أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - المؤتمر التاسع مظلة الديمقراطية فوق اليقين الشيوعي















المزيد.....



المؤتمر التاسع مظلة الديمقراطية فوق اليقين الشيوعي


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشواق الكثير من المواطنين العراقيين داخل العراق وخارجه تتطلع إلى موعد انعقاد المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي في ظروف تزايد الهوة المتفاقمة بين الدولة العراقية وهموم الجماهير الكادحة المتطلعة إلى مواجهة ديمقراطية متركزة أساسا في النضال ضد الفقر والبطالة والتهميش ومن اجل العدالة والمساواة .
لست عضوا في الحزب الشيوعي العراقي لكني من محبي اسمه ورسمه ونضاله وتاريخه . عرفتُ فيه ومن صوته العالي أحيانا، والخافت في أحيان أخرى، خلال أكثر من ستين عاما من علاقتي به ومن مراقبة مسيرته، أن الشيوعيين العراقيين هم من أوثق الناس وأنهم أوفياء في الإخلاص لمهمتهم التي وجدوا أنفسهم بوسطها وفي مقدمتها من اجل الدفاع عنها والتضحية من اجل تحقيقها. مهمة الارتقاء بمستوى حياة الإنسان العراقي بنوايا خالصة بسيطة تستحق كل ثناء، ليس فيها أي انتفاع شخصي، بل فيها التضحية بالصدور العارية لمواجهة كل أنواع الاضطهاد والعنف الواقع على الشيوعيين العراقيين منذ عام 1934 حتى اليوم. كان قلبي يُعلمني دائما أن فقراء العراق سيرثون ارض العراق وثرواته في يوم ما ، حتى وان طال الزمان، وأن الشيوعيين العراقيين سيساهمون، بتضحيات جديدة ، في إعادة خلق المجتمع العراقي وبنائه وتجديده، إنسانياً وحضاريا، بما يتوصل إليه عقلهم الوهاج المسطر في برامجهم بمختلف مراحل الحياة السياسية التي مروا بها ، كانوا فيها بوجوه وحركات ممتلئة بمنصات النجاح النضالية أو بتكشيرة الألم الناتجة عن أخطاء وخطايا سياسية أو فكرية أو نتيجة قهر وحشي أنزل على ظهورهم وعلى كل شان من شئون سورات مسيرتهم الكفاحية خلال 77 عاما .
لأن الشيوعيين العراقيين جدليون واقعيون لا تلهيهم رغائب نفعية شخصية تقتل مواهبهم فأنهم صاروا معروفين في المجتمع ، في المدينة والريف، بأنهم ليسوا من أولئك البورجوازيين العراقيين المعاصرين، الحالمين بالمال والقصور والنساء، ليسوا من الذين يمسدون أيديهم على ربطات عنقهم عند ظهورهم على الشاشات الفضائية كما هو حال من يدّعون الكلام الديمقراطي وهم أبعد ما يكونوا عن سطوره، بل برهن الشيوعيون وأثبتوا أنهم من تلامذة الحياة المواجهين بشجاعة ودقة لكل نوع من أنواع الصعاب والمشكلات والأخطاء التي مرت عليهم وعلى الوطن خلال التاريخ السياسي العراقي الحديث.
الآن ، في هذه المرحلة الصعبة، يواجهون بعقل نير ، بحماس شديد ، باندفاع متوازن، خبط الأوضاع السياسية مهما كانت شديدة الصرامة والتعقيد ، خصوصا في زمن فريد النوع في عراق المفخخات والصراعات الطائفية والأثنية من اجل أن لا يبخلوا بأفكارهم وحياتهم في سبيل رقي الشعب العراقي، ثقافيا واجتماعيا، في ظروف تبدو ظاهرة للعيان منقطعة الأواصر بتاريخ السومريين والبابليين والأشوريين وبتاريخ الحداثة والتجديد المعاصرين، كأن حريقا هائلا قد شب في التاريخ العراقي كله يظهر فيه كثير من رجال السياسة راكضين من منصات الحكم نحو جمع الأموال ونهبها غير آبهين حتى بارتطام كراسي مسئولياتهم بقوة على مصالح الفقراء العراقيين وعلى رؤوسهم.
