أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - منظمة التحرير والغوص في وحل أوسلو















المزيد.....


منظمة التحرير والغوص في وحل أوسلو


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1021 - 2004 / 11 / 18 - 07:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


رحل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السيد ياسر عرفات مخلفاً ورائه فراغا كبيرا ومسؤوليات ضخمة كان يتمتع بها ويحتكرها أدت إلى صراعات بين رجاله على خلافتها وتقاسمها من ناحية, ومن ناحية أخرى كان رحيل ياسر عرفات حجر العثرة الذي زال أمام المحاولات الخجولة من قبل من يرغب بالدخول في مشروع التصفية والمبادرات السلمية, فبعد رحيل عرفات ظهرت هنالك نداءات مبطنة بالخجل للدخول واستكمال المشروع التصفوي المسمى مشروع الحل السلمي الذي رفع له شعارا أصحابه الأوائل والرواد (السلام خيارنا الوحيد) ويبدو أن تجربة السلام هو الخيار الوحيد قد بدت مستساغة للبعض ممن قادوا المعارضة الفلسطينية والتعبئة الشعبية ضد هذا المشروع من فصائل منظمة التحرير فبدأنا نسمع نداءات تنطلق من كل الجهات من اليمين واليسار, وبدأت نغمة "لا" تتحول تدريجيا إلى "لعم" ومن ثم لتصبح "نعم" للحل السلمي كخيار وحيد للحل النهائي مع إسرائيل الدولة التي غدت شرعية على ارض فلسطين بفضل اعتراف المنظمة فيها واعترف الدول العربية والعالمية كذلك فيها.

لقد كان رحيل عرفات رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية وقائد حركة فتح الفلسطينية ورقة رابحة وفرصة سانحة لدى البعض ولقمة مستساغة لاستغلال ما يسمى وحدة الصف والقيادة الوطنية الموحدة ضاربين بعرض الحائط مبادئهم وقيمهم وفكرهم الذي بدءوا عليه وبدا بمرحلة إلقاء السلاح, ويبرر أصحاب هذه المبادرات غوصهم في وحل التسوية من خلال هذه المبادرات بأنها حفاظ على الصف الوطني الفلسطيني والوحدة الوطنية وتشكيل قيادة وطنية تشمل كافة الفصائل الفلسطينية, وبدأت ملامح هذه المبادرات من خلال إبراز الرغبة في المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي سبقها دعوة هذه الفصائل نفسها للمشاركة في الانتخابات المحلية في المجالس والبلديات, رغم معرفتها المسبقة بنتيجة هذه الانتخابات التي لن تكون إلا لصالح اليمين الفلسطيني وتحديدا فتح.

قد تبدو هذه المبادرات واضحة من خلال الخطاب السياسي الذي بدأت هذه التنظيمات اليسارية بإصداره بعد وفاة عرفات, ومثاله البيان الصحفي الذي أصدرته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي تتصدر اكبر فصيل يساري فلسطيني وثاني اكبر فصيل في منظمة التحرير بعد حركة فتح صاحبة المشروع السلمي والسباقة لتوقيع الاتفاق والاعتراف بدولة إسرائيل :

. رحبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالخطوات الأولية لنقل السلطة في كل من منظمة التحرير ورئاسة السلطة لاستنادها إلى القوانين الأساسية التي تحكم عمل هذه المؤسسات، ورأت فيها خطوة بالإتجاه الصحيح نحو تكريس مبدأ نظام المؤسسة الديمقراطية في الأدوات القيادية الفلسطينية، في الوقت نفسه رأت فيها أيضاً خطوة انتقالية مؤقتة لإجراء الإنتخابات الشاملة لمؤسسات السلطة ومنظمة التحرير.
واليوم إذ يعلن رئيس السلطة الفلسطينية روزنامة لإجراء الانتخابات الرئاسية وعلى أساس قانون الانتخابات القديم، فإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نرى أن هذا الإعلان المغلف شكلاً بمنطق احترام القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية محاولة للالتفاف على كل الأجندة الوطنية التي أجمعت عليها كافة القوى السياسية والمجتمعية بضرورة إجراء الانتخابات التشريعية وتعديل القانون الانتخابي لتعميق محتواه السياسي الديمقراطي والخروج من دائرة اشتراطات اتفاق أوسلو.

