الولايات المتحدة الأميريكية و الدكتور جيكل و المستر هايد

بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 23:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

المعروف ان عداء الشعوب العربية (اقول الشعوب و ليس الحكومات) للولايات المتحدة الأميريكية سببه الرئيسي هو مساندتها لإسرائيل في النزاع العربي الإسرائيلي، فقد لجأت الولايات المتحدة الأميريكية لإستعمال حق الفيتو في مجلس الأمن سبعون مرة ضد قرارات إتخذها مجلس الأمن في هيئة الدول المتحدة لتجريم إسرائيل، و هي (أي الولايات المتحدة) تعلم حق العلم أن على الأقل بعض هذه القرارات، إن لم تكن جميعها ، على حق. و دعم إسرائيل بالمعدات الحربية جواً في الحروب التي قامت بين إسرائيل و العرب معروف.

ثم سياسة الولايات المتحدة الأميريكية الخارجية تبدو متناقضة في كثير من الأحيان، ففي تعاملها مع مانوئيل نورييكا، رئيس باناما، الذي تم تنصيبه على كرسي الرئاسة من قبل الولايات المتحدة الأميريكية، و تم إسقاطه و تجريمه من قبلهم ايضاً. و الحصار الإقتصادي على العراق الذي فرضه مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة، تحت تأثير الولايات المتحدة الأميريكية، لحوزة العراق على الأسلحة شاملة الدمار، التهمة التي تبين زيفها فيما بعد و الذي إستمر ما يزيد على ثلاثة عشر عاماً، و أدى إلى القضاء على ما يزيد عن نصف مليون طفل عراقي، و الذي قالت عنه وزيرة خارجيتها، مادلين أولبرايت، أنه ثمن مجزي،. ثم حربهم ضد العراق، بذرائع لا أساس لها من الصحة، تلك الحرب التي تم إدانتها من قبل المجتمع العالمي، غير خاف على أحد.
لا يسمح المجال لذكراحداث اخرى لإدانة الولايات المتحدة الأميريكية بها و لكني لأكون منصفاً دعوني اذكر بعض الأفعال التي صدرت من تلك الدولة والتي ترفع من شأنها في المقياس الإنساني كخطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية عندما أصبحت أوربا في دمار شامل بعد الحرب و قام وزير خارجية الولايات المتحدة الأميريكية بإحداث خطة لدعم الدول الأوربية مالياً. ثم الدعم المالي لبعض الدول التي كانت في حاجة ماسة إلى تلك المساعدة،.كمصر مثلاً، و مبادرتها لمساعدة اليابان في النكبة التي اصابتها في الآونة الأخيرة بسبب الهزات الأرضية. و المعروف ان اليابان هي الدولة الأكثر مزاحمةً للولايات المتحدة في مجال التجارة الدولية.

قد يقول البعض ان المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لبعض الدول هي لمصلحتها الشخصية. قد يكون ذلك صحيحاً ولكن في كثير من الأحيان تكون الفائدة متبادلة بين الطرفين.

و بما أني أقدر طيبة شعب الولايات المتحدة و نضوجه الحضاريً لا أتمنى أن يلقوا نقص المصير الذي لقيه الدكتور جيكل بسبب تصرفات المستر هايد.

#بطرس_بيو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات