أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم














المزيد.....

استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 19:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من النجاحات التاريخية التي حققها المعسكر الرأسمالي هو توحيد غرب اوربا لمواجهة المد الاشتراكي القادم من شرق القارة.
والنجاح يحسب لحكمة القيادة البريطانية التي رفضت احتلال الاراضي الشاسعة والغنية التي تركتها هزيمة المانيا النازية، بل سمحت للشعوب الصغيرة اقامة دولها وساعدت في بنائها، حتى المانيا نفسها.
وبذلك تكون قد سدت الطريق امام بروز قوى ثورية راديكالية، عن طريق احتواء تطلعات هذه الشعوب التي ناضلت ضد التسلط النازي الالماني، وهكذا تكون قد ردمت هوة كبيرة كانت ستثير نزاعات قومية متطرفة تعرقل مشروعها المستقبلي.

النتيجة نراها بعد مرور نصف قرن فقط على سني الاقتتال، فقد نشأ نمط جديد من العلاقات بين الشعوب عماده التاخي للحد الذي ازيلت معه الحدود الدولية تقريبا وكأن غرب اوربا اليوم قد توحد في دولة كبيرة متنوعة الاعراق.
فلو شئت ان تسافر اليوم من شتوتكارت (المانيا) الى سترسبورغ (فرنسا)، متوجها الى بروكسل وامستردام فلن تلحظ نقطة حدودية ولا حاجة لجواز سفر، او حتى استبدال العملة، وهذا ما كان يبدو اشبه بفعل الساحر حين كانت هذه المنطقة من اكثر نقاط العالم التهابا انذاك.

وما حصل في جنوب السودان يوم السبت 9 تموز لا يقل اهمية في الشرق الاوسط عن ما حصل في غرب اوربا قبل عقود، من تحول تاريخي منهجي ومدروس، وهو خطوة ايجابية بالتاكيد على طريق بناء شرق اوسط على غرار الوحدة الاوربية، وهذا اليوم هو علامة فارقة تشبه خروج الالمان من هولندا في الخامس من مايس 1945م.

والشعوب دائما تواقة للسلام اكثر منها للحروب، فالطبقات الفقيرة تربطها مصالح مشتركة عابرة للتقسيمات القومية والعرقية، وكذلك الاغنياء، وهذا ينطبق على اوربا وشرق اسيا وامريكا اللاتينية و بالتاكيد الشرق الاوسط ايضا.

ولأن الشرق الاوسط يعتبر المنطقة الاكثر تأخرا، اي ان الاكتشافات العلمية والسياسية والادارية والاقتصادية تصل متأخرة، فان التفكير بعقلية متحررة من الشحن العنصري يشبه ما حصل في اوربا قبل ستين سنة. وبناء شرق اوسط جديد يسوده السلام ومنطق التفاهم واحترام ارادات الشعوب سيكون هو خاتمة عصر النزاعات والامبراطوريات العسكرية وفاتحة لعصر انساني شامل، وبداية تاريخ جديد.

يوم استقلال جمهورية جنوب السودان هو الخطوة الاولى على هذا الطريق، وهنالك الكثير من المناطق التي مازالت تعاني من نتائح الحروب، ومخلفات الكراهية.
فلسطين، كردستان، بلوشستان، كشمير، مناطق اخرى من هذا الشرق مازال عشاق الحرية في كل العالم ينتظرون حل نزاعاتها من اجل بناء هذه المنطقة، اخر قلاع زمن الاحتراب والعنصرية والطائفية. وينتظرون من الحكومات ان تبادر مثل السودان، باجتثاث بؤرة تفريخ العقول النازية عن طريق تغليب العقل والسماح لهذا العالم بدخول مرحلة تاريخية جديدة للبناء الانساني المثمر، وطي صفحة التناحر الديني والقومي الى الابد.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم