أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه - متحف الريف، بداية حسنة لمستقبل ممارسة المتحف والحفظ الإيجابي للذاكرة بالمغرب















المزيد.....

متحف الريف، بداية حسنة لمستقبل ممارسة المتحف والحفظ الإيجابي للذاكرة بالمغرب


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 15:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


(التراث الثقافي بالريف، أية تحافة؟) عنوان الندوة الدولية التي نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالريف يومي 15 من شهر يوليوز 2011 و16منه، بشراكة مع المجلس البلدي للحسيمة، ومجلس الجهة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والمعهد الوطني لعلوم الآثار بالمغرب، وفعاليات أخرى. والعنوان باللغة الفرنسية (Patrimoine culturel du Rif : quelle muséographie ?»). ويبدو أن عنوان الندوة الفرنسي هو الأصل، لأنه سليم لغويا، ذلك أن كلمة التحافة - يغلب أن- لا آثار لها في معاجم اللغة العربية. وقد يجوز صياغة العنوان الندوة العربي كالتالي، (تراث الريف الثقافي: أي متحف؟).ويعنينا أن الاعتناء بالمتاحف في المغرب يفيد أن سكان هذا البلد معنيون بتراثهم الثقافي، والمتحف مؤسسة تخدم المجتمع ثقافته، تاريخه، قيمه، تراثه. ومن حسن الصدف أن يحمل الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف هذه السنة شعار المتحف والذاكرة). وحسب ما نقلته بعض الصحف المغربية فإن ( الندوة الدولية التي نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تروم على الخصوص فتح نقاش أكاديمي حول الكيفية التي ينبغي أن يعمل بها متحف الريف، بالنظر إلى غنى مدينة الحسيمة بتراثها وآثارها). ولا شك أن أسلوب العمل المتحفي المفكر فيه، للآن، لا يعني الريف وحده، بل يخص بلا شك كل مناطق المغرب ودون الحاجة إلى تمييز كل مضامين الندوة، لعدم التمكن من تتبعها المباشر، فوق أن الندوة لم تكن لتستجيب لحاجات منطقة الريف من حيث إحياء التراث، لأن الهدف منها دعم مشروع إقامة متحف الريف وانطلاقه، المشروع الذي يندرج ضمن متابعة المجلس الوطني لحقوق الإنسان توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال التاريخ، الأرشيف وحفظ الذاكرة، بمدينة الحسيمة، وهو مشروع قال عنه السيد إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حسب ما أوردته بعض الصحف، أنه ( يروم المساهمة في رد الاعتبار لذاكرة المغاربة عموما، وسكان الريف خصوصا، وكذا الانخراط الفعال في التنمية الشاملة للمنطقة)، ويرمي مشروع المتحف، حسب ما أوردته جريدة الأحداث المغربية في عددها ليوم الاثنين 18 يوليوز 2011، (إلى ترميم بناية المتحف وتهيئتها وإعداد تصور حول المضامين والأنشطة الموازية له، وتأثيث فضاءاته وتكوين الطاقم المسير في المجال المتحفي، وكذا تطوير الشراكات على المستوى الوطني والدولي). ولما كان الهدف ينصب، في إعادة المنطقة الاعتبار، فإنه يلامس بالدرجة الأولى الرمز والمجرد، ويستحضر المشخص بما هو مادة متحفية تشكل وعاء ثقافيا رمزيا ذا ارتباط بالمجرد، وبالتالي، لا مجال لتقييم الكم وإهمال الكيف. ولأن التاريخ لا يمكن له أن يستغني عن الذاكرة لأنها مادته المرجعية، فإن الذاكرة لا يمكن لها، من جانبها، أن تستغني عن الثقافة،أو بالأحرى، الأنساق الثقافية غير العالمة، لذلك استدرك السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالإشارة، إلى أن المتحف المراد إحداثه بمدينة الحسيمة (لن يكون مجرد متحف يحفظ الماضي فقط بقدر ما سيكون أداة لنشر المعرفة التاريخية، والتربية على المواطنة التي من بين شروطها احترام الموروث الثقافي، والتحفيز على تطوير البحث العلمي في ما خلفه الأجداد من إرث مادي وغير مادي في منطقة الريف). ولم تكن الندوة لتفصل بين ما للذاكرة وما للتاريخ، لأن المتحف ملتقى الصناعتين (الذاكرة والتاريخ)، قد يستحضر التعريف بالذاكرة، ويلامس التاريخ المحلي الراهن، والتاريخ الجهوي والوطني. والمتحف أيضا مكان للتنادي، إذ يغلب أنه سيشجع الحوار الثقافي والحضاري بمحيطه. ولئن كان المغرب قد قطع أشواطا في التأريخ، وخاصة في مجال الحوليات، فإنه لا يزال لم يتقدم كثيرا في التاريخ الشفاهي، ولعل منطقة الريف ذات نصيب أوفر في مواطن التاريخ الشفاهي. وقد تكون الندوة قد أبانت المغمور من تاريخ الريف بعضه لاشتراك أكثر من أربعين باحثا من المغرب، ومن خمس دول أجنبية عرضوا أحدث الأعمال العلمية الخاصة بتاريخ المنطقة، من ما قبل التاريخ إلى التاريخ المعاصر، وكذا تاريخ التراث المادي وغير المادي للمنطقة حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، (مع فتح النقاش حول أمثل الصيغ التي يمكن لمتحف الريف أن يعكس من خلال لحظات من التاريخ الغني والمثير لمنطقة الريف)، كما هو مضمن في بلاغ المجلس الوطني لحقوق الإنسان. صحيح أن الندوة استحضرت تراث الريف الأنثروبولوجي والإثني، فضلا عن تراثه الحي وتاريخه الراهن، وأدرجت مداخلات حول المصادر والأرشيف، في تاريخ الريف والمناطق الأخرى في المغرب ، لكن مجال المتحف في حاجة إلى المزيد من النقاش والتنادي، لتبادل الأفكار ابتغاء استكمال صورة ممارسة المتحف بالمغرب. ويبدو أن الأستاذ علي أمهان أحرص المشاركين في الندوة على الحث على ضرورة (إعداد تصور مغربي للمتحف لأن لمحتواه علاقة بالعقلية والثقافة المغربيتين). ولقد صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء (أنه ينبغي التفكير أولا في الزائر المغربي قبل التفكير في الزائر الأجنبي). ومن العناصر الواجب استحضارها في متحف الريف برأي السيد علي أمهان صناعة الفخار، لأنها واحدة (من المهارات الأكثر شهرة في الريف، وأن بعض الخزافيين فقط هم الذين يواصلون نقلها من جيل لآخر وفق بعض التقاليد القديمة)، ودعا (إلى الحفاظ على هذه الصناعة التي توصف ب«العائلية»، إذ تنتقل من الأم إلى البنت، وخاصة عبر إحداث مراكز لصنع الفخار المتميز بالمنطقة على غرار مراكز صناعة الزربية في مناطق أخرى) مغربية. وفي الفخار والزرابي وأزياء النساء تتضح معالم الهوية الثقافية للكثير من مناطق المغرب. وفي علاقة متحف الريف بالذاكرة، أكد السيد علي أمهان عن (دور الذاكرة في نقل المهارة في المغرب، وأهمية هذا النقل في الحفاظ على التراث الثقافي، في كل أبعاده المادية وغير المادية). ولم تغيب المرأة في مشروع ممارسة المتحف بالريف حيث صرحت صباح علاش الباحثة في تاريخ الريف أن المرأة ساهمت بقسط وافر في تاريخ الريف وأن لموضوع الفخار النسائي السائر في طريق الاندثار نصيبا هاما في من البحث التاريخي. وكلنا يعلم أن الفخار مادة متحفية بامتياز. وإلى جانب الخزف تمثل الخرائط القديمة مادة متحفية بامتياز. وأوردت جريدة الاتحاد الاشتراكي في عددها ليوم الاثنين 18 يوليوز 2011 إشارة إلى مداخلة خوصي لويس فيلانوفا بما هي مقاربة (الدراسات الجغرافية والخرائطية لمنطقة الريف.