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نعلن رفضنا الصريح لتجديد وتكريس المنهج الفئوي، وهيمنة الحزب الحاكم وتفرده في معالجة الشؤون الفلسطينية الداخلية والخارجية على السواء، فقد شكّل هذا التفرد التربة الخصبة والمناخ المشجع لكل ظواهر الفساد السياسي والمالي والصراعات العبثية والضارة على الثروة ومراكز النفوذ التي يكتوي بنارها شعبنا وقضيتنا الوطنية، وندعو إلى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة كتعبير عن جماعية القيادة والمشاركة في اتخاذ القرار الفلسطيني وأداة للإعداد والتحضير لإعادة بناء وانتخاب مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، ووضع الرزنامة الضرورية لذلك وفي مقدمتها تعديل القانون الانتخابي، كما ندعو كل قوى المجتمع السياسية والمجتمعية إلى رفع صوتها عالياً والتعبير عن رفضها لمنهج التفرد والفساد بكل الأساليب الجماهيرية الديمقراطية السلمية لنفرض على المتنفذين في القرار سواء في السلطة أو في المنظمة منطق ومنهج الإصلاح الديمقراطي الحقيقي الذي يقود إلى التغيير الحقيقي، وترسيخ الوحدة الوطنية الحقيقية والتقدم على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية.
(تصريح صحفي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على موقعها على الانترنت بتاريخ 15/11/2004)

إن القارئ السياسي لمحتوى الخياط يلاحظ وبسهولة الترحيب من قبل الجبهة بالدخول ضمن تشكيلة السلطة الفلسطينية تحت مسمى الديمقراطية وغيرها ووحدة الصف الوطني مدعية رفضها لمدا احتكار حركة فتح للسلطة الفلسطينية وبنفس الوقت متناسية أن السلطة الفلسطينية قامت على أساس اتفاق أوسلو الذي وقع عام 1993م والذي كانت الجبهة الشعبية من المعارضين له والرافضين لمبدأ الدخول ضمن تشكيله الحل السلمي وبدا ذلك من خلال الخطاب الذي ألقاه الزعيم الوطني للجبهة الشعبية وامينها العام الشهيد أبو علي مصطفى حين قال (جئنا لنقاوم لا لنساوم) ولكن كما يبدو أنه بعد استشهاد الرفيق الأمين العام غيرت الجبهة في منهجيتها وبدأت تعيد النظر في أوراقها السياسية تجاه منهج التسوية والدخول ضمن تشكيلاتها.

لم تكن وفات ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية هي البداية لهذه المبادرات أو هذا الطرح الواضح للدخول ضمن أوسلو ولكن الأمر كان معدا له مسبقا مع قيادة أوسلو وكانت صيغته جاهزة تنتظر الإعلان عنها, لكن وفاة عرفات شكلت مفترق حاسم ومناسبة قوية لطرح هذه المبادرات التي اقتنصها البعض للإعلان عن هذا الاتفاق الذي تم الاتفاق عليه في القاهرة بين فصائل منظمة التحرير كافة لوأد الانتفاضة الفلسطينية وتصفية المقاومة المسلحة والشروع في الحل السلمي, وان العودة للخلف قليلا ستمكننا من استقراء الأمور بشكل أوضح.

لا يختلف اثنان على أن مبادرة جنيف هي استكمال حقيقي لخارطة الطريق بفارق بسيط جدا وهو أن مبادرة جنيف ظهرت كأنها بشكل غير رسمي ولم تنل موافقة كاملة من منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية لهذا لم تحصل كما جرت العادة على طاولة المفاوضات الرسمية ولم يوقع عليها أطراف زعماء بارزين كما جرت العادة أيضا فقد نفذ هذه المبادرة من الطرف الإسرائيلي الجنرال شاحاك ويوسي بيلين وابراهام بورغ (رئيس الكنيست الإسرائيلي), أما من الجانب الفلسطيني فقد احتوى على ياسر عبد ربه وقدورة فارس.

