أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - سوريا انتفاضة.. والنظام لا يقترح بديلا غير الفوضى أو الحرب















المزيد.....



سوريا انتفاضة.. والنظام لا يقترح بديلا غير الفوضى أو الحرب


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 13:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


1ـ ياسين الحاج صالح، الآن وهنا، من أنت؟!
أعرف نفسي بالتجربة الأساسية في حياتي، وهي الاعتقال المديد طوال سنوات الشباب، بين العشرين والسادسة والثلاثين من العمر. إن لم تتحطم بعد أمد كهذا، فربما تصبح شخصية عامة. ولقد فضلت دورا عاما يعتمد على أدوات الثقافة، وليس السياسة. يحصل أن أقوم بدور سياسي، وبخاصة منذ تفجر الانتفاضة، لكني مثقف ولست سياسيا. وأتطلع إلى أن تنتصر الانتفاضة كي أنشغل أكثر بالثقافة والصراعات الثقافية، وأقل بالسياسة وصراعاتها.
2ـ حتى اليوم اعتقل أخوين لك على خلفية الاحتجاجات، والثالث ملاحق، كيف تتعامل مع الأمر،لاسيّما أنّ لديك تجربة طويلة مع الاعتقال التعسفي امتدّت لستة عشر عاماً؟
أحد أخوي المعتقلين، خليل، أفرج عنه بعد 8 أيام من التوقيف، في اليوم الذي اعتقل فيه أخي الآخر، فراس. وأخي أحمد الذي تسأل عنه المخابرات يتدبر أموره. خليل اعتقل بتهمة المشاركة في مظاهرات الرقة. وفراس لأنه شارك في اعتصام من أجل الإفراج عن خليل وزملائه. وأحمد للسبب نفسه، ولأنه ربما لم يستطيع أن يصمت كما هو مفروض عليه.
أحاول عموم تفهم الأمر بنسبته إلى قضية عامة، قضية حرية السوريين وحرية سورية. لكن تمر أوقات أختنق فيها بالتفهم الذي لا ينتهي، وأتساءل: متى يعترف بآلامنا؟ ومتى تنتهي هذه الآلام؟ أما آن لنا أن نعيش بأمان وكرامة، متحررين من الخوف والمخيفين؟
3ـ تتحرك اليوم بعيداً عن أعين أجهزة الأمن، كيف يؤثّر ذلك على تفاعلك مع الحراك؟
لم أكن "مطلوبا" حين تركت البيت قبل 100 يوم. كانت قناة فضائية عربية اتصلت طالبة تعليقا على خطاب الرئيس الأول، ووجدت نفسي أقول كلاما مدوّرا، أملس. فقررت أن أترك البيت كي أتكلم، وأكتب، بحرية. لا أريد أن أدور زوايا الكلام، حين كل شيء ناتئ وجارح في سورية. وفي الوقت نفسه لا أريد أن أسهل أمر اعتقالي. ولا أعلم اليوم إن كان أحدا يطلبني.
بالطبع هذا يحد من مشاركتي الميدانية. أحاول المساهمة في الانتفاضة بالكتابة والكلام، دفاعا عما أعتقد أنه تطلعاتها الجوهرية.
4ـ يلاحظ البعض أن (اللغة) التي تُكتب من خلالها البيانات التي تصدرها "لجان التنسيق المحليّة في سوريا" تحمل الكثير من (لغتك) الخاصّة، فضلاً عن الأفكار؟ بماذا تعلّق؟
لا تعليق لدي. أنا منحاز بالكامل للانتفاضة والتشكيلات الجديدة التي تنشط في نطاقها وتستمد منها الشرعية. ومستعد للمساعدة في كل وقت. لكني لست منخرطا في أي من هذه التشكيلات.
5ـ كيف تصف ما يجري في سوريا اليوم؟ أزمة.. انتفاضة.. ثورة، غير ذلك؟!
استخدم تعبير انتفاضة أو انتفاضة شعبية لوصف مجمل الحراك الاحتجاجي الجاري في البلد. وأتكلم على أزمة وطنية لوصف الوضع العام في سورية، المتولد عن التعامل الحربي للنظام مع الانتفاضة. أما كلمة ثورة فهذه ربما يستخدمها مؤرخون يوما لوصف الانتفاضة السورية. الثورة شيء يشمل الاحتجاج، والتغيير الذي يمكن أن يتمخض عنه، والتحولات السياسية والاجتماعية والفكرية التي قد يطلقها هذا التغيير. العبرة على كل حال أن نُعرف الكلمات التي نستخدمها، وأن نستخدمها بصورة متسقة، فلا نتحول من دلالة لها إلى أخرى خلسة.
6ـ على الرغم من التشابه، النسبي، في الأوضاع المستعصية التي تتشاركها المجتمعات العربيّة، إلاّ أن الربيع العربي قدّم سيناريوهات عدّة لمشاريع الخروج من تلك الأوضاع، ما هو تقديرك وتصوّرك للسيناريو الخاص بالحالة السوريّة؟ وفي السياق: سوريّاً، ما المعنى الذي يتخذه لديك شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"؟
حتى اليوم، السياق السوري مكون من انتفاضة شعبية سلمية، تواجه بالقمع المنفلت من قبل نظام متمرس بالقمع، وقائم على امتيازات غير شرعية: حكم أبدي وراثي، وأجهزة أمنية متمتعة بالحصانة المطلقة، ونفاذ امتيازي، غير عادل وغير شرعي، إلى الموارد الوطنية. "إسقاط النظام" يعني في نظري الانتهاء من هذه الأوضاع الامتيازية غير العادلة. والسيناريو المفضل هو الجمع بين الاحتجاج الشعبي السلمي وبين مخرج سياسي تفاوضي حين يجنح النظام إلى مخرج كهذا. لا أرى علائم على هذا الجنوح حاليا. ومن جانب آخر لا أعتقد أن النظام يمكن أن يكسب هذه المواجهة بحال. ما أخشاه هو أن تنفلت أوضاع البلاد من السيطرة وتصبح سورية غير قابلة للحكم. لكني لا أعتقد أن هذا احتمالا قويا، وسيكون قصير الأمد إن حصل. الشعب السوري لن يسمح بضياع بلده.
7ـ في الأوساط المعارضة اليوم، هناك من يدعو إلى نوع من الائتلاف بين الفاعلين على الأرض، تنسيقيات وغيرها، وبين المعارضة التقليدية، بغية تأمين مظلة سياسية للحراك السوري القائم، في حين يتخوّف آخرون من ذلك انطلاقاً من وجوب بقاء الحراك الشعبي بعيدا عن التسيّس الحزبي، فضلا عن ضرورة تجنيبه الإصابة بعوارض الخصومات التاريخية بين تلك الأحزاب؟ كيف ترى إلى هذه المسالة؟
نعم، هناك حاجة إلى غطاء سياسي للانتفاضة، لكن ليس أي غطاء ولا بأي ثمن. المطلوب هو طرف سياسي موحد الموقف إلى جانب الانتفاضة، ومنحاز إليها كفاعلية احتجاج وكأهداف سياسية، ويمكن الاعتماد عليه للتفاوض باسمها حين يؤون الأوان.
اليوم النظام في أزمة، والكرة في ملعبه، وعليه هو أن يقدم ما لديه. ما قدمه حتى الآن غير جدي وغير مقبول، ولا أرى أن يمد أحد من المعارضة يده إليه، أو أن يشغل نفسه بتقديم مبادرات للنظام. لدينا مبادرة كبرى هي الانتفاضة، وعلى النظام أن يستجيب لها بغير القتل وبغير التحايل. فإذا استجاب لمطالب طي صفحة الحكم الأبدي، ورفع الحصانة عن الأجهزة التي تقتل، وأقر بمبدأ التوجه نحو سورية ديمقراطية، يمكن إطلاق مسار تفاوضي عام للنظر في إيقاعات التحول والضمانات المتبادلة والإجراءات العملية اللازمة للتحول.
ورغم أني لا أقر بالاكتفاء السياسي للتنسيقيات، فإني أفضل أن تصون استقلالها عن الأحزاب السياسية التقليدية، وأن لا تتيح لأحد أن يمتطي ظهرها. والمأمول من المعارضة التقليدية أن تساعد الانتفاضة فكريا وسياسيا، لا أن تحاول استتباعها أو التطفل عليها أو نقل أمراضها وانقساماتها إليها.
8ـ اعتبرت أن "اللقاء التشاوري" الذي جرى في فندق "السميراميس"، كان خصماً من حساب الانتفاضة لصالح النظام، بمعنى أنّه أعاد زمام المبادرة إليه، هل لديك موقف مستجد بناء على رفض "هيئة المتابعة" التي انبثقت عن اللقاء الحوار مع السلطة؟ وبالمناسبة، هل تمت دعوتك للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وهل ستحضر اذا دُعيت؟
بنيت تقييمي للقاء سميراميس على السياق السياسي الذي اندرج فيه، وربما بدراية مسبقة من أساسيين في اللقاء لإمكانية هذا الاندراج، حسبما يستدل من معلومات وتحليلات لاحقة توفرت في صحف أجنبية. ولم ابن تقديري على احتمال مشاركتهم في الحوار مع السلطة. أعرف أنهم لن يشاركوا، وهم بالطبع على حق في ذلك. كنت أفضل أن يعقد اللقاء في مكان خاص، وبعيدا عن وسائل الإعلام، من أجل أن تكون السيطرة على توظيفه أفضل.
لم أدع للمشاركة في حوار "صحارى" الذي لا أراه إلا استمرارا للحل الحربي في مواجهة الانتفاضة لكن بوسائل أخرى، أرخص. وما كنت لأحضر لو دعيت. لا أتشرف.
9ـ يرى البعض أن المعارضة تبدو أحيانا كالنظام حين تنفي وجود حركات سلفية وترد الأمر كله إلى كذب النظام، هل تنفي وجود حركات سلفية تستغل الحراك الشعبي لمشاريع مشبوهة؟
لكن المسـألة ليست استدلالا منطقيا، بل معلومات موثوقة. أريد دليلا واحدا نصف جدي على وجود حركات سلفية تواجه النظام بالقوة. هل لدى أي كان شبه دليل يقدمه لنا وللعالم؟ لاحظ أن النظام بالذات توقف منذ أكثر من شهر عن الكلام على أمارات سلفية مسلحة، وصار يتكلم اليوم على جماعات مسلحة غير واضحة المعالم، ولا يعرف أحد من هي وماذا تريد. كانت منظمة "القاعدة"، وهي قائمة على عقيدة السلفية الجهادية، ناشطة في مجال الإعلام بقدر لا يقل عن نشاطها الجهادي، وكان الإخوان المسلمون السوريون بين أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات ناشطون بدورهم في إصدار البيانات، وكانت لهم مجلة. فهل لك أن تشرح لي من هم هؤلاء السلفيون الذي لا يصدرون بيانا واحدا، أو يطلقون تصريحا يقول ماذا يريدون، أو لهم موقع على شبكة الانترنت يُعرِّف بهم؟ إذا كان هناك شيء لم يره أحد ولم يظهر لأحد، ولم يعلن عن نفسه يوما، والطرف الوحيد الذي يتكلم عنه هو الطرف صاحب المصلحة في اختلاقه، فالأرجح أنه غير موجود. إنه مثل راجح في مسرحية فيروز والرحبانيين، الذي لم يره أحد إلا المختار، صاحب المصلحة في إثبات وجوده. وتعلم أنه إذا اعتمدنا على روايات النظام فإن حرب حزيران كانت نصرا، ومذبحة حماة 1982 لم تقع!
ثم إن الغرض من القول بوجود حركات سلفية هو نسبة الانتفاضة بالكامل إليها، وذلك لإثارة مخاوف طائفية من جهة، وتسويغ سحق الانتفاضة من جهة ثانية، ولإقناع القوى الغربية بأن النظام يواجه قوى دينية متطرفة وإرهابية من جهة ثالثة. ومصلحة النظام في اختلاق هذه القصة التي لا دليل عليها، تكفي لعدم تصديقها.
14ـ بعض الآراء تقول إن التغيير في سوريا غير ممكن عبر التظاهر وحده..
