أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ريمون معجون - العراق في سياق الاستثناء














المزيد.....

العراق في سياق الاستثناء


ريمون معجون

الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 10:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لاشك ان ملامح الوضع العام في العراق لم تتبلور بعد , وبالتالي فالعراق يعيش اليوم تحت ظل حياة استثنائية , مما يعني ان اي مشروع يطرح نفسه سيكون بمثابة رد فعل يستجيب لتلك الحالة الاستثنائية وسيرتهن لاملاءات من اطراف داخلية وخارجية لديها مشاريع وسياسات خاصة وغير معلنة لعراق يحوي كل شئ الا العراق الواحد المتنوع . لذلك فان المتدبر الموضوعي عليه ان يصبر ويتصبر قبل ان يحكم على الاشياء وهي بعد لم تستقر لتركن نحو حالتها الطبيعية , ولابأس ان نستظهرالآن للتعليل ان الحالة الاستثنائية لابد انها ايلة قريبا نحو الأفول .
ان القوى التي افرزتها حالة العراق الاستثنائية يمكننا القيام بفرزها ايديولوجيا لمستويين مختلفين ومتصارعين في التوجه والنهج . المستوى الاول - نهج كابح للقادم معرقل له فقد اعصابه فبدأ خبط عشواء يجمع شتاته ويلم شعثه و هزيمته بعد ان رأى نفسه بين عشية وضحاها مرميا على قارعة الطريق , يقود هذا النهج - علنا وسرا - قوى مؤلفة من معظم رجالات العهد السابق وضباطه وكوادره ومخابراته ومعهم قوى ظلامية دينية عراقية وعربية استقدمها صدام منذ البداية فشكلت قاعدة اللجوء الظلامي العربي والاسلامي . كما باتت على الرغم من غناها ووفرتها من السرقات التي سرقتها من بنوك العراق و امتلاكها لجميع صنوف الاسلحة تلك التي جمتعها من نهب مخازن الجيش العراقي وايضا لما امنلكت من خبرات يوم كانت تجري التدريبات في معسكرات خاصة امر بها صدام وولداه حيث وفرت لها تلك المعسكرات حصيلة ثقافية وعملياتية للتفنن في القتل والتلذذ بالدماء البريئة وهم يسفكونها بلا وازع من ضمير او اخلاق .. والمستوى الثاني - نهج توافقي مكون من تيارات واحزاب وشخصيات ليبرالية ودينية وماركسية وقومية توافقوا على هزيمة النظام الصدامي البائد , لكنهم يفتقرون الى الادارة والقادة والحزم في اتخاذ القرار بالاضافة الى التوجس من بعضهم البعض وهم في ظل الاحتلال وحالات انتشار عصابات السلاح وتزايد الشللية المسلحة تحت يافطة النزوع الديني للجهاد يفتقدون الى الرؤية السياسية ويتخبطون في اشكالية ترتيب الافاق على نحو مقبول وهم ايضا بالاضافة الى ذلك يحتاجون الى الاداء والية الاعداد انطلاقا من الواقعية العقلانية التي تقتضي بهم الاتفاق على الحد الادنى لبرنامج مرحلي ( استثنائي او تمهيدي ) جرئ يؤسس لمهام وافاق في بناء عراق جديد يوضح بشكل مقبول وواقعي تحالفاته مع محيطه العر بي والاقليمي والدولي وخصوصا مع الولايات المتحدة الامريكية والموقف السياسي من مسألة التسوية السياسية للصراع العربي الاسرائيلي , وما لم تنجز تلك المهام فان الحالة الاستثنائية ستطول بحيث تتلاشى قوى وتبرز قوى اخرى وتنتقل قوى الى صفوف قوى اخرى وسيظل الموقف غامضا في ظل ديمومة الاحتلال .
ان القوى الظلامية - سواء تلك التي تحمل سلاح القتل ام الني تدعمه ماديا ومعنويا - تتحمل لوحدها المسؤولية في بقاء هذا الوضع المتأزم على ما هو عليه من اضطراب وعدم استقرار وافتقار الى الامن والامان , لما تمتلكه من قوة في العتاد والمال والخبرات والادارة على عكس القوى الديمقراطية التي فقدت الكثير من كوادرها بالموت اثناء مقارعتها للنظام البائد لذا فقد كان جل نضالها قبل سقوط النظام هو بالمحافظة على ما تبقى من قواها وايجاد سبل اخرى لضمان الا تكتشف الروافد الجديدة من شبابها لئلا يئده النظام الارعن .. وكما ترى فان ميزان القوى اليوم بين القوى الظلامية وبين القوى الديمقراطية ليس متكافئا على الرغم من ان مؤسسات الدولة العراقية قد آلت الى حد كبير للديمقراطيين لكنها تبدو مؤسسات في طور التكوين كما انها لا تعمل الا وفق استقلالية نسبية فهي الاخرى تخضع لاملاءات خارجية وضغوطات من اطراف داخلية - غير جماهيرية - وجدت في الاحتلال خير معين للتسلق على جدار العراق الجديد فاخترعت كيانات فئوية لها بفعل كل ذلك .. .
لكن الشئ المؤكد انه بقدر ما تنجح محاولات الحكومة العراقية الوليدة في تحقيق برنامج طموح حقيقي وملموس يلبي المطلب الاجتماعي للعراقيين بقدر ما تنكفئ القوى الظلامية وتنهار وبالتالي ستلقى الاحتقار من قبل الشعب العراقي .. ان اولى الخطوات في هذا النجاح قد بدأت بالفعل من خلال عدم استجابة الغالبية المطلقة من الشعب العراقي للعودة النظام المقبور , ولم تفكر اية قوة اجتماعية مدنية او سياسية حتى بمجرد الحديث عن ذكر هكذا نظام , وهذا شئ مهم على المستوى السياسي حين نلحظ انه حتى القوى الظلامية لم تعد ترى في النظام السابق مرجعا ومصدرا لها في توجهاتها , ولم يعد قادة الجيش السابقين ولا الكوادر الدينية والثقافية التي كانت بوقا للنظام السابق يتجرؤون لتبيان ميلهم تجاهه وهذا بحد ذاته يشكل انتصارا نسبيا للقوى الديمقراطية .. لكن مع اهمية هذا الجانب الا ان الحكومة العراقية بات عليها الكثير مما تعمله لكي تحوز على رضى العراقيين .. وقطعا فان الجانب الامني لوحده لن يكون كافيا لنيل ذاك الرضى اذ لابد من حل اجتماعي يضع العراق على الضفة الصحيحة بايجاد حلول عملية للجماهير الشعبية بفرزها للعمل والانتاج .. وهذا لن يتأتى الا وفق برنامج سياسي طموح قادر على مخاطبة لقمة العيش وايضا مخاطبة العقول المبدعة من العراقيين , وبالطبع فان المناخ الذي سينتج هذا البرنامج عليه ان يكون مناخا صحيا ومريحا يعتمد القاعدة بلا استثناء..



#ريمون_معجون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الروح القدس


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ريمون معجون - العراق في سياق الاستثناء