أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليدالجنابي - نزاهة الزعيم الشهيد ..ترقى إلى مصاف القديسين















المزيد.....

نزاهة الزعيم الشهيد ..ترقى إلى مصاف القديسين


وليدالجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 00:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




منذ طفولتي وانا شغوفا بحب الزعيم.. كان ابي رحمه الله يحتفظ بألبوم قديم مصففة فيه صورا مختلفة للزعيم الوطني النزيه.. عبدا لكريم قاسم ولازلت احتفظ ببعض تلك الصور اعتزازا به وأقارن دوما بينه وبين بعض من خلفوه رغم ان جيلنا لم يعيش عصره ..يحدثني والد ي ان بيتنا كان يرفع في جميع غرفه صورا منوعة للزعيم وكانت تربطه علاقة شخصية وصداقة بوالدي وكذلك بمرافقه المقدم قاسم امين الجنابي ومن نزاهة الزعيم انه كان يكره الطائفية وعندما يصلي في وزارة الدفاع كان يغلق الباب ويسدل الستائر حتى سأله احد مرافقيه عن ذلك.. قال أنا مسلم واصلي لله لا للبشر فلا اريد ان يعرفني أحدا أنا من هذا المذهب او ذاك فيتباهى ويتجبر كون الزعيم من مذهبه..
فالزعيم الامين: هو عبدالكريم جاسم محمد بكرعثمان الزبيدي..والده سني المذهب ووالدته المرحومة كيفية حسن اليعقوبي التميمي(حسب ماتذكرالمصادر) وهي شيعية المذهب أي انه يحمل في شخصيته اكثرمن طيف من اطياف المجتمع العراقي .. حدثني احد المقربين من الزعيم انه في صبيحة يوم الجمعة 8 شباط -14 رمضان كنت متهيأ للخروج بملابسي الشتوية حيث البردالقارص صباحا فسمعت صوت المذياع يصرخ بعصبية ويعلن الاطاحة بالزعيم وانه عدو الكريم فلم أتمالك نفسي وصفقت على وجهي بعد ان فقدت صوابي وبكيت لاني اول ماتذكرت نزاهته وعفة يده وحبه للفقراء من هذا الشعب ووطنيته الصادقة..تذكرت شريطا من الذكريات معه الطيبة معه ومع أصدقاءه كانت تجمعنا.. لم المس اواسمع عن خصاله الشخصية أي خدش أخلاقي في سمعته وسلوكياته قبل الثورة وبعدها..
كانت الطبقات الفقيرة وعموم الكادحين هم اقرب المقربين الى نفسه كانوا يلقبونه بأب الفقراء ..وكانت الجماهير الغفيرة
عند حدوث انقلاب عام 1963 قدخرجت عن بكرة ابيها تساند الزعيم الذي قاوم الانقلابين رغم قلة معاونيه قاومهم بشجاعة وضراوة وعندما تقصف طائرات الانقلابيين بقيادة عارف عبدالرزاق ومنذرالونداوي كان يقول له رفاقه هل نسقطها فكان رده لا..لا هذه ملك الشعب يدافع بها عن العراق سيأتي يوما يستخدمها العراقيون للذود عن فلسطين وتحريرها ..كان صائما في شهررمضان المبارك وعند موعدالافطار كان يصلي و يفطر بملعقة من بقايا علبة مربى فقط مع رفاقه ويستمر بالمقاومة وبقي صائما لحين إعدامه عصريوم 9شباط حيث طلب قليلا من الماء وافطر بعد غرغرة وارتشف قليلا منه وردد الشهادتين ليواجه الموت بصدر رحب رافضا عصب عينيه او التوسل بجلاديه كان اعدامه وهوصائم وبهذه السرعة والمحاكمة الشكلية بتلك الطريقة الوحشية جريمة لاتغتفر لاتقرها الشرائع السماوية ..ويشيرالمتحدث المقرب من الزعيم ان الشعب كان يقين من ان جريمة إعدام الزعيم بهذه الطريقة الانتقامية البشعة وفي شهر رمضان وهو صائم سيدفع فاعليها ثمنا باهظا اجلا ام اجلا وهذا ماحدث لاغلب قاتليه ومعروفة نهاياتهم..
ومن عفته ونزاهته رفعه شعار :عفا الله عما سلف..كان هذاالشعاريعبرعن وطنية واخلاقية عالية فالتسامح كان ديدنه ..فهو وطنيا يساريارومانسيا حالما تحلى باخلاقيات ونزاهة وعفة يد لم يتحلى بها الا القديسين يمتلك مبادئ عالية وتسامح قل نظيره حتى مع من حاول قتله والتامرعليهومن نزاهته زهده في طعامه..كان طعامه زهيدا للغاية فطوره كوبا من الشاي والحليب وغداءه يجلبه السائق يوميا من داراخيه حامد مقابل مبلغ يدفعه لهم مائة دينارعلى شكل سفرطاس صغيرمن ثلاث خانات يتكون من الرز والمرق ودجاجة صغيرة مسلوقة ورغيف واحد والغريب العجيب في الامر ان الزعيم لايا كل وحده بل يدعو معه الى الغداء كل من موجود اوقريب منه وكذلك الحرس من الجنود اما وجبة العشاء فكانت عبارة عن شيشين تكة من اللحم المشوي بدون خبز وياكل معه مرافقيه في مطعم في مقروزارة الدفاع مقابل اربعون دينارا من راتبه الشخصي. كان راتبه 440دينارا لم يستلمه بيده بل يوقع قائمة الراتب ويستلم مرافقه الراتب ويودعه في الخزانة ثم يوزع على النحو الاتي:
100دينار إلى أخيه حامد مقابل وجبة الغداء لمدة شهر..
100دينار لشقيقته أم طارق
40دينارالى مطعم الوزارة مقابل وجبة الإفطار والعشاء
ويبقى في الخزنة لدى مرافقه 200 دينار يقوم بتوزيعها على الفقراء وفي يومه الاخيرلم يكن في خزانة المرافق من راتب الزعيم سوى دراهم معدودة بعد توزيع متبقي راتبه على المستحقين من الفقراء في شهررمضان..
وكان مخصص له راتب أخر كضابط من وزارة الدفاع برتبة فريق ركن لم يستلمه إطلاقا طيلة فترة حكمه أما مخصصاته كونه رئيسا للوزراء والبالغة 6000دينار فكان يوزعها في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية الى المواطنين ..وفي الكثير من زياراته الميدانية كان الزعيم يجلب معه احد المواطنين من الفقراء ويطلب من مرافقه ان يعطيه خمسون دينارا لتشغيله بعمل معين ويراقبه ويزوره ليطمئن على عمله ويفتخر بان هذا المواطن أصبح عاملا بعدان كان عاطلا..اما سكنه فهذا دليل اخرعلى بساطته وعفته ونزاهته ..كان مستاجرا لدارتعود الى دائرة الاموال المجمدة في منطقة العلوية بمبلغ زهيد من راتبه الخاص يدفعها شهريا..
وفي احد الايام نصحه السيد كامل الجاد رجي زعيم الحزب الوطني الذي اقترح على الزعيم بان يعود العسكريون الى ثكناتهم ويتركوا للسياسيين المدنيين بإدارة شؤون الحكم الا انه اجاب السيدالجادرجي بانه قام مع رفاقه الضباط بالثورة لالاجل السلطة بل لترتيب البيت العراقي وتسليم السلطة الى الشعب وفق انتخابات ديمقراطية حرة واعداددستوروطني دائم وجديد بطروحاته لانه ان ترك السلطة في الظروف التي العصيبة التي يمربها العراق وتمربها الثورة سينعكس سلبا على البلاد.. نعم هناك اخطاءساهمت بشكل او باخرالى اسقاط تجربة تموز..ذلك السقوط الفاجع فاصبح الوطنيون في طليعة ضحاياالانقلابات والصراع على السلطة..يبقى السؤال اللغز: لماذا اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه بهذه العجالة وفي شهررمضان ومن دفع ثمن التخلص منه؟؟؟
حتى لحظة استشهاده كان شجاعا قوي العزيمة محافظا على رباطة جأشه تلقى الموت دون وجل ورسم طريقا للشهادة اصبح قدوة لشعبه وكل المناضلين الاحراررحم الله الزعيم ..كانت نزاهته وعفته ترقى إلى مصاف الخلفاء الراشدين وال بيت النبوة.. حقا انها نزاهة القديسين..



#وليدالجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاريزمية... الساسة في عيون ..الشعب
- المفكر العراقي ..ومخاطر السلطة..
- قصيدة بعنوان..ترانيم... صوفية
- قصيدة بعنوان... تمهل...
- صحوة... الأوهام
- تراتيل... مناضل
- الرحيل..
- الحقوق الدستورية... ومفاهيمها الاساسية- 1- 4
- دورالتنمية الاقتصادية والبشرية...في تقييد السلوك الاجرامي
- لاجلك ياعراقي... وجب التغيير...لاالترقيع
- الابداع... ذخيرة الشعب الحي
- الترابط العضوي بين مشكلة الفقروالطبقات الكادحة...
- كم أنت رائعة أيتها الحرية
- اللغة.. وتأثيرها ا لحضاري


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليدالجنابي - نزاهة الزعيم الشهيد ..ترقى إلى مصاف القديسين