أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - التقليد ركيزة سلبية في المجتمع الكردي














المزيد.....

التقليد ركيزة سلبية في المجتمع الكردي


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 16:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتشكل المعالم الحقيقية لواقع اية امة او شعب من خلال تطورها ومواكبتها الفعلية والجدية للحدث العالمي او ما يمكن ان نسميه مواكبة العصرنة بكل اتجاهاتها وليس لاتجاه على حساب اخر، ولعل ما يمكن ان يمس سلبياً مسيرة اي شعب هو التقيد بموروثات لايمكنها ان تلبس رداء العصر، وتتجاوز الالزاميات الزمكانية التي تعبث بمقدرات الشعوب وامكانياتها عبر الازمنة، وهذا ما يدعونا بعيداً عن الاصطلاحات الحداثية ومابعدها ان نتأمل واقعنا لنحدد معالمه ومن ثم نقرر امكانية اللحاق او ركوب اي قطار حداثي نشاء، ولكن يبقى ان الآفة المزمنة التي اصبنا بها ولم نزل نعيش وقع اثارها هي عدم قدرتنا على خلق اي شيء ذاتي بحيث تبدأ الفكرة منا وتكون للفكرة مقاييس تابعة لامكانياتنا، وتصير مجدولة حسب مقدراتنا ودرجة وعينا لها، فكل المتغيرات الحداثية العصرية التي نجدها انما هي امتداد فطري وطبيعي لمتغيرات سابقة لها جذورها المتوغلة في حضارات اخرى وعند شعوب اخرى لها باع طويل في المتغيرات التوعوية، لديها قيمة تأسيسية لمعالم التوعية بحيث نجد بأن كل خطوة يرافقها حركة اعلامية وتوجيهية وتثقيفية عامة على كل المستويات من اجل تثبيت معالم الخطوة التغيرية تلك، وعلى العكس تماماً نجدنا نعيش القرارات الآنية الاحادية التي لاتبت للواقع بأي شيء سوى كونها قرارات مستفعلة ومصطنعة حسب رؤى حداثية مقلدة غير واقعية مغايرة للواقع العياني الذي لانجده يتقبل الفكرة الا بعد ان تصبح امراً واقعاً مفروضاً، لذلك تقل القوة الانتاجية لدى الافراد فيصبحوا كآلات تؤدي ماعليها دون التفكير في خلق الجديد الابداعي، وهذا بلا شك ناجم عن الطريقة الغير حداثية التي تطبق فيها الاراء والتغيرات الحداثية، فالتقليد السلبي مؤثر اجمالاً ويطمس الميول الابداعية لدى الافراد، وهذا ما خلق بالتالي صراعاً جدياً بين الافكار والمصطلحات التي اختلطت في واقعنا اليوم، كما اختلطت دلالاتها وتأثيراتها وحتى اصبح تقويمها تقويماً نسبياً لا مقاييس ثابتة لها، ولايمكن لمتابع للصيروة التاريخية في المنطقة ان يتغافل عن حقيقة تأصلت وتجذرت وترسخت في واقعنا الا وهي كوننا لم نستطع ان نجد لانفسنا مخرجاً الا من خلال افكار الاخرين الذي لاينتمون ثقافياً ولا اجتماعياً ولا من حيث مستوى درجة الوعي الينا، ويمكن الاستدلال بذلك من خلال مراجعة بعض المتغيرات الحاصلة على مستويات علمية وثقافية عالية في مجتمعنا، ولعل الجامعة تعد احدى اهم ركائز التغيير والتطور الذهني والحسي في المجتمعات، وما يحدث في الجامعة لدينا بالطبع على متسوى وزارة التعليم يعد نقلة وانعطافة كبيرة على جميع الاصعدة، لكن المحاولة التغييرية الحاصلة لم تأخذ قيمتها الفعلية من صلب ووعي ورؤية داخلية انما اتت كغيرها جاهزة على طبق من ذهب " تقليد" ولم يتداول الامر بين المستويات عامة في الجامعة انما فرضت القرارات واصبح الموظف الجامعي والاستاذ والطالب معاً امام الامر الواقع وكأن لابديل لهم الا ذلك، والنتيجة غير مشجعة ابداً بعيداً عن الارقام والاعلام الذي يضخم الامور لمصالحها الذاتية، حيث لم نلاحظ تطورا داخلياً ذاتياً في الجامعات الكردية، لعل المظهر والارقام والاوراق والتوقيعات والاختام والقرارات بحق تعد نقلة كبيرة لكونها اصبحت تظهر مدى التغيير الحاصل في المؤسسات التابعة للوزارة، لكن واقعاً لانجد الا ما يخيب الامال لكون الاغلبية اصبح يفعل ما يفعله ليس لتطوير نفسه انما لانه امر ولازم وواجب، والاغرب من كل ذلك ان الوزير مصر على امتطاء صهوة التغيير هذا ولعل الجميع ينقل له مدى نجاح التجربة ويمدحون بالخطوات الجبارة التي يقوم بها على المستوى العام، وفي الحقيقة ان الواقع متأزم وان الوضعية ان استمرت على هذه الحال ستكون العواقب وخيمة جدا، فلا التعليم الجامعي اصبح له قيمة ولا الاستاذ اصبح له هيبة، ولا حتى الاختيارات اصبحت لها دلالة، فكل شيء اشبه بروتين بيروقراطي يحتم على المرء ان يمر من خلاله للحصول في النهاية على شهادة يعلقها ان اراد على حائط غرفته، اما حصيلته العلمية وقيمته التغيرية ورؤاه وافكاره الابداعية فهي مدفونة تحت نظام بيروقراطي متعب ومخزي في احيان كثيرة، وهذا يعد مثالا على مستوى الوزارات لا على سبيل الحصر انما التوضيح فقط لأن باقي الوزرات لاتعيش واقعاً افضل من المذكورة.
وما يجعلني ان اقوم بسرد هذا الامر الان كوني اعيش تلك الحالة برمتها، ولعل الروتين وبعض المقولات الجبارة التي سمعتها من وزير اخر لورازة تعد ذا اهمية في العملية التغيرية هي من احدى الاسباب الاساسية التي فتحت عيني على العواقب الوخيمة التي تنتظرنا اذا استمر الوضع على هذه الشاكلة، فكل وزير يحسب ان وزارته مملكته وانه لايحق لاخر التحكم بهذه المملكة سواه فيضع القرارات التي تدفن القرارات السابقة دون ان ينظر للمستقبل الاتي فكيف لاية عملية او تجربة تعليمية او سياسية ان تنجح اذا لم تكن مكملة لعملية سابقة ترسخت في الارض والانسان معاً واسفادت من ظروفها ومتغيراتها وعوامل النجاح والاخفاق فيها، ولعل هذا ما يجلعنا نسيء الى مفهوم الحداثة نفسها بكونها بحسب منظورنا اصبح طمساً لمعالم الاخر الماضي وخلق نمط تقليدي غربي حديث لايتفق مع السابق في اي شيء لنقول للعالم باني موجود واني انسان فعال واني لااعتمد على احد، وهذا الخلط بين المفاهيم والافعال والنتائج اصبحت ذا تأثير على نفسية الانسان داخل مجتمعاتنا، ومثبطة كلياً لقدراته واهتماماته ولاتنمي ميوله وطموحاته للانخراط في العملية الابداعية الانتاجية على جميع الاصعدة.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكونات الخارجية المؤثرة في شعر عبد الرحمن المزوري
- كلمة للتاريخ
- رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى ...
- سيبل/ شعر
- لماذا لا
- عقدة الاضطهاد
- تالا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - التقليد ركيزة سلبية في المجتمع الكردي