أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات الفيلم دور البطولة(الكاميرا والسيناريو)














المزيد.....

أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات الفيلم دور البطولة(الكاميرا والسيناريو)


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


عندما حقق ستيفن سودربيرغ فيلمه الأول((أكاذيب وجنس واشرطة فيديو)) لم يكن احد يتوقع أن ينجز هذا المخرج الشاب (29 عاما) فيلما مثل القنبلة بل سيرتبط أسمه باسمه حتى هذه اللحظة-(على الرغم بأن سوديربيرغ قد حقق أفلاما جيدة مثل إيرين بروكيفتش وحركة المرور مع سقوط فيلم كافكا من كافة الحسابات لكنها لم تصل إلى مثل الشهرة التي حققها هذا الفيلم بحصوله على سعفة كان الذهبية وحصول جيمس سبايدر على جائزة أفضل أداء وترشيح سيناريو الفيلم لأوسكار أفضل سيناريو....
رغم اعتماد فيلم سودربيرغ على الأداء العالي لممثليه-الأمر الذي أتقنه جيدا كل من جيمس سبايدر وأندي ماكدويل-ولكن كان هناك عامل آخر ساعد على نجاح الفيلم بشكل لا يقل عن ممثليه أنفسهم حيث لعبت الكاميرا بالإضافة إلى السيناريو دور البطولة الأساسي ربما.
تدور حبكة الفيلم حول أربع شخصيات رئيسية تتمثل في الزوجة المخدوعة آنا الذي يقوم زوجها جون بخيانتها بشكل دوري ولكن مع من...؟ مع أخها سينيثيا(قامت بالدور لورا سان جاكومو) والتي لاتحس بأي تأنيب للضمير عندما تمارس جنسا قويا ممتعا مع زوج اختها والتي ترفض أختها أن يلمسها لسبب ملخصه أنها لا تعطي للجنس أي قيمة عالية في حياتها وتعتبر نفسها بخلاف الآخرين الذين يكون للجنس دورا رئيسيا في حياتهم.
تظل الأمور على ما هي عليه حتى يصل غراهام(جيمس سبايدر) صديق وزميل جون في الجامعة والذي مضى على فراقهما أكثر من ثماني سنوات حيث يقدم جون له دعوة للغداء في منزله....
يطغى حضور ووجود جيمس سبايدر بشخصية غراهام على الفيلم وحتى على شخصياته فهو شخص ذو شخصية أسطورية يجعل من يتعامل يرغب بالاقتراب منه وسبر أغواره يقتنص لحظات هدوئه ليكتشف ما الذي خلفها...
يستغل الزوج فرصة بحث غراهام عن شقة ليطلب من زوجته أن ترافقه ويختلي بأختها في منزله ومنزل أختها في نفس الوقت هذه المرة....
آنا تعاني من مرض نفسي مع ثقة عالية بالعلاج النفسي،وتصارح غراهام بذلك الذي يقول لها كلمة غريبة: لا تطلبي من أي شخص نصيحة إلا إذا كانت علاقتك معه حميمة...!
هل تقصد أن أمارس الجنس معه؟.....فيرد غراهام:نعم
غراهام مولع بعادة غريبة وهي تسجيل لقاءات مع نساء يتحدثون فيها عن كل ما يخص حياتهم الجنسية بل كل ما تعنيه لهم كلمة جنس حتى مصطلح العادة السرية...
هذه اللقاءات تخضع لها سينثيا وآنا خلال مسار الفيلم...
هذه اللقاءات هي قمة اللقطات في هذا الفيلم،حين يطلب من محاور اللقاء تشغيل الكاميرا وذكر الاسم،هنا نشاهد كاميرا تصور لحظات واقعية تدمج في نفس اللحظة مع شخص ما يشاهدها،حيث يمتزج هذا اللقاء المسجل على أشرطة فيديو بين المشاهدة التلفزيونية-أي مشاهدة اللقاء على شاشة تلفاز داخل الفيلم ومشاهدة الحوار نفسه.
