أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - هل تتجدد أحلام الشهداء؟














المزيد.....

هل تتجدد أحلام الشهداء؟


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


بماذا مجددا يحلم الشهداء؟

ليس بالمجلس "الوطني" الانتقالي بدلا عن المجلس الوطني التأسيسي. الأمنقراطية ليست الديمقراطية.

ليس بجوازات سفر إلى إسرائيل ولا زكاة على "الثورة" أو هدية تهنئة من لدن الاتحاد الاورومتوسطي ولا الانغلوأطلسي. وليس برحلات البحث عن العدم تحت القدس أو المسجد الأقصى.

وليس بجوائز مهرجانات ما يسمى الإرهاب المضاد وما يسمى الائكية. فما يسمى الإرهاب مهرجان وما يسمى الإرهاب المضاد مهرجان وما يسمى الائكية مهرجان وما يسمى الائكية المضادة مهرجان. الشهداء لن يذهبوا إلى المهرجان ومن افتتح المهرجان ومن اختتمه لم يذهب إلى المهرجان. الترّوقراطيّة هي سلطة الرعب اللّبرأسمالية.

يحلمون بثقافة ثورية مقاومة. بثقافة مدنية سلمية ديمقراطية. لا رعبيّة ولا ارتعابيّة. إبداع أعمال فنية لا طوائف فنّيين متطيّرين متحنّشين. وابداع شعب لا طوائف مذهبية متتيّرة محموسة محموشة.

ويعلمون أنه إذا ما قامت ثورة في أمريكا أو في أوروبا فإنها سوف تكون لا محالة تأسيسية ولن تضطر أبدا إلى مرحلة انتقالية يتحكم فيها العرب والمسلمون وغيرهم. ربما يحلمون بشراكة وطنية فعلية لا وفاقا وطنيا كاذبا. ربما يحلمون بجمهورية مشترك ثوري ديمقراطي لا توافقا لبراليا ميدياقراطيا أو تنافسا انتخابويا إيديو(idiot)قراطيا.

الشهداء مسلمون ليسوا حرّاس أمن الخليفة.
بعدما ذُبِحنا بمَن نحن
و مَن فينا
بعدما تحققنا من وجهةِ اللهْ
وبعد أن أصبحنا نكتب الله على وجوهنا
خرجنا متجولين لبيع ما تبقى من قلّة الله فينا
ومن فائض الله فينا
ومن ذمة الله فينا
خرجنا نصلّي على وجوه الله الكاريكاتور
وجهنم ما بين أرجلنا وما بين أيدينا
خرجنا نصلّي على ظلّ وجهه المسوّد بصلصالنا ومراثينا
ها قد وصلنا إلى آخر نطفة في قلب الله
ها قد وصلنا إلى آخر نقطة على حدود الله
إلى آخر مسامة في جلد الله الخريطة
وكذبنا آخر كذبة على تاريخ اللّه
والله لم يأت أبدا إلينا
بل نحن الذين ورّطناه إذ عاهدناه
ها،،،
هل بضدّ ما نحن نحيا؟
هل بضدّ مَن نحن نقاوم؟
بل نحن الذين جردناه إذ أطلقناه
ونحن من حلقنا شعره
وألبسناه البدلة العسكرية
وقفزنا عليه في السّرك وتسلقنا ذقنه وأكلنا ملحه وشربنا دمهْ
وهتّكناه هتّكناه هتّكناهْ
وتكرّمنا عليه ببعض جنيهات وبعض صلاة وبعض حروب
هل الله إلهكم ينفخ الأرواح فيكم أم البالونات؟
هل الله صنعكم من معادن أم أطلق فيكم الصواريخ وأصبح الطين الساخن أورانيوم؟

