أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟















المزيد.....

أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 20:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثر الحديث في السنين الأخيرة عن إنتقال يعرفه المجتمع المغربي على مستويات متعددة،فهذا الإقتصادي يتكلم عن الإنتقال الإقتصادي كمرحلة يجتازها المجتمع،مرحلة تتسم بوجود خوصصة موجهة من طرف الدولة،جاءت كنتيجة لمرحلة الإحتكار الشبه التام للدولة،ثم إن مرحلة الإنتقال ستكون الطريق نحو مرحلة الخوصصة التامة،نفس الشيء نجده لدى التاريخي،إذ يقول أن المجتمع يمر بمرحلة انتقال تاريخي،وأن المجتمع من خلال هذا الإنتقال سيأخد مسارا تاريخيا مختلفا عن المسار الذي سبقه،ونفس الشيء بالنسبة للسياسي،وأستاذ القانون الدستوري،وجميع المجالات التي تتقاطع مع الأبعاد المختلفة للمجتمع،غيرأن الشيء الذي لم يتم التركيز عليه هو الجانب السوسيولوجي والسيكولوجي و السيكو-اجتماعي داخل هذا المجتمع،فلا يمكن الكلام عن انتقال في تلك المجالات(المذكورة في الأول) دون هذه الجوانب،التي هي أكثر ملامسة وعمقا لقاعدة المجتمع أكثر من غيرها،هي جوانب تهتم بذهنيات الفاعلين،والمؤسسات التي ينضوي تحتها الفاعلون،هي جوانب تهتم بالتنشئة الإجتماعية التي تصدر عن هذه المؤسسات من أجل هؤلاء الفاعلين،لكن هذه التنشئة هي أشكال وأنواع يزكيها التعدد الإنساني،المبني على التناقض والإختلاف،من هنا وجب أن أطرح سؤالا أساسيا،أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟
في الوقت الذي نقول فيه التنشئة الإجتماعية،فنعني بها ذلك التبلور والتكون الذي يطال كائنا ما يتسم بالطابع الإجتماعي،فماهو هذا الشيء إذن؟ إن هذا الشيء هو الإنسان الذي يتبلور(بضم الياء) وفق التنشئة التي تعمل على استدخال القيم والمعتقدات والعادات...داخل الإنسان،فماهي هذه القيم التي ينبغي ان تكون ضمن تنشئة الإنسان (الفاعل الإجتماعي المغربي)؟ إن ما ينبغي أن يكون ضمن التنشئة الإجتماعية هو الكرامة،فبها يحقق الإنسان جميع حاجياته،أكانت حيوية أو فكرية أو اجتماعية أو نفسية( التغذية- السكن- التعبير-الجنس – الإعتقاد- الأمن...)،وجميع حقوقه كتكافئ الفرص السياسية والإجتماعية والإقتصادية...
من هنا يمكنني أن أقول إن التنشئة الإجتماعية لدى الفاعل هي التنشئة التي تنشىء هذا الفاعل كيف تكون عنده كرامة وقيمة تضمن حقوقه وواجباته،زيادة على هذا ،إذا كانت الكرامة وحدها ضمن أجندة التنشئة الإجتماعية،فهي تبقى تنشئة ناقصة دون قيم أخرى تشكل البنى الرئيسية لتنشئة الفاعل الإجتماعي المغربي،وأولى هذه القيم التي يجب ينشأ عليها هذا الفاعل هي الحرية ،فالحرية هي أصل الوجود،لابد أن يتعلم الإنسان كيف يكون حرا وذاته ومجتمعه حرا،أن يكون حرا في اختيار العمل،حرا في رأيه،في حقوقه،ويجب أن يتعلم كيف يحارب الخضوع والإستعباد في كافة تجلياته وتمظهراته،أما بالنسبة لثالث هذه القيم هي المساواة،لابد أن تكون المساواة بين المرأة والرجل،بين الفقير والغني،بين الأبيض والأسود،بين الأحمر والأصفر،بين الأمازيغي والعربي،بين الإسلامي والمسيحي،بين العامي والسيد،بين الفرنكفوني والأربفوني،بين المعلم والتلميذ،بين المصلي والإمام،بين الشيخ والمريد ..........................،على المستوى الإقتصادي والسياسي والإجتماعي والثقافي...مساواة ضمن تنشئة تأخد بعين الإعتبار القاسم المشترك الإنساني،وتأخد كذلك النعدد الإنساني باعتباره سمة تغنيه أكثر ما تفقره،تعليه أكثرما تدنيه ،غير أن المساواة تبقى مفهوما نظريا ضمن التنشئة الإجتماعية،مالم تكفله مؤسسات اجتماعية بشكل واقعي،في الأسرة،في المدرسة،في المسجد،في المحكمة،وجميع المؤسسات القائمة على التراتبية والتصنيف والتمييز،اقتصاديا،واجتماعيا،وسياسيا،وثقافيا ودينيا...