ومن الواضح جدا أن هذه المبادرة كانت تهدف بالأساس لجس نبض الشارع الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء حول ما هو مزمع عقده ومن ثم الشروع بتنفيذه على ارض الواقع في إطار الحل النهائي للقضية الفلسطينية وخصوصا فيما يتعلق بموضوع اللاجئين والقدس, وهذه هي القضايا الأكثر حساسية وتشابك وتعقيد بالنسبة للشعب الفلسطيني وكذلك الأمر بالنسبة للصهاينة.

وكذلك فان الحل النهائي سيحمل في ثناياه حلا لمشكلة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية التي أُحتلت عام 1967م , فالمبادرة كانت عبارة عن مسودة للحل النهائي رأت القيادتان الإسرائيلية والفلسطينية طرحها بشكل غير رسمي لتكون طعماً لجس نبض الشارع به أولاً, وثانيا خوفا من عاقبة وردة فعل الشارع الفلسطيني في ظل الثورة الشعبية ضد الاحتلال وضد المشاريع السلمية واصحابها من قبل المعارضة الفلسطينية والتي تمثل القاعدة الكبرى فيها حماس والجهاد الإسلامي الرافضات بشكل مطلق للحل السلمي على الطريقة العرفاتية والفوضى العارمة في شوارع المدن الفلسطينية .

إن طرح مثل هذه المبادرة سيؤدي إلى تفاعلات واحتقانات وانقسامات في الرأي العام بين مؤيد ومعارض, إضافة إلى ما سبق فان الإجراءات على الأرض ستؤدي إلى تقوية شوكة المؤيدين للمبادرة وبالتالي إفساح المجال للمفاوض وبشكل رسمي.

من الملفت للنظر في خطاب شارون حين طرحت المبادرة انه بدأ مستعدا لاتخاذ خطوات فصل من جانب واحد وانسحاب أحادى الجانب بالإضافة إلا انه أعطى للفلسطينيين مهلة اشهر وإلا فإنه مستعد للمضي في القيام بخطوات دون الاتفاق مع الفلسطينيين.
وبالفعل طرح شارون خطته على الكنيست الإسرائيلي وبقيت قيد النقاش فترة طويلة حتى قطع هذه النقاشات مرض ووفاة عرفات.
وبدأت بعد ذلك مرحلة رغم أن ملامحها الأصلية بقيت كما هي, إلا أن إسرائيل أعادت النظر في أوراقها التفاوضية بالنسبة للشريك الجديد بالمفاوضات حيث أن عرفات كان يمثل السلطة الفلسطينية وحركة فتح, بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) التي أبدت بعض من فصائلها المعارضة للمشروع السلمي بشكل خجول, بدأ خطابها السياسي يتحول إلى "لعم" ومن ثم "نعم" كاملة للمفاوضات مع إسرائيل مقابل شروط.

ويبدو اليوم وبعد وفاة عرفات أن بقية تنظيمات منظمة التحرير الكبرى بعد فتح متمثلة بالجبهة الشعبية وتليها الديمقراطية قد بدأت بطرح مبادرات مُبررة بالوحدة الوطنية للدخول إلى الحل النهائي إما رغبة مسبقة أو خوفا من أن يفوتها قطار التسوية وتبدو بعد فوات الأوان خارج القيادة وخارج الحل بعدما اعتبرت بعض أجنحتها مثل كتائب الشهيد أبو علي مصطفى خارج الصف الوطني بعد تنفيذها عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في السابع عشر من أكتوبر من العام آلفين واحد.
والحقيقة إن ما أسموه خروجا عن الصف الوطني اعتبره الصف الوطني الحقيقي المتمثل بالشعب الفلسطيني والقيادة الجماهيرية له دخولا وتميزا ونوعية غير مسبوقة من قبل الكتائب.

