أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خالد عبد القادر احمد - حنظلة ناجي / تفوق الاحساس على الوعي:














المزيد.....

حنظلة ناجي / تفوق الاحساس على الوعي:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 09:49
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عديدة هي قمم الثقافة الفلسطينية, في مختلف المجالات, ومستوياتها المتعددة, وتعبيرتها المتعددة, غير ان لانتاج الشهداء محمود درويش, وغسان كنفاني وناجي العلي, نكهات خاصة من بينهم, ففي حين رفع محمود درويش شعرا ونثرا الشفافية الوطنية الى مستوى الروحانية السماوية, ومن ثم عاد فمزجها باخضرار اللوز واريج البرتقال والحياء من دمع الام ...الخ وعصرها جميعا وطنا واحدا, نجد غسان كنفاني في ام سعد جسدها مسارا يتصاعد من مخيم في حين كانت الرسميات تنحدر في منزلق الهزيمة, لقد قبض غسان على حالة تمايز وهامش التباين الوطني بين الطبقات والاتجاهات, اما ناجي فتمترس عند الجذر الاجتماعي للشفافية الوطنية بجذريته الشعبية وخصوصيته القومية, فجسدها رمزا اسمه حنظلة,
من الصحيح ان ثلاثة هذه القمم كانوا قوميين عرب, وكانوا جميعا يحاورون العلاقة الشعبية بمؤسسات الحكم, وكان قضائهم في هذه العلاقة ارهاصا مسبقا لحالة ( الربيع العربي) الراهن, وكانت محاكمتهم تستند الى دلالة طبقية ومنهجية, ولم تستند الى دلالة ثقافة بمسار التطور الحضاري, بل بقيت في سياق طموح وامل قدوم _ ربيعا عربيا_ , غير ان نضالهم رحل بهم عن انتظاره, فازهر الربيع من ذكرى نضالهم ونضال امثالهم, واحمد الله انهم ابكروا في الرحيل حتى لا يروا ربيعا ينكر جذوره,
فاليوم نتهم _ المعارضة التقليدية_ بالانتهازية, ونضعها موضع الشك, والاتهام, ونزرع اوسمة المبادرة على صدور الشباب ونحصر لهم الحقوق والحريات في ورؤاهم, حتى باتت الانتفاضة الشعبية اقرب ما تكون بنت زنى, لا اصل لها, بل يمكن القول ان المعارضة _ التقلدية_ باتت مستلقية على القوائم السوداء كمومس فاقدة للشرعية, ولا ادري اي ولاء تحمله هذه الانتفاضة للوطن ان لم يكن فيها ولاء لشيوخ النضالين الديموقراطي والوطني,
لا استغرب ان يؤكد مستشرقوا الغرب في الشأن السياسي المحلي, ضرورة الفصل بين القديم والحديث من قوى الانتفاض, ولا استغربهم حين يحصرون وسام الشرعية في امثال وائل غنيم, فالكورن فليكس اكثر تحضرا من الرغيف البلدي, واظن انني بالاشارة الى الكورن فليكس ابقى متخلف بالعلم عن الحديث من انتاجات الغذاء الروحي,
لم يعد يهمني امر مجريات صراع اجيال هذا الربيع, فانا الان شعر ابيض ينتمي الى جثث الماضي, ولم يكن الموت معي رحيما الى درجة ان يقبرني الى جانب اضرحة فجر الثورة الفلسطينية, وابقاني من اللذين قدر لهم ان يتلقوا عقاب هزيمتنا على صورة اصبع يرفعه ابنائنا لست ادري في وجوهنا او قفانا,
كل ذلك لا يهمني, ولم يكن بواردي اعلان رفضي لمشاعر الانكار هذه, وكل ما في الامر انني قرات للاخ بسام الهلسة موضوعه حول غسان في ذكرى استشهاده, فاخذني الى رحلة ذكريات, اولها يوم ذهبنا على الاقدام انا ونبيل من الوحدات الى الدوار الاول في جبل عمان لنسمع محاضرة غسان رحمه الله عن القوى والاحزاب الاسرائيلية, واللقاءات مع المرحوم ناجي خلال العمل في الكويت, وسماع حي لقصائد من المرحوم درويش كان فيها لا يضيء المسرح فقط بل دهشة احاسيسنا ايضا, كنت استغرب كيف يستطيع هذا الانسان ان يرسم مشاعرنا لنا ويفسر لنا ما خفي منها عنا, نعم نحن شعب يخجل من دمع امه, وفي بناء انسانيتنا اهرام من الشهداء وخيبات الامل والوان بيئتنا.
