أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المصارحة ثم المصالحة ...















المزيد.....

المصارحة ثم المصالحة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكتابة عن موضوع المصالحة الوطنية ’ يواجه اشكالية تضعنا امام سؤال .
هل ان الأمر يتعلق بالنخب الحاكمة ام بالقاعدة الشعبية ... ؟
ليس مـن السهل تجنب الخلط بين الأثنين ’ فكلاهما اندمجـا عبر عمليـة سياسيـة ( انتخابية ) مدعومة بدستور فصل خطأً لواقع خاطيء ’ وهنا تصبح عملية الفصل امر لابد منه لنخرج بعراق قادر على اعادة بناء كيانه عبر عملية نمو سليمة ’ ولايمكن تجنب التضحية بالنخب السياسية المعطلة انحيازاً للقاعدة الشعبية ’ ليتسنى لها اعادة انتاج دولتها من رحم مجتمعها .
هكذا ولدت العملية السياسية وكذلك التحولات الديموقراطية ’ مصابة بأدواء نظام التحاصص والتوافقات غير المنسجمة وغير المتصالحة طائفياً وعرقياً من اليوم الأول لرضاعة عافيتها في حضن مجلس الحكم الموقت الملوث بفيروسات الفساد الشامل .
يعتقد البعض ــ واتفق معهم نظرياً ــ على ان نظام التوافقات ( وليس التحاصص ) لايمكن تجنبه في مثل ظروف العراق وتعدد مكوناته ’ وهنا اتفق معهم ايضاً ’ على ان التنوع داخل المجتمعات يشكل ظاهرة صحية ومؤهلات حضارية وفرص بناء وتطور ’ وهذا ما تميز به العراق عبر تاريخه ’ لكن وبذات الوقت اذا ما تدخلت النخب السياسية الطائفية والقومية واستلمت المبادرة في تقرير مصير الأمة فيصبح كارثة مدمرة تأتي على جميع المنجزات الأجتماعية والوطنية الأنسانية التي حققتها الشعوب عبر تاريخها ’ وقد عانا منها العراق وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين حيث التسلط البعثي البغيض ’ ولا زالت اعراضه تتكرر عبر النظام الجديد للتحاصصات والتوافقات النخبوية ’ حتى بعد سقوطه .
هنا يواجهنا سؤال : بين من ومن ستكون التوافقات ’ خاصة اذا ما اعتمدت النخب الحاكمة نظام التوافق على تحاصص الثروات والجغرافية والبشر طائفياً وعرقياً والتعامل مع العراق ــ كعكـة ــ على طاولة اللاعبين الرئيسيين ’ الى جانب تغييب دور المواطن العراقي صاحب الحق بوطنه موحداً متصالحاً كامل السيادة ... ؟؟؟
على قناعـة : ان الذي يحصل الآن على الواقع العراقي ’ ليس توافقات وطنيـة مستقبلية بين الملايين من مكونات الشعب العراقي ومن اجلها ’ بقدر ما هي قرصنة منظمة ينفذها الطائفيون بأسم الطائفة والعنصريون بأسم القومية وعبر احتيالات دستورية منظمة .
نؤكد ايضاً على ان مظاهر السؤ الذي عليه الآن العمليتين السياسية والأنتخابية والواقع المنحرف لنظام التحاصص والتوافقات ومهما بلغت شراسته ’ لايستطيع ان يقتلع العراق عن سكة مستقبله والعودة به الى الوراء ’ فالعتيق المستهلك لايمكن له ان يحتل مواقع الجديد خلافاً لقوانين التطور وحتمية التغيير .
شخصياً وبعد سقوط النظام البعثي البغيض ’ زرت العراق اربعة مرات ’ اثنان منها لأقليم كوردستان ’ التقيت في مدنها واقضيتها وقراها الكثيرين من كادحي الشعب الكوردي وبعض السياسيين والمثقفين وقضيت اياماً بين العوائل ومنها المهجرة من المسيحيين والصابئة المندائيين وكذلك التقيت اليزيديين والشبك ’ وزرت بغداد واطرافها ومدينة الثورة بشكل خاص ’ لم المس في جميع لقاءاتي ذاك الذي نسمعه وتنقله لنا وسائل الأعلام من داخل المنطقة الخضراء ’ ان نوايا وسريرة اكثر من 80 % من بنات وابناء العراق ازاء بعضهم ’ نقية من لوثات الأحقاد والكراهية واعراض الدسائس ’ لاتحمل قلوبهم سؤً تجاه بعضهم ’ مهتمون ومنهمكون بتأمين ارزاقهم وحماية انفسهم يطالبون بالأمن والأستقرار وحد مقبول من الحياة الكريمـة ’ وفي دواخلهم احتجاجات ورغبة في التظاهر والأنتفاض ضد الفساد والمحسوبية والمنسوبية والرشوة وكل اشكال الرذائل ’ يحتقرون الآخر وهو غارق في الفيضانات المفاجئة للثروات والأمتيازات الى جانب حياتهم المسحوقة بجفاف العوز والحرمان ’ الناس متصارحة متصالحة مع بعضها وليس بينها ما يتكارهون ويتنازعون ويتصارعون من اجله ’ مقتنعون ان حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم وامنهم واستقرارهم والمشروع من رفاهيتهم ’ مغتصبة من قبل اشقائهم من نخب الطائفة والقومية ’ سئموا نوبات التصعيد والتثوير المفتعلة كآخر بضاعة تتاجر بها احزاب الطوائف والأعراق على حساب شرائحها التي تدعي تمثيلها ’ ومن يتابع علاقات رؤساء وقيادات الأحزاب والكتل والأئتلافات ’ يشعر وكأنها جحافل عسكرية تجيش خلفها الاف من ضحايا التضليل والأستغفال ’ تترصد بعضها في اجواء ملتهبة من الغدر والوقيعة ورغبة التنكيل ’ ولم تتردد بعضها عن سفك دماء الأبرياء اذا كان سيحقق لها مكسباً على حساب الآخر ’ لهذا اصبح العراق ملغوماً بمئآت والاف المليشيات السرية والعلنية’ النائمة واليقضة’ المجمدة والفاعلة’ وزمر الموت واجهزة مخابراتية واستخبارية اقليمية ودولية معقدة وجراد من الأنتحاريات والأنتحاريين والمفخخين والمفجرين يتطاير وافداً عبر الحدود لتتكاثر وتؤدي مهامها محلياً ’ كل تلك القوى الشريرة تمارس لعبة الموت اليومي بكل اشكاله .
ضمن تلك الأجواء المتوترة والبيئة الملوثة وقبل ان تتصارح تلك القوى والكتل من داخلها ومع بعضها ومع الشارع العراقي بكل اطيافه ’ تتحدث بافتعالية عن مصالحة وشراكة وطنية وكأن تلك اللعبة الكريهة هي آخر ما تبقى لديها لأستمرار الحال على ما هو عليه ’ مكاسباً نخبويةً على حساب حق الناس في الحياة الأمنة الكريمة ومستقبل مستقر في وطن حر مزدهر .
في هذه الحالة نوجه السؤال التالي : من المسؤول ’ واين يكمن الخلل ( المأزق ) الذي اصبح الآن ضريبة مكلفة تدفعها الملايين من بنات وابناء العراق .. ؟؟ .
نظرة الى ما هو مكشوف ’ ندرك ان حكومة الشراكة الوطنية التي تشكلت وترهلت في بيئة التحاصص والتوافقات ’ ما هي في الأساس الا حكومة مأزق ’ وان عوامل التمزق والتشضي والأنحراف تجري في شرايينها ’ واغلب الأحزاب التي تتحكم الآن في المصير العراقي عبر تلك الحكومة ’ هي غير متصارحة ولا متصالحة من داخلها ’ وهي غير متصارحة ولامتصالحة من داخل الكيانات والأئتلافات التي تشكلت منها ’ وغير متصارحة ولا متصالحة من داخل الحكومة التي تكونت من ائتلافاتها ’ وهي غير متصارحة ولا متصالحة وطنياً مع شعبها وحتى ناخبيها بالذات ’ وهنا يصبح الحديث عن مصالحة وشراكة وطنية مجرد هراء وخرافة للأستهلاك الطائفي العرقي ’ مأزق قاتل فصله دستوراً مرقعاً بأسمال التناقضات والتضادات وتصادم المكاسب والمصالح الطائفية العرقية ’ صممـه وسوقه مشروعاً كريهاً رجل الأحتلال الآول ( طيب الذكر !!! ) بول بريمر ’ واشترك في فصاله اسطوات دول الجوار ’ مواده الأولية محلية بأمتياز .