ويبدو اليوم أن هنالك مشروعا مشتركا كما هو ظاهر من خلال خطابات قوى اليسار الفلسطيني في نعي رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات لدعوة للالتقاء وتشكيل قيادة وطنية وحدة تضم كافة الفصائل الفلسطينية وبعد أن يتم حسم موضوع التنظيمات المسلحة من حيث قطع الدعم المادي والمعنوي والسياسي عنها, وهذا ما تم بالفعل ويتم الآن بالإضافة إلى إضعاف الدعم الشعبي وهو ما يجري العلم به حاليا وتبدو ملامحه هذا الحل من خلال ما يلي :

1) إضعاف الدعم المادي والمعنوي عن الشعب الفلسطيني للتضييق عليه وإخضاعه للقبول بأي حل مبدأي لوقف إطلاق النار حتى تتوقف مبررات إسرائيل بالاجتياحات وسياسات الإغلاق, حيث يعاني الشعب الفلسطيني منذ أربع سنوات حصارا شديدا وتضييق وبطالة شملت اكثر من ثلث الشعب الفلسطيني حتى وصل الحد حسب تقرير صادر عن الإحصاء المركزي أن هنالك 1.6 مليون فلسطيني يعانون من الفقر بينهم 1.1 يعانون الفقر الشديد,وكذلك حسب الإحصاء المركزي أيضا أن هنالك 296 آلف عاطل عن العمل في فلسطين العام الماضي, بالإضافة إلى توقف القيادة الفلسطينية بتقديم الدعم كالسابق إلى المنكوبين من جراء هدم بيوتهم وتجريف أراضيهم حيث بلغ أيضا حسب ما جاء في صحيفة هأرتس الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي هدم نحو 3000 منزل منذ بداية الانتفاضة.. وبحسب معطيات وكالة غوث اللاجئين، فقد هدم الجيش الإسرائيلي منذ بداية الانتفاضة 2.018 منزلا في قطاع غزة. وحسب تقديرات الوكالة فقد أدت أعمال الهدم إلى تحويل أكثر من 18 آلف شخص إلى متشردين بدون مأوى، نحو 85 في المائة منهم لاجئون. في مخيم اللاجئين رفح فقط هدمت حسب معطيات الوكالة 1.309 منزلا، وبقي نحو 11 آلف شخص بدون مأوى. وتتعاطى المعطيات مع كل أنواع المنازل التي تستخدم للسكن في قطاع غزة.
2) عدم طرح أي مشروع بديل لأوسلو من قبل المعارضة الفلسطينية, أو حتى مشروع واقعي للتصدي له بل اعتبرته أمرا واقعا يجب التعامل معه.
3) الدعوة لتشكيل القيادة الوطنية الموحدة التي وإن تشكلت ستعتبر استكمالا لنهج أوسلو وسيرا بمشروع الحل السلمي.
4) لقاء الفصائل في القاهرة والبنود التي طرحت فيه والتي تم الاتفاق عليها برعاية المخابرات المصرية والنتائج التي تمخضت عنه.

- حوار القاهرة :

إن المتتبع لحوار القاهرة الذي عقد بين الفصائل الفلسطينية جميعها سواء فصائل منظمة التحرير أو الفصائل الإسلامية متمثلة بحركتي حماس والجهاد الإسلامي وبرعاية مدير المخابرات المصرية عمر سليمان يجد أن أهم ما طرح فيه يهدف إلى آمرين أساسيين هما :
1) إنهاء المقاومة الفلسطينية المسلحة.
2) إنشاء حكومة وحدة وطنية موحدة متمثلة بكل الفصائل الفلسطينية.

لكن العقبة التي وقفت عائقا أمام هذا الاتفاق وبنوده هي القاعدة الشعبية التي تتمتع بها كلا من الجهاد الإسلامي وحركة حماس بالإضافة إلى بعض من أفراد الأحزاب اليسارية في كل من الجبهة الشعبية والديمقراطية والتي عاجلا أم أجلا سيقوم أفراد هذه التنظيمات باتخاذ موقف ثابت إزاء هذه الاتفاقات فأما أن يخضع البعض لقرارات القيادة ويدافع عنه باعتباره قرارا مركزياً, أو الخروج عن نطاق التنظيم الحزبي والانطواء تحت لواء الجماهير.

أما فيما يخص القاعدة الشعبية التي تتمتع بها كلا من حماس والجهاد الإسلامي تفهم تماما أن إنهاء الأعمال العسكرية والدخول إلى طاولة المفاوضات والحكومة الفلسطينية هو تخلي عن المقاومة للاحتلال وخروج عن المبادئ والأهداف التي أنشأت لأجلها هذه التنظيمات وهو ما تعتبره الجماهير والقاعدة الشعبية لحماس والجهاد الإسلامي تخلي صريح عن الغاية التي أنشأت من أجلها هاتان الحركتان ألا وهي تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.

