أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - لماذا لا














المزيد.....

لماذا لا


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 14:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في تفسير معقول جدا ل"لا" يقول البير كامو الكاتب الفرنسي الكبير في كتابه الانسان المتمرد..ان الانسان المتمرد هو الذي يقول" لا" وعندما يرفض فانه لايتخلى ..وهو ايضا انسان يقول" نعم" منذ اول بادرة تصدر عنه...اذا ماذا تعني هذه ال"لا" وهذه ال"نعم"، ان الانسان الذي آلف تلقي الأوامر طيلة حياته يرى فجأة ان الامر الجديد الصادر اليه غير مقبول.. ولا اقصد بالأمر الجديد هذا امرا وظيفيا حصرا دون اخر...لا..ابدا...انما الامر هذا قد يشمل وضعا راهنا..ظرفا طارئا يستمر بصورة مبالغ فيه وقد يشمل تغيرات سياسية واحيانا كثيرة بل دائما تطول الشخصيات وبقائها في مناصبها وكأن هذه المناصب هي من الأمراض المزمنة التي يصعب على الإنسان ان يتخلص منها.
لنعد الى ال"لا" وفحواها...يقول عنها كامو..انها تعني مثلا ان الامور استمرت اكثر مما يجب.. او انك غاليت في تصرفك وتعني ايضا ان هناك حدا يجب ان لانتخطاه.. وان الامور مقبولة حتى هذا الحد ومرفوضة تماما فيما بعده..فحركة التمرد بنظر كامو تستند الى رفض قاطع لتَعدِ لا يطاق، والى يقين مبهم بوجود حق صالح وبصورة اصح الى اعتقاد ا لمتمرد ان له الحق كي ان يرفض يقبل لا لانه انسان متمرد..انما لانه لابد من وجود شعور مقترن بالحدث لديه..وهذا الشعور لا يولد من فراغ انما يأتي جراء أحداث تتكرر امامه بصورة لم يعد عقله ولا قلبه يقبل بالامر.
بالطبع ما كتبته انفا لايخلوا ابدا من الفلسفة لان كامو يعد من الفلاسفة الوجوديين الذين نشروا تعاليمهم من خلال الروايات والقصص والمسرحيات.. واظن باني مطالب ببعض التوضيحات ..ولن اطيل عليكم فكل ما اريد قوله هو ان الأوضاع عندما تتعدى الخطوط المتعارف عليها بين الشعب والسلطة فانها تخلق في ذات الانسان تمردا مبطنا والمبطن لا يظل نائما او في سبات دائم.. لانه لابد لليل ان ينجلي ولابد لذلك التمرد ان ينفجر بوجه السلطة وهذا ما يحدث في المجتمعات الطبيعية واذا لم يحدث عندنا هنا حيث نحن فان الامر يعدوا ظاهرة خطيرة قد تؤثر سلبا على الاجيال القادمة.
ايمانا مني بان للشعب الحق في ابداء الرأي وقول ال"لا" فانه بات من الضروري قولها الان حتى لا تستمر الأمور الى ابعد ماوصلت اليه الان..لاننا بحاجة ماسة الى بعض الأدوية للأمراض المزمنة التي لم يعد الشفاء منها ممكنا الا بتمرد قد يعصف بهم..وكذلك لاننا اصبحنا نحتاج الى تغيير ظاهر مادي ملموس، ولعل هذا التغيير يكون جزئياً ولعله يكون شمولياً، المهم هو تبدأ عجلة التغيير بالدوران وان تتحرك وتستيقظ من سباتها العميق، فالشعوب النائمة اشبه ببقرة حلوبة عندما ينتهي حليبها تصبح مهيأة للذبح وتساق الى الجزار دون ان تجد لنفسها وسيلة تتخلص من السكين الذي ينتظرها، وكذا هي الشعوب النائمة والتي تقبل على نفسها كل شيء دون حراك ورفض ومطالبة، لانقول ان تتكرر مظاهر التخريب التي سادت مجتمعاتنا لفترة طويلة، اقول مظاهر التخريب لأن الرفض والتمرد وقول ال"لا" تعني بالضرورة ان نحرف المباني ونقتل الناس ونسرق الموجودات داخل المؤسسات ونسب الاخرين، انها ابدا لاتعني ذلك فحتى ال" لا" لها هيبتها وتنظيمها الانساني الحضاري الذي من خلاله يمكن للشعوب ان تحقق الكثير دون اراقة قطرة دم، وعلى الرغم من مجتمعاتنا تعودت على اراقة الدماء والنهب والحرق والسرقة والسب والشتم في تحقيق مطاليبها الا اننا امام واقع اخر وزمن اخر يمكن من خلال الكلمة والحوار تثبيت معالم ال"لا" ودعمها من خلال المنظمات الدولية والاعلام لتصبح اداة فعلية في طريق التغيير.
ولعل ما يحدث في السليمانية على سبيل المثال يعد مثالاً مزدوجاً عن الامكانيات الذاتية لاستخدام ال"لا" داخل كردستان العراق، باعتبارها رسمت لنا ملامح شخصية ازدواجية حيث في البدء لجأت الى التخريب كالعادة ومن ثم تحولت الى الميدان التحرري المطالب سلماً بالتغييرات ولايمكن ان نعتبرها نقلة عفوية غير منظمة لانها بالفعل انتظمت بشكل ملفت للنظر خلال الفترة الاخيرة، وهذا بلاشك ما نسميه نحن بال"لا" المنطقية الموجبة والتي قد لاتحقق الاهداف المنشودة منها فحسب انما قد تغير ملامح الانسان الكردي ضمن المشهد العالمي ايضاً، وليس لنا هنا الا ان نقول للحكومة ايضا بان ترتقي الى مستوى المسؤولية والمستوى المطلوب منها في احتواء الازمة التي لم تزل اثارها باقية ليومنا هذا، فالاصلاحات التي تطالب بها الجهات المنظمة لحركة ال"لا" انما هي اصلاحات لاتنقص من قيمة وقدر الحكومة بشيء بل تزيدها وزناً وثقلاً في عيون الشعب وتجعل من مساندة الشعب لها ملزمة.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الاضطهاد
- تالا


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جوتيار تمر - لماذا لا