أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - ثورة 14 تموز واثرها الاجتماعي والثقافي















المزيد.....

ثورة 14 تموز واثرها الاجتماعي والثقافي


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
لا تزال ثورة 14 تموز وستبقى الى وقت ليس بقصير، تثير اسئلة اشكالوية كبيرة وجديدة. لاختلاف وجهات النظر حول ماهية الثورة، واسمها، ووقتها، وكيفية انطلاقها ومساندتها، وحتى المؤامرات التي حيكت سرا وعلنا، سواء في الداخل او في الخارج لوأدها، ليتحقق ذلك بانقلاب 8شباط الاسود.
وتبقى منجزات الثورة رغم عمرها القصير، شعلة وهاجة في تاريخ العراق، والمتمثلة، باخراج العراق من حلف بغداد والغاء الاتفاقيات غير المتكافئة مع بعض الدول الاجنبية، الغاء القواعد العسكرية الاجنبية الموجودة في قاعدتي الشعيبة والحبانية، تحرير الدينار العراقي من التبعية الاسترلينية، تشريع قانون الاصلاح الزراعي الذي كان حلم الفلاحين، واندحار الاقطاع الشره، تشريع قوانين للعمال والكادحين والشغيلة لضمان حقوقهم، تشريع قانون الاحوال المدنية رقم 188 لسنة 1959 الذي ضمن حقوق المراة، والذي يعتبر طفرة نوعية متقدمة على مستوى الشرق الاوسط والدول العربية، ابرام اتفاقيات مهمة في الجانب الاقتصادي مع الدول الاشتراكية، لاقامة عدة صناعات، ومشاريع لا يزال بعضها قائما حتى الان. توزيع الاراضي السكنية، بين الفقراء وذوي الدخل المحدود، وفسح المجال لأخذ سلف البناء من البنك العقاري، وتقديم المواد الانشائية باسعار رمزية. اصدار قانون رقم 80 لسنة 1961، الذي ينص على تحديد مناطق استثمار شركات النفط الاجنبية، وتأميم ما لا يقل عن 99.5 من هذه الشركات الاحتكارية. ولاول مرة ومنذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 وفي دستور الجمهورية العراقية المؤقت والصادر في 27 تموز عام 1958، ومن خلال المادة الثالثة التي تنص على (يقوم الكيان العراقي على اساس التعاون بين المواطنين كافة باحترام حقوقهم وصيانة حرياتهم ويعتبر العرب والاكراد شركاء في هذا الوطن ويقر هذا الدستور حقوقهم القومية ضمن الوحدة العراقية) وغيرها الكثير من الانجازات والمنجزات والتشريعات، لا بل حتى التخطيط لكثير من المشاريع نفذتها الحكومات المتعاقبة واعتبرتها من منجزاتها؟.
كل هذه المنجزات نابعة من روح مفجر الثورة وقائدها الزعيم عبد الكريم قاسم والذي يعد من ابرز الزعماء العراقيين الوطنيين الذين اسهموا في بناء عراق واحد وفق مرتكزات وطنية ثابتة، وبسلوكه الوطني وتواضعه الكبير امتلك حب العراقيين وعاش في ذاكرة التاريخ الوطني العراقي الخالص.
(2)
ومن بين اهم تلك الانجازات هي اشاعة الروح المدنية المتحضرة في اوساط المجتمع العراقي، من خلال اشاعة روح القانون والقضاء على العشائرية والانتماءات الاخرى. حيث عمل على انهاء الدور العشائري، والذي كان من مكاسب استبدال الاحتلال العثماني بالبريطاني حيث استطاع بعض رؤساء العشائر والقبائل ان يستحصلوا على تخويل قانوني سمي نظام دعاوى العشائر، والذي وفر مكاسب مادية واعتبارية كثيرة لهم، بالمقابل شاع الظلم في المجتمع من خلال هذه السلطة.
حيث ساعد الغاء هذا الدور أي العشائري في تقوية القانون، وجعله الحاكم الاول في قضايا خصامية او جنائية. كما كان لقانون الاحوال الشخصية دور مهم في اشاعة الروح المدنية، من خلال حفظه حقوق الجميع، وبشكل خاص المرأة. الامر الذي شجع على التحرر من كل القيود الاجتماعية البالية، كما كان لضمان الحريات الشخصية، وصون الحقوق لكافة شرائح المجتمع العراقي رافد اخر صب في ذات التوجه المدني. الامر الذي جعل من تلك التشريعات والقوانين، دافعا قويا ببناء مجتمع مدني عصري متحضر، متطلع الى التقدم والازدهار. ويمكن قياس ذلك من خلال ما انتج في تلك الفترة القصيرة في مجالات الادب والفن بشكل خاص، وباقي المجالات الاجتماعية الاخرى. لا بل حتى فترة الستينيات وما شهدته من ازدهار اجتماعي، كان بسبب تلك الفترة القصيرة والمتمثلة بعمر ثورة 14 تموز الخالدة، حتى سطوة البعث المقبور على السلطة وتحويله الحياة المدنية الى عسكرة منظمة اضافة الى اعتماده على العشائر بشكل كبير وخاصة بعض روساء وشيوخ العشائر من خلال تقديم الولاء والبيعة، بالمقابل اغراقهم بالمكافآت والمكارم مثلما كان يطلق عليها انذاك. مع اشاعة روح الانتقام والنعرات العشائرية والقبلية والمذهبية، بالتالي غابت كل سمات التحضر والتمدن.
(3)
البيت او الدار وطن صغير، فالاوطان المستقرة تنتج وتبدع في كل مجالات الحياة، وتقدم ادباء، ومفكرين، وفنانين، علماء، رياضيين، مخترعين، حتى تصل الى ناصية التقدم المعرفي والثقافي والفني والادبي والصحفي والعلمي. وقد يكون لقرار تسكين وتمليك ساكني، خلف السدة والشاكرية والناظمية، قطع ارض، من ثم اطلاق سلف العقاري، لبناء وطن صغير متمثلا بمسكن يؤوي افراد العائلة، بعد ان كانوا في عذاب السكن بدور الصفيح والطين، اثر ودور كبير في ظهور جيل ادبي وفنيا ورياضي واعلامي واكاديمي، ساهم بشكل او باخر في خدمة البلد. ولو عدنا وتناولنا هذه المجالات وخاصة الثقافي منها والاعلامي، واستعرضنا الاسماء التي تتصدر وتصدرت المشهد الادبي العراقي الان، لوجدنا ان معظمها خرج من هذه المدن التي استحدثت في فترة حكم الزعيم. واذا فتشنا في سجل مواليد هذه الاسماء، لوجدناه تولد سنين الثورة الاولى او قبلها بعام او عامين او بعدها بعام او عامين او لنقل تولد الستينيات بشكل عام او النصف الاول من الستينيات بشكل ادق. اذ يمكن القول انه جيل الزعيم او جيل ثورة 14 تموز وليس تشبيها، باي مسمى اطلق ابان فترة البعث المقبور. وتعتبر مدينته اي مدينة الثورة مركزا ورافدا مهما ونبعا لا ينضب برفد الثقافة والادب والفن والرياضة العراقية بالاسماء المبدعة.
هذا الجيل ولوجود الملاذ الامن البيت والاستقرار النفسي، والانفتاح الذي كان موجودا في ذلك الوقت والتحرر والحياة المدنية التي اسس لها الزعيم، سببا دفعهم الى اثبات الوجود وبذل الجهد، مع وجود الموهبة والتي صقلت من خلال الاختلاط بالاخرين، والاطلاع على الثقافات الاخرى، من خلال القراءة التي كانت زادهم الاول. اضافة الى عامل مهم جدا هو تسيد الفكر اليساري في تلك الفترة، والذي اثر بشكل كبير بنشأتهم السياسية والفكرية، والتي اثرت على نشأتهم الادبية، كون اغلب المعلمين والمدرسين كان منتميا، بشكل او باخر الى اليسار او ينهل منه، رغم المحاولات الكثيرة التي ارادت النيل منه ووئده. حتى ان هذا الجيل كثيرا ما كان يقسم بروح الزعيم ابان فترة الطفولة الاولى وهم يمارسون العابهم الشعبية في المحلات والازقة الاولى التي احتضنتهم، وكيف كانت الامهات والاباء يتحدثون امامهم عن فضل الزعيم ورؤيتهم لوجهه وصورته في القمر، وباللاوعي الشعبي المطبق سيطرت شخصية الزعيم على الكثير منهم، وجلهم كان من الفقراء والكادحين وعدوه أباهم واسطورتهم. فالجماهير في كل الثورات، تساند من تراه على حق وهذا، ما فعلته الجماهير في انقلاب 8 شباط الاسود، حين هبت للدفاع عن الثورة والزعيم الذي رفض ذلك، خوفا من اراقة الدماء العراقية، وربما يكون لمعرفته بحجم المؤامرة التي حيكت ضده وضد ثورة 14 تموز العظيمة سبب في ان يكون قربانا من اجل عدم اراقة هذه الدماء، لكن هذا القربان لم يردع القتلة من جلاوزة البعث ومن تحالف معهم ومن مهد لهم ذلك، ليعبثوا بدماء الابرياء عقودا ثقيلة.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 100 راتب للموظفين والمطرقة والسندان
- الشعر الشعبي والقنوات الفضائية
- أزمتنا السكنية الخانقة
- دهوك بلورة الجبال الخضراء
- بناء الانسان
- باطل ... نريد ان نعرف؟
- لماذا يتمسكون ويختفون؟
- المناداة في اللهجة العامية
- المناداة باللهجة الشعبية
- شهربان … جميلة باطيافها كحبات رمانها
- قصص قصيرة جدا
- عينكاوا والحفر بالذاكرة
- لهجتنا العامية
- بخدمتك
- تسميات نقدية
- تظاهرة في الكرادة
- تراث المدينة المعماري الشعبي
- ثقافة الناقد
- الزعيم عبد الكريم قاسم والحكومة الجديدة
- النقد والإبداع والفن والأخلاق


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - ثورة 14 تموز واثرها الاجتماعي والثقافي