ونرى كذلك أن قيادة حماس والجهاد الإسلامي بما أنهم دخلوا اتفاق القاهرة ووافقوا على النقاط المطروحة فيه وناقشوها, موافقون على المضي في الهدنة وتشكيل قيادة حكومة وطنية موحدة لكن الأمر الواقع والضغط الذي مارسته القاعدة الشعبية اضطر هذه قيادة هذه الفصائل إلى الرضوخ إلى واقع القيادة الشعبية وهذا ما بدى جلياً في تصريحات قيادة هذه الفصائل مؤخراً حيث:
أعلنت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي رفضهما المشاركة في الانتخابات المزمع تنظيمها في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل لاختيار رئيس جديد للسلطة الفلسطينية كما رفضت الحركتان على هامش لقائيهما بغزة مع رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) دعوة هذا الأخير لوقف عمليات المقاومة خلال الأشهر القادمة من أجل توفير الجو المناسب لعقد الانتخابات الرئاسية واعتبر محمود الزهار القيادي في حماس أن الانتخابات المقررة لاختيار خليفة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ستكون "مجتزأة وغير شرعية" وتأتي "استمرارا لاتفاقات أوسلو التي فشلت وانتهت, وبخصوص تهدئة الأوضاع أكد الزهار أنه إذا أوقفت إسرائيل الاعتداءات والاجتياحات والاغتيالات والاحتلال وتوسيع المستوطنات وأفرجت عن المعتقلين فستكون هناك أرضية جديدة للحديث عنها, وطالبت الحركتان بقيادة وطنية مشتركة إلى حين إجراء انتخابات عامة يشارك فيها الشعب الفلسطيني سواء كانت رئاسية وبرلمانية وحتى أيضا بلدية , وكان عباس قد اجتمع بممثلي لجنة المتابعة العليا للانتفاضة التي تضم 13 فصيلاً فلسطينيا لبحث الوضع بعد رحيل عرفات لكن دون التوصل لاتفاق بشأن قضيتي انتخابات السلطة وتشكيل قيادة موحدة.
(الجزيرة نت /الأربعاء 4/10/1425 هـ - الموافق17/11/2004 م).

على الرغم من أن وسائل الأنباء تناقلت مؤخراً أخبارا حول نفي محمود عباس موافقة السلطة على مبادرة طرحتها حماس للدخول في الحكومة الوطنية بشروط محددة من قبل حماس أثناء مرض عرفات ورقوده في فرنسا.

ونجد في النهاية أن ما طرح بالقاهرة وتمت مناقشته يمس القضايا الحساسة جدا لإيجاد رأي عام لها ومن ثم المضي في تطبيقها.
ما نحاول استخلاصه هو أن قيادات المعارضة الفلسطينية المتمثلة باليسار الفلسطيني, تحاول التمهيد للانزلاق في نفق التسوية السلمية مما يعني تنازلها عن الثوابت والقيم وفكرها ومبادئها التي تبنوها طوال مرحلة نضالها مع الاحتلال وهذا يعني أن منظمة التحرير كاملة تغوص في وحل التسوية السلمية مما يفقدها إن تم هذا بالفعل كامل الشرعية الممنوحة لها لتمثيل الشعب الفلسطيني وعندها ستطلب هذه المرة الجماهير الفلسطينية خروج المنظمة كاملة عن الصف الوطني الفلسطيني لان فلسطين ليست ملكا لمنظمة التحرير ولا ملكاً للشعب الفلسطيني فقط وليست قضية الشعب الفلسطيني ووحده بل هي قضية فلسطينية أممية عالمية عادلة وتاريخية مات من أجلها شهداء عرب وغير عرب وناضل في سبيل قضيتها رجال ونساء خاضوا معترك الثورة فيها إيماناً منهم بعدالة هذه القضية وأمميتها, ولا يمكن لأحد أن ينكر أو ينسى أبطال الجيش الأحمر الياباني الذين نفذوا عملية ضد القوات الإسرائيلية فور وصولهم ارض المطار في فلسطين المحتلة عام 1948م والكثير من المناضلين أمثال باترك ارغيلو الذي استشهد أثناء قيامه بمحاولة اختطاف طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية (العال), وكارلوس الفنزولي القابع بالسجون الفرنسية اليوم وغيرهم الكثير من أصدقاء الشعب الفلسطيني والثوار العالميين وكذلك شهداء الجيوش العربية من الجيش العراقي والمصري والأردني الذين رووا بدمائهم الطاهرة ارض فلسطين وقدسيتها فزادوها قدسية, وكذلك الأسرى العرب من اللبنانيين والأردنيين والسوريين وغيرهم من العرب والأجانب القابعين في السجون الإسرائيلية دفاعا عن فلسطين التي لا يملك لا المفاوض الفلسطيني ولا منظمة التحرير ولا أي إنسان في العالم أن يتخلى عنها ويعترف بكيان غير شرعي عليها حتى لو اعترف العالم كله بها وعلى رأسهم أمريكا والاتحاد السوفيتي المنهار الذي لا يزال بعض رفاقنا اليساريين في العالم يحاولون تبرير جريمته النكراء بحق الشعب الفلسطيني المضطهد حين أعلن اعترافه بدولة إسرائيل على ارض فلسطين.