بغض النظر عن هذا يتوجب الإشارة إلى أن قيمة المساواة لايمكن أن تتجسد ميدانيا وواقعيا ،إلا إذا تماهت مع الشرط الديمقراطي،إن هذا الشرط ضروري لقيام تنشئة حقيقية داخل مختلف المؤسسات،ولاسيما الأسرة التي تعتبر العمود الفقري للتنشئة،وبالتالي ينبغي ان تكون الديمقراطية محور اهتماماتها،إن الديمقراطية تعطي لهذه المؤسسة استقرارها،وإحساسا بالإنتماء لدى فاعليها،إن هذا الإحساس سيبعدها عن العطالة والتعطيل الذي يطال شبابنا في ظل وجود مؤسسات ديكتاتورية قائمة على سيادة شخص واحد يرتكز على مشروعية تاريخية -دينية،كما تعمل على تهشيم الحريات والحقوق مستعملة مختلف وسائل القمع والدعاية،بداية من الأسرة،ومرورا بالمدرسة،ووصولا إلى أعلى جهاز في الدولة.
إن إحساس الفاعل الإجتماعي المغربي بالإنتماء للمؤسسات التي ينتمي إليها ،والتي تنشئه،ستجعلنا نتجاوز الأرقام الصادمة الآتية من آخر استطلاعات الرأي،والتي تفيد أن أكثر من 20 في المئة من المستجوبين هم من العاطلين،وأن 75 في المئة هم دون زواج(1)،من هنا وجب أن نتساءل أية تنشئة هذه في ظل مؤسسات غيرقادرة على احتضان أفرادها!؟؟ وإذا كان الأمر كذلك، فالدراسة تذهب أبعد من ذلك،وتقول أن 95 في المئة من الشباب لا يناقشون مشاكلهم الجنسية مع أسرهم(3)،من هنا يحق لنا أن نتساءل أكثر،كيف هم دون زواج وعاطلون ،ولا يتحدثون عن قضاياهم الجنسية؟؟؟ بتعبير آخر،كيف يصرفون طاقاتهم الجنسية المكبوتة-المعطلة في ظل تنشئة قائمة على الديكتاتورية ومتسلحة بدعاية "حشومة وعايب"؟؟؟ ولا تعترف إلا بالجنس الموجه في إطار مؤسسة الزواج التي مانفكت مع مرور الزمن تتلاشى.للإجابة على هذا السؤال خلصت تلك الدراسة إلى وجود أحوال نفسية واجتماعية لدى المستجوبين تصل إلى 65 في المئة تتسم بانغلاق الإدراك وتناقض الأقوال والأفعال،وهذا يؤكد ويصل إلى نتيجة تفيد زعزعة الإحساس بالإنتماء لدى الفاعلين داخل مؤسساتهم،وتضيف الدراسة أن هذا الإحساس ولد هجرات واقعية إلى الخارج،ثم ولد هجرة إلى القنوات الأجنبية،إلى العالم الإفتراضي...،من هنا يمكننا أن نفهم أن المؤسسات التنشئوية العتيقة أصبحت غير قادرة على استيعاب أفرادها،أصبحت قائمة على الإغتراب والغربة،أصبحت شبكتها العلاقاتية ضعيفة،وهذا ما تؤكده نفس الدراسة إذ تقول أن 75 في المئة يعانون من الفقر المادي والعاطفي والمعرفي ،هي أشياء لم تكن في أجندات المؤسسات التنشئوية العتيقة،هي مؤسسات(إذا أخدنا الجنس مثلا) كانت تحصره في الجانب الفيزيقي والتشخيصي والإنجابي،ويقول الفاعل:" أتزوج من أجل أن ألد إبنا يرثني"،هذا هو المشروع الذي من خلاله يبرمج الفاعل عبر التنشئة ،يبرمج إذا كان ذكرا على النظر إلى الأنثى وكأنها جسد،وهي بدورها تختزل الذكر في بعده الإقتصادي،وبالتالي هذه الأمور هي التي ولدت هذه الأشكال من الفقر،فقر تزكيه هذه الدراسة ،إذ تقول أن 85 في المئة من الذكور ،و30في المئة من الإناث لايريدون،ولايردن علاقة إنسانية قائمة على الحب،إنهم يريدون فقط تصريف طاقاتهم بطريقة ميكانيكية قائمة على المنفعة والبرغماتية،ةهذا المعطى تزكيه الطريقة التنشئوية المنبثقة عن المؤسسات العتيقة،مؤسسات تزكي التناقض بين قيمها والواقع(ونبقى في الجنس)،فهي تعطي قيما تحرم الجنس خارج الزواج ،لكن الواقع شيء آخر،فهي تعلم الفتاة على الإحتفاظ ببكارتها منذ صغرها،ثم عندما يأتي الزواج تنتهك،فهي تعطي قيمة للزواج وتعتبره أساس الحياة،مع العلم أن الدراسات الطبية والتشريحية والنفسية،تفيد أن سن اليأس لدى المرأة ليس بيولوجيا فحسب،بل هو يأس نفسي واجتماعي،جاء من عدم التماهي بين الحاجات البيولوجية والنفسية والإجتماعية،جاء من عدم الوصول إلى الأورجازم ،جاء من إحساس المرأة والرجل باختزالهما في المجال الإنجابي،وليس العاطفي والإنساني قبل كل شيء(3).
