أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مسؤولية قرار الانسحاب














المزيد.....

مسؤولية قرار الانسحاب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتقاذف الاطراف السياسية والرسمية العراقية فيما بينها مسؤولية إتخاذ موقف واضح من مصير القوات الامريكية وتنفيذ الانسحاب بموعده المعلن نهاية العام الجاري، وتبدو هذه الاطراف متسرعة في تقاذف المسؤولية وكأنها تريد التخلص من كرة نار تهدد وجود كل ما تمسه او تقترب منه.
الرغبة في الابتعاد عن المشاركة بتحديد مصير القوات الامريكية في العراق ليس ناتجا عن الرغبة في التهرب من التوابع الامنية والسياسية لاي قرار يتخذ في هذا الملف، فالقوى السياسية تدرك بشكل جيد المأزق الامني والسياسي الذي تعيشه البلاد ولكنها في نفس الوقت لا تريد التعامل معه، ليس لاي سبب عدا عدم الرغبة في تحمل المسؤولية وعدم القدرة على اتخاذ القرار ونقص الكفاءة في تحديد المصالح والمضار التي يمكن ان تصاحب اي قرار يتخذ في اي ملف كان.
يخطئ من يظن إن هناك قوى سياسية عراقية تخشى من رد فعل جماهيرها وقواعدها عندما تفكر في تحديد موقفها من مصير وجود القوات الامريكية في العراق، فالجمهور السياسي في العراق جمهور جامد غالبا، يتبع افكارا مسبقة في تحديد توجهه السياسي وتحديد مسار التصويت ولا يعبأ كثيرا بالاداء الذي تقدمه الاطراف السياسية التي منحها اصواته رغم كثرة التذمر الذي يبديه المواطنون في احاديثهم الخاصة وفي شكواهم لوسائل الاعلام، بل ان هذا الجمهور السياسي مدمن على البحث عن اعذار لأحزابه وقادته لتبرير فشلهم وكسلهم وفسادهم، ومن صوت لقائمة فأنه على الاغلب لن يتراجع عن مساندته لها حتى لو تراجعت هي عن كل وعودها وبرامجها، بل إن هذا الامر قد حدث فعلا عندما تراجعت كثير من القوائم الفائزة بالانتخابات عن تعهدات سياسية جوهرية قدمتها لقواعدها الجماهيرية خلال الحملة الانتخابية من أجل الحصول على مواقع في السلطة لارضاء طموحات اعضاء القائمة على حساب توقعات وطموحات جماهير القائمة.
القوى السياسية العراقية تتردد كثيرا في اعلان موقفها من اي قضية مهمة وترجئ الاعلان عن هذا الموقف حتى اللحظة الاخيرة مثل تلميذ كسول يريد التهرب من واجباته، ولكن الكسل هنا ليس وحده المسؤول عن المماطلة بل ان الانتهازية هي ما يشكل جوهر الاداء السياسي بطريقة تدفع القوى السياسية الى محاولة امتصاص كل امكانيات وفوائد المناورة حتى الرمق الاخير في اي ملف، ولا تتوانى هذه القوى عن اقتراح مكاسب بعيدة كل البعد عن الملف موضوع النقاش وتحويل الجدل والحوار السياسيين الى صالة مراهنات يمارس فيها الابتزاز بأبشع صوره، ولا حاجة هنا للتذكير بمواقف وحالات مشابهة من التاريخ القريب جدا فما أكثرها.
تحديد مستقبل الوجود الامريكي قضية وطن ومصير شعب لكن القوى السياسية لا تتعامل معه بهذه الصيغة بل هي تنظر اليها كفرصة سانحة لفرض شروط وتحقيق مكاسب، ويبدو ان الجانب الفني والقانوني لتحديد مصير القوات الامريكية في العراق يدار في غرف اخرى غير سياسية يسيطر عليها الطابع الامني للمتفاوضين بينما يجلس الساسة خارجا يتلمضون شوقا بانتظار المشروع المقبل ايا كانت صيغته أو فحواه حتى لو ادى الى صيغة اقليمية تتوزع في دول الجوار والولايات المتحدة مسؤولية ضمان أمن العراق بعيدا عن القرار الحاسم للعراقيين مثلا، بل ربما سيبدو هذا القرار الاكثر إثارة للراحة لدى القوى السياسية التي ستعلن رفضها العلني الشديد لهكذا تسوية لكنها في المقابل سترضى بها وبأي تسوية أخرى، لأنها اولا غير قادرة على انتاج وادارة صفقة بديلة ولا تريد القوى السياسية تحمل مسؤولية اي قرار في هذا الاتجاه ثانيا، ولأنها ثالثا، تسعى للحصول على ثمن اي صفقة توافق عليها او لا تعترض عليها بأسرع وقت ممكن وبأكبر منفعة ممكنة سواء مقابل التصويت عليها في البرلمان او مقابل الصمت اذا تمت الصفقة دون برلمان مع بعض المزايدات الاعلامية طبعا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - مسؤولية قرار الانسحاب