في النهاية لا بد أن نذكر قوى اليسار الفلسطيني وعلى رأسهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كلمات الشهيد إبراهيم الراعي التي صاغها في وصيته الأخيرة قبل استشهاده في سجون النازية الإسرائيلية المحتلة :
لقد درست العلم الثوري وتعلمت أن التناقض بيننا وبين الأعداء تناقضاً تناحرياً لا يمكن حله سوى بانتهاء أحد النقيضين، كما تعلمت أن كلا من النقيضين سيعمل جاهداً من اجل تصفية الآخر وإنهائه. وتأسيساً على هذا المنطق العلمي فطالما لم يعمل العدو على تصفيتي فهذا يعني أنني لا أمثل بعد جزءاً طبيعياً من نقيضه الرئيسي ولأن الجبهة تشكل جوهر نقيض العدو الرئيسي وحربتها المشهورة في وجهه وكما عبر أكثر من مرة على لسان قادته وجنرالاته ومخابراته فهذا يعني أنني لم أمثل بعد سوى العضوية في هذا الجوهر، لكن عندما اقتحموا زنزانتي والغضب يتطاير من عيونهم والحقد تعكسه أيديهم المرتجفة وتقطيبات جباههم وصرير أسنانهم، كنت يا رفاق كمن ينتظر الرد من قيادة المنظمة، الرد الذي يحتوي قراراً بقبول عضويتي، وحتى أسترح بمزيد من البساطة أقول لكم أن العضو الطليعي يجب أن يكون طليعياً بوعيه العميق لبرامج الجبهة وترجمتها عبر الممارسة، يجب أن يكون صلباً صلابة العامل الذي يدرك أنه لن يتحرر من القيود والعبودية سوى بالنضال العنيد، صلباً بقناعته المبدأية ورسوخ مبادئ الجبهة والنضال لتشكيل زاد حياته وصلباً في الدفاع وصولاً إلى عدم التفكير بحياته خلال معركة الدفاع.