من هنا يتضح بناء على ماذكرنا،إلى وجود تناقض في التنشئة بين المؤسسات والأفراد من جهة،والتنشئة في ذاتها من جهة ثانية،فالمؤسسات أجنداتها ضاربة جذورها في التربة المثالية،فهي تعطي قيما على أساس اللاواقعية،فكيف نطلب من فرد عاطل عن العمل ،ألا يشبع حاجياته الجنسية حتى يحصل على عمل ويتزوج ،مع العلم أن البحث عن العمل يحتاج إلى سنين طويلة؟؟؟!!! فهل الجنس وإشباعه يحتاج إلى هذه السنين كلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!نفس الشيء نجده لدى الفرد،فهو يتعامل بوجهين،وجه"يحترم " به المؤسسات،ووجه"يلبي" به و "يمارس" به حاجياته في الخلسة والخفاء،كذلك نفس الشيء بالنسبة للتنشئة،فهي متناقضة،فهي تحرم الجنس،بينما نجد لدى بعض الأسر أن اقتصادها ينبني على فتياتها اللواتي يمارسن الذعارة في سبيل الإقتصاد الأسري.هذا هو التناقض بعينه وبجميع حواسه!!!
هذه الأمور التي ذكرناها تدفعنا من جديد إلى طرح وإعادة طرح السؤال المركزي،أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟
إن المغرب في حاجة إلى الشفافية والإنفتاح،شفافية وانفتاح جدلي بين الأفراد والمؤسسات تنشئويا،وتجاوز ثقافة الإنغلاق والمستور و"حشومة وعايب"،فالشيء بقدر مانستره،فإننا نفضحه،هذا هو حال طابوهاتنا،فإذا كانت المؤسسات التنشئوية تمنع على سبيل المثال الجنس داخلها، فهو وجد لنفسه وفاعليه أرضية أخرى،باتت تهدد هذه المؤسسات من أساسها ،من هنا لا سبيل غير بروز تنشئة قائمة على النقد والمساءلة،تتجاوز طابوهات السياسة والجنس والدين،بكل جرأة وشجاعة،تنشئة قائمة على الوضوح والتنوير،على التجديد والتغيير،على الخلق والإبداع،على الضم والإستعاب،وأن تكون شاملة ومشتركة وموحدة بين كافة المؤسسات التنشئوية،هذه الأمور لا يمكن أن تكون إلا بملازمتها للواقع كما هو بسلبياته وإيجابياته،بثباته وتغيره،بائتلافه وتناقضه.
إن هذه الأمور جميعها من البداية إلى النهاية،هي وجهة نظرنا،حول أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟
مغرب العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين للميلاد
................................................................................................................................................
المراجع
http:www.ahewar.org/debats/show.art.asp?aid=42738 (1)
(2) 171839= نفس المرجع
(3) أنظر نوال السعداوي:المرأة والجنس(الأنثى هي الأصل) الطبعة الأولى-عام 1974



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الإنتخابات المحلية(1)
- دور الجنس في تغيير الشروط الإجتماعية
- قراءة في الإنتخابات المغربية
- القانون في المجتمع المحلي!(1)
- البذرة المسوسة
- الروائح الكريهة تجوب الأطراف والسلطات المحلية تغط في السهاد
- ملاحظات ماقبل الإستفتاء


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