أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شهاب - نهاية الاستبداد














المزيد.....

نهاية الاستبداد


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 1020 - 2004 / 11 / 17 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزعم الرئيس ياسر عرفات احدى اهم القضايا المعقدة في العالمين الاسلامي والعربي، فبين كون القدس أحد اهم المواقع المقدسة والتي تحتوي قبلة المسلمين الأولى مسجد الاقصى المبارك، وبين مواجهة عدو يعتبر من الد الاعداء التاريخيين للمسلمين، اذ قابل اليهود دعوة نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالكثير من المؤامرات والمكائد، واستمرت محاولاتهم حثيثة لتشويه صورة الاسلام والمسلمين وبذلوا المساعي الدؤوبة لبث الفرقة بينهم، ودس الروايات والاخبار الكاذبة في كتبهم وهو ما عرف بعدئذ ( بالاسرائيليات ) ، يضاف الى ذلك مجيء هذا الصراع ضمن صراع عسكري وسياسي واقتصادي وثقافي وعقائدي شامل بين الطرفين.
ولاشك ان الصمود في ميدان الصراع وتنوع طرائق المواجهة من العمل العسكري ، الى التنظيم السري الى النشاط السياسي الدولي ، امر يحسب للمرحوم عرفات ورفاقه ، والى قدرته الفائقة على استثمار كل الظروف لصالح القضية الفلسطينية ، وربما لا يزال يتذكر الكثيرون منا كيف كانت تثير زيارات الرجل للدول تموجات في الشارع السياسي والاجتماعي؟
اتسمت حركة الرئيس عرفات بالكثير من الحنكة السياسية ، واستطاع ان يعيد ( القضية ) الى الواجهة كلما حاول آخرون وضعها خلف الكواليس ، على ان هذا الذكاء السياسي لم يعفه من تكرار ( الخطيئة التاريخية ) المتمثلة بالاستبداد ، وبناء دولة تسلطية ، متمركزة بشكل مفرط في شخص القائد الرمز الضرورة ، يبرز فيها دور وكالات امنية واستخباراتية مبسوطة اليد قادرة على تغييب رأي الشارع الفلسطيني لا سيما في فترة ما بعد عرفات.
سوف يؤدي غياب شخصية (كاريزما) بحجم عرفات الى سيادة حالة من الجمود السياسي الفلسطيني، وسيكون محور اهتمام القضية الفلسطينية الجديدة في المرحلة القادمة الحفاظ على السلطة، وحمايتها من التنافسات السياسية المحلية، ومحاولة الالتفاف على الارادة العامة للشعب الفلسطيني، عبر ترتيب تفاهمات سياسية مع التيارات النضالية الشعبية واقصائها تدريجيا وبهدوء عن سدة الحكم.
تعتمد الانظمة التسلطية على تخفيض فرص الظهور السياسي للآخرين الا بمقدار الظل للزعيم القائد الذي يمسك بيده كل امور الدولة والمنظمة، ولن يتمكن احد من البروز الا بالتفلت من الاطار الرسمي والخروج الى الدائرة الوطنية الاوسع مثلما فعلت حركة حماس والجهاد وغيرهما، وهذه الفئات سيتم الالتفاف عليها في الايام المقبلة، اما الضعف الذاتي الذي يلازم قيادات حركة فتح فسيتم التغلب عليه بانتخاب احد اعضائها، واتباع سياسات اقرب الى الاعتدال لتحقيق قبول الدول المعنية بخلافة عرفات فالولايات المتحدة ستدفع في الايام المقبلة الى اعادة الحوار المقطوع مع السلطة الفلسطينية، كما ان اسرائيل ستبادر الى سحب الوحدات العسكرية وفتح المعابر، والتنسيق من اجل الانسحاب من قطاع غزة، ولا يستبعد ان تبذل الدولتان مساعدات مالية سخية لتقوية نفوذ التيار المعتدل في السلطة.
لذا فمن المرجح ان تكون اسماء مثل محمود عباس ( ابو مازن ) ، واحمد قريع ( ابو العلاء ) ومحمد دحلان اضافة لنصر يوسف من ابرز شخصيات المرحلة المقبلة، لكون الاول يقف ضد المقاومة ويزدري الانتفاضة، والثاني محسوب على التكنقراط والثالث من اقرب الشخصيات الفلسطينية الى اسرائيل، والاخير رئيس جهاز الامن.
لا مركزية السلطة رغم انها تحمل بعض السلبيات بنظر البعض ، الا انها المعبر الوحيد للخروج من التأزمات السياسية في البلدان العربية ، ان استمراء الاستبداد في الوطن العربي ادى الى بناء اكثر انماط الحكم جمودا، حتى لم يعد هناك مبرر لوجود السلطة سوى للحفاظ على الأنظمة وتأمين مصالحها.



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيئة العنف
- آلية إعادة إنتاج التخلف - الكويت نموذجا
- تنقية التفكير من هوى التكفير
- أبناء الذوات وأبناء المحرومين
- السيد الرئيس
- حياتنا بحاجة إلى تغيير
- التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي
- بعض القذى في عين المثقفيين
- دولة مشروعها الاستبداد
- الدولة لا تحترم القانون
- ميثاق سياسي
- الإبداع .. تعيش إنت !!
- العراق وبناء الدولة الحديثة
- ليست الليبرالية نموذجا
- ثقافة الموجات الفكرية
- دعوة للحفاظ على الوطن
- تأملات في زمن صعب
- العنف يبني مجده بالعنف.
- أمريكا وتخلفنا السياسي والاجتماعي
- لماذا فشل مشروع السلام الاجتماعي؟


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شهاب - نهاية الاستبداد