أنجزتها الإدارة الإسبانية خلال عهد الحماية الفرنسية)، فضلا عن (دراسة جغرافية وخرائطية للمنطقة)، وكذا (إعداد العديد من الدراسات لجمع ما يكفي من المعطيات حولها ما بين 1912 و 1956). وأوردت نفس الجريدة ثانية إشارة الباحثة ليلى مزيان، حول موروث الريف الساحلي والبحري في الأرشيفات والمكتبات الإسبانية، أن سواحل المغرب المتوسطية عامة وسواحل الريف خاصة زاخرة بمؤهلات تراثية بالغة الأهمية سواء المادية منها وغير المادية.
ولئن كانت الأستاذة صباح علاش قد استحضرت الإهمال الذي مس تراث الريف، مما جعله (عرضة للضياع والاندثار)، رغم أنه (يمكن تثمينه واستثماره في تحقيق التنمية من خلال التعريف به والحفاظ عليه وصيانته)، فإنه من المفيد ربط إهمال الريف بماض الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب وربط إحداث متحف الريف، بتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المغربية في الذاكرة لأن الحسيمة ومحيطها ضمن خريطة جبر الضرر الجماعي بالمغرب. وهنا يجب تعميم ممارسة المتحف المفكر فيها على جل المناطق المعنية بجبر الضرر الجماعي وخاصة التي احتضنت معتقلات سرية تزممارت، أكدز، تكونيت، سكورة، قلعة مكونة.
وتقضي ممارسة المتحف تكوين فريق مؤهل للغاية، لذلك (جرى العمل على تشكيل لجنة علمية تضم المتخصصين في مختلف فترات تاريخ الريف وأنواع التراث الثقافي تتكلف بتطوير تصور أولي حول المتحف). نأمل أن يكون متحف الريف، بداية حسنة لمستقبل ممارسة المتحف والحفظ الإيجابي للذاكرة بالمغرب.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النباتات والأعشاب بالأطلس الكبير الشرقي بين الغذاء والطب الت ...
- ذاكرة الاعتقال السياسي الحية بالجنوب الشرقي المغربي
- حقوق الإنسان بجهة مكناس تافيلالت في الصحافة المغربية المكتوب ...
- قافلة جمعية إعادة تأهيل ضحايا التعذيب الطبية بين العلاج وجبر ...
- إملشيل: التواصل والتنادي لتسوية الخلاف على حقوق جماعية كانت ...
- خريطة فقر إيميلشيل أم خريطة الضرر الجماعي؟ – قراءة في كتاب ( ...
- سد الحسن الداخل والحقوق الجماعية بضاحية الرشيدية بالمغرب
- حفل مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث في قراءة كتاب «إملشي ...
- الأرض السلالية والحقوق الجماعية بإملشيل الشرقية- المغرب
- الجهوية المغربية المتقدمة بين الوظيفة والانسجام - حالة الأطل ...
- العمل الجمعوي وإكراهات الرموز الثقافية بالجنوب الشرقي المغرب ...
- مائدة مستديرة حول وضعية المرأة، الإكراهات والرهانات - الرشيد ...
- شبكة تفويت للدفاع عن المرأة بالجنوب الشرقي المغربي الأهداف و ...
- التقرير التركيبي العام حول الندوة الوطنية حول الحقوق الثقافي ...
- أية مكانة للمرأة المغربية في الجهوية الموسعة؟
- هل سيأخذ الجنوب الشرقي المغربي نصيبه من الجهوية الموسعة؟
- مشروع الحكامة المحلية في جبر الضرر الجماعي بإقليم الرشيدية
- على هامش لقاء أزرو حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقا ...
- قافلة « فاضمة وحرفو » الثانية لحفظ الذاكرة و المصالحة المغرب ...
- النساء في الجماعات المحلية المغربية رافعة الحكامة المحلية


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه - متحف الريف، بداية حسنة لمستقبل ممارسة المتحف والحفظ الإيجابي للذاكرة بالمغرب