صالح سليمان عبدالعظيم
الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 14:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أعرف هل يُكسب تقدم العمر الفرد حنكة وكياسة لا يمتلكها من هم أصغر منه عمرا، أم أنه يُكسبه نوعا من الاستسلام والارتكان لواقع الأمر والقبول المزري به. فكرت في تأثيرات الزمن وأنا أقرأ مقالة الصحفي جهاد الخازن في جريدة الحياة يوم الجمعة 15 يوليو 2011، وهو يلتمس الأعذار للمخلوع مبارك ويراه أفضل حاكم في مصر المعاصرة بما يستدعي ضرورة عدم محاكمته أو على حد تعبيره "حسني مبارك ما كان يستحق أن يهان مع أسرته، وأن يهدَّد بالمحاكمة والسجن، وربما الإعدام. هو تجاوَزَ خريف العمر، وقد آن لهذا الفارس أن يستريح"!!
والمنطق الذي يتحدث به الخازن منطق غريب يرى بتغير حسني مبارك بعد العملية التي أجراها في ألمانيا عام 2000، بالطبع إلى الأسوأ حيث ارتكانه إلى البطانة الفاسدة وانسحابه من الحياة السياسية وقلة أوقات عمله التي بلغت ساعة. أما باقي مدة حكمه فقد قدم الكثير لمصر مقارنة بالملك فاروق وعبدالناصر والسادات. ماذا قدم حسنىي مبارك لمصر؛ يجيب الخازن: ابتعد بمصر عن أية مغامرات عسكرية، وانتصر على الإرهاب، وانتصر للكويت، وابتعد عن حماس. هذه هى إنجازات حسني مبارك التي يذكرها الخازن، ويا لها من إنجازات عقيمة!!
لا أعلم هل فقد الخازن الرؤية، وهل ألمت به الأمراض وأعباء الكتابة الصحفية مثله في ذلك مثل فارسه العظيم مبارك، ومن أين أتته الجرأة لأن يذكر تلك الأشياء السخيفة التي يسردها بوصفها منجزات لمبارك المخلوع. ولا أعلم هل للزمن مثل هذه السطوة لكى يجعله لا يرى ما حدث للمصريين ككل، وليس بشبابهم فقط، طوال حكم مبارك من فقر وإذلال وتراجع لكافة القطاعات الخدمية من تعليم وصحة وزراعة وصناعة ...إلخ.
كنت أنتظر من السيد الخازن الصحفي اللامع أن يستطلع تقارير التنمية الدولية ليرى ما حاق بمصر خلال العقود الماضية من تراجع على كافة المستويات، وكنت أتمنى أن يكشف عن تراجع مكانة مصر في العالم العربي بشكل كبير بما أثر على مكانة المصريين وطريقة تعامل العرب معهم، بما فيهم الدول الخليجية التي انتصر لها في حرب الكويت.
الأهم هنا، هو الكيفية التي يعارض بها الخازن إجماع معظم المصريين والشعوب العربية على كراهية مبارك والانتقاص منه ونقده من خلال إشادته بمبارك وتمجيده. ألم أقل في البداية أنها حكمة كبار السن التي تجعلهم يرون أشياء لا نراها نحن من قيم العطف والتقدير وضرورة تكريم الفرسان على شاكلة المخلوع مبارك. أتمنى أن يمتد بي العمر ولا أملك تلك الحكمة التي يمتلكها السيد الخازن والتي تجعله يمتلك من الشجاعة القدرة على الدفاع عن مبارك وتبجيله وتكريمه.وهي حكمة ممجوجة وباطلة تستدعي أن يستريح الخازن أيضا من الكتابة ويجلس بجوار الفرسان المخلوعين.
#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