أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام أحمد - ثورة الغضب الثانية 8 يوليو















المزيد.....

ثورة الغضب الثانية 8 يوليو


اسلام أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انها بحق جمعة الغضب الثانية فلأول مرة منذ 11 فبراير تشهد البلاد تظاهرة مليونية بهذا الحجم على مستوى جميع أنحاء مصر , للأسف لم تسمح لي ظروفي بنزول ميدان التحرير يومها الا أنني علمت عن طريق بعض الأصدقاء من شباب حزب الغد أن ثمة مظاهرة مماثلة ستخرج في بورسعيد من المسجد التوفيقي وبالفعل توجهت من فوري الى المسجد واستمعت الى خطبة جمعة ممتازة بدأها الشيخ بالحديث عن رحمة الإسلام وأنه يجب على المسلم أن يرحم أخاه المسلم , وهو ما أثار قلقي اذ ظننت أن المقصد من الخطبة هو التعاطف مع قتلة الشهداء الا أن الشيخ استدرك قائلا : " ولكن الرحمة لا يجب أن تكون في حد من حدود الله , ولا تجوز للقتلة والمجرمين" واستشهد على كلامه بايات مثل قول الله تعالى : " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" , وكذلك قول الله تعالى :" وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" , كما استشهد بحديث المرأة المخزومية التى سرقت وكانت ذا شأن في الجاهلية وذا مكانة لدي قريش فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" , والشاهد كما يبدو من الحديث أنه لا واسطة ولا محسوبية في الإسلام , وأنه لا يجوز التهاون في حدود الله فمن قتل ظلما يُقتل ومن سرق ُتقطع يده مهما كانت مكانته أو منزلته , كما تحدث الشيخ عن وجوب القضاء على البلطجية والمجرمين لأنهم محاربون لله ورسوله , وذكر حدهم في الإسلام وهو القتل وفق قول الله تعالى : " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم " , وبانتهاء الخطبة انطلق الناس في مظاهرة حاشدة لم تشهد بورسعيد مثلها منذ يوم الجمعة 28 يناير بلغ تعدادها نحو 10 الاف مواطن حسبما نشرت جريدة المصري اليوم مرددين هتافات غاضبة وسط غياب تام لقوات الأمن , وقد لاحظت أن المظاهرة ضمت جميع القوى السياسية بما فيهم الإسلاميون وعلى رأسهم الشباب الذين تولوا قيادة المظاهرة , كما اشترك فيها النساء وكبار السن رغم شدة حرارة الشمس! , انطلقت المسيرة على الأقدام من المسجد التوفيقي بحي العرب الى ميدان المنشية بحي الشرق ثم غيرت وجهتها الى ميدان الشهداء (المسلة) أمام المحافظة ومديرية الأمن وهناك اعتصم الناس , وفي الطريق الى المسلة وبينما نحن سائرون أمام مقر المحكمة حيث يتمركز ضباط وجنود القوات المسلحة لحماية المحكمة ثار الشباب بشدة ضدهم وأخذوا يهتفون بتطهير القضاء وسقوط المشير , كما أخذوا يحفزون القوات المسلحة للانقلاب على المشير والانضمام الى الشعب , وكاد الموقف أن يفلت ويحدث اشتباك بين المتظاهرين والقوات المسلحة ولكن ضباط وجنود الجيش ظلوا ثابتين كالجبال ولم يحركوا ساكنا! , وهو ما نال اعجابي , ثم تدخل بعض العقلاء لتهدئة الشباب ومن ثم مر الموضوع بسلام وقد تمحورت الهتافات حول القصاص لحق الشهداء ومحاكمة مبارك وضباط الداخلية المتهمين بقتل الشهداء فضلا عن سقوط حكم العسكر أو بالأحرى المشير طنطاوي , وهو ما أثار فزعي بشدة اذ لأول مرة يهتف الشعب صراحة ضد العسكر بسقوط المشير!

