لو كان النبي محمد (ص) روسيا

وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 15:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لو النبي محمد ص روسيا
لنتخيل معا لو نزل الاسلام في روسيا
كما نعلم ان النبي محمد( ص) ولد بمنطقة صحراوية حارة لباسها المفضل الحرير، واكلها ما تيسر من نتاج الصحراء وما يصلها من بعض المتاجرة، مما يدل على شح في التنوع ،وشجرها النخيل الذي كان للنبي محمد في ثمره حديث (بيت لا تمر فيه جياع اهله) وهذا لا يدل على اهمية النخيل بل يدل على اهميته في الجزيرة العربية.
شرابها الخمر والعسل ولبن الناقة ،ونسائها اصحاب العجيزة الكبيرة وهي ما يفضلها العربي في ذاك الزمان، وركوبها الخيل الاصيل، ولا يوجد فيها انهار وتعاني دائما من شح المياه ، والشمس صاطعة حتى المغيب، وليل الصحراء بارد، فأجمل ما في اليوم هو وقت المغيب ،لذلك يقال ان في الجنة يكون اليوم فقط كالمغيب ذا النسائم العليلة.
كانت الجنة هي ما ينقص هذا الشعب وما يحب من اشجار ودوالي يعرفها وانهار اي وفرة من الماء( وماء غير آسن) و(جنات تجري من تحتها الانهار)،لأن في الصحراء التي هي قليلة المطر، حين يوجد ماء، فاكثر الاحيان يكون آسن غير صالح للشرب.
ونعمة الظل الذي يفتقدها العربي دائما كانت احد اهم رغباته ويقول ابن كثير( و في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها) فالجزيرة العربية التي تخلو من الاشجار واكثر اشجارها هي النخيل التي هي قليلة الظل لذلك كان لاحاديث الظل وفرة، ان كان من ناحية ظل الشجر او ظل الغروب الخالي من الشمس لذا يقال ايضا (ان في الجنة ظل دائم)
و قال ابن عباس ايضا في نخيل الجنة( جزوعها من زمرد اخضر وكربها ذهب احمر وسعفها كسوة لاهل الجنة ).
( ونساء كما تشتهون) ويقال ان العربي كان دائما يفضل ان تكون الانثى بكر فهو كان يستمتع اكثر وهذا ربما يعود لمعنى العفة اي انها لم تلمس بعد فهذة ذكورية المسلم لذلك في احدى الروايات يقال (لا يمل الرجل زوجته ولا تمله ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء إذا قام عنها عادت بكرا كما كانت)،
ولباس الحرير الذي يعطي البرودة لمن يلبسه( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) قرآن كريم. فالعربي يعرف معنى الحر لذلك دائما يستلذ بالبرودة وهناك قول عند العرب اذا جائهم احد ببشارة بعد القلق يقال له( برد الله قلبك) فهذا القول ان قلته لمن يسكن بلاد الثلج لشتمك لأنه يعلم معنى البرد ويعرفه بشكله القاسي والدفء هو ما يسكن اليه ويشعره بالراحة.
فلنرا لو كان النبي نزل في روسيا بلاد البرد بلاد الفودكا فهناك قول شهير عند الروس (اتخيل روسيا بلا فودكا ان الله يحبنا فوجد لنا الفودكا)
فالشعب الروسي يفضل الخيل الثقيل على الفرس العربي الاصيل لأنه في الحروب كان الافضل وايضا يفضلون الكلب له قيمة عالية في وسائل النقل
لا يعرفون معنى لقيمة الحرير فالصوف والفراء ..ما يهمهم
يفضلون النساء النحيفات وليس ذوي العجيزة الكبيرة فهي نساؤهم وهم لا يعرفون غيرها ولا تغريهم( نساء في طرف عيونها حور) وان تعود بكر بعد كل مجامعة .
لا تهمهم الانهار فهي كثير ولا ينجذبون لمعنى عيون فيها ماء سلسبيل ولا ينجذبون لنبع الكوثر وانما سيغريهم مدفئة فيها جمر لا ينطفئ ونهر من الكفيار لا ينضب لا نهر من حليب النوق .
وان قلت لهم في الجنة خراف كما تشتهون فهم سيفضلون لحم الخنزير الذي حرم وجوده في الجنة وليس فقط على الارض كطعام
وما يغريهم نخيل مذهب بل اللحم المملح هو طعامهم وما قاله النبي محمد ص (بيت لا تمر فيه اهله جياع) فلو كان روسيا لقال ان (مائدة ليس عليها خبز الجودار اهلها جياع) فلا يمكن أن تخلو أي مائدة في روسيا من خبز الجودار في الزمان الماضي،
ونهار جنتهم سيكون شمس مشرقة لا يتخللها غيوم فوقت المغيب عندهم برد كئيب وهم يفتقرون دوما للشمس فماهمهم وقت المغيب فالسماء الصافية هي متعتهم
فالجنة هي نتاج ثقافة محلية لبيئة جغرافية محددة، فقد ذكر في كثير من الاحاديث ان نهري سيحون وجيحون او( سيحان وجيحان) و النيل هم ينبعون من الجنة رغم ان هناك انهار على الكرة الارضيه اهم منهم بكثير من ناحية الغزارة و الفائدة ولم يذكروا.
وكما يقول الاستاذ ابراهيم محمود في كتاب جغرافية الملذات( فإن التصورات المعطاة عن الجنة لا تنعزل عن مسارها التاريخي .ومن ناحية اخرى، لماذا لم تذكر حيوانات اخرى في الجنة تعتبر مألوفة، ويعتمد عليها في اماكن اخرى،ليست عربية؟ كما في حال الفيل مثلا، فهو لم يذكر في الجنة رغم اهميته الكبيرة لدى من يستخدمه في حالتي السلم و الحرب، بل ان منزلته ربما تكون اعلى واسمى من منزلة الخيل عند العربي فالهنود و الايرانيون يمنحونه قيمة كبيرة .. ثم الكلب الذي له قيمة معتبرة عند شعوب الاسكيموباعتباره حارسا و وسيلة نقل)
فكل ما في الجنة هو عربي بامتياز من ثمار و ورود و حيوانات وعطور واذا قلنا لرجل الدين لما لم يذكر شيئ لم نعرفه يقول:( كيف ستعرف شيء لم تره) وهذا جواب ضعيف، فالمتكلم عن الجنة كان النبي الذي زارها وليس انا، فهو يستيطع ان يوصف ما رأى من انواع لثمار جديدة كما يقال في وصف عنقود العنب الذي اذا عصرت حبة منه لروت عدة رجال، فلم كان الوصف محصور بما يوجد عندنا وليس لأنواع جديدة على كافة الموجود فدائما جوابهم هو:( كما لا عين رأت) ولكن على من رأى ان يخبر بما رأى من جديد ففي وقتنا الحالي حين يذهب شخص ما الى بلاد ما فيها الكثير من التنوع الذي نفتقده ولا نعرفه لا اسما و لا شكلا ويقوم بوصفه لنا و الحديث عنه ويعرفنا به اسما وشكلا .
مسكين يا ابن آدم مستعبد من الدين ومن السياسيين الفاسدين ومن الزعماء الذين في قصورهم متنعمين فانت كعود بخور تعطر سمائهم بوجودك وفي احتراقك لوعة الصابرين.

#وسام_غملوش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات