أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - الفلسطينيون والكفر بالثورة المصرية














المزيد.....

الفلسطينيون والكفر بالثورة المصرية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 00:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفلسطينيون والكفر بالثورة المصرية

محمود عبد الرحيم
طوال الأسابيع الأخيرة، وأنا أتابع، بانزعاج شديد، شكاوى الفلسطينيين المريرة، سواء عبر أخبار ومقالات أو شهادات حية من أصدقاء، كلها تصب في خانة الشعور بالإحباط من الثورة المصرية، التي راهنوا أن تأتي بجديد يغير وضعية التعاطي معهم مصرياً، للدرجة التي دفعت بعضهم إلى القول "لقد كفرنا بثورتكم".

وما يسوقه أهل غزة، يكرره أشقاؤنا في الضفة أو القدس، فالكل في المعاناة سواء، عند معبر بري أو بالمطارات. وأزمة الفلسطينيين مع مصر أو فلنقل بشكل محدد مع النظام المصري، في النظرة الأمنية إليهم أو بالأحرى في اعتبارهم خطر محتمل لتهديد الأمن، ومحل شك وارتياب، ما يستوجب تخصيص إدارة لشئون الفلسطينيين بجهاز أمن الدولة، ناهيك عن الاستخبارات، وما يتبعه من تضييقات في الدخول إلى البلاد، وتقليص أعداد الراغبين في السفر إلى أدنى عدد ممكن، ومنع العبور من خلال مصر إلا بشق الأنفس، حتى لو كانت هي المنفذ الوحيد للخروج للعالم، كما هو الحال مع أهلنا في غزة. وللأسف هذا النهج يتشابه كثيراً مع النهج الصهيوني في التعاطي مع الفلسطينيين، وبحكم العلاقة الوثيقة بين نظام الرئيس المخلوع الذي لم يسقط بعد بالكامل، والكيان الصهيوني، فليس خفياً أن الطرفين كانا يعملان على بث روح اليأس والانهزامية في نفوس الفلسطينيين، لتركيعهم ودفعهم إلى الاستسلام، في إطار تسوية مفروضة من جانب تل أبيب وبرعاية واشنطن. وكنا نأمل بعد أن قمنا بثورتنا المجيدة أن تسقط المشاريع الصهيونية التي كانت (مصر مبارك) طرفاً فيها، وتحدث تغييرات راديكالية على صعيد السياسة المصرية باتجاه "إسرائيل" والفلسطينيين، أو بالأحرى مزيداً من الاحتواء والدعم للفلسطينيين، ومزيداً من التشدد، وربما القطيعة مع الصهاينة، لكن تعثر مسار الثورة المصرية، بفضل التدخلات الإقليمية والدولية، خاصة من جانب واشنطن وتل أبيب والرياض، وتحالف القوى الإسلامية مع بقايا النظام، حال دون إنجاز الثورة لأهدافها سريعاً، التي حتماً كانت ستكون لها امتدادات في الخارج وأصداء ومكتسبات يلمسها كل عربي، وخاصة الأشقاء في فلسطين، وليس المصريون فقط. ولأن لا شيء تحقق على أرض الواقع، ومازلنا نواصل نضالنا الديمقراطي لتحرير مصر ومن بعدها العرب من التبعية والاستغلال والفساد، فالتضييق على الفلسطينيين لا يزال قائماً ومفهوماً في هذا السياق، حيث لم تتغير السياسات الأمنية بعد سقوط مبارك، خاصة من الجهاز الذي ادعوا أنه تغير لمجرد تغيير اسمه من "أمن الدولة" إلى "الأمن الوطني"، فلا يزال يمنع بعض الفلسطينيين من دخول مصر، رغم حصولهم على تأشيرات، خاصة من لهم علاقة بالمعارضة المصرية، أو من يسببون إزعاجاً للكيان الصهيوني في الداخل، ومنهم الصحفية صابرين دياب. فضلاً عن تحقيقات أمنية تضع الفلسطيني في خانة المتهم الذي عليه أن يتذكر ربما ارتكب جريمة وهو لا يدري، كما حكي لي صديق ليس له أي نشاط سياسي، لا داخل مصر ولا في الأراضي الفلسطينية، ويميل بحكم ارتباطه بمؤسسة السلطة الفلسطينية إلى الانسجام مع المواقف الرسمية المصرية، وعدم الخروج عن النص، ومع ذلك تم توقيفه في مطار القاهرة، عقب عودته من زيارة الأهل في رام الله، وتبادل المحققين استجوابه وملاحقته بأسئلة سخيفة عن اسمه وعمله، وغيرها من الأسئلة التافهة التي لا يُقصد منها إلا المضايقة والإيذاء النفسي. وثمة وقائع حدثت مع مئات، إن لم يكن آلاف، تدخل صراحة في باب انتهاك حقوق الإنسان، من قبيل المنع من قضاء الحاجة لساعات طويلة، أو الفصل بين الأم وطفلها، أو الاحتجاز في أماكن غير آدمية، حسب روايات متواترة. ويبدو المشهد ليس أفضل حالاً لأشقائنا في غزة الذين هللوا فرحا بالإعلان عن فتح منتظم لمعبر رفح، غير أن تقليص أعداد العابرين وقيوداً مبالغاً فيها على المرور أصاب الكثيرين بالإحباط، خاصة الشباب، وأضاع حلمهم في الخروج من السجن الكبير الذي فرضه الإسرائيليون منذ ما يزيد عن أربعة أعوام. وأظن أن كثير منا تابعوا حكاية العروس الغزية التي ملت من القدوم إلى معبر رفح للحاق بزوجها في إحدى الدول الخليجية، حتى نالها اليأس والكآبة بديلاً عن الفرح والأمل، وغيرها الكثير من الطلبة والمرضى والعاملين بالخارج الذين تعطلت مصالحهم، أو ضاعت فرصهم تحت حصار جائر لم يسقط بسقوط مبارك، وإن خف قليلاً. في الأخير، إن كان لي أن أعبر عن أسفي واعتذاري لكل فلسطيني عن هذه المعاملة الخشنة المثيرة للغثيان وغير المقبولة بأي حال من الأحوال من الشعب المصري تجاه الفلسطينيين، الذين نعتبرهم بحق أشقاء، ولهم حق علينا، ومصر بلدهم مثلنا تماما، ونرى أنه من العار أن يتعرض أي عربي على أرضها للإساءة، فإننا في نفس الوقت نطلب من الفلسطينيين التماس العذر، ونتبرأ من سياسة لم نضعها، وممارسات نستهجنها، لأنها تسيء لمصر قبل أن تسيء للآخرين، ونعاهدهم أن نصر على إنجاح ثورتنا، وإحباط محاولات تكفير الداخل والخارج بثورة ملهمة دفعنا ثمنها غاليا، ولازلنا، لتعود مصر الحرة القوية قلب العروبة وقبلة العرب جميعا، وقائدة لأمتها العربية بحكم دورها ومسئولياتها، وليست مصر التابعة المعادية للعرب، والمتورطة في علاقة محرمة مع الكيان الصهيوني.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجير انبوب غاز ام تفجير لتطبيع مرفوض شعبيا؟
- -زنزانة 211-.. السجان حين يكون سجينا
- العربي ورابطة عمرو موسى للجوار
- الذاكرة الفلسطينية في مملكة النساء وعلى بعد خمس دقائق من بيت ...
- فتح معبر رفح والضربة المصرية الجديدة للكيان الصهيوني
- عنف عسكر ووعي ثوري ونضال مفتوح
- الجامعة العربية ورياح التغيير
- لوبي الديكتاتور مبارك وسيناريو هدم المعبد
- الحركات الاسلامية بين استغلال الديمقراطية ونسف الدولة المدني ...
- المثقف السوري واختبار ثورة الشعب
- اعادة سيناء الى حضن مصر الجديدة
- جمعة محاكمة المفسدين وسبت عقاب الثوار
- ثوار سوريا واليمن وليبيا والواجب الاخلاقي
- عودة الروح الثورية وفضيحة الاخوان السياسية
- جنرالات الاخوان والتآمر على الثورة
- ارفع رأسك... من ثورة يوليو الى ثورة يناير الشعبية
- جمع مليون توقيع لكتابة دستور مصري جديد لجمهورية برلمانية
- شعب التحرير وحرب نظام سقطت شرعيته
- صحوة مصر الشعبية وكلاب حراسة النظام
- حين تصنع الشعوب التاريخ وتُسقط الديكتاتورية


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - الفلسطينيون والكفر بالثورة المصرية