متواضعاً بسيطاً مندمجاً بين الشعب الذي تسعى الجبهة لقيادته، وذلك بعيداً عن الكسل والخمول والتراخي ومنطقياً يناضل بروح قرار الجبهة ويكرس علميته لتحقيق برامجها: يحب رفاقه ويعشقهم ويبذل روحه من أجل حمايتهم، يعمل دون أن يكثر من الكلام ويعتز بانتمائه للجبهة وهو يواجه الأعداء في الأماكن المحصورة التي تضع ضمن نطاق سيطرتهم الكاملة.
هذه السمات مجتمعة لا يمكن في تلاحمه سوى صورة العضو الحقيقي الذي يجسد الخطر الذي يخشاه الأعداء، ولهذا سيعملون على قتله دون تردد، هذه صورة العضو كما أراها، وكما يجب أن تكون وهذا ما يفسر شعوري بل وقناعتي الداخلية.
رفاقي الأعزاء … أحبائي الآن سأصف لكم كيف بدا لي الأعداء وهم ينفذون مؤامرة القتل، لقد رأيتهم أقزاماً وكنت عملاقاً وكانوا يصرخون ويتصايحون ترتجف أعصابهم وكنت ثابت ومستقر هادئ مبتسم وكانت عيونهم مترقبة ووجلة تخشى النظر والتحديق في وجهي وكانت عيناي ثابتتان تنظران بحدة وتركز لاكتشاف كافة مواطن الضعف والجبن التي اتسم بها القتلة، وهم يمتلكون كافة أسلحة القتل المتطورة، كانت وجوههم قبيحة وعندما حاولوا مساومتي شعرت بالحاجة للتقيؤ شعرت بالاشمئزاز، رأيت وجه شيلوك ووجه تاجر البندقية المقيت لكني شعرت أيضاً أنهم لا يزالو أغبياء لا يفرقون بين الصلابة والمبدئية وبين بخل التاجر ولهذا ضحكت وبقيت أضحك صدقوني رفاقي بأنني لم أسقط، سقطوا من فرط بؤسهم وقد أنهكهم التعب وبقيت مرتفعا أعلو وأعلو وهم يهبطون حتى التصقوا بالأرض تحت أقدامي تماماً ولهذا فإنني فخور بأنني أصبحت عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقد تسألوني رفاقي بما أوصي؟؟
كونوا جبهويون في كل شيء ومجرم من سيحاول الغدر بالجبهة بقصد أو بدون قصد ومجرم من يفرط بأسرار الحزب ومجرم من يركع أمام الأعداء ومجرم من لا تظل قامته عمودية منتصبة ومجرم من يمشي إلى الخلف ويتطلع إلى الوراء صوبوا أنظاركم نحو العدو وتقدموا وتقدموا فالنصر لنا.

صوبوا أنظاركم نحو العدو
تقدموا وتقدموا فالنصر لنا.
(من وصية الشهيد إبراهيم الراعي نقلا عن موقع الجبهة الشعبية )

استشهد الراعي الذي تعلم وعلم الأجيال من بعده المبادئ والصمود الأسطوري, فهل سينهار الرجال الذين علموا الراعي وعمر القاسم وغيرهم الكثير هذا الصمود الأسطوري ؟.
كيف ينسى اليسار أن التجربة التي قادها اليسار حول العالم علمته أن المهادنة هي مقتل الثوري والرصاصة الأخيرة التي يطلقها على نفسه حين يلقي سلاحه وتجسد ذلك في تجربة الثائر العالمي تشي أر نستو غيفارا في مقولته الشهيرة : إن من حمل البندقية في وجه الإمبريالية لا يحق له أن يلقيها لا،ه لو ألقاها حفرت له الإمبريالية قبرا.

بقلم : مهند صلاحات
كاتب صحفي فلسطيني
[email protected]



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرملة الشقراء ... وأرامل الشهداء
- القدس ... بين التدويل والادعاءات الإسرائيلية ومعضة الإنتخابا ...
- حول مشروع الشرق الأوسط والإستراتيجية الأمريكية
- أحمق ... وأحلام صغيرة
- ردا على مقالة المنظر الأمريكي شاكر النابلسي (3000 توقيع على ...
- الأحزاب العربية بين الواقعية والخيالية الغريبة
- قراءة في المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط (وسياستها في ...
- ختان الإناث ... بين العلم والدين القانون
- عندما يكتب الدولار قصيدة
- خصخصة حكومية
- الحمار يعلن الإضراب
- موظف إستقبال في المقبرة
- إلى العربي ... قبل هجرته الأخيرة
- قبل الرحيل ... يا رفاق أين الطريق
- بين الإرهاب المنظم والمقاومة الشرعية خيوط مصطنعة يحاول البعض ...
- إصلاح للثورة ام إصلاح للأنظمة .... ما الذي نحتاجه كيساريين ع ...
- في مصر ... جمعية مصرية لحماية حقوق الحمير والأسرى السياسيون ...
- حمى التاريخ .....
- رسالة من امرأة ما .....
- المشهد الذي لم يكتمل بعد / في ذكرى استشهاد القائد أبو علي مص ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - منظمة التحرير والغوص في وحل أوسلو