أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - تحدي سلطة الاستبداد














المزيد.....

تحدي سلطة الاستبداد


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 17:41
المحور: المجتمع المدني
    


ليس سهلاً أن تتخذ سلطة الاستبداد أسلوب الحوار سبيلاً لتفادي الأزمة السياسية من دون إدراكها أن خيار العنف سيواجه بعنف مضاد يقوض سلطتها، وصوت الرصاص مهما كان عالياً لن يزيد الخوف لكنه يزيد برك الدم فيتعاظم حقد المجتمع وكراهيته ضدها.
لم تعدّ مجدية سياسة الطرش السياسي التي تمارسها سلطة الاستبداد لحقوق المواطنين أنها تخرق نواميس الأرض والسماء بقتلهم واضطهادهم، فكلما تكشف خوفها سترته بإطلاق الرصاص لتعبر على نحو لاواعي عن قوتها ومع تعاظم الاحتجاج ضدها يعريها صوت الرصاص أكثر.
إن وقع كلمات احتجاج المعارضين في نفوس أزلام أجهزة العنف لها نفس وقع الرصاص الذي تطلقه بنادقهم كلاهما يقتل الآخر بأسلوبه والموت واحد، لكن الضحية تورخ بموتها صورة الشهادة والقاتل يورخ بموته صورة الاجرام.
يعتقد (( منذر حلوم )) " أن الكلمات كالرصاص لا معنى لها ما لم تطلق، ونحن بنادق كلام بعضها يقتل الوحوش، بعضها يقتل العصافير، وبعضها يقتل الناس وبعضها لا يطلق إلا الصوت أما هذه الأخيرة فلو أنها تصمت خجلاً في الأقل ".
يستوي السلطة أي كان نموذجها العنف أكثر من الحوار لأنه الأكثر سهولة في قهر الآخر وليس الأكثر جدوى فكلما بثت الرعب والخوف في نفوس مواطنيها ضعفت المعارضة. على خلافه إن تمكنت المعارضة من كسر حاجز الخوف ووظفته بالاحتجاج على نحو فعال يجبر السلطة على الحوار لإحداث التغيير.
يستغرق حقن جرعات الخوف في لاوعي المواطن سنوات طويلة لتجعله السلطة خانعاً يقبل بتوجهاتها من دون اعتراض، وفي المقابل تحتاج المعارضة إلى سنوات مضاعفة من النضال لتوظيف الحقد الكامن في وجدان المواطن وتحويله إلى مطرقة لكسر حاجز خوفه من سلطة الاستبداد.
يعبر (( منذر حلوم )) عن ذلك قائلاً : " إن كل حبة تراب، كل ذرة هواء، كل كلمة، كل شيء يتستر بغبار الصمت. أخلع جسدك عنك وافتح عينيك بعناد، وبُح بجسدك وروحك وعقلك ولسانك يفر منك الغبار ".
لا توجد سلطة خالدة للأبد إلا سلطة العدالة المتخاصمة أبداً مع سلطة الاستبداد لأنها توظف كل وسائل العنف ضد المعارضة للحفاظ على سلطتها وتسعى إلى تفصيل الزمن على مقاس نهجها في إدارة الدولة والمجتمع غافلة مجريات التطور بدالة الزمن. وتعتقد خطأً أن الوطن ملكها وأبناء المجتمع قطعان من العبيد كلما كان دوي سوطها قوياً على ظهورهم تسلل الخوف والرعب إلى نفوسهم فيثبت الخنوع في وجدانهم.
يخاطب (( روسو )) المستبدين قائلاً : " إنكم سائرون إلى الهلاك إن نسيتم أن الثمار ملك الجميع، والأرض لا يحق لأحد إدعاء ملكيتها ".
إن حقن الخوف والرعب المتواصل في جسد المجتمع، يُكسبه مع الزمن مناعة فيتصدى بشجاعة وتحدي لأجهزة العنف فتفقد سطوتها ويحدث التغيير الضدي داخلها وينتابها الخوف والرعب من مستقبل مجهول يُخضع ممارساتها العنفية للمساءلة القانونية حال انهيار سلطة الاستبداد أو يطالها الانتقام العشوائي من المواطنين.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية
- التحليل والإدراك


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - تحدي سلطة الاستبداد