هل استمتعتم بالغناء الهولندي ؟
بكل تاكيد سيدتي . الا اني اود معرفة المطربة ؟
السيدة الهولندية : انها مطربة هولندية شابة , اخترقت عوالم الغناء والموسيقى واصبحت تلقب بمطربة الأديان !!! وانا اتابع منجزها الابداعي مذ غنت مع ( ميتروبول اوركست ) حتى هذا اليوم , وقبيل ايام قلائل كانت تحدثت عنها العديد من وسائل الاعلام الهولندي وعن آخر اعمالها الابداعية . ففي احد اكبر الكنائس الهولندية واجملها في لاهاي ( دنهاخ ) كانت هذه المطربة قد استحوذت على اهتمام الجمهور والنقاد وابهرت عمالقة الموسيقى الهولندية والبريطانية على حد سواء حسب ماذكرته وسائل الاعلام الهولندية المعنية , كيف لا ؟ وهي المنتخبة للغناء مع اوركسترا ( بروميناد) الموسيقية الهولندية وكورال ( كوردافوكال ) بكامل اعضائه والذي تجاوز عددهم المائة والثمانين وكان شاركها مغنيتا الصولو ( نوافرينكل و جوتا بولسيوس ) ورافقتها في الاداء أيضا عازفة الناي الهولندية المبدعة ( ماريان نوردنك ) والاعظم من كل هذا وذاك ان قائد الاوركسترا كان المايسترو ( هانس مالتا ) وهو علامة فارقة في الفن الموسيقي الهولندي . لم اتمالك نفسي , لقد عرفت عن من تتحدث هذه السيدة , وكان شعورا غريبا قد هيمن علي , فقلت لها بحرقة يا سيدتي هذه المطربة ليست هولندية , انها برحية بصرية اقتلعتها ريح الدكتاتورية من ضفاف شط العرب وهي غضة ندية , فحملتها صاعقة الغيب الازلية على اجنحة الحلم والالم والامل , وطافت بها عوالم لم تكن تعرفها يوما حتى في كتب الجغرافيا ولم تكن راودتها حتى في احلامها, كانت تغمض عينيها على انغام شوقية العطار وهي تترنم ( يا عشكنه .. فرحت الطير اليرد لعشاشه عصاري ) وتستفيق على تراتيل حميد البصري توحد العراق حبا وانعتاق . انها بيدر البصري , انها بيدر الخير , وبرحية البصرة , صدى اجراس الكنائس في كرادة مريم , وتكبيرة الاحرام في فجر الكاظمية , انها حمائم الجواهري اللائذات بين عذب دجلة واديم الفرات , ونخلة السياب ساعة السحر , انها النذر الذي يوشح صدر عريان وسارية علم صويحب في عمق هور العمارة الموغل في الحب والشجن . انها صوت العدل في لاهاي العدل . لم تكن السيدة ألهولندية تفقه ما اقول , الا انها قالت : نعم اتفق معك , انها مبدعة واجمل ما فيها انها في كل حفلاتها الفنية تدعو الى التعايش بين الاديان وتلاقح الحضارات والسلام بين الشعوب ومحبة الانسان لأخيه الانسان لذلك منحت لقب ( مطربة الاديان ) من قبل اعلى المستويات الفنية النقدية في هولندا , ليس لأنها هولندية بل لأنها تستحق ذلك . تركت المكان وانا كلي امل ان تجد بيدر البصري طريقها الى الوطن من خلال ابدعها , بيدر البصري المتواجدة بفنها ورسالتها الابداعية بقوة في باريس وروما وامستردام واوسلو وفينا , لم تجد طريقها حتى الساعة الى بغداد . غادرنا المكان بصمت ... وانا جملة من المشاعر المتناقضة ... حاول احد الاصدقاء أختراق دائرة الصمت المطبق على الاجواء قائلا ... وماذا بعد ؟ قلت فورا : ساوجه ندائي المباشر وبصورة شخصية الى كل اصدقائي في وزارة الثقافة العراقية الى الدكتور الصديق شفيق المهدي في المؤسسة العامة للسينما والمسرح والى الدكتور الصديق عبد الكريم السوداني في شبكة الاعلام العراقي ان يهتمو بهذه النخلة البصريةالعراقية انتصارا لجماليات الاغنية العراقية المتكاملة وما ذاك الا ديدنهم .



#سلام_الاعرحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي ... ثورة تموز ... ساعة الصفر
- الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز الخالدة
- القوات الامريكية بين البقاء والرحيل
- جاسم المطير الرواية اعادة انتاج التاريخ
- جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى
- حكومة السيد المالكي 4 تساؤلات لجواب واحد
- هلموت شيفر .. الدراماتورج والاخراج ومؤسسات الفضاء
- الممثل مؤلفا للعرض ... مسرح الرور الالماني روبرتو تشوللي
- بيتر بروك ... المكافء الفني والموضوعي للبنية النصية
- صدمة المواجهة , جيرزي كروتووسكي ... المسرح الفقير
- القسوة ..وصدمة المواجهة آرتو ... كروتووسكي
- تقنيات الاخراج المسرحي ذات الاثر التغريبي
- توزفيتان تودوروف الملفوظ والدلالة والمدمج الخيالي قراءة سيمي ...
- الخطاب بين حرفية الدال الظاهراتي و الدال المنفتح على التأويل ...
- الشيوعي فكتور ... من اوجاع الذاكرة
- أحزاب الاسلام السياسي العراقي وثورة آذار المصادرة
- الجزء الثامن من حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي / ...
- المسرح الديالكتيكي ... ج8 من الحوار الافتراضي بين المخرج وال ...
- 25 شباط فبراير ما له ؟ وما عليه ؟
- مفهوم الدراما ( ج7 ) من الحوار الافتراضي بين المخرج والمتلقي ...


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام الاعرحي - بيدر البصري من اوركسترا( بروميناد ) في لاهاي الى ملعب برشلونة