أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - العلامة والسيرورة السيميائية















المزيد.....

العلامة والسيرورة السيميائية


عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


العلامة (mark) هي صورة تقدم لتمثيل شيء ما وهذا التمثيل عادة ما ينتبه الناس إلى جزء واحد منه دون أن يلتفتوا إلى الأجزاء الأخرى المتعددة، قد ينتبهون إلى الأجزاء الأخرى بالحدس أو بشكل عفوي ولكن عندما تكون الدراسة علمية فبذلك يمكننا أن نرتقي إلى فهم جديد للعلامة، إلى فهم دقيق كذلك للعلامة وهذا ما تسعى إليه السيميائيات، وعندما نفهم العلامات جيدا يمكننا أن نصل إلى مستوى أعلى أولا من إنتاج العلامات وثانيا من تلقي العلامات، ويبدو لي أن هذه واحدة من أهم سمات الإنسان المعاصر الإنسان الحضاري بأنه يتعامل مع الأشياء في خصوصيتها وفي كليتها لكي ينتج علامة جديدة. لماذا لا ننتج علامات مثلا في صدد نص أو بصدد تأويل نص ما أو خطاب أو حدث أو ما شاكل ذلك؟ لأننا دائما ننطلق إلى قراءة العلامة ونحن مجهزون بأفكار مسبقة عنها لذلك فنحن لا نقرؤها في ذاتها ولذلك فلا يمكن أن يكون هناك تواصل. قيمة الكتاب كذلك تظهر لنا في أنه يمكن أن نقسمه بحسب فصوله الخمسة إلى قسمين رئيسيين، القسم الأول هو يتناول فيه المفهوم في تطوره في التاريخ وكيف كان أن إنتاج الناس للعلامات هو قديم قدم الإنسان، فالإنسان منذ أن وجد وهو يتفاعل مع غيره يتفاعل حتى مع الطبيعة بواسطة هذه العلامات فكل شيء في النهاية سيصبح علامة، فاللغة علامة، الصورة علامة، السحب علامات، الآثار إلى آخره إذاً كل شيء سيبدو لنا علامة. كذلك العصر الحديث أوجد أنماطا متعددة من العلامات تتعدى ما كان يمارسه الإنسان قديما لذلك صار بالإمكان التمييز بين علامات طبيعية وعلامات اصطناعية وهذا هو ما سيعالجه في الفصل أنه سيحاول كذلك أن ينظر في مختلف أنواع العلامات التي يتواصل بها الإنسان ليقدم لنا التعريف المناسب، متى يمكننا أن نتحدث عن علامة؟ إذاً عندما تكون فيها دلالة، عندما تكون قابلة لأن يتواصل بها الشخصان. وتعترض علاقة الإنسان في إنتاجه للعلامة والتواصل بها عوائق متعددة، لماذا؟ لأن هناك التباسات كثيرة تحدث في عملية التواصل، في عملية إعطاء الدلالة لهذه العلامات ومن هنا تأتي أهمية هذا العلم، وحتى في التراث العربي سنجد إشارات كثيرة جدا عند الجاحظ في العلامات المتعددة وفي الحكايات العربية نجد إشارات كثيرة لهذه الأنواع ولهذه الأنماط من العلامات التي أنتجها الإنسان. لذلك فخصوصية هذه الدراسة من هذه الناحية هي أنها تغطي حقلا واسعا وشاملا من العلامات الذي لا نجده في الكتب المدرسية وهذه هي قيمة الرجوع إلى التاريخ للنظر إلى العلامات، فظهرت عند الفلاسفة، عند الرياضيين، عند مختلف المفكرين في الغرب بصورة خاصة، ويمكن أن نقوم بهذا العمل بالنسبة للتراث العربي فهذا كذلك سيكون محفزا لإعادة اكتشاف أنماط جديدة أو مختلفة من العلامات التي لم نكن ننتبه إليها لأننا كنا نركز فقط على ما هو لغوي. (*)


(السيرورة السيــميائيــة، تصنيف العلامات، المقاربة البنيوية، أنماط الانتاج السيميائي، القضايا الفلسفية للعلامة) حاول تغيير نظرتنا الى السيميائيات ودفعنا الى اعادة النظر في بعض تعريفاتها فهي ليست علما للعلامات كما شاع ذلك وانتشر وكما تصوّر «فرديناند دي سوسير» فالسيميائية هي ذلك العلم الذي يهتم بتمفصل الدلالات وأشكال تداولها أو هي العلم الذي يرصد تشكّل الانساق الدلالية ونمط انتاجها وطرق اشتغالها.
إن الكتاب الذي هو بين أيدينا الآن يحاول في مرحلة أولى وصف السيرورة المنتجة للعلامات من خلال قصّة السيد «سيغما» والمرض الذي ألم به وهو في زيارة لباريس لينتقل بعد ذلك الى تحديد المعايير التي تصنّف وفقها مجمل العلامات الموضوعة للتداول داخل مجتمع ما ليقدّم لنا في مرحلة ثالثة اسهامات البنيوية في تحديد نمط اشتغال الوقائع وطرق انتاجها لدلالاتها ليرصد في مرحلة رابعة نمط انتاج العلامات وطرق تلقيها، لينتهي بفصل يحدد مجمل القضايا الفلسفية التي أثارتها السيميائيات منذ القدم. وهذا الفصل الأخير هو عبارة عن سلسلة من التأملات الفلسفية في النشاط السيميائي ذاته باعتباره حالة وعي معرفي رافق الانسان منذ ان استشعر ضرورة التحكّم في التجربة من خلال الكشف عن وحدتها في التنافر الحسّي.
وفي مقدمة الكتاب التي خطّها المترجم المغربي الاستاذ سعيد بن كراد يرى ان الأمر في هذا المصنّف يتعلق في جميع الحالات بوصف السيرورة التي من خلالها تدل الكلمات والاشياء والوقائع الاجتماعية وتتحوّل الى علامات ضمن انساق ثقافية بعينها فالتعرّف على مضمون السيرورة والكشف عن حدودها وعناصرها أمران بالغا الأهمية فلا يمكن فهم اي سلوك سيميائي إذا لم نحدد في البداية طبيعة السيرورة التي توجد في أساس كل معنى. فالدلالة كما هو معروف لا تكترث للمادة الحاملة لها فما هو اساس في السيرورة ليس الكم الدلالي المدرج للتداول داخل الممارسة الانسانية. بل العلاقات الممكنة بين عناصر كل واقعة. ويضيف الأستاذ بن كراد ان الدلالة ليست كلاّ مكتفيا بذاته وليست معطى سابقا في الوجود على الممارسة الانسانية، إنها سيرورة في المقام الأوّل فالعناصر دالّة لوجود علاقات فيما بينها، وهي مستويات في المقام الثاني لأنها محكومة في وجودها بالسياقات التي تخلقها هذه الممارسة.
ويبرز المترجم في المقدمة ان أمبرتو إيكو يقف في هذا الكتاب على قضيتين هامتين: ما يعود الى التراث البنيوي ودوره في تشكل السميولوجيا (السيميائيات) كعلم مستقل بذاته. وما يعود الى القضايا الفلسفية الخاصة بتشكل العلامة ودورها في تحوّل الانسان من مجرّد حيوان يصارع من اجل البقاء الى كائن «يبتكر تاريخه الخاص مبتعدا عن الأجناس الاخرى التي خلّفها وراءه بلا تاريخ مستسلمة لآلية الطبيعة».
"العلامة : تحليل المفهوم وتاريخه"، يعتبر من أحدث كتب الإيطالي إمبرتو ايكو المنقولة إلى اللغة العربية، وهو من إصدارات مؤسسة "كلمة" الإمارتية بمعية المركز الثقافي العربي ضمن طبعة أولى سنة 2007 وقد قام
وبالنسبة لهذا الكتاب الذي بين أيدينا فقد ترجمه سعيد بن كرّاد عن الفرنسية، فبالرغم من أن إيكو قد كتبه سنة 1973 إلا أنه لم ينقل إلى الفرنسية إلا سنة 1988 وقد قام بذلك أحد الأسماء اللامعة في ميدان الدراسات السيميائية هو "جون ماري كلينكنبيرغ" وهو بلجيكي معروف بتخصصه في السيميائية الخاصة بالحقول البصرية وهو عضو "جماعة مو" التي تضم باحثين إشتهروا بدراستهم في ميدان البلاغة.
ويعد كتاب "العلامة: تحليل المفهوم وتاريخه" ثالث عمل في مسيرة أمبرتو إيكو بعد "العمل المفتوح" سنة 1962 و "البنية الغائبة" سنة 1968.
في هذا الكتاب يرتكز أمبرتو إيكو على مقولة مركزية هي "الإنسان حيوان رمزي" (وهو تصور قاله أرنست كاسيرر منذ عشرينات القرن الماضي) والرمزية حسب إيكو ميزة لغوية فحسب، بل تشمل ثقافة الإنسان كلّها، فالمواقع والمؤسسات والعلاقات الإجتماعية والملابس هي أشكال رمزية أودعها الإنسان تجربته لتصبح قابلة للإبلاغ و"الرمز هو إنفصال عن العالم وتمثل له خارج الإكراهات اللحظية" كما يقول "جان مولينو".
