أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي كاب - الاخلاق والسلوك والدين














المزيد.....

الاخلاق والسلوك والدين


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كل انسان يوجد نظام اخلاق ينتج سلوكه وتصرفه في حياته اتجاه البيئة المحيطة به كرد فعل على المؤثرات المادية والمعنوية من قبل مادة الحياة بكل انواعها الطبيعية والكونية والعناصر الحيوية من انسان وحيوان ونبات وكائنات حية اخرى
هذا النظام الاخلاقي مبرمج بشكل طبيعي بامتداد وراثي منذ بداية ظهور الانسان على الارض والى يومنا هذا حيث يحتوي الحركة التفاعلية الداخلية العضوية الحيوية لجسم الانسان بكل خلاياه واعضائه واجزائه ويحتل الدماغ مركز قيادته وتوجيهه
يتترجم نظام الاخلاق بتفاعلات كيميائية وفيزيائية داخل جسم الانسان وداخل جهازه العصبي تلقاء وجود قدرات طبيعية تركيبية موروثة ووجود مؤثرات بيئية خارجية وعوامل داخلية تشترك فيما بينها بصيغة معينة لتحديد نوعية هذه التفاعلات ونوعية نتائجها اللتي تحدد وتخرج السلوك او التصرف كما نفهمه كبشر في وعينا وادراكنا وحسنا ونميزه حسب منطقنا
ان تفاعل الانسان مع الطبيعة والبيئة المحيطة به يكسبه مهارة وخبرة وعلما ومعرفة وتقنية في الحياة وهذه كلها تخزن داخل جسم الانسان على شكل تطور عضوي تركيبي يتبعه مثبتات حيوية وعوامل وعناصر كيميائية وتغييرات فيزيائية وميكانيكية تعكس تغييرا تقدميا نمطيا في نظام الاخلاق الداخلي ومن ثم السلوك والتصرف بنفس المستوى والاتجاه وعليه فانه كلما زاد زخم هذا التفاعل واتسع حجمه كلما تشابكت وتعقدت شبكة نظام الاخلاق وانتجت سلوكا متطورا تقدميا بقيم حضارية جديدة
مثال على ذلك قيمة الحرية والقيمة هنا تعرف على انها منظومة من السلوكيات والتصرفات اتجاه قضايا ومواقف حياتية متعددة ضمن مجالات معينة
وهناك قيمة السلام وقيمة الديمقراطية وقيمة العدالة وقيمة التفاهم المشترك وقيمة الحوار الحضاري وقيمة الاشتراكية .... الخ
هذه القيم كلها هي نتاج صراع حضاري خاضه الانسان مع نفسه ومع الطبيعة عبر تاريخه الوجودي واتت نتيجة تطوره العضوي التراكمي عبر هذا التاريخ كمنجزات تفاعلية وتراكم تجربة حياتية تحتوي كل عوامل التغيير والتطوير والتقدمية
وغاية نظام الاخلاق في الانسان هي الحفاظ على نوعه وبقائه وحياته وضمان استمرارها بالشكل الطبيعي وبناء عليه فان اي سلوك ناتج عن هذا النظام يجب ان يصب بنفس الهدف فان كان السلوك شاذ عن هدف الطبيعة السامي فيكون هناك امر ما حصل بنظام الاخلاق نفسه ربما يكون اراديا او لا اراديا
وهنا يتوجب دراسة الحالة بشكل علمي بمساعدة العلوم المختصة في السلوك الاجتماعي والتركيب العضوي للانسان وعلم الحياة والتشريح وغيرها مما يعطينا صورة دقيقة عن نوع المشكلة لوضع الحلول المناسبة لها
ولان نظام الاخلاق مرتبط بكل اجزاء الجسد فان اي حالة اعتلال في اي جزء منه تؤدي الى اعتلال الاخلاق وبالتالي انحراف السلوك عن الوضع الطبيعي ومن هنا يجب معالجة الموقف من قبل متخصصين في هذا المجال واعطاء قرارات علمية دقيقة والتصرف على ضوئها لعلاج الموقف
اذن الاخلاق لا يتم الاستهانة بها او الاستخفاف بها كنظام انجزته الطبيعة بكل تعقيداته وتراكيبه عبر ملايين من السنين بالتطوير والتحديث والتغيير والتفاعل والتركيب والانتاج التراكمي كي نتلاعب بها ونغير طبيعتها وتكوينها من خلال الوعظ والارشاد والترهيب والترغيب والفتاوى الغيبية اللا علمية والحث والضغط والشد والمد من قبل اناس جهلة يدعون الاخلاق الحميدة وحسن السيرة والسلوك وما الى آخره من اساليب يتبعها رجال الدين او الفكر الديني فيما يسمى ببناء الاخلاق الحميدة
ان الفكر الديني فكر غيبي وليس ناتج من علم طبيعي ولا يدرك تركيب الانسان العضوي ولا يفهم معنى الاخلاق كنظام ناتج عن تفاعل مادي صرف يتجلى من خلال فهم الكيمياء والفيزياء وعلم الاحياء والميكانيكا والرياضيات وغيرها من علوم الطبيعة ذات العلاقة
ولذلك فان تدخله بتكوين الانسان في اعقد نظام عضوي الا وهو نظام الاخلاق يؤدي بالتاكيد الى هدمه وتدميره وانحرافه عن طبيعته ويؤدي بالانسان الى خسارة امكاناته ومقومات حياته وقدراته الطبيعية الممنوحة له من الطبيعة للحفاظ على كيانه واستمرار حياته بافضل شكل واحسن حال وهذا يفسر لنا بشكل واضح سبب المآسي والدمار وفناء الحياة اللتي عانى منها الانسان وما زال يعاني بسبب الدين اللذي يدخل دائما من خلال نظام الاخلاق بحجة حفاظه على الاخلاق والقيم لترويض الانسان كي يسلك سلوكا يحافظ على حياة اجتماعية امنة سلمية متكافلة والنتيجة تكون العكس تماما
واذا تتبعنا القيم والسلوك في المجتمعات اللادينية نجد انها طبيعية تحتوي الحب والسلام والتعاون الاجتماعي والتطور الحضاري وكل اشكال الحفاظ على الحياة ورفاهية الانسان ورخائه وسعادته واستمرار نموه وتواصله مع الحياة بشكل طبيعي متطور تقدمي راقي وعكس ماهو موجود في الاوساط المتدينة تماما رغم ادعاء الديانات الدائم بتصحيح مسار الانسان السلوكي وبناء نظامه الاخلاقي باتجاه حضاري
اذن بات من الواضح تماما بان الاخلاق هي اساس السلوك وان الاخلاق الراقية تنتج سلوكا راقيا والطيبة والمتحضرة تنتج سلوكا طيبا متحضرا وان نظام الاخلاق ياتي بفعل العمل والانتاج وتعدد وسائط الانتاج وتشابك علاقاته وتعدد انماطه واشكاله وبالتوازي مع هذا الحراك الحضاري التفاعلي يتطور الانسان عضويا وتركيبيا ويطور من حركة تفاعله مع نفسه ومع وسطه البيئي ومادة الطبيعة والكون الوجودي وهكذا بالفعل ورد الفعل والتبادل التاثيري تسير عجلة التطور بقوة الدفع الميكانيكي الوضعي الذاتي وتبقى تسير مع الزمن ويتطور الخلق ويتطور السلوك ولكل ظرف مكاني وزماني ووضع حضاري حياتي اخلاق وسلوك ناتجة عنه وتلائمه وتختص بحالة الانسان به كي يبقى محافظا على وجوده واستمرار وجوده بالشكل الطبيعي والافضل



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقول للمراة العربية
- نضال المراة العربية من اجل الحرية


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي كاب - الاخلاق والسلوك والدين