لم يكن ناجي ايضا يقلل شانا عن غسان ودرويش, فقد عبر باداة الكاريكاتير مبكرا عن المحاكمة السياسية الشعبية للمنهجية السياسية الرسمية, وكشف مبكرا التعارض بينهم وعورات الرسمية في ذلك, غير ان الشيء الذي ارتقى اليه ناجي وعجز عنه درويش وغسان هو حنظلة, والذي اعتبره الاعجاز المبكر لناجي,
في حنظلة اكتشف ناجي باحساسه خصوصية مسار التطور الحضاري الفلسطيني ومقولة خصوصية الهوية القومية الفلسطينية, فجسدتها احاسيسه رمزا لوطنيته تجسدها الرؤية التي لا يحيد توجهها ونظرتها عن فلسطين, ولا تبقي الى الخلف بالا ابدا, ويفصلها شيك حدود السيادة العروبية عن وطنيتها, وكيف يرسم الانهاك الفلسطيني من هذه العلاقة العرقية بالعرب مختصرة بالرقع والحفاء , لذلك لم يكن غريبا ان يعجز حنظلة عن التحرر من اسر السيادة العروبية المانعة للنضال الفلسطيني فبقي ذلك الشريد المهجر اسير شرق الشيك الحدودي ولم يخترقها حنظلة فيقف يوما غربه,
ان حنظلة رمز لثقافتنا حول المنهجية الرسمية في اسر الشتات الفلسطيني لا استضافته كما يقولون لنا كذبا وبهتانا وزورا, فمن من القمم الفلسطينية وصل الى مستوى الابداع هذا فجسد حالة قومية عامة وعلاقاتها واختصرها برمز بمثل هذه البساطة, ان حنظلة حالة من حالات تفوق الاحساس على الوعي والادراك, وهي من الحالات التي تحثنا الخبرة العالمية على الثقة بها,
وفي رسومات ناجي لم يكن هناك تعيين لسيادة من يعود الشيك الحدودي الفاصل للفلسطيني عن ارادته في النضال والتحرر الوطني, هل هو شيك السيادة الاردنية او السيادة السورية او اللبنانية او المصرية, ام هو كل هذه وايضا شيك سيادة دول الخليج والشمال الافريقي والعراق,
حتى الان, لا اجرؤ ان اتمنى ان ارى ملامح وجه حنظلة, اتحمل ابتسامة سخرية او مسحة الم معاناة او نظرة امل, لكنني لا استطيع ان انسى ولو للحظة وحدة التصاق حنظلة الدائم بالشيك الحدودي كانه يخاف ان يفقد الوطن, وحتى الان اعترف ان كمال حنظلة لم يجاري رقيه منهجية قيادية ولا تصريح سياسي ولا تحليل ثقافي, وحتى الان حين يحضر حنظلة يحضر ناجي فاقارن ضالة حجم جسمه بعمالقية حجم انجازه واقول .... وكم رجل يعد بالف رجل وكم رجل يمر بلا حساب, وقياداتنا من الصنف الثاني. اما ناجي فيبقى من ثوار الماضي والحاضر والمستقبل,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعة فاعلية مقولة الفوضى الخلاقة وموقع التسوية منها:
- الفارق الرئيسي بين بوش واوباما ونتائجه العالمية:
- القيادة الفلسطينية بين نية تجاوز المعيقات والقدرة على تجاوها
- التعريف القومي اصل التشريع الحديث:
- القيادة الفلسطينية في الصراع راس ادمي او كرة قدم:
- ام المتاسلمين رات ام اليسار والعلمانية في بيوت .....
- مطلوب علاقة فلسطينية مبنية على الشفافية:
- موضوع اسطول الحرية في الية صراعنا مع الكيان الصهيوني:
- متى نخرج من حالة الدفاع عن النفس ومنهجية التسول؟
- مصارحة حول الديموقراطية:
- قراءة في صراع اسرانا مع نتنياهو
- الاتجار في المعاناة الفلسطينية:
- لشفافية في الاردن, لا تزرع ولا تصنع ولا تستورد:
- الصراع الفلسطيني بين الانتهازية السياسية والشفافية الوطنية:
- عقدة النظام السوري في الصراع الاقليمي العالمي:
- ماذا تغرد الطيورالفلسطينية على شجرة المصالحة السياسية؟
- خلافاتنا محاولة لاحباطنا:
- فصائلنا باتت خارج كفاحية منهج التحرر الفلسطيني:
- القيادة الفلسطينية: عابرون في كلام عابر
- مخيم اليرموك ليس الجريمة, الجريمة ان نغفر:


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خالد عبد القادر احمد - حنظلة ناجي / تفوق الاحساس على الوعي: