أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - افتراضات















المزيد.....

افتراضات


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 15:08
المحور: الادب والفن
    



عاديّـونَ جِـداً ،
عادِيّـونَ نحـنُ ، بلا " تَفويضٍ " أَو " فَتـوى " من أَحَـدٍ !
هَبْ أَنَّ فـي عيونِنـا قَـذىً ، لا نـرى وَهَـجَ أَلـوانِ سيكيرو ،
لا أَحـلامَ دالـي ولا "خَربَشاتِ " بيكاسو والدادئيين ..!
لا نَـرى مُلصقاتٍ ولا شعاراتٍ ، لَـمْ تُشبِعْ حتى نفسها .. راحَتْ تَقْتـاتُ
على كِلْسِ الحيطـانِ ...

عادِيّـونَ ، لا نَفقَـهُ رَطانَـةَ " تَفكيكِ " " البُنيَـةِ " ..
............................

صِغـاراً ، لَـمْ نعرفْ لُعبَـةَ البولِنغ ، كنّـا نلهـو بالحجـارةِ وكُراتٍ نَصنعُهـا من الخِـرَقِ ..
لَـمْ نَحْفَظْ " أَلفِيَّـةَ " إبن مالِك .. !! مـا تَعلّمنا الصَرفَ ولا العَروضَ مُـذْ سَطَتْ علينا ديـدانُ الفُضـولِ ..!
عادِيّـونَ ، عندمـا تَبَرعَـمَ فينـا ما بين الجوانِـحِ ، لِـمْ نُعاكِسْ بنـاتَ الحَـيِّ ،
كُنّـا نَصيَّدُ خَطْفَـاً عُيـونَاً تَتَلَصّصُ خَلفَ الستائـرِ والأبـوابِ الموارَبَـةِ ..
فَتَنُطّ قُبـَّرةٌ في الصَـدرِ كُلَّمـا إِهتَزَّتْ ستارةٌ وإصطَفَقَ بـابٌ ..
هِـيَ مُجَرَّدُ براعِمَ أَشواقٍ بَرِيَّـةٍ ، قَلِقَـةٍ ، بينَ عَفَويَّـةِ الغَجَـرِ وحادِلَـةِ
" المَحظـورِ" ..!


............................

عادِيّـونَ كالهـواءِ أَيّـامَ زمـانٍ رَحَـلَ ..
لَـمْ نُشفَ من عِلَّـةِ الأمَلِ ، كلَّما إستيقَظْنـا ، نقـولُ " صبـاحُ الخيـرِ "..
ونَشرَبُ ما تَيَسَّرَ من شايٍ مُحَلّىً ، داكِـنٍ مثلَ ظُلمَـةِ الدربِ .
عادِيّـونَ نُخطيءُ أَحياناً ، و نُصيبُ أحيانـاً أَقَلَّ .. تمامـاً كبقيَّةِ الخَلقِ !
ضَرَّجَتنا خيباتٌ لئيمةٌ ، لكِنَّ قَبَضاتنا لَمّا تَزَلْ على جمرةِ الحُلُمِ تَشُدُّ.. لَمْ تَرتَخِ ،
إِنْ خَسِرنا ، نقـولُ .. نعم ، خَسِرنا ! ولا نَتَمـادى فـي " إجتراحِ " عِلَلٍ لا نهـايةَ
لَها .. لا نَتَهرَّبُ من مسؤوليةِ ما نَرتَكِبُ من أخطاءٍ .. ولا نَمَسُّ أَحَـداً بِنَميمَةٍ ،
تُجَـرِّحُ خُدودَ الإقحـوانِ ...

نُحِبُّ ونَكـرهُ ، مثلُ الآخريـن .. لكِنَّ فينـا من الوفـاءِ ما أَعجَزَ " العَطّـارَ " عن إصلاحِـه .. !

