مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 03:52
المحور:
الادارة و الاقتصاد
عندما قرأت النبأ الذى نشرته جريدة الوفد تحت عنوان "ساويرس" يهرب بأمواله لجبال الألب تذكرت على الفور السينايور الذى تم مع المهندس عدلى ابادير رحمة الله عليه عندما حاول استثمار امواله بمصر ولكنه وجد التعنت والظلم من بنى وطنه فادخلوه فى نفق مظلم انتهى بسجنه ظلما لمدة تقارب من عام. لكنه استطاع فى النهاية ان يهرب بجلده ويستثمر امواله فى بلد امن مثل سويسرا وبدل من ان يستفيد ابناء جلدته من خبرته ومن امواله وبدل من ان يساعد فى توظيف اعداد من المتعطلين المحتاجين الى فرصة عمل نقل كل هذا الى سويسرا واستفادة سويسرا والسويسريين من امواله واستثماراته .
نفس هذا السناريو يطبق بدرجة ما على ال ساويرس واذا كان هذا الخبر يخص سامح ساويرس الان الا ان نجيب ساويرس ليس بمنى عن هذا الامر فقد يضطر هو الاخر الى فعل نفس الشئ خصوصا اذا زادت التحركات ضده كماهو حادث الان من تضييق ومقاطعة لشركاته داخل مصر فى ظل تؤاطو وصمت كل الجهات الحكومية والمجلس العسكرى الذى لا يحرك ساكنا من اجل الحفاظ على رجل اعمال ناجح مثل ساويرس .
واذا كان مشروع سامح ساويرس فى جبال الالب سيكلف 43 مليون دولار وسيوفر اكثر من 2500 فرصة عمل للسويسريين ذوى الدخول الاعلى على مستوى العالم فقد كان من الاولى ان يتم استثمار هذا المبلغ داخل مصر وتوظيف هذا الكم من العمالة داخل مصر المحتاجة الى اى استثمارات .
نحن نعرف ان معظم رجال الاعمال فى مصر الشرفاء كان عليهم فى العهد البائد ان يقدموا تنازلات وعمولات حتى تسير اعمالهم ويستمروا فى العمل داخل مصر . فمعظمهم ارغم على الفساد ومن لم يقبل الفساد استبعد ومنهم من ارغم على الحصول على قطع اراضى باثمان بخسة فى مقابل عمولات ورشاوى دفعت لعلية القوم ومن كان يرفض هذا التوجه كان يرفض التعامل معه او لايجد له مكان على الاطلاق .
وهؤلاء الرجال يجب الا نخسرهم بل لابد من وجود الية للتصالح معهم طالما انهم ارغموا على المشاركة فى الفساد مرغمين والا فان النتيجة ستكون هروب معظم رجال الاعمال الشرفاء واذا هرب هؤلاء لن تجد استثمارات اجنبية تدخل بلادنا لان الاجانب سيقولوا اذا كان ابن البلد مهدد فكيف سيكون الحال معنا .
هروب سامح ساويرس بامواله لجبال الالب قد يكون المقدمة لبحث الكثير من رجال الاعمال الاخرين لمناطق ودول اخرى اكثر امان لاستثمار اموالهم بها وقد يلحق به نجيب ساويرس الى ايطاليا التى كرمته منذ ايام وقد يلحق بهما كثيرين فهلم نوقف هذا النزيف ونضع الالية المناسبة للتصالح مع المخطئين من رجال الاعمال حتى تسير عجلة الانتاج وتتقدم بلادنا .
نرجو فى النهاية الا تكون بلادنا طاردة لرجال الاعمال الشرفاء ولكننا نتمنى فى ظل الشفافية المزمعة وفى ظل الثورة المباركة ان تكون بلادنا ملاذ امن لرجال الاعمال كى يستثمروا اموالهم بها .
مجدى جورج
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