صفات الشيوعيين العراقيين الأصيلين وسنن قدرهم منذ عرفتهم من أمثال أصحابي القدماء والجدد ، محسن ملا علي (نقابي) وناصر عبود (عامل كادح) وسلام عادل (معلم) وعزيز وطبان ( أكاديمي) وعربي فرحان (ضابط) وجليلة ناجي ( مدرسة) وهناء أدور (طالبة) وسلطان ملا علي( كادح) وعايدة ياسين (طالبة) وسليم الجزائري ( مسرحي) ومحمد سعيد الصكَار (شاعر) وكامل سالم ( طبيب) وعباس الفياض (عامل) وعبد الله رشيد ( رياضي) وحامد العاني ( محامي) ومحمود عبد الوهاب (كاتب) وشاكر محمود البصري (عامل) وسامي أحمد العامري (موظف) ومحمد إبراهيم المظفر (موظف) ومفيد الجزائري (مناضل محترف) ومظفر النواب (شاعر شعبي) وفؤاد سالم (فنان) وسعدي الحديثي (باحث فولكلوري) وتوفيق البصري (مخرج) وصادق الصائغ (فنان) وعبد القادر العيداني (بائع كتب) ونوري الحكيم (طبيب أسنان) ومصطفى عبود (مترجم) وصبري شمعون ( صاحب مكتبة) وعبد الرزاق حسين (طباع) وكوكب حمزة (ملحن) وعبد الواحد كرم(فلاح) وناجي فرج (طيار) وغيرهم بالمئات والآلاف، وجدتهم لا يخافون من النضال ولا يقلبون سحنتهم إزاء من يوجه لهم لوما أو نقدا حين يخطئون أو يتراءى أنهم مخطئون. لذلك فأنني اليوم اشكر للشيوعيين دعوتهم لي لمناقشة بعض وثائق وأفكار المؤتمر الحزبي التاسع، الموشك على الانعقاد قريبا، آملا أن لا تكون مقالاتي التي اكتبها حول المؤتمر أوراقاً لا يكترث بها أو أن حالها يكون مثل حال ما كتبته قبل انعقاد المؤتمر السابع حين شرفني الصديق حسان عاكف بطلب كتابة بعض الآراء والمقترحات لكن نهايتها لم تكن غير الإهمال المذموم فلم تنشر انتقاداتي يومها في جريدة طريق الشعب. بينما فضلت جريدة الحزب نشر مقالات المديح المكرورة كأن المدائح وحدها الجوهرة الخليقة بمثل هذه المناسبات . اليوم أرجو أن يسمح لي الشيوعيون، خصوصا القياديون منهم، في شحذ همتي استجابة لنداء المناقشة، مؤكدا في البداية أنني لست اعلم منهم بشئونهم، لكن ربما يصيب بعض أفكاري هدفا ايجابيا مما اكتب وأقول في هذه السلسلة من المقالات – الأفكار.
أرى في البداية ضرورة التأكيد أن عصرنا الراهن هو عصر دكتاتورية الرأسمالية العالمية المغلفة بنوع من الديمقراطية الصندوقية الانتخابية والالكترونية ذات الحرية الفردية الساطعة. من المفيد القول في هذا السياق أن العراق الجديد يتجه حثيثا نحو بناء نظام رأسمالي من سماته الأولى أن قلق الجماهير الشعبية يزداد كل يوم متفوقا عل كل نظرة تفاؤلية ، خاصة بعد انتشار روائح الفساد المالي والإداري على شفا كل مرافق الدولة وفي صفوف الكثير من القادة السياسيين الجدد، الذين لم يعودوا يفكرون بغير الإغراق في بحبوحة الازدهار والرخاء على حساب بؤس الكادحين وفقرهم ، حتى يمكن القول أن بغداد عادت إلى عصر الجن واللامعقول وحكايات القمع البوليسي، مما يجعل نشاط الشيوعيين العراقيين وسط عاصفة ومخاوف وهواجس تتطلب منهم أفعالا يومية قادمة بخمسة أضعاف ما كانوا يقومون به سابقا من جهد وتصرف وعمل وثقافة وقدرة ذاتية تعيد الناس إلى سياق التفاؤل الإنساني بالمستقبل .
لم يعد الفساد المالي والإداري أمراً مستترا في العراق الحالي رغم وجود التعتيم الحكومي(الوزاري) الهادف إلى ممارسة شكل من أشكال الإدارة المطلقة للوزراء والوكلاء والمدراء العامين بما يجعل حقائق الانجازات الوزارية متناقضة تماما مع تصريحات كبار مسئولي الدولة في وسائل الاتصال المرئية والمسموعة، التلفزيونية والإذاعية، حيث تضييق الخناق على هيئة النزاهة وملفاتها التحقيقية وتعطيل دور المحاكم المختصة في معاقبة الفاسدين .
لا أحد من العراقيين يتصور أن مؤسسة رأس المال التي نشأت حرة وانطلقت بعد سقوط مؤسسة رأس المال السابقة التي بناها نظام صدام حسين حيث امتدت ممارساتها إلى بلدان أخرى، خصوصا خلال الفترة 1978 – 2003 عن طريق وكلاء النظام من العراقيين والعرب أوصلوا فسادهم إلى العديد من الدول والأحزاب السياسية في بلدان مختلفة ، بل أنها شملت حتى عناصر تعمل في داخل المنظمة الدولية تجسدت خلال تسعينات القرن الماضي في محنة( النفط مقابل الغذاء) التي واجهها الشعب العراقي.
بعد عام 2003 نشأت بفضل ومساعدة رأسماليين أمريكيين دخلوا العراق مع قوات الاحتلال، مع الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، مؤسسة عراقية رأسمالية فاسدة وإجرامية على نطاق واسع حيث بدأت عملها ولا تزال بإغراق السوق العراقية ببضائع فاسدة( اكسبا ير) غير صالحة للاستعمال البشري كان آخرها ما كشفته وزارة التجارة عن الزيت والشاي الفاسدين، لكن الملاحظ أن طبقة الفاسدين صارت تنمو بسرعة وازدهار أذهلت الكثير من طبقات المجتمع العراقي بما فيهم رجال الدين الشرفاء من أمثال عبد المهدي الكر بلائي، معتمد المرجعية في كربلاء ، حيث وصف بعض رجال الأعمال وبعض رجال الحكومة المرتبطين بهم بالقروش والحيتان التي لا تشبع، وهي تقوم بدور المنفذ القدير لنهب أموال الدولة والمال العام وتحويلها إلى عقارات وأرصدة في دول أجنبية وعربية.
إزاء الواقع العراقي الحالي حيث تنزح رؤوس الأموال العراقية بأرقام عجائبية إلى خارج العراق بواسطة حفنة من اللصوص والنصابين والنهابين ، هل يمكن لأي عمل برنامجي للدولة أو لأي حزب من الأحزاب الوطنية أن يحقق مفرداته في دولة الخصخصة الواسعة ، المتعددة الأشكال، وفي ظل نظام لا يقيد الفساد والفاسدين وفي حالة غياب ضوابط السوق والتسويق حيث حرية المواطن المخلص مفقودة بينما حركة رأس المال الفاسد تمتلك مطلق الحرية في انتقالها داخل العراق وخارجه و أصبحت تجارة الاستيراد والتصدير، والمقاولات، مرتعا خصبا للسلب والنهب المنظمين تحت غطاء القانون وشرعية الاعتماد على شعار إعادة أعمار العراق مما اوجد طبقة اوليجاركية مالية كبرى قادرة على التحكم بالاقتصاد والمجتمع وهي طبقة تملك الآن ترسانة من المال، والعلاقات الأجنبية، والوسائل الخادعة، تتفوق على الدولة العراقية التي لم تتخلص حتى من ابسط أزماتها حيث نشرت الصحف الأمريكية قبل بضعة أيام خبرا عن ضياع ستة مليارات دولار (نقدا) نقلتها طائرات المحتلين الأمريكان في الأيام الأولى بعد الغزو مما جعل الإنسان العراقي البسيط يردد حتى يومنا هذا عبارة : لم يعد في العراق دولة..!!
إذا اقتنعنا بهذا الواقع السلبي فلا بد أن نسأل : أي نماذج من البرامج الحزبية يمكن أن تمد سلطتها وتفرض نفسها في شتى ميادين الاقتصاد والعقار والطاقة والبنوك والخدمات المصرفية والتأمين والاستيراد والتصدير والزراعة والصناعة والتجارة والاستثمار والميديا وغيرها ..؟
ربما نواجه سؤالا آخر: هل يمكن لبرنامج شيوعي يطرح نفسه في الساحة العراقية للسنوات الأربع القادمة أن يكون مالكاً قدرة ماهرة تتفق ملامحها مع ما يريده الشعب العراقي، خاصة وأن الحزب الشيوعي هو أول العارفين بأن الحكومة العراقية ( الهيئة التنفيذية) نفسها لا تملك لا في برنامجها ولا في أساليب عملها أي قدرة على نقل الشعب من عتبة الفقر، كما أنها عاجزة عن علاج الصدمات الاقتصادية المتتالية أو وقف تدهور الدولة إلى هوة اكبر أو وقف الفساد والسرقات المتزايدة، خاصة إذا ما عرفنا أن حكومة السيد المالكي الثانية نالت ثقة البرلمان العراقي من دون أن تقدم له برنامجها الوزاري.
في ضوء هاتين المسألتين اعتقد أن برنامج الحزب الشيوعي العراقي المطلوب إقراره في المؤتمر التاسع ينبغي أن يركز على ممارسة إنهاض أعماق الروح الثورية لدى الجماهير الشعبية وتعبئتها في موجات نضالية سلمية تتطابق من حيث الأسباب والوقائع مع جسامة الآثار الكارثية المدمرة المحيطة بكل ميدان من ميادين العمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي. ينبغي أولا تحشد النضال اليومي من أجل تخليص العراق من آليات إرهابية متوحشة يقوم بها إرهابيون في الشوارع والساحات العامة ومن آليات متخلفة يقوم بها حكام في مؤسسات الدولة ليس في خططهم غير فقاعات دعائية وهمية لا تحقق تقدما في المجتمع.
أركز هنا على نقطتين مترابطتين:
الأولى : أن مناقشة مشاريع وبرامج المؤتمر الحزبي مجدية فقط حين تكون ذات قدرة فعالة في المساهمة بتعبئة الجهد الشيوعي الجمعي لبناء أسس حركة شعبية قادرة على أن تكون محققة لأحلام الفقراء العراقيين ، أي بشرط أن لا يظل البرنامج حلما جميلا مجردا على الورق.
الثانية : أن التفكير البرنامجي الجمعي يجب أن يكون وسيلة لتعجيل تنمية الحزب الشيوعي ، عدديا ونوعيا، ليس فقط في مطبوعاته وصحفه وموقعه الالكتروني ، بل الأساس تنمية تأثير الحزب الشيوعي في الشارع والجامعة والعشيرة والمعامل والمزارع وفي كل مكان يوجد فيه ضمير إنساني.
في البداية أقول بنفسي جوابا على أسئلة قد تنطلق من داخل الثنائية السابقة ، من داخل المهمتين المترابطتين، لأن بناء حركة جماهيرية واسعة هي علاقة ايجابية مترابطة مع هدف بناء الحزب وتجديده بإعادة نوع هيكله التنظيمي وإعادة نوع نظمه الإنتاجية، الفكرية والسياسية والثقافية، لوقف كل ركود أو تباطؤ في تنمية علاقاته مع الجماهير خصوصا مع الجماهير الانتخابية ومع جماهير المظاهرات المتصاعدة .
سواء في قاعة مؤتمرات الحزب وما بعدها وما قبلها، في خلاياه وتنظيماته المتنوعة الأشكال ، ينبغي أن لا تنـّور طليعة الشيوعيين نفسها بقرارات المؤتمرات حسب، بل أن الوظيفة الأساسية للشيوعيين بعد مؤتمرهم التاسع الانطلاق بحماس وإدراك نموذجيين لتنوير الجماهير المحيطة بها، لكي يرتفع مستوى الحزب إلى مرتبة أرقى في الاتصالات الجماهيرية مما كان عليه قبل فترة المؤتمر. المرتبة الراقية في العمل الجماهيري لا يمكن انتظارها من خلال (كفاية) انعقاد المؤتمر وصدور قراراته ، بل في تنمية قدرته على مداواة قروح الحزب الانعزالية وبعض منظماته في الفترة السابقة، كما في قدرته ، بعد المؤتمر، على تفجير طاقاته الإبداعية في الحركة، والعمل السياسي، والثقافة، والصحافة والتعبئة الجماهيرية. ليس المؤتمر الحزبي مجرد مسرح للعروض الفكرية والسياسية والتنظيمية إنما الأساس هو انطلاق سلوكية شيوعية جديدة تفتح قلبها لكل فرص النضال المتصاعد في الشارع والمعمل والجامعة وغيرها. كما ينبغي أن تفتح قلبها على كل الناس الفقراء المأخوذ عقلهم إلى الخرافات وعلى كل عقول سلبت إرادتها بما حشي من (مقدسات) ضد العلم والعلمانية تجعل الناس مذعورين من (الحياة) على الأرض مؤملين بخواطر ملتاعة إلى حياة (سماوية) آمنة بعد (الموت) بأوجه عديدة أولها إخضاع الدولة لدين بعض قادتها .!
صحيح جدا القول أن الحزب الشيوعي العراقي – كما أي حزب آخر – لا يملك زجاجة سحرية فيها (كل) دواء وتعالج (كل) آلام المجتمع العراقي، لكن مهمة تقوية (البناء الحزبي) ومهمة تقوية إمكانيات تطوير (العمل الجماهيري) تظل أمام مؤتمر الحزب التاسع - كما أرى- استحقاقا مباشرا يمكن أن يتحول إلى أنشطة يومية ، ضرورية، فاعلة ، على نطاق العمل الجمعي بما يجعل الحزب الشيوعي قادرا على استثمار طاقاته في العملية السياسية وفي كل ميادين الضغط السياسي – السلمي عليها، لدفع عجلة التقدم والتنمية والتحالفات الوطنية المنتجة. إنهما - البناء التنظيمي والعمل الجماهيري - مهمتان تمضيان يدا بيد على المدى القريب والبعيد بشأن رفع طاقة وأنظمة العملين الجماهيري والحزبي. واجبي البسيط ، المتواضع، في هذه المقالة تسليط الضوء ، ببضع كلمات وأفكار، قد تشكل لقارئها دافعا لمناقشة وثائق المؤتمر التي تبدأ أرضيتها من نفس أرضية المؤتمر الثامن .
المعنى الذي أريد تسليط الضوء عليه أن الحزب الشيوعي العراقي يواجه رحلة برنامجين في حقبة واحدة مدتها أربع سنوات. البرنامج الأول هو (برنامج عام) متكتل حسب ما رأيت في وثائق المؤتمر الثامن وهو برنامج طويل المدى يساهم في خلق دولة الحلم العراقي (دولة الرفاهية) إن صح التعبير. الثاني هو (برنامج خاص) يوقف اتساع البطالة ويوقف التضييق على حرية العمل السياسي والنقابي ويوقف أسباب تراجع الزراعة والصناعة ويوقف استمرار التطرف الديني والمذهبي ويوقف أجهزة الدولة عن ممارسة أساليب فاشية قمعية ضد الحريات العامة والشخصية ويوقف انخراط الانتخابات البرلمانية وعمل الأحزاب السياسية من دون قوانين ديمقراطية حقيقية .