دولة فيها السلطة التشريعية تعطل اكثر مما تشرع برئيس يغرد توقيتاً نشازاً خارج الصف الوطني ’ ومجلس رآسة يشكل ماركة سؤ طالع العراق وكما يقول المثل " مثل غربان البين ــ فركاهم ولا ملكاهم .. " اما السلطة التنفيذية فقد تم تحجيمها واعادة افتراسها من قبل حيتان التحاصص والتوافقات ’ وقد عبرت عن تلك الحقيقة الشكوى المريرة المتكررة التي استغاثها رئيس الوزراء علناً من دون ان تجد استجابة او ردود افعال ايجابية من قوى وكتل ( حشر مع الناس عيد ) وكأن مجمل برامجها ومشاريعها مختزلة في مهمة اسقاط الحكومة التي هي جزأً منها او مجرد التنكيل برئيس الوزراء كمثل الذي يقول ( لاالعب ... واخرب الملعب ) فافقدهم الأمر حتى توازنهم الأخلاقي ’ واصبحوا كمؤخرة عنزة في نظر الرأي العام العراقي .
ما هو المخرج ... ؟؟؟
في اعتقادي : لايوجد مخرجاً وطنياً مثالياً تحت يد الواقع العراقي الراهن ’ لكن وبمقارنة اولية مع ما هو قائم من مأزق حقيقي ’ يبقى اللجوء الى النظام الرئآسي كما هو عليه الكثير من ديموقراطيات العالم ’ المخرج الأفضل مرحلياً ’ الرئيس فيه منتخباً لدورتين ليس اكثر ’ يتمتع بقدر كاف من الأستقلالية في تشكيل حكومتـه وحريه في اتخاذه القرارات ’ مسؤول امام الأكثريـة التي منحته ثقتها واصواتها ’ تقف في مواجهته معارضة وطنية تكشف عن سلبياته وتدعم ايجابياته ’ المركزية هنا قد تتعارض مع الفوضى الراهنه ’ لكنها ستكون منسجمة مع القوانيين وتحديد المسؤوليات ومرجعيات القرار ’ يسبق ذلك تغييراً جذرياً لبعض مواد الدستور فأغلبها غير متصالحة مع بعضها ’ حمالة لأكثر من معنى وتفسير ’ احدثت اصابات خطيرة في هيكلية الدولة فهناك اكثر من حكومة داخل الحكومة ’ واكثر من رئيس ومسؤول ومرجعية واكثر من تمثيل وقرار ’ فاصبح الأمر مهزلة غير مسبوقة دولياً ولا حتى اقليمياً ’ تركت العراق ضعيفاً شبه مقعداً ’ اعجز من ان يرفع كفه بوجه من يتدخل في شؤونه ’ فالأمريكان لايرغبون الألتزام باتفاقيتهم ومغادروا العراق ’ دول الجوار تزحف باتجاه جغرافيته وثرواته وسحق سيادته ’ ابتداءً من الكويت جنوباً مروراً بمشايخ الخليج والسعودية والأردن وسوريا وتركيا حتى الجارة الأسلامية ايران شرقاً ’ كل لديها ما يؤهلها لمعاقبة العراق وابتزازه متى شاءت ’ ومحلياً فأغلب اطراف العملية السياسية تنتظر موعد تقسيمه وتقاسمه ليصلوا بفوضى النفاق لآخر محطاتها ’ لهذا اصبح النظام الرئآسي ومركزية الدولة امراً ضرورياً وملحاً من اجل ان يكسب العراق احترام اطرافه ’ تهابه دول الجوار وتحترم التزاماتها معه دول العالم وتعرف قدرها وحدود تدخلاتها بعض المنظمات الدولية ’ انه المخرج الذي يجب ان يفكر فيه العراقيون بشكل جدي ليضعوا نهاية للفوضى والضعف الراهنتين .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 / تموز : ثورة في الوعي العراقي ...
- بين السلطان والقطيع ...
- حصار يفرضه المثقف على المثقف ...
- التيار الديموقراطي وجهة نظر
- علاوي : اللاعب الملعوب ...
- الوحدة الوطنية وخرافة المضمون ...
- الأنسحاب الأمريكي بين الموقف والمزايدة ...
- المالكي بعد مهلة المائة يوم ... ؟
- الكورد الفيلية : قضية حق يعاتب الجميع ...
- ديموقراطية الغالب والمغلوب ...
- فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟
- اشكالية العلاقة بين السفارات والجاليات العراقية ..
- امرأة في حدث وقصيدة ...
- المالكي : على لوحة الأشاعات ...
- السلاح ليس طريقاً للمصالحة ...
- العراق بين الأمس واليوم ...
- شفت شواربه وتغزرت بيه ...
- ثقافة الغضب ...
- مسان جيتج عشك ...
- نتضامن مع الحزب الشيوعي العراقي ...


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المصارحة ثم المصالحة ...