بيد أن ثورة الشعب ضد الجيش وان كانت غير مقبولة من جانب البعض فهي مفهومة ومبررة تماما ولست بحاجة لتوضيح أسبابها , في ظل التواطؤ الواضح مع مبارك ورموز نظامه! الذى وصل الى حد الحكم بالبراءة على من نهبوا ثروات البلاد وأفسدوا الحياة السياسية! , وحتى الآن لم يتم تحقيق أي من مطالب ثورة 25 يناير بل بالعكس فثمة محاكمات عسكرية للنشطاء المدنيين في حين يحاكم مبارك وعصابته محاكمة مدنية! ولا تسأل عن محاكمة حبيب العادلي حيث تم منع أهالي الشهداء والصحفيين من دخول قاعة المحكمة كما قام ضباط وجنود الشرطة بعمل حائط سد أمام قفص الاتهام بشكل استحال معه التأكد من هوية من بداخله! , ناهيك عن أن القاضي الذي ينظر القضية هو عادل عبد السلام جمعة الذى تؤكد الشواهد أنه كان عميلا لأمن الدولة ومن رجال حبيب العالي!

هذا فضلا عن عدم اتخاذ أي اجراءات نحو تحقيق العدالة الاجتماعية التى وعدت حكومة عصام شرف بتحقيقها اذ لم يتم وضع حد أقصى للأجور بينما تم وضع حد أدنى 700 جنيه فقط , وهو مبلغ زهيد جدا لا يكفي لمعيشة آدمية , وذلك في الوقت الذى يصل فيه مرتبات بعض الوزراء ومستشاريهم الى مليون جنيه شهريا حسب ما وصلني من مصادر موثوق منها! , بينما كان من المفترض أن يتم زيادة الحد الأدنى الى 1200 جنيه امتثالا لقرار المحكمة الإدارية العليا فضلا عن وضع حد أقصى للأجور , في سياق كهذا وفي ظل محاولات الالتفاف على الثورة وإجهاضها فقد كان من الطبيعي أن يخرج الشعب المصري بالآلاف للحفاظ على ثورته بعد أن استشعر قلقا عليها , والملاحظ أن الأجواء التى سادت جمعة الغضب الثانية شبيهة الى حد كبير بنظيرتها التى شهدتها تظاهرات 25 يناير سواء من حيث الأسباب التى دفعتها الى الخروج (حرية , تغيير , عدالة اجتماعية) أو من حيث نسبة المشاركة فيها , والغريب أن تعامل الحكومة الحالية مع المظاهرة يكاد يكون متماثلا مع تعامل مبارك مع تظاهرات يناير حيث التجاهل التام في البداية ثم التأخير في اتخاذ القرارات ثم يأتي القرار بعد فوات الأوان! وهو ما حدث اذ في حين انتظرت الكثير من المشير طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري فوجئت بالدكتور عصام شرف رئيس الوزراء يلقي علينا بخطاب باهت خالي من المضمون بدا أن الغرض منه تسكين الناس دون إجراءات فعلية على الأرض تستجيب لمطالب الثورة!

الوضع يتفاقم بعد أن اعتصم الشباب في الميدان وأغلقوا مجمع التحرير وأعلن بعضهم الإضراب عن الطعام ورغم ذلك فحتى الآن باستثناء خطاب الدكتور عصام شرف لا شئ يوحي بأن الرسالة قد وصلت الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة , وهو ما بدا واضحا في اليوم التالي للمظاهرة إذ فوجئنا بالمشير طنطاوي يحضر حفلا لتخرج دفعة جديدة من الكليات العسكرية تاركا البلد تولع غير مبالي بثورة الغضب الثانية وكأن الأمر لا يعنيه أو كأنه يسخر منا على غرار مبارك (خليهم يتسلوا)! , أخشى أن يرتكب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحماقة الخطأ الذى ارتكبه مبارك بعناده ومن ثم تحدث الكارثة!



#اسلام_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام أحمد - ثورة الغضب الثانية 8 يوليو