أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - جروح بلا دماء














المزيد.....

جروح بلا دماء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 21:17
المحور: حقوق الانسان
    


كل الجراح تلتئم , وكل الأحزان والآلام تهون إلا الجرح الذي يتسع كل يوم دون أن تسقط منه قطرة دمٍ واحدة...و مضى هذا المساء كل انسان في طريقه وأنا وحدي من سلك طريق الأحزان ودرب الآلام الحزينة, ولستُ أدري مما أعاني رغم أنني أتألم ..بماذا أحسُ هذا اليوم؟هل أحسُ بالغيوم التي تلبدت في داخلي في أحرج الأوقات؟أم أشعرُ بدنو أجلي؟ قولوا لي من يستطيع منكم تشخيص حالتي؟ ومن ماذا أشكو هذا اليوم من مليون جرح ومن مليون طعنة سكين رغم أن جسدي لم تغرز به أي سكين, وممن أعاني وممن أشعر بضيق النفس من أوهامي أم من جراحي أم من القاتل الذي يقتل بي صبحا ومساء دون أن ترتجف يده ودون أن يشعر بوخز الضمير؟ولا أدري لماذا عيوني دائما تشكو؟ وسألتُ أكثر من 100مائة طبيب عيون قائلاً:من ماذا تشكو دموعي؟, وما هو الشيء الذي أشعرُ به وكأنه يطلع لي روحي بين يدي حين أتقيؤ ما بداخلي من آلام ومن أحزان, وكيف سأجد الصندوق الأسود أو البرتقالي الذي توجد به آخر تسجيلاتي الصوتية,أنا مذنب بلا ذنب, ومجروح بشتى أنواع الجروح دون أن تسيل مني نقطة دمٍ واحدة, ومتعبٌ جدا دون أن أنهض من مكاني الذي أجلس به, وعطشان أريد أن أشرب وأمامي 100متر مكعب من الماء وعندي إحساس بأنني لو شربتهن جميعا سأبقى أعاني من العطش.....يداي استحالتا إلى أجنحة بلون الفضاء وأجنحتي بلا ريش يغطيها أو يحميها,وقلبي استحال إلى سجينٍ تحت القفص الصدري, وعيوني استحالت إلى لون العسل الصافي لولا النار التي شبت بهما وجعلت منهما نارا تشتعلُ كنار المجوس, وما زالت النارُ مشتعلة لولا نبعة الماء التي ظهرت فيهما فجأة فكلما شبت النار كلما فاضت النبعة بالماء فتطفي ما بعيوني من حريق, وأنا كلي أصبحتُ إنسانا آخر أو مخلوقا آخر بلون زرقة البحر, ورأسي أصبح مثل جمرة مشتعلة وما زال مشتعلا لولا العرق الذي تصبب من جبيني وأنا كلي عبارة عن إنسان يحترقُ فيه كل شيء وتذوبُ فيه كل أنواع الحديد والفولاذ, وأنا كلي صرتُ عبارة عن شمعة تحترق بلا هوادة وبلا توقف وأسيح من تحت أقدامي خجلاً من نفسي, وحذائي أضعته في الطريق الصعبة التي أسلكها يوميا من بيتي إلى المقبرة, كلي عبارة عن أشياء تسخن وتحترق ومن ثم تبرد حتى تظنني لو رأيتني بأنني القطب المتجمد أو خط الاستواء حين أشعر ببرودة الموقف.

وأصابع يدي تكسرت ومشاعري خدشتها أنظمة الحياء العام وعضلات وجهي تنقبض في كل لحظة وفي كل دقيقة صمت أقف فيها حزيناً على ماضي حياتي, وكل الذين كنتُ أعتقدُ بأنهم مخلصون لي اكتشفتهم بأنهم هم الأعداء الذين نجحوا جدا في أكل لحمي حيا دون أن أشعر من شدة حبي لهم حين يصبح الحب عبارة عن حبوب منومة ومهدئة.

كلي آلام وكلي جراح وكلي عبارة عن مزبلة تاريخية الكل يلقي فيها نفاياته من كتب ومن موسيقى وألحان حزينة وقصائد شعر محترقة ورسائل عشق تحرق الأخضر واليابس, وأنا الطاووس الذي كان معجبا بنفسه ومزهوا بلونه لولا الخريف الذي أسقط كل أوراقي الخضراء والصفراء, وأنا لا أعاني من أي جرح إلا من 150 جرحا أفتحهن يوميا أمام القاضي والجلاد وأمام شرفة منزلي لأطل بهما على الشارع, وأنا لا أعاني ولا أشكو من أي شيء إلا من 1000غسيل بلادي الذي أنشره يوميا أمام البيوت , وعندي مشكلة واحدة مع 100مسألة فكرية وأدبية وتاريخية, وأنا لا أعاني من أي مرض إلا من100مرض, وأنا لا أعاني من أي عيب إلا من 100عيب في داخلي, فيا أيتها النجمة البيضاء أسكني جسدي وأعيدي خلقي من جديد كما تعدين خلق الكواكب اللامعة



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء
- رسائل حُب بليغ حمدي لوردة الجزائرية
- صلاة الجماعة
- الاسلام سلاح تهديد للزوجة
- الانحدار الاجتماعي
- مخرجات تعليم الطبقة المنحطة
- أنا وأنت في حالة غيبوبة


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - جروح بلا دماء