ما رؤيتك لطرق التغيير الممكنة في سوريا والتي يجب أن تكون مترافقة مع التظاهرات؟ وما الخصوصية التي تراها في الثورة السورية عن باقي الثورات العربية؟
أجيب من الأخير. أرى أن خصوصية الثورة السورية تتمثل في افتقارها التام إلى السند الداخلي المنظم، والقوة الخارجية الضاغطة. في تونس كان الجيش محايدا، والاتحاد التونسي للشغل انحاز للثورة سريعا. وفي مصر لم ينحز الجيش إلى مبارك. وسجلت الولايات المتحدة موقفا قويا ضد مبارك، أسهم في تحييد الجيش والحفاظ على وحدته. في سورية لا شيء من ذلك. لا سند مؤسسيا داخليا للانتفاضة من أي نوع. درجة تصحير النظام للمجتمع السوري وتفريغه من أية مؤسسات مستقلة تتفوق كثيرا جدا على كل ما تحقق في تونس ومصر، وتضاهي نظيرتها الليبية، هذا رغم أن المجتمع الليبي أقل في الأصل تنوعا وتطورا وأفقر مؤسسيا من المجتمع السوري.
لذلك تعتمد الانتفاضة السورية حصرا على التظاهر، والأنشطة الاحتجاجية عموما. وهذا يسبغ عليها طابعا ملحميا، يمزج بين البطولي والمأسوي، ويشكل مأثرة مشرفة للشعب السوري. من كان يتصور قبل شهور قليلة أن تتفجر حركة احتجاجية واسعة في سورية، وأن تستمر الاحتجاجات على النظام السوري، وهو شهير بوحشيته، بهذا الزخم والاتساع، وبهذه الدرجة من السلمية، وبهذا الإصرار على وحدة السوريين؟
هل يتغير النظام بفعل التظاهر وحده؟ لا نملك غيره. ويبدو حتى الآن أنه مؤثر جدا. وهو قبل أن يكون نشاطا مناهضا للنظام وعامل تغيير سياسي في البلد، هو محرك تغيير نفسي وأخلاقي وثقافي مهم في المجتمع السوري.
لكن الافتقار إلى سند داخلي أو خارجي قد يتسبب في تمادي الأزمة الوطنية شهورا أو حتى سنوات على ما قال الرئيس السوري نفسه في خطابه الأخير. وقد يكون هذا التمادي، والأكلاف البشرية والمادية العالية له، هو الثمن الذي لا بد من دفعه لتغيير نظام التصق بجسم البلد، وقد يصعب فكه عنه من غير صراع مديد، مأساوي.
على أن من شأن تمزقات داخل نخبة السلطة أن تسهم في تقصير أمد الصراع وفي تجنيب البلد أسوأ مخاطره. ليس هناك علائم منظورة لهذا الاحتمال، لكن لعل طول الأمد، واستحالة أن يكسب النظام هذه المواجهة، تدفع إلى ظهور هذه التمزقات.
10ـ العمر المديد للنظام السوري، أنتج شبكة مصالح داخلية وخارجية قوية، هل يمكن اعتبار ذلك تفسيرا للعزوف الجزئي وشبه الكلي للمدن الكبرى عن الانخراط بالحراك، وإلى أي مدى يشكل هذا العزوف خطورة على نجاح الحراك في بلوغ أهدافه؟
يبدو لي أن السياسة الاقتصادية للنظام في عهد "التطوير والتحديث" محابية للمدن على حساب الأرياف، وللمدن الكبرى على حساب المدن الصغرى، ولمراكز المدن أكثر من محيطها وضواحيها. لذلك تفجرت الانتفاضة من مدن وبلدات طرفية نسبيا، شهدت تراجعا في مكانتها في العقد الأخير، وارتفاعا لنسب البطالة والفقر فيها.
دمشق وحلب كانتا أقل تأثرا لكونهما مركزين اقتصاديين كبيرين بالمقياس السوري. بالمقابل رأينا مشاركة نشطة لكل الضواحي المحيطة بدمشق في الانتفاضة، وكذلك في أحياء دمشقية مثل الميدان وبرزة وركن الدين، يبدو أن علاقتها بسوق العمل الجديد هامشية. وفي حلب خرجت التظاهرات أيضا في بلدات مثل الباب ومنبج وتل رفعت وعين العرب، وفي أحياء مثل سيف الدولة وصلاح الدين، ثم الصالحين وباب النيرب، بصورة تحاكي وضع دمشق.