في الزمان الحالي لبلادنا يمكن القول أن دور الشيوعيين العراقيين وحزبهم، ودور الديمقراطيين العراقيين ومنظماتهم، ودور جميع المناضلين الوطنيين ليس فقط أن يكونوا (شهودا) أو ( مراقبين) على ضياع حقوق الشعب العراقي وعلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية المحيطة به وبظروف معيشته ، إنما عليهم جميعا أن لا يكونوا مأخوذين بالتراكم من معاناة شعبنا وأن لا يكونوا مجرد حزانى على مآسي الناس، بل مواصلة التحرك الشجاع ، والعمل المضيء، والتحالف المرن ، ضد كل شكل من أشكال العدوان على الشعب العراقي وعلى حقوقه في الحياة الحرة الكريمة. المهمة الأساسية لمؤتمرات الحزب هي أن تكون دافقا جديدا لرفع صوت الشعب والعمل على تحويل رد فعل الناس المظلومين إلى حشود ، والى تحويل همسات المقهورين إلى صرخات، والى صياغة مفردات نضالية يومية وإستراتيجية جاذبة الجماهير إلى المشاركة بكل أشكال النضال السلمي لتوزيع الحيوية بين الناس في كل منعطف ومكان لتجعل ادوار الشيوعيين أكثر سطوعا في ميادين النضال كافة .
أول مهمة لمؤتمر الحزب التاسع ومغزاه هو أن تكون محصلته توضيب مفردات برنامجه وجعلها نظرة (آنية) جزءا من برنامجه (الشامل) ذات قوة دافعة لعضو الحزب الشيوعي تيسر له حركة واسعة بين الجماهير إضافة إلى تحويلها إلى محرك قوي، يدفع حركة الجماهير خطوة إلى أمام. يفترض في هذا (المحرك) أن لا يكون ماهرا في سمكرته على صفحات الورق حسب، بل ينبغي أن يكون مثيرا، معتبرا، واسعا، جذابا، مدهشا بقدراته التعبوية وأن يكون فعله قوة يومية دافعة للشيوعيين العراقيين، كي يتحولوا من (شهود) على أحداث الحاضر العراقي وأزماته إلى (قبضة) قادرة على المساهمة بالتغيير، يدا بيد، مع كل الوطنيين العراقيين الراغبين بسيادة القانون والديمقراطية في مجتمعنا . المهمة الرئيسية للمؤتمر التاسع - كما أعتقد - هي في القدرة على جعل الشيوعي العراقي حاملا نظرة جديدة إلى الحياة المعاصرة وإلى المكونات الحاسمة في أدوات النضال اليومي والى ميكانيزم ثقافي يدعم وعي الجماهير . على الشيوعي أن يختطف بلهفة كل إمكانيات وأساليب الكفاح المتاحة حاليا في عصر العلم والتكنولوجيا والانترنت والفضائيات وان يكون متحررا من جميع أنواع التمزق على ضياع الاتحاد السوفييتي السابق وان لا تظل عينيه مغرورقة الدموع على ماضي أدواره وقدراته التنظيمية في ما بعد ضياع واغتيال ثورة 14 تموز عام 1958 وأن لا يكون أسير التطرف الفكري والسياسي من دون مسح ميداني عن الواقع العراقي الحي المليء حاليا بعقد وتشابكات سياسية – فكرية ليس لها مثيل من قبل. المفترض بالشيوعي الجديد أن يكون قادرا على تحويل (الخلية) الحزبية السرية إلى (منتدى) نضالي بالغ العمومية ، من أهم ملامحه وسماته متابعة النمو والتدرج على مسرح الحياة السياسية ، عليه أن يمشي رشيقا نحو اللقاء بحلفاء وأصدقاء من الشباب والنساء وأبناء العشائر مثلما البحث عن أصدقاء من العمال والفلاحين، يلازمون اللوحة الديمقراطية المراد تعليقها على جدار مجتمعنا الجديد الذي يواجه الآن مرحلة الجراحة الكبرى، جراحة الشفاء من أمراض دكتاتورية صدام حسين وخطايا المحتلين الأمريكان ذات السياسة المشوبة بآلاف الأخطاء التي أضرت المجتمع العراقي كثيرا كما صرحت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.
منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى اليوم كانت العلاقة بين الدولة والمواطن، بين الشعب والحكومة، معقدة سواء في فترة الحكومات الملكية أو الجمهورية . ظلت العلاقة في حالة خصومة دائمة وتناقض دائم، رغم تظاهر الحكومات المتتالية جميعا أنها تنتحل برامج وطنية أو ديمقراطية أو ثورية وما شابه ذلك. لكن الواقع الفعلي للممارسات الحكومية المتعاقبة برهنت أن تلك الحكومات كانت (قاصرة) عن تقديم خدمة حقيقية للشعب الفقير و أنها (قاصرة) عن تطوير بلاد الرافدين الغنية بالنفط والمعادن لجعلها قادرة على اللحاق بركب الحضارة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي . لقد غدت الدولة العراقية بنظر غالبية الشعب متجاهلة كل التجاهل مطالبه العادلة والمشروعة . يُظهر حكامها مشاعر العداء تجاهها مستهينين بقدرات الجماهير وقواها وأحزابها ، وتحالفات قواها وأحزابها ، مع أن الكثير من الحكومات كانت تعيش حالة الرعب الشديد من القوى الشعبية.