وعلى هذا الأساس يرى إيكو أن التوسط السيميائي العلاماتي هو الحالة الرّمزية المثلى التي مكنت الإنسان من إكتشاف نفسه ووعيها خارج حدود التطابق الوجودي بينه وبين محيطه وهو ما مكنه من الإنفلات من الطبيعة بإيقاعها المكرور للولوج إلى الملكوت الحي الذي تقدمه الثقافة إنتقادا به وتميزا له عن الكائنات الأخرى.
ويؤكد إيكو من خلال كتابه هذا على أن العلامات هي إفراز للفعل المفرد والجماعي وليست كما سلوكيا مودعا في ذاكرة الإنسان خارج تفاعله الحي مع محيطه الطبيعي والإنساني.
الكتاب بفصوله الخمسة: (السيرورة السيميائية، أنماط الإنتاج السيميائي، القضايا الفلسفية للعلامة) حاول تغيير نظرتنا إلى السيميائيات ودفعنا إلى إعادة النظر في بعض تعريفاتها فهي ليست علما للعلامة كما شاع ذلك وإنتشر وكما تصور "فردينند دي سوسير" فالسيميائية هي ذلك العلم الذي يهتم بتمفصل الدلالات وأشكال تدوالها أو هي العلم الذي يرصد تشكل الأنساق الدلالاية ونمط إنتاجها وطرق إشتغالها.
إن الكتاب الذي هو بين أيدينا الأن يحاول في مرحلة أولى وصف السيرورة المنتجة للعلامات من خلال قصة السيد "سيغما" والمرض الذي ألم به وهو في زيارة لباريس لينتقل يعد ذلك إلى تمديد المعايير التي تصنف وفقها محمل العلامات المفصوعة للتدوال إن مجتمع ما ليقدم لنا في مرحلة ثالثة إسهامات النبوية في تمديد نمط إشتغال الوقائع وطرق إنتاجها لدلالاتها، ليرصد في مرحلة رابعة نمط إنتاج العلامات وطرق تلقيها، لينتهي بفصل يحدد مجمل القضايا الفلسفية التي أثارتها السيميائيات منذ القديم. وهذا الفصل الأخير هو عبارة عن سلسلة من التأملات الفلسفية في النشاط السيميائي ذاته بإعتباره حالة وعي معرف رافق الإنسان منذ أن استشعر ضرورة التحكم في التجربة من خلال الكشف عن وحدتها في التنافر الحسي.
وفي مقدمة الكتاب التي خطها المترجم المغربي الأستاذ سعيد بنكراد يرى أن الأمر في هذا المصنف يتعلق في جميع الحالات بوصف السيرورة التي من خلالها تدل الكلمات والأشياء والوقائع الإجتماعية وتتحول إلى علامات ضمن أنساق ثقافية بعينها. فالتعرف على مضمون السيرورة والكشف عن حدودها وعناصرها أمران بالغا الأهمية. فلا يمكن فهم أي سلوك سيميائي إذا لم نحدد في البداية طبيعة السيرورة التي توجد في أساس كل معتى فالدلالة كما هو معروف لا تكترث للمادة الحاملة لها. فما هو أساس في السيرورة ليس الم الدلالي المدرج للتداول داخل الممارسة الإنسانية. بل العلاقات الممكنة، بين عناصر كل واقعة. ويضيف الأستاذ بنكراد أن الدلالة ليست كلا مكتفيا بذاته وليست معطى سابقا في الوجود على الممارسة الإنسانية، إنها سيرورة في المقام الأول فالعناصر دالة لوجود علاقات فبما بينها، وهي مستويات في المقام الثاني لأنها محكومة في وجودها بالسياقات التي تخلقها هذه الممارسة.
ويبرز المترجم في المقدمة أن أمبرتو إيكو يقف في هذا الكتاب على قضيتين هامتين : ما يعود إلى التراث النبوي ودوره في تشكل السميولوجيا (السيميائيات) كعلم مستقل بذاته. وما يعود إلى القضايا الفلسفية الخاصة بتشكل العلامة ودورها في تحول الإنسان من مجرد حيوان يصارع من أجل البقاء إلى كائن»يبتكر تاريخه الخاص مبتعدا عن الأجناس الأخرى التي خلقها وراءه بلا تاريخ مستسلمة لآلية الطبيعة«.

(*) العلامة تحليل المغهوم وتاريخه-امبرتو ايكو- ترجمه سعيد بن كرّاد.



#عمار_الجنابي (هاشتاغ)       Amaar_Abed_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم المثيولوجيا(الاسطورة)
- المعنى الجمالي للوجود (نيتشه)
- نظرية المثل عند افلاطون
- وظيفة الشعر عند الفارابي
- التراجيديا والكوميديا (tragedy-comedy)
- المحاكاة imitation
- الدكتورة وعلامة الكلبة النائمه


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - العلامة والسيرورة السيميائية