أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين الداغستاني - آتي إليكِ كالحار على قمة الثلج !!ّ














المزيد.....

آتي إليكِ كالحار على قمة الثلج !!ّ


محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد


الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 00:26
المحور: الادب والفن
    



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ـ أأنت مسافرٌ مثلي ؟
ـ لا ! بل أنا شريد .
ـ وأين وجهتك ؟
ـ وجهتي أن أضع مطلع الشمس على جبيني، وأخذ في السير . )
محمد مهدي الجواهري
من مقدمة المجموعة الشعرية ( طبعة 1949 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بهدوءٍ مفرط سأتحدثُ عن هجرتي ، لقد وجدتُ جنيّّا مكهفر الأسارير ، يتمطى على سريري ! فلم أكلف نفسي سؤاله خوفاً من أن يتلبسني ، ففضلتُ الصمت على إثارة النزاعات التي لا طائل تحتها ، أجل فالنتيجة محسومة مسبقاً لمن يملك النصل والفصل ! وعجبتُ كيف أن القدر يتيح للطارئين دون أفئدة ما لا يتيحه للعاشقين المكتوية قلوبهم ، المنزوين في ركن من أركان محراب المدينة الآسر .

ركنتُ الى مثلثٍ متهالك الأضلاع ووجدتُ أنه من الأفضل أن أترك دياري ، متلمساً سبيلاً يقودني الى اللا جدوى ، وجددتُ قناعتي القديمة في أنه لابديل عنكِ ، لكن الزمان يتغير ، والفرار الى المحيطات النافقة جراحها أهون الأحزان ، وسيخلفني هنا أؤلئك المتسابقون الى تلك المغارة الأسطورية التي يخبأ الزمان في جرارها المملؤة بالزيت المحرق ، مفاتيح الحريم ، والإعتداد المغرور ، وسطوة الوهج الأصفر الخائن !

ومثلما تعرفين أيتها العشبة الطرية على ضفاف نهرٍ جائع ، فإن للعودة الى الذات حسناتٌ لا تخفى على لبيب ! فأختلق تلك اللحظة البكر عندما يرتمي الصباح على ذراع التباريح ، ويأخذني الطيش الى الحلم ... سأنشر أشرعة ( الكلك ) المتهالك نحو جزيرة تتألقين فيها كجوزة هند براّقة تسحر لبّ العطشى في هجير الأوجاع ، وسألقي رأسي المنهك على كتفيك ، وأعلم بأنك ملتصقة بضوء نجمة آفلة في سويداء الوطن ، وسأتحدثُ إليك عن حكايا المريدين الذين ينسجون الدهشة في مقل الوالهين ، وسأفتح المصاريع على الهدف البعيد دون مواربة ، وسأخوض معركتين خاسرتين ... في الحلم أصارع القلب ، وفي اليقظة مع من أحب !!

في هجرتي أحمل تحت إبطي ( ملحمة الخليقة)* وأزعم إني (مردوك) العصر الجليدي الرابع حيث تتراجع الظلمة نحو قبوٍ عنكبوتي ، فلا يفلح العاذلون في إضطهاد العشاق ، ثم آتي إليك خطوة إثر خطوة وأسيح على الوديان كالحار على قمة الثلج !!

آه ... أتعبتني الأرصفة التي تعصف بها الريح كمن يتناهى الى سمعه صريرعربات الغجر على بلاط ٍ مشحون بالذكريات الغابرة ، ألستُ غريباً عنك ِ الآن أيتها الفلّة السادرة في لا مبالاتها ؟ أتلفتُ مذعوراً باحثاً عن شفتيك قبل أن أنسى مذاق رحيقها ؟ وتقولين تمهل ... هذا بوح الطيور الموغلة خلف المدى ، يسرج قدرته على البيان ، ويرسم دوائر تتسع في وسط الهمس المعجون بالحب .

أحبكِ .. أحبكِ .. وأخاف أن ينثيني جنوني عن الرحيل ، وكما يلتهم الوجع كبدي فأُوشك على الموت لا محالة ، أطرق خجلاً ، كيف لم تفكري ولو مرة أن توقفي هذا النزيف . بالله عليك أيتها المأخوذة بسحر الجنيّ المستطيل عبر الأقاليم البعيدة ، أعيديني الى رشدي !! .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) كتبها (حمورابي ) وزعم أن ( مردوك ) أكبر الآلهة أوصاه بوضع الشرائع الواردة فيها والتي منها : أن يسود العدل في البلاد ويقضى على أهل الشر والسوء ولا يستطيع الأقوياء من إضطهاد الضعفاء .



#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (سهيلا ) .. الهدنة المستحيلة !!
- تأثر الإعلام التركماني بالإعلام العراقي وتأثيره عليه (*)
- القصد والتلقائية في فن محمود العبيدي
- عدنان القطب .. السكون المؤجل !!
- تراجع الحدس !!
- تحولات آمنة محمود الصادمة
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبالون الإختبار الكبير !
- السطوة الثاقبة !!
- قحطان الهرمزي ومحنة المدينة العصية ! *
- رائحة الأهل !
- طائر الوسن
- كيف أجدك ؟؟
- نحو إستراتيجية للأمن الإجتماعي في العراق
- دعيني أفترض !
- الجذور تستطيل باسقات !! (*)
- عصف السنين
- متى تتوقف الحرب على غزة ؟
- غبش إستيقظ تواً !
- أين ندفن جثمان الشهيد كامل عصام الداغستاني ؟
- محنة الشيشان في ديالى .. الى متى ؟


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين الداغستاني - آتي إليكِ كالحار على قمة الثلج !!ّ