النظرة الأولى في المشهد السياسي المرئي في الساحات والشوارع في عدد من البلدان العربية في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا من خلال مظاهرات واعتصام الشباب ترينا أن التراكتور الشعبي يتحرك من اجل تغيير التربة النضالية في تلك البلدان، بما فيها العراق، تغييرا فعليا في ظل ظروف عالمية متجددة ، صار الناس فيها ينقبون عن مستوى حياة أفضل - بمساندة منظمات حقوق الإنسان العالمية وبقوة الرأي العام التقدمي الدولي الفارض بعض قوته على كثير من الحكومات الغربية - ينشدون خلالها بصوت عال أناشيد السلم والحرية التي تلهم وتلهب حماس المناضلين في كل مكان.
من هنا فأن الشيوعيين العراقيين والمناضلين الديمقراطيين جميعا يجدون أنفسهم ، اليوم، في خضم ثوري جديد النوع والقوى يجب التعود على التعامل معه بشكل جديد وبطريقة ذكية وبأسلوب مبتكر يتلاءم مع وطنية وحجم الشبان المتحركين على ظهور التراكتورات بصوت مسموع اخترق حاجز الخوف والصمت لم يعد معه سماع كلمات ( لعل وعسى وإنشاء الله) في قاموس النضال الوطني، بل تكرّم هذا القاموس على إطلاق مفردات نضالية جديدة عن أفعال الدعاية والتحريك الجماهيري عبر الوسيلة الالكترونية والفضائية التي تغطي في لحظات قليلة مساحات واسعة ومسافات شاسعة لتطوير الثقافة الجماهيرية العامة وفي الإبداع الواسع الجميل من قبل الجماهير والشبان لاستقبال نداءات التعبئة النضالية والتحرك الشعبي بجسارة سلمية - ثورية لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل حتى غدا الكثير من الناس في الشرق الأوسط وفي العالم كله يحمرون خجلا إذا لم يرهفوا آذانهم لسماع أصوات الشعوب في تونس وليبيا ومصر وسوريا والعراق اليمن والأردن وهي أصوات غاضبة على اضطهادهم من حكامهم، الذين تحولوا إلى رجال بزنس جشعين من خلال السياسة والتسلط على مراكز الدولة والسلطة والسياسة والمال العام حسبما انكشف ذلك بوضوح تام في العراق ومصر المعاصرين.
هنا يأتي سؤال ملح: أليس من الواجب والمهم أن يُتعِب الشيوعيون العراقيون أنفسهم أكثر من ذي قبل كي يجدوا دورا برنامجيا متجددا في ظل ظروف متغيرة تثير كل يوم غضب غالبية الشعب لأنه يجد نفسه مهملا ومغضوبا عليه من حكومته ومن الإرهاب الدولي في وقت واحد..؟
خفقان شديد في قلب الشعب العراقي يجابهه في الوقت الحاضر ليس من خوفه من دكتاتورية الحزب الواحد التي سيطرت عليه طوال 35 عاما تحت قبضة بوليس صدام حسين، بل حل خفقان جديد لأنه انتخب برلمانا وحكومة يديران وجهيهما عن سماع مطالب الشعب ويزيغان بصرهما عن إدراك إرادة الشعب لأن غالبية عناصر الحكومة والبرلمان تمددت بعد الانتخابات على مقعد من ذهب ، قصدا وعمدا، ماسكين بأسنانهم كراسي الدولة ومناصبها ، غير مبالين إلا بمصالحهم الشخصية المالية والطائفية والحزبية، غير آبهين بما يقود البلاد إلى كوارث اجتماعية واقتصادية .