سنظل هكذا، هكذا
نذبح أنفسنا أمام أجهزة الأمن
سنظل نفتح المخافر بأنفسنا
وندرّب أجهزة الأمن على قلاع أنفسنا
وندفن أنفسنا في خنادق الأمن
وننسف أحزمة النسف بأنفسنا
لأنّا أحرقنا كلّ آيات الحق والصدق والحبْ
والجثث أحرقنا على آية الكرسي
والعظم واللّحمَ
وأخرسنا كلّ آيات الحريّة بأنفسنا
وبُلنا على أنفاس آخر الفراشات وآخر الزهرات
كيف لم ننفذ؟
كيف لم ننفذ إلى براكين دُررنا النفيسة في كوننا السحيق؟
كيفْ؟
كيف خرجنا على أنفسنا بكامل زينة الوحش البديع؟
كأنّا خلقنا في البرلمانات العجيبة
ثمّ رمينا الطريق إلينا في الانفجار العظيم
فما أعظم هذي الدعارة الفادحة
وما أرحم هذا الوجود اللطيف :
نكاح ذاتيّ لحساب الغيرْ

هل تعلم يا وحيد الربّ الأخير
هل تعلم كيف أصبحنا وحدات تدخل خاصّ ضدّ أشباحنا؟
هل تذكر كيف غدرنا كلّ جماعات أنفسنا باسم الدول
وكلّ النجوم التي ورثنا باسم الدول
وكل الغيوم التي لم تصفنا للرصاص؟؟؟
وباسم الدول نصبنا المشانق للشعوب
وباسم هبل نصبنا التماثيل لأحفاد هبل
وباسم كواكب مقطوعة النور
نصبنا ظلال العالم الحر
ومددنا سيقان الحرية في قبور الناس
وجرّدنا الخيال من احتمال الشهب
ومن أمل يعلقه البرق على السحب
وباسم الدول نصبنا الدكاكين
الخبز للبطن والأرض للبطش والحكم للسكاكين
باسم شركات الفساد الخاصة، باسمها
دشنّا سوق الاسلام الخاص في السوق الاسبوعية للمسلمين
هل تعلم كيف أصبحنا جيش ديموقراطية لتحرير أعداءنا من إثم التفوق وحفلة الميعاد؟
وسكبنا الجليد في انفسنا حتى سدَدْنا أوزون هويتنا الأخير
وسكبنا لهيب الحديد في أنفسنا باسم الدول
وباسم الدّول زرعنا بساتين الألغام في ورد القبائل
وسكبنا أنهار السموم في أحشاء الأبرياء باسم عذوبة الإسلام العامْ
والأمّة والملّة
وخلية أحباء المسلمين بغوانتانمو والقدس
ونيو جرزي ونيو دلهي وبِيرْ عْلِي

ألم يكن يكفي ان نترك وجه الله لوحدَته؟
لا لم يكن يكفي
الم يكن يكفي أن نشترك في الناس وفي أنفسنا
وان نشتركْ
في الحق والصدق والحبْ
وان نشترك في الخبز
وأن نشترك ولو في جهنّم نشتركْ

صلاح الداودي



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسعيرة الفورية لأسعار اللحوم الشهيدة في الجنوب الغربي التو ...
- دفاعا عن الشعب التونسي الحر مرّة أخرى: برقية عاجلة إلى مؤسسة ...
- المبدأ والأساس ،تونس على طريق الثورة:
- حالة مواطنة: من تونس الاسم المجرّد إلى تونس الاسم المشترك.
- من الديكتاتورية إلى الانتفاضة ومن الثورية إلى الديمقراطية:رد ...
- رسالة إلى رائحة الضمير الثوري العامي : هلاّ أتاك صوت الشهيد؟
- إلى الضمير الثوري العالمي، لمن استطاع إليه شهيدا
- الشهيد يريد
- كيف التناصف والشباب أكثر من نصف المجتمع؟
- بكاءً لتونس
- رسالة عاجلة إلى سيد السيادة: الشعب التونسي
- النظام الانتخابي الاستثنائي للمجلس الوطني التأسيسي: الحل الث ...
- مقترح توطئة للدستور التونسي الجديد: محاولة أولى
- الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة
- ملاحظات حول مقترح المرسوم المتعلق بإحداث الهيئة العليا المست ...
- حول الفصل الأوّل من الدستور التونسي: العَلمانية ليست فصلا بي ...
- أهل الشهداء
- مقترحات وملاحظات حول المبادئ العامة للنظام الانتخابي الاستثن ...
- مقترحات وملاحظات حول المبادئ العامة للنظام الانتخابي الاستثن ...
- سيّدي بوزيد، سيدتي تونس: هو يحترق، أنا أحترق، كلّنا نحترق..


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - هل تتجدد أحلام الشهداء؟