أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - ساعدوني














المزيد.....

ساعدوني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 20:14
المحور: حقوق الانسان
    


ساعدوني أنا أتعرض إلى موجة (اتسونامي) من الأحزان, والطوفان وقد وصل المدُ إلى أعلى مناخيري وأكاد أن أهلك حزناً وألماً ...ساعدوني على إيجاد نفسي فأنا ضائعٌ في هذه الدنيا كإبرة خياطة في كومة قش, ساعدوني يا عالم يا ناس على لملمت جراحي كلها لتصبح جرحا واحدا ساعدوني على وضع كل الأمراض التي أعاني منها في مرضٍ واحد , وساعدوني على نفسي وانصروني عليها فأنا أطلب النجدة والسلاح لأقاتل نفسي ولأنتصر عليها الانتصار الأول والأخير..ساعدوني على لملمت أحزاني لوضعها في الأكياس المُعدة خصيصا لرمي النفايات..ساعدوني يا أهلي إلى أين أتوجهُ بوجهي هذا اليوم وإلى متى سأبقى أخبئ وجهي الحقيقي عن وجوهكم ومتى ستنزعون عن وجوهكم الأقنعة لكي أتمكن من رؤية وجوهكم الحقيقية..!!ساعدوني يا شعب إلى من أذهبْ وإلى من أكتب ولأجل من أحترق ولأجل من أعيش ولأجل من أضحي إذا لم يكن هنالك من يستحق أن نحترق من أجله أو نضيع ونتوه من أجله؟..وإلى من أشتكي, وإلى من أشكو الحياة بكل ما فيها من مرارة ومن قسوة, ساعدوني إذا كان القاضي هو نفسه خصمي وجلادي...ساعدوني على من أرفع قضيتي هذا اليوم,ساعدوني على التخلص من تراثي ومن وطني ومن ذكرياتي.. سا عدوني على التخلص من عنفواني وساعدوني على الرحيل فإلى متى سأبقى ورقة خفيفة تتطاير مع الريح في شتى الاتجاهات...سا عدوني يا قوم على تسكير فمي لكي لا أتكلم...ساعدوني على إخراج أرجلي من الماء الساخن لأضعهن مع يداي في الماء البارد وكأن شيئا لم يحصل ولم يكن,ساعدوني فأنا أخرج من بيتي في كل يوم دون أن أعرف إلى أين أذهب وأعود إلى البيت وأنا محتار ولا أعرف سبب عودتي إليه ..وأنا لا أعرف إلى أين سأذهب وإلى متى سيطول غيابي أو يقصر, ساعدوني فأنا لا أعرف لي وطنا أذهب إليه أو بيتا أو صدرا دافئاً وحنونا أرتمي عليه من شدة البرد والجوع والخوف والكتمان..سا عدوني وقولوا لي أين من الممكن لي أن ألتقي بصدر أضع عليه رأسي, كلهم نهشوا لحمي وكلهم أكلوا وجهي وسحنوا عظمي وأنا عصرتُ على رأسي لهم الليمون لأضيف لهم نكهة جديدة...ساعدوني على لملمتُ أفكاري المبعثرة التي أصبحت متشتتة هنا وهناك ومفرقة على أبواب المساكين ساعدوني في التعرف على بصمات أصابع يدي فأنا أضعتُ كل بصماتي المادية والمعنوية ..,ساعدوني على خلع حذائي من رِجلي الذي يضيق بها وتضيق به وساعدوني على أن أهرب بلا عودة فأنا لا أريد أن أبقى في مكان ثابت لم تتغير ملامحه منذ أكثر من ربع قرن ..ساعدوني على فك كل رمز من رموز حياتي وكل لغز من ألغاز حياتي وكل سحر سحرتني به العيون السود...ساعدوني أريد أن أعرف كيف وصلتُ إلى هذا المكان,سا عدوني على فحص دمي وتحليله تحليلاً لغويا ,ساعدوني على حل الكلمات المتقاطعة في دمي,وساعدوني على استعادة الكلمة الضائعة من على طرف لساني ..ساعدوني ياناس أريد أن أخرج كيوسف من قاع البئر الذي وضعني به أهلي طفلا صغيرا وركضوا خلف السحاب وخلف الشفق الأحمر,..سا عدوني يا من تنامونَ ليلكم الطويل بكل هدوء وكأنكم لم تفعلوا بي شيئا,يا من تنامون على نفسٍ واحد دون أن تتنهدوا أثناء النوم ودون أن تحسوا بالاختناق ,يامن تنامون على جنبٍ واحد دون أن تتقلبوا مثلي على هذا الجنب الأيمن وعلى ذاك الجنب الأيسر وعلى جمر الصحراء العربية, أريد أن أعرف من أنا,أنا لا أعرف من أنا ولماذا ولدتُ ولماذا سأموت,سؤالٌ يفصمني إلى نصفين وإلى فصمين من فصوم البرتقال وتُقطّعني الإجابة عنه إلى أكثرَ من مائة قطعة ساعدوني أنا أجهل حقيقة هذا الكون وحقيقة نفسي وأفسدت أخلاقي الكتب والروايات , وأخيرا أفسدت أخلاقي طيبة قلبي ورقته وحلاوته وعشقه للجمال أريد أن أعرفُ إلى أين سأذهب وأريد أن أعرف إلى أين المسير؟ أنا لا أعرف كيف سيكون مصير العالم حين أرحل عنه تاركاً لكم فيه بصماتي ونظراتي,أنا لا أدري متى سقطتُ من السماء عليكم كما تسقط أشعة الشمس على رؤوسكم, وإن ذهبتُ لا أعرف متى سأعود,أنا عن كل شيء لا أعرف أي شيء, أنا إنسان ضائع ضعتُ بين الهوى وبين النار وتهتُ في هذه المتاهة ولا أعرف كيف سأخرج منها, أنا إنسان لا أعرف إلى أين سينتهي بي هذا الطريق الطويل, أنا أستعجبُ جدا كيف ينام الناس ليلهم الطويل, أنا أجهلُ حقيقتي وهويتي ضاعت في رحلة صيد, ولا أعرف من هو أنا ولا أعرف هذا الطريق, أنا لا أعرف هدفي الذي ضاع مني متى سألقاه, لا أعرف من أنا ولا أعرف لماذا جئتُ إلى هذه الدنيا, ولا أعرف متى وصلت إلى هذا المكان أو كيف وصلتُ إليه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء
- رسائل حُب بليغ حمدي لوردة الجزائرية
- صلاة الجماعة
- الاسلام سلاح تهديد للزوجة
- الانحدار الاجتماعي
- مخرجات تعليم الطبقة المنحطة
- أنا وأنت في حالة غيبوبة
- لعبة الاختفاء
- خيبة الأمل
- البطاطس والطماطم لم يعرفهما القرآن


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - ساعدوني