أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عقيل الناصري - حوار مع الباحث الأكاديمي عقيل الناصري حول ثورة 14 تموز















المزيد.....

حوار مع الباحث الأكاديمي عقيل الناصري حول ثورة 14 تموز


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 16:44
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع الباحث الأكاديمي عقيل الناصري
حول ثورة 14 تموز (1-2)

لأنه تموز موسمنا أو بالاحرى ( موسمك) المزدهي بذاكرة شرفنا الوطني، هذه اسئلة حوار للصباح اتمنى اجابتك المعهودة وسأكون شاكرا لك فضلك .. او أفضالك التي لاتحصى على اخيك الصغير.
بكل حب- كاظم غيلان


• أولاً: هناك من يستبعد حصول تدخلات إقليمية مهدت للإنقلاب على حكومة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم .. فما هي وجهة نظرك بهذا الصدد؟
*** لا يعرف الحق بالرجال ولكن يقاس الرجال بالحق

في البدء علينا التأكيد على أن ثورة 14 تموز قد غيرت من معادلة الصراع الدولي أبان فترة الحرب الباردة.. كما أن العراق أمسى قطب هذا الصراع في المنطقة.. مما أخاف كل الأقطار المجاورة، نظرا للتداخل الجدلي لكل من : ماهية القوى الطبقية التي قادت فعل التغيير؛ ولبرنامجية صيرورة التغيير العضوي؛ وأفقها المستقبلي. إن ما حققته الثورة في ربيعها القصير سواءً من حيث العمق لأبعاد الحياة أو/و النتائج الاجتصادية السياسية التي تجسدت في الواقع المتحرك، أو/و درجة شمولية التغيير للقوى الاجتماعية وعلى الأخص المنتجة والطبقات الفقيرة ، أو/و نمطية وسلوكية إدارة الصراع الاجتماعي السياسي الداخلي والإقليمي والدولي. كل هذه العوامل جعلت من العراق محور كبير للصراع السياسي.
ومن الحقائق الملفتة للنظر ، تشكل ثلاثة محاور خارجية هدفت جميعها إلى قلب نظام الحكم في المرحلة التموزية/القاسمية، وهي :
- المحور الإقليمي غير العربي والمتمثل بأنظمة حكم دول حلف بغداد السابق ومنها بالأخص تركيا وإيران؛
- المحور العربي وبالأخص العربية المتحدة والأردن والكويت؛
- المحور الدولي والذي ضم المراكز الرأسمالية المهمة كبريطانيا والولايات المتحدة.
ويمكننا أن نضيف إليها قوتان أخرتان هما :
- المتضررون من الثورة أو تعمق مسيرتها؛
- شركات النفط الاحتكارية العالمية .
