أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كمال يلدو - حاضرنا حينما يتعثر بالماضي، علي الأديب نموذجا!














المزيد.....

حاضرنا حينما يتعثر بالماضي، علي الأديب نموذجا!


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 17:55
المحور: المجتمع المدني
    


نقلت بعض وســائل الاعلام مؤخرا خبرا يتعلق بالسيد علي الاديب وزير التعليم انقل الجزء الاساسي منه للقارئ الكريم بقصد الامانة الصحفية كما ورد :
((الثلاثاء 28-06-2011 08:52 مساء:شبكة هذا اليوم للأخبار: خصصت وزارة التعليم والبحث العلمي، اربعين مقعدا لأداء مناسك الحج ، للخريجين الأوائل من الدور الأول من طلبة الجامعات، وهيئة التعليم التقني،للعام الدراسي الحالي . وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي اللأديب ان تخصيص هذه الفرص للحج يأتي انسجاما مع توجهات الوزارة الرامية الى مكافأة المتميزين والمتفوقين من طلبتها الأوائل، وتشجيعهم في مراحلهم الدراسية وحياتهم المهنية اللاحقة خدمة لبلدنا العزيز ...............)) .
وبعد تأملي في الخبر، تداعت لذهني حادثتان مرتا من عهد ليس بعيدا ومازالا يلقيان بظلالهما الثقيلة على مشهدنا السياسي والعقلية التي تدير دفة الامور في بلادنا .

الأولى:كانت حينما زار صدام حسين ذات مرة منطقة الاهوار وألتقى حينها بالأهالي وأطلع على اوضاعهم البائسة، فما كان منه الا ان اشار الى احد مرافقيه بأن يمنح "ثلاجة كهربائية" لسيدة مسنة كانت تشكو له ضنك عيشها والفاقة التي تمر بها ومنطقتها ، وطبعا كانت الابتسامة الكبيرة مرتسمة على وجهه ، متوسما انه وجد الحل لمشاكلها ، وأنه ، اي صدام سيحيل حياتها الى نعيم " مبرد" بهذه الثلاجة .كانت كاميرا التلفزيون تســجل كل هذه الاحاديث و " المكرمات" فيما تجول العدسة بين الوجوه التعبة والمضنية ، وبيوت القصب المتهالكة، وكان لابد من تقريب المايكرفون من وجه هذه المرأة العجوز لتنقل للعراقيين شكرها وتقديرها لهذه المكرمة فقالت للرئيس : " بس ما عدنه كهرباء!" .

الثانية: في زمن صدام حسين ايضا، وأثناء زيارته لبعض الاطراف النائية، نزل بطائرة الهليوكوبتر، فتحلق حوله مجموعة من الصبية الذين دفعم الفضول للتقرب من هذا النازل عليهم من السماء ، بعيونهم الشاردة وملابسهم الرثة ، وفيما كانت كاميرا التلفزيون تسجل هذا الحدث التأريخي وهو يقدم مواعظه لهؤلاء الأطفال، مسك بيد احدهم وقال كلاما موجها للعراقيين عبر التلفزيون وبشهادة هؤلاء الاطفال : " اريدكم اتعرفون ان صدام حسين هـو الذي البس العراقيين اللباس والفانيلة !

هاتان الحادثتان وأخريات غيرها كانت تشكل جزءا من الدراما العراقية في طريقة اختزال الحاكم للواقع المعاش ، وتفاعله مع مهمته كمسـؤل حكومي عليه واجب يؤديه مقابل ما يتقاضاه من راتب!
ويبدو ان السيد علي الاديب يقرأ التأريخ جيدا ويعرف احتياجات العراقيين افضل من غيره ، وهو ربما يســـعى من هذه المكرمة التي وصفها :(( فلا يجب ان نكون ناقلي أو مستنسخي تجارب الدول المتقدمة)) أن تكون بادرة يمكن ان يتخذها الوزراء الآخرون اسوة حسنة ومثلا يحتذى به ، لابل ربما ســتسهل الطريق على السيد رئيس الوزراء ( بالمناسبة الاثنين من نفس الحزب – الدعوة) بأن يقدم مثل هذه المكرمات ، للوزراء والمسـؤولين المبدعين في عملهم ، والذين لم تثبت عليهم تهمة الفساد الأداري أو الرشوة او تزوير الشهادات ( وما اكثرهم) .

ألم يكن حريا بهذا الوزير المقدام ان يقدم لهؤلاء المتفوقين مكرمة من نوع آخر كأن تكون ، قطعة ارض تضمن لهم بيتا للمستقبل ، او شـــقة من الشقق المتعاقد عليها مع كوريا الجنوبية ، أو ان تتكفل وزارته بأعادة طباعة رسائلهم وتوزعها على الجهات المسؤولة مجانا ، أو ان يقوم بصرف هذه المبالغ على بناء مدرسة في احد ارياف العراق البائسة ، و من اربعين صفا (( نعم من 40 صفا)) ويوضع اســـم كل متفوق على احد الصفوف وتســمى (( مدرسة المتفوقين للعام كذا ....بنيت على شرفهم ، وصرفت الأموال من ميزانية وزارة العليم العالي ....الخ)) ..اليس هذا افضل يا سيادة الوزير ، ام انك تريد اليوم ان تعلم العراقيين الحج والدين والتقوى ؟؟؟

لم تشــــفع صدام حسين زياراته للعتبات المقدسة ( متقلدا مسدسه طبعا وبرفقة الحراسات!!) ، ولا حتى زيارة العمرة ، ولم تنفعه ايضا وضع كلمة " الله أكبر" بخط يده على العلم ..لم تنفعه حمله للقران في المحكمة او قراءته في السجن ، فقد كان مقصرا بحق شـــعبه الذي اذله ودمره بالارهاب والقتل ، ومن اجل الكرسي لم يبال بأن يفتح وطنه للمحتل ولأنياب دول الجوار ...لم تنفعه ...ولن تنفع غيره ان لم ينتبهوا الى خدمة الرعية الذين اولوهم الثقة في الانتخابات!

تموز/ 2011



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر عبد الكريم كاصد، بعيدا عن الوطن ، قريبا من الناس
- دفاعا عن الحرية تحت - نصب الحرية-
- بلطجية بطعم -العراق الجديد- !
- عدوى - الصحّاف- تجتاح الانظمة العربية المتهرئة
- رحمة بنا وبآثارنا يا سيادة الوزير!
- موضوع للمناقشة:من يوقظ عصر السبعينات الذهبي من سباته؟
- بين 8 آب 1988 و 2010
- زيارة -للزعيم- في عيد الثورة
- ظلال الزعيم -عبد الكريم- في المشهد العراقي
- هل الآرشيف العبري العراقي ....عراقي؟
- قرأة في تفجيرات الموصل الأخيرة:لا بديل عن الحماية والمحكمة ا ...
- حول انتخابات 2010:قبلنا التحدي ، وفخورين به!
- حول انتخابات الخارج،احتفظوا - بعراقيتكم- للذكرى فقط!
- قناديل من كلية العلوم/جامعة بغداد
- بعض الفرق الموسيقية للجالية العراقية في ديترويت ... - الجمهو ...
- أتمنى ان تكون -زلّة لسان- غير مقصودة!
- هدية عيد الميلاد لمسيحيي العراق!
- من يستمع لمايكرفون - الفيحاء- المفتوح ؟
- مسلسل تفجير كنائس الموصل:ام الربيعين تقتل ابناءها!
- تضامنا مع جريدة - المدى- وكاتبها المبدع - وارد بدر السالم-/م ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كمال يلدو - حاضرنا حينما يتعثر بالماضي، علي الأديب نموذجا!