أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - !كان القتلُ ديدنهم, ولن يكفوا عنه ما داموا يدنسون أرض العراق بوجودهم عليها














المزيد.....

!كان القتلُ ديدنهم, ولن يكفوا عنه ما داموا يدنسون أرض العراق بوجودهم عليها


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:42
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كل يوم يودع الشعب العراقي كوكبة جديدة من مناضليه الأبرار والشجعان الذين تصدوا للسياسات الفاشية والحرب والعدوان التي مارسها النظام الصدّامي الدموي في العراق... كل يوم يتساقط المناضلون تحت وابل من نيران القتلة المجرمين أو عبر سياراتهم المفخخة أو بواسطة أحزمتهم الملغمة أو القنابل والصواريخ التي يوجهونها إلى بيوت الناس ودور العبادة أو يزرعون العبوات الناسفة في كل مكان أو يقطعون الطرق لقتل وسلب الناس وقطع الرؤوس... إن عصابات القتلة التي تنشر الموت والخراب في أرجاء العراق حالياً هي ذاتها التي مارست التعذيب والقتل في قصر النهاية وفي أقبية ومقرات الحرس القومي وفي النوادي الرياضة وساحات كرة القدم أو في أقبية أجهزة الأمن والاستخبارات والمعتقلات والسجون, وهي ذاتها التي أقامت المقابر الجماعية في سائر أرجاء العراق. إنها عصابات الأمس التي رحلت أكثر من نصف مليون إنسان من العائلات العربية والكردية الفيلية عنوة وقتلت عشرات الآلاف من شباب تلك العوائل لأنهم شباب, وهي نفس العصابات التي مارست جرائم عمليات الأنفال في كردستان العراق ونشرت الموت الأصفر في حلب?ة واختطف الآلاف من الناس وغيبتهم إلى الأبد, وهي التي مارست التعريب والتهجير القسري من المدن الكردستانية, وخاصة من كركوك وخانقين وغيرها, وهي ذاتها التي تنفذ العمليات الإرهابية حالياً ضد بنات وأبناء الشعب العراقي وتحاول نشر الفوضى والخراب والإحباط في نفوس العراقيات العراقيين. إنهم من فلول فدائيي صدام وأجهزة الأمن والاستخبارات والقوات الخاصة وبقيا الحرس الجمهوري وبعض قوى الجيش البعثي العقائدي, وهم الذين يتحالفون اليوم مع عصابات بن لادن والزرقاوي وأنصار الإسلام ومن لف لفهم, ومنهم بعض القوى القومية الشوفينية المتطرفة التي تنادي بالويل والثبور لكل المناضلين في سبيل عراق حر ديمقراطي فيدرالي خال من الإرهاب والاحتلال والقهر والحرمان.
فرض الصدّاميون الإرهاب على العراق طيلة 35 عاماً, ولكن شهيتهم للتعذيب والقتل والتمثيل بالجثث بطريقة سادية لم تتعب, بل تفاقمت بشكل مرعب, إذ امتزجت الكراهية العنصرية والتزمت الديني المتخلف وأثمرت فاشية مرعبة وكريهة. فلم يكتف القتلة بتوجيه النيران إلى صدور المناضلين والإجهاز عليهم, بل مارسوا المُثلة فيهم, إنها جريمة بشعة تتعارض مع الإسلام الذي يدَّعونه وتبشر به لهم أغلب فضائيات الشرق الأوسط العربية.
اغتال القتلة الأوباش سعدون وتوفيق وحسيب وهم في عز الشباب والعطاء لشعبهم وقضيته العادلة ولحزبهم الشيوعي العراقي, قضية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية والمستقبل الأفضل لهذا الشعب المستباح. التقيت بالشهيد سعدون في كردستان العراق عندما كان مناضلاً في صفوف الأنصار/ا?بيشمر?ة. كان إنساناً هادئاً قليل الكلام, ولكنه كان سريع الحركة وكثير الفعل والعمل. كان مناضلاً شجاعاً أحبه واحترمه أعضاء سريته وكل الأنصار /البيشمر?ة الذين تعرفوا عليه وخبروه في المعارك. قاد سريته بنجاح ويَّسر لهم الوصول إلى المدن والاتصال بالتنظيمات السرية في أربيل وغيرها. لم يبخل بقدراته وحياته في النضال, رغم أنه كان حريصاً على أن يحافظ على حياة رفاقه وحياته في آن, فالإنسان لا يناضل في سبيل الموت بل في سبيل الحياة!
عرفت الشهيد سعدون ولم أكن أعرف أنه ابن الرجل المثقف والصديق حسن عبد الأمير, إلا عندما قرأت اسمه الكامل في خبر إعلان استشهاده. كان والده أحد مناضلي حركة أنصار السلام في أوائل الخمسينيات وكان أنساناً يعي الديمقراطية ويناضل في سبيلها وربى, كما يبدو واضحاً, على نفس الدرب الذي اختاره لنفسه. كان رجلاً محترماً ومعروفاً في مدينته الصغيرة والقديمة كربلاء. عرفت الآن أنه أبن ذلك الإنسان الطيب والصديق القديم حسين عبد الأمير الذي لم ألتق به منذ نصف قرن ولا أعرف ما حل به, ولكني ما أزال أتذكر جلوسه في المقهى وأمامه مجوعة من الصحف العراقية التي كانت تصدر في عام 1954 ليقرأ بها أو يمسك بيديه كتاباً وصل لتوه إلى مكتبات المدينة المنهكة...
التقيت بالفقيد أخر مرة في كردستان في ربيع عام 2002 عندما زرت المقر المركزي للحزب في شقلاوة للسلام على الرفاق والأصدقاء الأحبة حيث حضرت مدعواً لندة الأنفال. كان مناضلاً متميزاً وعملياً واعياً خسرته الحركة الوطنية العراقية, إذ كان ما يزال في أوج عطائه السياسي والإنساني وغيبه المجرمون إلى الأبد. فالصبر والسلوان لعائلات الشهداء الثلاثة ورفيقاتهم ورفاقهم في الحزب الشيوعي العراقي وأصدقاء الحزب ولكل من يشعر بأن مناضلاً سقط وهو رافع الرأس يتحدى كل القتلة الخائبين.
الخزي والعار للقتلة المجرمين والذكر الطيب للمناضل الشهيد وضاح حسن عبد الأمير (سعدون) ورفيقيه الشهيدين توفيق وحسيب.

برلين في 15/11/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!ليس العيب في ما نختلف عليه ... بل العيب أن نتقاتل في ما نخ ...
- ! ...أرفعوا عن أيديكم الفلوجة الرهينة أيها الأوباش
- لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟
- !بوش الابن والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط
- هل من مخاطر محدقة بانتقال الإرهاب في العراق إلى دول منطقة ال ...
- ما هي الأسباب وراء لاختراقات الراهنة من قبل فلول النظام المخ ...
- إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ...
- هل بعض قوى اليسار العربي واعية لما يجري في العراق؟ وهل يراد ...
- هل التربية الإسلامية للدول الإسلامية تكمن وراء العمليات الإر ...
- ما الهدف الرئيسي وراء الدعوة إلى محاكمة الطاغية صدام حسين ور ...
- الولايات المتحدة, العالم والعراق
- هل لوزارة الثقافة معايير في النظر إلى الثقافة والمثقفين؟
- إعلان عبر الإنترنيت إلى دور الطباعة والنشر العربية
- هل أمسك الدكتور ميثم الجنابي في تعقيبه بجوهر ملاحظاتي أم تفا ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- فكر وسياسات الدولة السعودية والحوار المتمدن! غربال السعودية ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- من المسئول عن سقوط القتلى والجرحى يومياً في العراق؟ رسالة مف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خيري الدين حسيب التي عرضها ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - !كان القتلُ ديدنهم, ولن يكفوا عنه ما داموا يدنسون أرض العراق بوجودهم عليها