لقد تدخلت هذه القوى، بهذه الدرجة أو تلك، وحاولت الضغط على نظام الحكم الجديد بكل الأساليب وشتى الوسائل وشجعت القوى المتضررة من الوثوب إلى السلطة بالفعل الانقلابي العسكري المغامر. لذا فقد كان هناك فعل انقلابي أو محاولة انقلابية كل 42 يوماً، إذ بلغت هذه المحاولات 39 خلال 54 شهراً. وقد كتب رئيس الولايات المتحدة ( ايزنهاور) في مذكراته: ( في صبيحة 14 تموز1958 تلقيت بصدمة أنباء الانقلاب في بغداد ضد النظام الملكي الهاشمي. هذه هي البلاد التي كنا نعتمد عليها بكل ثقلنا في أن تكون الحصن الحصين للاستقرار والتقدم في المنطقة، إذا لم يلق تحوّل الأحداث بهذه الصورة المعتمة، الرد الشديد من جانبنا فقد يؤدي إلى إزالة كل النفوذ الغربي في الشرق الأوسط ... ).
لقد اثر هذا التغيير الجوهري على مجمل مسارات السياسة الدولية وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط، سواءً ما يخص العلاقة بين المتناقضين الأرأسيين وهما المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي؛ كذلك على التنافس بين الولايات المتحدة وبريطانيا للهيمنة على المنطقة؛ كما أثر على واقع المصالح للدول الإقليمية وأجندتها السياسية.
وعلى ضوء هذه المعطيات التي تصل حد الحقائق المطلقة، فقد ساهمت الدول الإقليمية في تأجيج الصراع الاجتماعي/ السياسي بين القوى المؤيدة للثورة والمناهضة لها، بل أن بعضها تدخل بصورة مباشرة بمد الانقلابيين بالمال والسلاح ، لنا من ناصر خير دليل وهذا ما اعترف به نفسه أثناء مباحثات الوحدة الثلاثية عام 1963 بعد الرحيل القسري للثورة على يد المخططين الأمريكان والمنفذين من حزب البعث وحركة القومين العرب قبيل تصادم المصالح بينهما. كما اعترف بذلك بعض قادة البعث وما مقولة { جئنا بقطار أمريكي} لعلي صالح السعدي وتأييد هاني الفكيكي لها وكذلك طالب شبيب وغيرهم إلا دليل على مساهمة دول الجوار والعالم الرأسمالي في هذه اللعبة القذرة. كذلك الحال بإيران عندما ساعدت الإقطاعيين الكرد الذين هبوا ضد قانون الإصلاح الزراعي وقطعت المياه عن الأراضي العراقية النابعة من أراضيها.. وهذا ما أشارت إليه الكثير من الدراسات الموضوعية لتلك المرحلة. وللعلم أن أول طائرة عسكرية قصفت وزارة الدفاع جاءت من وراء الحدود وعلى الأغلب من الأردن. أما الكويت فقد مدت الانقلابيين بالمال والمساندة المادية والمعنوية وكانت هناك محطة سرية تبث منها عن مخابئ الشيوعيين والقاسمين لآجل قتلهم. كما أعترف بالتدخل الأمريكي الكثير من موظفي وكالة المخابرات الأمريكية بمساهمتهم بالانقلاب الدموي .. حتى قيل أن رئيس محطة الوكالة في بغداد وليم ليكلاند، شوهد في باب الإذاعة عندما جاءوا بقاسم ورفاقه العسكريين .لقد فصلت هذا الموضوع في كتابي (542 صفحة) عبد الكريم قاسم في يومه الأخير.. والذي اعد طبعته الثانية المنقحة والموسعة.