كيف يمكن للمواطن الواعي و الشيوعي الواعي أن يفكرا في إسناد الفعاليات الجماهيرية بعد أن أصبح الشارع العراقي مثل الشارع الأوربي المتحضر أداة فعالة في إسناد المطالب والأفعال الجماهيرية إزاء تقصير الحكومة والبرلمان في هذه القضية أو تلك ، وإزاء هذا المطلب أو ذاك ..؟
يحضرني هذا السؤال في هذه الأيام التي بدأ فيها العمال النقابيون في هولندا – مثلا - بسلسلة إضرابات يومية لعمال النقل ، في السكك الحديد وباصات نقل الركاب والترام ، من اجل إلغاء العون المالي الحكومي المقرر عام 2013 عن كافة شركات ومؤسسات النقل العام. جدد النقابيون الهولنديون والحزب الاشتراكي الهولندي والحزب الشيوعي أيضا أساليب نضالهم وفقا للظروف الاقتصادية الجديدة الناتجة عن الأزمة المالية الجديدة الهابطة على الرأسمالية العالمية. ابتدعوا وسيلة إعلان إضراب حركة النقل العام في المدينة الفلانية هذا اليوم وفي غيرها غدا وفي مدينة ثالثة بعد غد. هكذا تتصاعد الحركة الاضرابية، كل يوم، حتى يتم تراجع الحكومة عن قرارها الذي قد يؤدي إلى تسريح خمسة آلاف عامل بعد عامين . لا بد من الإشارة هنا أن بعض إضرابات النقل العام تجددت أساليبها أيضا فأن بعض وسائل النقل التي يعلن عمالها إضرابهم عن العمل فأنهم في الواقع لا يوقفون (حركة) وسائط النقل، بل تستمر في الحركة – رغم إعلان الإضراب – لان وقف حركة الوسائط ربما يضر بمصالح الطلاب والمرضى وأناس آخرين لكن إعلان الإضراب يعني نقل الناس (مجانا) بما يحقق تلاحما قويا بين العمال المضربين والجماهير بمختلف طبقاتهم ومستوياتهم بما يحقق الاندماج التام بين مختلف الآليات النضالية.
بهذه الصور وغيرها ( تتجدد ) أساليب النضال الحزبي والنقابي والجماهيري. وهي أساليب تبتكر في لحظات النضال المتجدد وفقا لبرامج الأحزاب الاشتراكية والشيوعية ونقابات العمال الناتجة عن المواقف اللحظية الحرة وعن البرامج الفعلية المفروضة في لحظة تاريخية معينة ، لحظة تتصف بإطلاق الروح والطاقة في صدور المتظاهرين أو المضربين عن العمل.
التظاهرات والإضرابات تحمل في صفوفها وبين مناضليها شجاعة فريدة وجرأة شعبية متميزة وأنهما وسيلتان تجذبان قسما كبيرا من الشباب والناس الذين تعودوا على الصمت من خوف نزل عليهم لزمن دكتاتوري طويل أقعدهم في أركان البيوت بدلا عن تعالي أصواتهم في أركان الشارع النضالي. زال الخوف بعد سقوط الدكتاتورية عام 2003 وأصبح توظيف الوسائل النضالية الجماهيرية أمرا ممكنا وضروريا لأن مثل هذه الوسائل تملك القدرات على ابتداع وخلق تكتيكات نضالية جديدة لتحقيق برنامجيات منظرة حزبيا على ورق يجب عليها أن لا تنتظر تطبيقا حكوميا من حكومات لا تخلو من أجنحة يمينية تخشى دائما من رؤية الوجه اليساري في صفوف النضال الشعبي على امتداد الشارع السياسي .
أتناول اليوم طريقة مناقشة برنامج الحزب الشيوعي على ضوء واقع الشارع العراقي الذي يختبر نفسه مجددا على ما حفل به شارع العراق في أربعينات وخمسينات القرن الماضي 1949 – 1952 – 1954 -1956 – 1956 – 1958 حين قدحت أساليب النضال نفسها أفكارا ألهمت المتظاهرين أولا والأحزاب الوطنية ثانيا بوضع البرنامجية المطلبية في أعمالها وفي رؤيتها الإستراتيجية والتكتيكية . أي أن نضال الجماهير المعاصر في الشارع العراقي لا ينطلق من درجة الصفر بل من أرضية مجربة من قبل عمال المصانع ومن فلاحي المزارع ومن طلبة المدارس والجامعات مما يؤهل بدرجة عالية مستوى نضال الجماهير الشعبية عن حقوقهم وعن كفاحهم الرامي إلى تحسين مستواها المعيشي والثقافي.
على ضوء ما تقدم يمكن أن تبنى البرنامجية الديمقراطية في الحزب الشيوعي العراقي باعتباره مناضلا ديمقراطيا ضد كل الحكومات التي أوجعت ظهر الشعب بآلام مبرحة كان المفروض إزالة تلك الآلام بعد سقوط دكتاتورية صدام حسين عام 2003 .
حاليا تواجه الجماهير الشعبية، خصوصا الفقيرة، ألاما مبرحة مضافة إلى بقايا آلام النظام الدكتاتوري السابق على مستوى المحافظات العراقية كلها ربما مختلفة جزئياً عن آلام أخرى موجودة في إقليم كردستان . في كل محافظة نجد شكلا معينا من أشكال النضال ( مثلا مشاكل الاهوار وسكانها في محافظتي العمارة والناصرية هي مشاكل متميزة عن غيرها من المحافظات) هذا يستلزم الدراسة العميقة من فرع الحزب في المحافظتين لتحديد برنامج النضال خلال أربع سنوات مع تحديد (أساليب) النضال اليومي. في مدينة البصرة توجد مشاكل متميزة تتعلق بمياه شط العرب وبميناء الفاو وبحدود ٍ جغرافية مختلف عليها مع دولتين جارتين مما يستوجب الدراسة لتحديد برنامج طويل المدى مع تحديد خطوات فعلية قد تكون ذات حلول جزئية.
