أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - التراجيديا والكوميديا (tragedy-comedy)














المزيد.....

التراجيديا والكوميديا (tragedy-comedy)


عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


استخدم (افلاطون) نظرية الوهم في الفن لطعن الشعر المسرحي الذي كان يعتبره قائما على الخداع ولايبحث عن الحقيقة وفي حديثه عن التراجيديا ركز على اثرها في نفوس المشاهدين فهي تشكل خطرا حسب رأيه لان المشاهد لهذا الفن عندما يجد نفسه امام مشهد محزن لاحد الابطال يحس بلذة المشاهدة فينساق مع ذلك المشهد مما يولد في نفسه نفس الشعور الذي يشاهده وهو شعور لايمكن التخلص منه حتى عند افضل الناس واكثرهم ثقافة وفكرا (1) ويتحدث في كتابه( القوانين ) عن جديه الشعراء المأساويين ذلك ان هدفهم قد يلتقي مع هدف الفلاسفة اذا صور كل منهم الحياة في اجمل صورها وارقاها وبذلك ينتهي بتعريف التراجيديا الكاملة بانها تقليد للحياة الرائعة للجمال الكاملة السمو بل ويعلن ايضا ان الفلاسفة شعراء يحاولون تقديم حياة جميلة راقيه ولايعني ذلك ان كل شاعر تراجيدي يملك الحريه الكاملة في تشييد مسرحه دون صعوبات وانما يجب ان يخضع شعره للرقابة حتى يكون تصويره للحياة رائعا وراقيا(2) وعلى هذا الاساس فان الشعراء التراجيديين اذا خضعوا للاسس والقوانين التي وضعها (افلاطون) وانتجوا ادبا يتفق مع اهداف الفلاسفة وجدوا لمسرحهم مكانا في جمهوريته الفاضله .وذلك بان يكون هدفهم هو تقليد الحياة الكاملة في اروع صورها واسمى معانيها ولم يلجأ افلاطون الى كثير من التفصيل في معالجته للتراجيديا وانما ركز اهتمامه على خطرها ودعا الى ضرورة فرض رقابة على الاعمال المسرحية وبالمقابل تحدث عن الجوقة المسرحيه لما لها تاثير في المشاهدين(3) ولقد كان من الطبيعي ان يتعرض لنظريه التطهير(catharsis) بعد حديثه عن اثرالتراجيديا في نفس المتفرج وهو يقول:عندما انشد بصوت عال تنثار الشفقة وتمتلئ عيناي بالدموع وعندما تثير الخوف او الرهبه يقف شعري خوفا ويأخذ قلبي في الاضطراب(4)وهذا دليل على ان (افلاطون) قد وعى الى ان المسرح يولد في النفس الخوف كما يثير فيها الشفقة او الرهبه ممايؤدي الى التطهير((catharsis)) الذي اهتم به اهتماما كبيرا لانه كان يعتبره تطهيرا ناقصا فالتطهير الحقيقي بالنسبه اليه لايتم الاعن طريق الفكر. ولاينكر افلاطون اللذة التي تتولد في النفس من مشاهدة المسرح لكنه يعتبرها لذة ممزوجة بالالم والحزن فمشاهد التراجيديا يبكي في الوقت نفسه الذي يشعر فيه بالالم .عكس مشاهد الكوميديا يشعر بالفرح ويبدوا انه يرفض هذا النوع من اللذة الممزوجة بالالم فهو يهدف الى لذة خاليه من الالم وهي لذة رياضية بحتة .وقد هاجم الكوميديا كما هاجم التراجيديا مستخدما في هدمها المنطق نفسه الذي استخدمه في هدم التراجيديا لكن مايلاحظ انه رفض الكوميديا في جمهوريته فهي تثير متعة قوية في نفوس مشاهديها وهذا الاستمتاع لايدفعهم الى بغض الفساد بل يولد في نفوسهم شعورا مماثلا لما يشاهدونه وبهذا فأنه قد يؤثر في سلوكهم اضاف الى ذلك فالكوميديا تدفع الى الضحك القوي وهو امر يشعر بالخجل كما انها تتضمن امورا لاصلة لها بالفن كالرقص المنحط(5) الى جانب تلك الاراء عن التراجيديا والكوميديا نجده يؤكد ان الشرط الاساسي في نجاح الفنان هو ان يكون الاستمتاع هو الهدف الوحيد للفن الذي يقدمه وهذا يقود الى الاعتقاد بأن هناك نوعان من الفن التراجيدي والكوميدي لايهدف الا الى المرح والاستمتاع دون ان يكون ممزوجا بأي نوع من الالم.والدليل على ذلك ان (افلاطون) نفسه سمح بأن يعرض هذا النوع من التراجيديا والكوميديا في المهرجانات الفنية والاعياد .وقد عبر احد النقاد عن هذا المعنى بقوله:ان افلاطون يعلن ان الانتاج الفني الذي يهدف الى فائدة او الى اظهار الحقيقة او الى خلق مشابهة للحقيقة .هذا النوع من الانتاج الفني يمكن ان يهدف الى الاستمتاع الخالص وذلك اذا ابتعد عن ترك أثار سيئة .وهومايمكن ان يسمى بالاستمتاع الخالي من الالم(6)وما يلاحظ عند افلاطون انه عاب على الشعراء عدم مراعاتهم للموسيقى الشعريه التي تناسب الموضوع الذي يعالجونه كما اكد ان لكل موضوع لغته الخاصة به.



المصادر
____________
1-ينظر" النقد المسرحي عند اليونان-د.عطية عامر-ص91
2- تاريخ الفلسفة اليونانية-يوسف كرم-ص101
3-النقد الادبي الحديث-د.محمد غنيمي هلال-ص35
4-في النقد الادبي-د.شوقي ضيف -ص41
5- الادب وفنونه-د.محمد مندور-ص53
6-فن الشعر -ارسطو طاليس-75



#عمار_الجنابي (هاشتاغ)       Amaar_Abed_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكاة imitation
- الدكتورة وعلامة الكلبة النائمه


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار الجنابي - التراجيديا والكوميديا (tragedy-comedy)