• كتب الكثير عن ثورة الرابع عشر من تموز 1958، وهناك من حاول الطعن بهويتها، ما دوافع تلك التوجهات؟

*** للإجابة على هذا السؤال علينا تحليل مواقف هؤلاء من هذا التغيير الجذري الذي أمسى ، كما أعتقد، بمثابة أول صيرورة حداثوية في تاريخ الثقافة العراقية ، كما كان نقلة نوعية للأنماط الاقتصادية المتوائمة مع العصر وروحه، كما هو محاولة أولى جدية لعقد اجتماعي جديد بين السلطة والمكونات الاجتماعية للمجتمع العراقي بحيث يعكس الماهية الحقيقية للمجتمع المتعدد من حيث التركيبة الاجتماعية والدينية والأثنية, ةهذا التغيير في الوقت نفسه كان بمثابة نمط جديد من إدارة السلطة السياسية تمثل في أنها { ثورة الفئات الوسطى} وهو التعبير الموضوعي للتوازنات الطبقية التي كانت سائدة آنذاك ، كما أنه صيرورة عراقية بحته (الخاص) تفاعلت جدلياً وعبرت عن الجوهر (العام) لظاهرة إقليمية لحركة ثورية أعم وأشمل تناولت بلدان الشرق الأوسط عامة والمشرق العربي خاصةً ، إذ كانت الأسباب الحقيقية لهذا التغيير الجذري أعمق جذوراَ من الأسباب الظاهرة لها وبالتالي كان وليد قوى داخلية متأصلة في بنية المجتمع العراقي وفي صلب نظام الحكم، طالما لا يمكن أن تقوم في أي البلد حركة تغيير ثورية بوحي من الخارج ما لم يكن في البلاد استعداد لتقبل الأفكار الثورية.. لذا لم تكن الحركة مدينة لأية قوة خارجية عربية كانت أو غير عربية، إقليمية أو دولية.. وهذا ما ميزها عن الانقلابات العسكرية التي عجت في المنطقة، كما أن هذا التغيير كان يمثل رؤية وطنية عامة عكس مصالح ورؤى قطاعات واسعة من المجتمع العراقي وقواه السياسية في فهمها لماهية الدولة والمجتمع والعلاقة بينهما. وقد تجسد كل هذا في عمق التحولات السياسية الاجتصادية الثقافية والتي سبق لهذه القوى السياسية قد عبرت عنها في نضالها مع سلطة الحكم الملكي
وتأسيسا على ذلك يمكننا اعتبار هذا التغيير أحد أهم المفاصل التاريخية، إن لم يكن أبرزها لعراق القرن العشرين وكانت مفاجئة كاملة في زمنيتها وتوقيتها وفي مديات تفاصيلها، لذا مثلت انقطاعاً تاريخياً اقتضته الضرورة الموضوعية لسيرورة التطور الارتقائي وصيرورة مساراتها وتوجهها العام.. وعلى المستوى الذاتي العام مَثَلَ هذا التغيير الجذري نقله نوعية في الوعي الاجتماعي بتجلياته : الفلسفية والجمالية والسياسية والحقوقية وحتى الدينية. إن هذه الرؤية لما حدث وما خُطط له لعراق المستقبل قد:
- دشنت سياقاً تاريخيا يختلف جذريا عما سبقه من نواحي القضايا التي تبنها ؛
- القوى المحركة لها؛
- الأفق التاريخي لمشروعها التحرري.
وعلى ضوء ذلك نشب وظهر بقوة صراع المصالح والمشاريع والرؤى بين القوى الاجتماعية المستفيدة والمتضررة داخلياً وإقليمياً ودولياً.. ليعبر عن ذاته في السجالات المعرفية والصراعات في كل البناء الفوقي.. والذي اتخذ في بعض المفاصل صراعا عنفياً تناحرياً عبثياً إذا ما قرأنه بالمنطق المعاصر. وكلما تحددت رؤية السلطة للقادم انشقت القوى المؤيدة للثورة، بفعل رؤية المصالح المعبر عنها، وحدثت التنافس اللا سلمي بل والصراع الدموي بين هذه المكونات، وعلى ضوء ذلك فقد تغيرت الاصطفافات الطبقية .. لأن قوى الماضي كانت تخاف على مصالحها بل وحتى على ذاتها المجتمعية، لذا بذلت المستحيل من أجل إعادة الماضي بشكل آخر غير الذي عبرت عنه ثورة تموز. كانت الساحة البحثية والدراسات المختلفة تنظر للحدث من زوايا فلسفية متباينة بل بعضها متناقضة، ومن مناهج مختلفة مستخدمين أدوات بحث غير موحدة.. وأخيرا ذاتوية الباحث في قربه من الثورة أو بعده عنها ونزوعه الاستعجالي لبلوغ مأرب ليس لها علاقة بالواقع أو في نظراته وقربه من فهم جدلية التطور وقوانينها وسننها.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963 (6-6)
- من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963 (5-6)
- من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963 (4-6)
- من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963 (3-6)
- من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963´- سباق المسافات الطويلة : ( ...
- من خفايا انقلاب شباط الدموي 1963 (1-6)
- في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شب ...
- تهنئة الى الحوار المتمدّن
- في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شب ...
- في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شب ...
- في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شب ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- الحركات العلمانية في العراق المعاصر (3-3)
- الحركات العلمانية في العراق المعاصر ( 2-3)
- حوار عن العلمانية في العراق المعاصر (1-3)


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عقيل الناصري - حوار مع الباحث الأكاديمي عقيل الناصري حول ثورة 14 تموز