أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - جار القمر..؟















المزيد.....

جار القمر..؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


كطفل بلا مأوى ...افتقدتك ..
فعضت شفتها خجلاً ... أفي هذا العمر.. تخجلين ..؟
ابتسمت ...
زحف مدُ البحر الى دمي .
قلت، أحبكِ كما أنت..
فهبط الليل الى شعرها الأبيض ، وأبحر مع ما تبقى من حلم صغير، الى جزيرة الساحرات . فقد انتظرتك طويلاً ، هل اختطفتك سحابة صغيرة ،وصعدت بك الى نجوم بعيدة ..؟
وفي صمت الحر الشديد ، انتظرت ..ثم انتظرت .. ستأتي وستصل ذات زمان .
كان يوماً قائظاً ، فقد أصيبت الشمس بالجنون ، وزفرت الأرض كل أحشائها الى خارجها .
فقد رفضت الريح ، الانصياع لترويض إله البحر لها.
بحثت عن مروحة بدائية، لصدر رجل نصف حي، تخفف عنه جنون الشمس.فأسعفتني قائمة الطعام المسترخية بملل وقرف. لا فنجان قهوة أخر. فجيبي مثل شبكة صياد تتسلل منها المياه بسهولة.
كمايسترو عتيق لوحت يداي في الفراغ ..لا ريح شرقية ..تصبب العرق فوق ظلي .
تعاركت مع ظلي ، لهثت في منتصف الماراثون ، وأحتفظ هو بهدوئه .
أتعرف كيف انقضى العمر ..؟ أو المسافة بين هامشا ورصيفا..؟!
فهذا زمن لا تعرف فيه المبتدأ من الخبر.
فحرف الجر الى الصحراء، أصبح سيد الحروف .
كنت ، وسيجارتي وفنجان قهوتي ، أحاور لحظة ، كيلا تهرب مني مثل كل اللحظات التي هربت .. نحو نجمة أخرى .. أو ضاعت بين شروق وغروب.
ترى ما الفرق بينهما..؟!
..لا شئ ، سوى في لون السحاب. أو مثل الفارق بين غربة أولى أو ثانية وثالثة.
وغداً، ستهرب بك لحظة ما خارج الزمن، وتصبح، غريب الدار والقبر معاً، وبلا زمن.
سيجارتي، تحرق ما تبقى من زمن صغير. تسارع قهوتي ، وتطفئ لظى القلب. لا دخان، قليل من جمر أزرق.. من بحر أبيض، من قمر احمر، وقارب ورقي من صحف قديمة، يبحث عن مرساه الأخير.
ما أجمل القيلولة على شاطئ شفتيك ..
تلعثم البحر.. لا فرق، بين العسل وماء البحر يا صديق النحل..!!
بيد أن قمري، غطى وجهه بنصف غيمة حزن أنيقة ، وبمنديل عنق أحمر.
أقسم بالعنب والتمر، أنك أحلى خمر بابلي.
ابتسمت عيناها .. غسل الفرح أهدابها .
- قالت ،..آخ ...آخ ، ستقتلك السيجارة..وفنجان القهوة ..وكأس النبيذ ..!؟
نحن يا صديقة العمر ، قتلى ، منذ لحظة ، تحول النصوص والكلام الى طلقة قاتلة للعقل .. الى لغم .
فقد زحفت النصوص الحجرية والصراصير، واحتلت ما تبقى من الزمن الحاضر.. فالإله الأوحد ، لم يعد له عمل سوى خلق الحشرات ، والحكام . في بلدان العنكبوت . التي اغتالت ابن رشد ، وفقئت عين المعري ، وأجهضت مطر السياب .
- لكن الزمن قادم ..؟
أي زمن..!؟ زمن الردة على النصب التذكاري لصحراء ،أو زمن العودة الى الصحراء..؟!
لا زمننا أخر على محطة الانتظار.
يا رفيقة يومي وأمسي.. ربما هي لحظة الاستثناء الوحيدة . إذا ضاعت..؟ لا أدري ... فأنا لست إلهاً ، ولا عبداً له . ولا نبياً مزوراً.
ترى ، لماذا لم يعتبر " حمو رابي أو سقراتس أو بلا تونس أو حتى أخناتون.. " أنفسهم أنبياء ..؟
ربما ، لم تكن هناك حجارة ، لكي يدون عليها الإله تعاليمه. أو ربما ، ساعي بريد الأنبياء في حينها ، كان في رحلة عمل خارج الزمن ، في عربة " رع " يتفقد شموساً وكواكب أخرى ...؟ ونسي أوراق البردي في مخدع " أوزير يس"..؟ .
وصل مدُُُُُ البحر الى قلبي.
زحفت أصابعي، بهدوء الهدوء، مثل نسمة طرية، وطوقت أناملها..حاصرتها من الجهات الستة .
فلا نورسا في البحر ولا مرفأ،.. بحرٌ وفراغ، وعلامة استفهام كبيرة..؟
وقمر غطى وجهه بنصف غيمة أنيقة ، وبمنديل عنق أحمر. ينتظر عودة " أوذيا يس " حاملاً رأس " ميدوسا " وأفاعيها العجيبة، بعد صراعه مع " مينا تافروس ".
احتسيت حثالة ما تبقى من قهوتي ، ورشفت ذيول ، أخر خيوط دخان مبعثر بعبث .
ومن شرفة قلبي المكسورة، أطل على بحر لا حدود له. ما بين عكا وأثينا بحر بلا حدود . ما بين النيل ودجله وأثينا ، بحر بلا حدود .وعلامة استفهام ؟.
الحب مثل البحر لا حدود له .لكن بلا علامة استفهام ، ولا تعجب .
أبحر في مضايق عينيك تائهاً ، ففيهما يورق البنفسج وعباد الشمس.
يا بوصلتي في الزمن الصعب، أنت كل الجهات التي بلا نهاية. ثم .. في كحلة عينيك أرخي مرساتي .. وأرتاح من تعب الإبحار.
أتوسد جسدك ، وتدخلين في روحي .
وأقسم أنه بدونك ، فأن مذاق القهوة مر. مثل صحراء، أنجبت عمارات وأبراجا،وأنقرض منها الأطفال ،وتحولت الحياة الى مستحثات .
على الشاطئ، كلب أرستقراطي صغير، يمشي راقصاً، على أذنيه سماعة موسيقى، يهز ذنبه فرحاً بصحبة رفيقه...فالحياة " نيو لوك " جديد ..؟!
قطة صغيرة مشاغبة، تتمسح، تتشقلب، تتعفر برمل البحر، تلاحق ذيلها، فلا يداعبها أحد.
تنتظر بقايا سمكة صغيرة . فصاحب الحانة ، سيقذف ليلاً ، بما تبقى من كلام زبائنه ، ورائحة دخانهم الأصفر الى خارج الزمن.
رويداً ..رويداً ، نزلت الشمس لتستحم مع أفروذيتي .. أما النجوم، ستسبح عارية أخر الليل، كما الأسماك عارية، بلا هوية، بلا اسم، وبلا ديانة.
افتقدتك ...
وأنا أيضاً...
غابت عني ساعة رملية كاملة.
تذكرت، القبلة الأخيرة، كانت بعمر القبلة التي سبقتها، وبعمر القبلة الأولى، ذات الشهد. ذات الابتسامة المرسومة بريشة آلهة الحب . بيد أن الزمن كان بطيئاً، وبطيئاً جداً في حينها .
جلس قمري بجانبي .. ابتسمت ..طبعت قبلة سريعة ، فضحك البحر . ذات الضحكة، المرسومة، لكن الزمن امتطى عربة فضاء.
صرخت " فرسوله " القطة الصغيرة، فرحة " مياو ..مياو " فقد عاد صيادا فقيرا . في شباكه، أسماك صغيرةً بلا هوية، ولا أسم، وبلا ديانة.
مرة أخرى، أبذر نطفة قصيدة في الفضاء، في حرف النون.
هبت نسمة ريح صغيرة..قهقه البحر.
.قال " بوسيدونا " معاتباً .. آه ..آه ..أخيراً، استجبت يا إله الريح " إيولو " ..!
رفع الصياد قبعته محيياً الجميع ، فأنشدت له " فرسوله " بدلع طفولي مزاميرها ، نشيد الأناشيد ، سونيتة جديدة.. مياو ...مياو ..مييياوو.

سيمون خوري
أيوس نيكولاس / 10 / 7 / 2011



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي
- تعديل وزاري في اليونان / يوم خسوف القمر
- هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!
- - يالطا - أمريكية - روسية جديدة / رحيل القذافي.. وبقاء الأسد ...
- - كرت أحمر - الى / الأخ فؤاد النمري
- سجناء ..المرحلة السابقة ؟!
- جدار عازل ...في العقل؟
- عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة ...
- وردة الى دمشق .. الى زهرة الصبار
- الله ..والرئيس .. والقائد .. وبس ؟!
- شكراً وباقة ورد الى الأحبة .
- لا جامعة الدول العربية..ولا تشافيز يمثلان رأي وموقف شعوبنا
- ليبيا ... وخيار السيناريو الأسوء ..؟!
- لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فقد تعلمنا كيف نحرر بلادن ...
- الأحزاب العربية يميناً ويساراً / هي التي صنعت القذافي ؟
- دكان - علي عبد الله صالح - وحده لا شريك له..؟
- مصر .. تولد من جديد
- هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي ...
- مع مجئ سليمان / مصر تطوي صفحة مبارك
- - مصر - يمة يابهيه .. هو رايح وإنتي جايه..؟


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - جار القمر..؟