* * *
هَـبْ أَنَّ سَحَناتِنا المُحَمَّصةَ بالشمسِ والحِمضِ النوويِّ لا تُعجِبُ البعضَ ،
أَو أَنّنـا لا نُجيدُ خطـابَ "السادَةِ " ، لكنّنا بَشَـرٌ ..!
تَعَلّمنـا كيفَ نُحسِنُ تُفّـاحَ المَقيلِ ، وفاكهـةَ العَقْـلِ ..
نُقَلِّـمُ بمقصّـاتِ الحُلُـمِ غيـوماً ضَنينَـةً ، عَـلَّ خُضـرَةً ما تَنْبُتُ خُبّيـزاً ،
على أقَلِّ تقديرٍ ، في قَحطِ حُقـولِ الروحِ ، أو فـي حـدائقَ لا نَملِكُهـا ..
نُزيِّنُهـا بنُقـوشٍ من خيـالٍ مقهـورٍ .. !

لا نُريـدُ صُكوكـاً بِيضَ من أَمسِنا .. ولا تَباريـحَ لمستقبَلِنـا .. نُريـدُ
حاضِـراً سهلاً ، رَخِيَّـاً نَصنعُ فيه مستقبلَنـا ، كما نَهـوى ، أوكما نَتوهُّم ..
دونَ ضُنـونٍ خَفِيَّـةٍ ، أو " تَقِيَّـة " ..
نُـأوِّلُ الربيعَ خُبـزاً طازجاً وريحاناً ، خُلـواً من مَجـازِ فَراديسٍ لا تَنُوشُها الأصابعُ ولا الحنين ،
نَضِـلُّ أو نَهتَدي ، أََنّـا شاءَتْ لنـا المقاديـرُ والصُدَفُ ،
دونَ نَذيـرٍ مِـن غَيهَبِ غَيبٍ ، أَو نَصْـلٍ صَـدِىءٍ .. دونَ رصاصـةٍ خَرقـاءَ ، خَرساءَ ..
نَرضى " بِحظـوظِ الطيـرِ وحريَّـةِ الريـحِ " !

عاديّـونَ كُنّـا ، ولَمّـا نَـزَلْ ..
نحنُ خَيزرانُ المِحَنِ ، لا قَصَبَهـا ، سَئمنَا الهمسَ بالكُمُـونِ وبلاغَـةِ باطِنيَّـةِ الكَمَـأِ عنـدَ هـاويَـةٍ ،
مُمَوَّهـةٍ بآيـاتِ الله الحُسنى ..!
لا نرى الفِردَوسَ ، سوى غُبـارٍ حادِّ النِصـالِ ، ورايـاتٍ سودٍ .. نقيعُ كُـلِّ الألـوانِ ،
هِـيَ دَسيسَةٌ تَتَسَلَّلُ مِـنْ مَخـدَعِ النُـذورِ ومُتـونِ الفَتاوى ،
لا تَعرِفُ الحِكمَـةَ .. أَحالَتِ " الوصـايا العشرِ إلى لذائذَ عشرٍ "! ومـا عـادَتْ بحاجَـةٍ
لِفَكِّ مغاليـقِ الإسطورةِ ..
.............................

نُنَقِّبُ عن شَجَرِ الريـحِ ، يَسوطُ ظِلَّـهُ من الوحشَةِ ، بعدمـا خَذَلَتنا البراهينُ ..
وقبلَ أَنْ يُعثَرَ علينـا فـي شَتاتِ الله ، وقَدْ مُتنـا " وْداعَه "* فـي أرضٍ لا
تَتَسامى بأجداثِنـا ، لأنّنـا هراطِقَـةُ الزمـانِ ..!

كُنّـا نَنـوءُ بقناديـلَ عَطشى لزيتٍ .. تَمنحُنـا النِسيانَ ، تَتَكَـرَّمُ علينـا بالتَسَرُّبِ من شُقوقِ خَـرائبِ المَعنـى ..
عَلَّنـا نُعيلُ جِـراءَ جَسارَةٍ مَنسيَّةٍ ،
فالمُرتجـى قَدْ صـارَ طاغيَـةً عنـوداً .. غامِضـاً مثلَ مُرتَّبِ موظَّفٍ نزيـهٍ !

