أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - بعيدا عن البرودة














المزيد.....

بعيدا عن البرودة


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 14:11
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال أن هناك قانونا دولياً ينص على ايقاف عجلة العمل اذا وصلت الحرارة الى درجة الخمسين مئوية ، ولكننا لسنا من البلدان التي يشملها هذا القانون لأننا نعيش بأعلى من هذه الدرجة ليس في الشارع والعمل كما يظن البعض ، ولكن في داخل بيوتنا وفي غرف نومنا ، خصوصا وأن سعادة الكهرباء المستمرة ، تجعلنا لا نهتم بدرجات الحرارة العالية فغرفنا وبيوتنا (ثلج ) والحمد لله .
سألني أحد الجيران وهو يمسك بقنينة الماء المثلجة لعلها تخفف من جفاف حلقه ونيران جسده: ألا يشعر المسؤولون ؟ قلت كيف لا يشعرون وهم يعرفون كل شيء عنا ، فقال محتداً ! ولكن ألا يعلمون أن الشعب (يشوى ) من الحر وأن الكهرباء العزيزة و الشحيحة لا تستطيع بساعاتها التي تشبه ( الزيارة) أن تعطي ولو نسمة هواء باردة ،وان المراوح تدفع هواء حاراً الى أجسادنا إذا توفرت من خلال المولدات الاهلية ، قلت له : أتذكر أن اهلنا كانوا يضعون على الأرض بساطاً مليئاً بالماء فتقوم المروحة السقفية (بتنشيفه) وتعطينا بعض الرطوبة ، ولكني أتذكر ان بعض الطبقات (الراقية) وكبار المسؤولين كانوا يلجأون الى طريقة أخرى أتمنى لو يجري تعميمها وتشرح طريقة صنعها و(فوائدها) من خلال القنوات التلفزيونية المشغولة بالعملية السياسية ، وتقوم هذه الطريقة على تجميع ( العاقول) وهو النبات الصحراوي الذي تتغذى عليه الجمال ، ويكبس في ألواح خاصة ويوضع على الشبابيك وتسلط عليه أنابيب مثقوبة تخرج منها المياه لترطب العاقول ، وبهذا يبرد المكان بشكل مقبول مع وجود رائحة العاقول الطيبة ، وقد شاهدت هذه الطريقة في غرفة القائمقام فأعتبرتها منتهى التقدم والرفاهية ، ولا أدري إذا ما كانت أحدى الشركات الصناعية على استعداد لأنشاء هذه الصفاائح العاقولية وبيعها في الاسواق خصوصا وأنها لا تعمل على الكهرباء ورخيصة الثمن لتوفر العاقول ( والحمد لله ) بعد زيادة نسبة التصحر لدينا وانتشار العاقول في جميع أراضينا الصحراوية أو الزراعية (سابقاً) ، ولكني عندما عرضت هذه الفكرة مازحاً على أحد الأصدقاء سألني : ألم تتذمر قبل أيام من انقطاع الماء عن دارك ؟ قلت نعم ، قال : إذن من أين تأتي بالمياه التي ستنصب على هذه المنظومة التبريدية (المتقدمة ) ، وقد أحرجني سؤاله هذا وجعلني أتراجع عن أفكاري المتخلفة في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين ، حيث أن العالم قد تجاوز قضايا الماء والكهرباء ولم نسمع ببلد يشكو من فقدانهما مهما بلغ من الفقر ، فهل بلدنا منها ؟ الجواب : كلا فقد حبانا الله بكل مقومات وعائدات الثروة الوطنية التي تكفي (لأنارة ) وتبريد العراق كله من خلال محطات كهربائية ومائية عملاقة ، وبالتالي فالسؤال هو لماذا نحن نعيش هذا الواقع المؤلم ، ولماذا بتنا نحلم بحياة السراديب ، التي كنا نلجأ اليها في أعماق بيوتنا طلبا للبرودة الطبيعية ، وأذكر أن أهلنا كانوا يضعون اللحوم والفواكه في تلك السراديب فنحافظ على سلامتها بشكل أفضل من أية ثلاجة أو مجمدة استعمارية مستوردة من الخارج !
بودي طرح اقتراح (وطني ) وهو إجراء مسابقة لاختراع جهاز يمكن أن يوفر البرودة للناس على أن يكون بعيداً عن الترف غير المطلوب باستخدام الكهرباء أو الماء .... وأنا أكتب عن هذا الموضوع ونحن والجيران ننتظر أن يأتي الماء الى دورنا في الساعة الواحدة ...بعد منتصف الليل !



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقة الحرية والديمقراطية
- أبو ناظم بحر العلوم
- 63 عاما عجافا
- تحصين الثورات
- أكشفوا الحرامية والمرتشين
- تحنيط الحكام
- هل عراقيتنا ذنب أرتكبناه؟
- من هي أم الكبائر؟
- خطاب موحد
- آفة التزوير
- مخاطر التغطية على الفساد
- حركة التأريخ
- ديمقراطية إسرائيل
- كفى هذه الممارسة الخاطئة
- أول الغيث..والكهرباء
- أدب الحوار الحضاري
- قرار ينبغي التراجع عنه
- في عالم الصحافة
- ألقضاء والقدر
- أهمية الكتب في تطوير المدارك الفكرية


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - بعيدا عن البرودة