هنا يعطي سودربيرج قيمة كبيرة للكاميرا بوصفها هي القادرة على فعل كل شيء وهي القادرة على صناعة القصة وتصويرها لتصبح فيلما كبيرا ....ربما لهذا السبب بالذات يعتبر فيلم سودربيرج الأول عميد الأفلام المستقلة بل لا يذكر هذا الموضوع إلا ويذكر فيلم سوديربرج هذا معه.....
وهذا سببه ليس مميزات الأفلام المستقلة التي لا تخضع لشروط هوليوود بالإضافة إلى الميزانيات الضئيلة التي تصور بها مثل هذه الأفلام،بل لأن فيلم سودربيرج يوصف بأنه فيلم ذاتي مجرد خالي من التأثرات السينمائية السابقة نهائيا،أي أنه اختراع أيقونة عقلية لسوديربرج من دون أي مبالغة.
هذه اللقاءات المدمن على إلتقاطها غراهام تمثل المحور الرابع للمقطع الثاني من عنوان الفيلم(أكاذيب) باعتبار أننا فهمنا المقطع الأول من الفيلم والثالث(جنس-أشرطة فيديو).
فإذا كان كل من سينيثيا وبيتر يخدعون آنا وآنا تخدع زوجها وتخلق لنفسها المرض النفسي ولا تسمح لزوجها بلمسها باعتبار-كما أشرنا سابقا-أن الجنس لا يشكل دورا أو مكانا عاليا في حياتها لأنها على العكس من ذلك فهي في الحقيقة إمرأة شبقة جنسيا.
أما الكذبة الكبرى في الفيلم فهي كذبة غراهام على نفسه،فهو يرغب بعمل اتصال من نوع معين،اتصال متلصص على النساء وحياتهن الخاصة لكي يملأ الفراغ الذي يعيشه بوصفه عنينا،هذا الفراغ لا تستطيع أن تملؤه الأفلام أو المجلات الإباحية لأنه بحاجة إلى إتصال من نوع معين....لابد من القارئ غير المشاهد للفيلم أن يشعر بأنه أمام شخصية معقدة جدا يعتمد الفيلم على أداؤها بشكل مطلق بل لو غفلت هذه الشخصية لحظة واحدة عن تقديم ما هو مطلوب منها لوقع جميع المشاهدين في الضحك كما يرى أحد النقاد....لكن ماذا لوعرف القارئ إن غراهام ليس عنينا فعلا بل هو يمارس جريمة الكذب على نفسه...لابد أن شخصية غراهام ستتعقد أكثر عند ذلك...!
يوصف فيلم جنس وأكاذيب وصور بأنه فيلم ذو موضوع جنسي ولكن لا توجد به أي لقطة جنسية حقيقية،ولكن فالسيناريو المتقن تماما والذي رشح لجائزة أوسكار أفضل سيناريو كان عاملا مهما للإثارة غير المتعمدة،فعلى الرغم من عدم تعمد السيناريو الإثارة،إلا أن كلماته كانت مثيرة جدا أقسى من أي مشهد جنسي كان سيظهر في الفيلم،وهذا ناتج أصلا من بحث هذا السيناريو عن المضامين ومحاولة توصيل الأفكار وممارسات الشخصيات فجاء وكأنه مواساة للباحثين عن مثل هذا النوع من الأفلام....



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة ايفان 1962 لأندريه تاركوفسكي:ولادة شاعر السينما الأكبر
- رجل ميت 1995 لجيم جارموش: رحلة قدرية مرسومة مسبقا لتقرير الم ...
- زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئ ...
- ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم ...
- الحياة حلوة 1960 لفدريكو فليني: تأريخ للحظات معينة في حياة ص ...
- دوغفيل 2003:تجريد ومسرح بريختي في ثلاثية جديدة عن الولايات ا ...
- الاحتفال1998:دوغما لم تضل الطريق لكن بقيت عاجزة عن خدمة المخ ...
- تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب ا ...
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...
- فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات الفيلم دور البطولة(الكاميرا والسيناريو)