هكذا نجد اختلافات مماثلة في كل محافظة عراقية عن غيرها لكن البرنامج الاستراتيجي وأساليب تحقيقه تظل جزءا لا يتجزأ في النضال من اجل الديمقراطية و ممارسات الضغط السلمي المشروع على الحكومة والبرلمان والدولة من اجل الحقوق الديمقراطية للشعب والمواطنين. الشيء المهم هنا أن لا يكون البرنامج مجرد كتابة مفرحة على ورق لا يقرأها أحد بعد انتهاء المؤتمر. ينبغي أن يجري الانتباه إلى حقيقة برنامج الحزب الشيوعي المدون في المشروع المطروح للمناقشة فهو ليس برنامجا ما بين مؤتمري الحزب التاسع والعاشر بل هو برنامج لا يمكن تطبيقه ربما حتى خلال عقدين قادمين .
حين توضع البرامج ينبغي مراعاة مستوى الحالة الاجتماعية والسيكولوجية والفكرية للمواطنين ومستوى أداء الدولة في هذه المرحلة أو تلك . هذه المراعاة هي التي تحدد أهداف النضال وأساليبه خلال السنوات الأربع القادمة مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم الخلط بين (الشعارات) الآنية و(الأهداف) الإستراتيجية. هذا الشكل من التحديد يوفر الخير والصلاح للدولة والمجتمع في آن واحد. يبدو واضحا للجميع أن بلادنا محطمة حقا تحطيما لا يمكن إصلاحه في عقد أو عقدين من الزمان مما يستلزم تحديد مجالات وآفاق رؤى ايجابية قادرة على الجمع الفسيح والمرن بين أهداف البرنامج وعلاقتها بمستوى الإمكانية الواقعية في النضال من اجل التطبيق. أي أن المفترض أن يكون هذا الجمع في وثائق المؤتمر التاسع أساسا عاليا من اجل إثارة أسئلة وتساؤلات نضالية يومية تعلو وتتردد كل يوم خلال نضال الشيوعيين بعد نهاية جلسات المؤتمر التاسع وصدور قراراته.
إن الحبل السري الذي يربط حاضر نضال الشيوعيين العراقيين مع مستقبله لا يبنى على الموقف السيكولوجي من البرنامج الحزبي حسب، بل يبنى بالأساس على حركة كثيفة متواصلة فيها المزيد من صعود الشيوعيين على مسرح العمل الجماهيري وليس على أمال وتوقعات الصعود على مسرح ما يسمى (العملية السياسية) المليء بالمضاربات والصراعات السياسية وبالفوران والهيجان الطائفي – الفئوي. الضرورة الأولى في هذه المرحلة هي عدم إغفال التحول الهام المشهود في السيكولوجيا الجمعية للجماهير الشعبية، التي من المحتم أن يجد الشيوعيون أكثر من غيرهم أن نضالهم اليومي يتفاعل مع معاناة الجماهير الكادحة ومع الطبقة الوسطى، يتبادلون التأثر والتأثير معهم.
شكرا للشيوعيين إذ أتاحوا لي هذا التداخل والتركيب حول إمكانية دور اليقين البرنامجي الشيوعي لمضاعفة الفعل الوطني للحزب الشيوعي العراقي آملا مواصلة الكتابة لاحقا عن دور هذا اليقين في عصر الثورة العلمية والمعلوماتية ، عصر الثورة الالكترونية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أفكارٍ في إناء ٍ مثقوبٍ لا تحترم الحقيقة ..
- نداء إلى قناة الشرقية لوقف عرض مسلسل الباشا ..!
- أخلاق الدكتاتور وأخلاق المجرم واحدة..
- أكبر سرقة مالية في التاريخ الأمريكي..
- حوار ديناصوري بين القائمة العراقية ودولة القانون..!
- هناء أدور في بلاد العجائب..!
- البلطجية اشتكوا من ساحة التحرير..!
- عادل عبد المهدي يتسلق أسوار الاحتجاج
- المثقف والتغيير و الديمقراطية الالكترونية
- لا تستغربوا من انتشار الخمور في كربلاء ..!
- احترامي للمحافظ..!
- تحررت بلادنا من مجتمع القرود يا تشارلس دارون..!
- بعد هروب الشقراء غالينا معمر القذافي يأكل الفسيخ..!
- أمراض تتفشى بالمزاد العلني
- يا حسرتاه .. أنظار الدولة تغيب عن الفنان فؤاد سالم
- الفساد المالي يبدأ من فوق كرسي الوزارة..!
- احتفال بمئوية الميلاد خارج مكان المولد..
- قرائن الفن الروائي خارج الزمان والمكان
- عن المادة الخامسة في مسودة قانون الأحزاب الجديد
- الريس حسني يبكي من آلام بواسير الكرسي..!


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - المؤتمر التاسع مظلة الديمقراطية فوق اليقين الشيوعي