* * *

ثُـمَّ هَبْ أَنّنـا غيرُ عَمَليّينَ (غيرُ براغماتيينَ) ، ما زِلنـا نُلَـوِّحُ لنِسرٍ سَكِرَ
في الأعالـي .. ظَلَّ يَرسِمُ في الهـواءِ دوائـرَ ، حتى نَسِيَ أَنْ يَحُطَّ ليستريحَ ..
أَتدري لِمـاذا نحنُ سُعَداءَ ؟!
لأنَّ هنـاكَ مَنْ قالَ " لا فَرحَةَ توازي فَرحةَ النجاةِ من الموتِ "!!
تُرى ، مَنْ يَكـونُ أكثَرَ مِنّـا فَرَحَـاً ، وكُلُّ ساعَةٍ تَصعَقُنـا " فَرحَـةٌ " ..؟!!
.............................
.............................
عادِيّـونَ ، عادِيّـونَ ..
حتى النُخـاعِ ، عادِيّـونَ ،
نَنـامُ فـي صَحـوٍ يَنثُرُ الجنـونَ ، ونُوقِظُ النُعاسَ مَنقوعـاً بضبابِ الأسئلةِ ،
عادِيّـونَ .. نَحرُسُ الذاكـرَةَ وفَـراشَ المعانـي من هُبـوبِ الخُرافَـةِ
ومـن مُرابينَ ماكِـرينَ ، و"رُواةٍ " يَستَنْبِحونَ كِلابَ مـاضٍ سحيقٍ ، برؤىً تَرهّلَتْ فَتَهَدَّلَتْ ..
يُرادُ لَهـا أَنْ تكونَ خُبـزاً لمُستقبلٍ مهضومٍ فـوقَ طاولَـةِ حاضِـرٍ كسيحٍ ..

دَجّالونَ ، يَنفَخـونَ في كِيرِ الجَهالةِ والخُرافَـةِ ، يَستَنْبِتونَ شَتْلاتِ عَمـاءٍ يانعـة
كالروبوت ..!! تَخُضُّ قِرَبَ لَبَنٍ ، حامِضٍ أَصلاً .. مَسوطينَ بوعـدِ فِردَوسٍ ،
مـا عادَ منـه أَحَـدٌ يَقُصُّ علينـا مثلَ الحجيجِ ما رأى !!
...........................
..........................
وبَعدُ .. !
أَيكـونُ بوسعِ الذاكِـرةِ أَنْ تُعيدَ لِلمُخَيَّلَةِ الحَثَّ ، الذي أَفْلَتَ منهـا
قبلَ زمـنٍ عَتيـقٍ ..؟!








ــــــــــــــــ
* "وْداعَه " عامية عراقية ، يُرادُ بها وَديعَة .. أَي دفنُ الميتِ مؤقتاً في أرض غير التي ستكون مثواه الأخير ،
حتى يتمَّ نقلُ رُفاته إلى الموضع المراد له .









#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي دورةُ الأشياء ..
- مَقاصيرُ نُصوصٍ
- أَحزانُ المَطَرْ
- غوغاء!
- مُرافَعة
- كابوس
- هيَ قََطْرةٌ ... ليسَ إِلاّ !
- تِينا ، إمرأةُ المَحَطّاتِ !
- لِمَنْ يَهمه الأمرُ ...
- طائرٌ لَعوب
- مُعضِلَة
- إلى مُلَثَّم !
- يتيم (3)
- فصل من كتاب (2-3)
- يتيم
- سَجَرتُ تَنّورَ الذكرى
- كتاب - حوارات المنفيين -
- كتاب - أَيها القناع الصغير، أَعرِفُكَ جيداً -
- كتاب - همس - الجثة لاتسبح ضد التيار
- مونولوج لابنِ الجبابرة *


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - افتراضات