ألاحظ عموما أنه في المدينتين هناك اختراقات وشراكات كبيرة من قبل رجال السلطة (الأمنية والبيروقراطية والحزبية) مع قطاعات مقتدرة من مجتمعهما. وهو ما أسهم في الحد من مشاركتهما في الانتفاضة.
لكن مشاركة حلب ودمشق تتنامى طردا مع ظهور الآثار الاقتصادية للأزمة الوطنية التي تسبب فيها نمط معالجة النظام للاحتجاجات الشعبية. ربما لهذا السبب يسابق النظام الزمن لقمع الانتفاضة، متخذا من إدلب ومن حماة (بعد درعا وبانياس ودوما والرستن وتلبيسة وتلكلخ) مثالين إيضاحيين لما يستطيع بلوغه من قسوة، ومحذرا الشوام والحلبيين.
11ـ قدّم النظام السوري، ما يعتبره، حزم من الإصلاحات، لجان للحوار وقانون جديد للأحزاب وآخر للإعلام سبقها رفع لقانون الطوارئ وغير ذلك، هل تعتقد أن النظام السوري مقتنع بحتمية التغيير الديمقراطي أم أنّه يفصّل تغييراً على قياسه يتجنب من خلاله الخسارة الكبرى، أي فقدان سدة الحكم؟
"النظام السوري" هو المركب السياسي الأمني، أي الحكم المطلق الأبدي والأجهزة الأمنية كلية الحصانة. ولا معنى لإصلاح أو تغيير في البلد دون المساس بهذا المركب. أما قوانين للأحزاب والإعلام والانتخابات فغاية ما يمكن أن يتحصل منها هو نظام يشبه نظام مبارك في مصر قبل ثورة 25يناير. وهو كما نعلم نظام كان يُعِدُّ جمال لوراثة أبيه، وكان قائما على حصانة مطلقة للأجهزة الأمنية، الأمن المركزي بخاصة. ليس من أجل نظام كهذا قدم السوريين نحو ألفين شهيد وألوف الجرحى وعشرات ألوف المعتقلين والمعذبين.
عموما، كما أنه لا حلول أمنية وحربية لمشكلات سياسية وطنية، فلا حلول قانونية لها أيضا. الحلول سياسية، إن في وسائلها (التفاوض) أو في حصائلها (نظام سياسي جديد). الانتفاضة هي أرفع سياسة عرفتها سورية منذ بداية الحكم البعثي، وهي جهد جبار للاستحواذ على السياسة المحتكرة من قبل نخبة السلطة، والقوة الدافعة نحو التغيير السياسي في البلد، وأساس الشرعية السياسية في سورية ما بعد البعثية. لذلك الانتفاضة هي الحل.
12ـ يطالب المحتجون السوريون اليوم بإسقاط النظام، بغض النظر عن إمكانية تحقيق ذلك، ماذا بعد السقوط المفترض أو المحتمل؟ ماذا بعد سقوط النظام في ظل غياب قيادات في المعارضة تحظى بقبول كافة أطياف الشعب؟
- كيف هو شكل النظام الذي تطالبون به؟ برلماني؟ رئاسي؟ احادي، تعددي؟ مع شرح لو سمحت..
- الا تتخوفون من الفوضى إن سقط النظام؟
- هل توافقون على أن الرئيس الأسد قادر على قيادة عملية الاصلاح والتغيير؟ وما هي هذه العملية من وجهة نظركم؟
- هل تخشى حرب أهلية؟ ولماذا؟
- هل تخاف على مصير المقاومة؟ ولماذا؟
- لا يلزم وجود قيادات مقبولة من كل أطياف الشعب كي يكون مطلوبا تغيير النظام القائم في البلد باتجاه ديمقراطي. ولا أعرف بلدا في العالم فيه قيادات مقبولة من كل أطياف الشعب. هذه واحدة من أكاذيب المستبدين. التغيير المطلوب في سورية هو باتجاه الحريات السياسية والفكرية التي تشكل مناخا عاما مناسبا لظهور قيادات سياسية واجتماعية، وهو باتجاه توفير آليات تضمن تداول السلطة. ليس المطلوب قيادات تحظى بالإجماع. ما ينبغي أن ينال الإجماع هو الدستور، بوصفه سجلا للمشتركات الوطنية والقيم الموحدة للسوريين، وكذلك كمجموعة قواعد ضابطة لعمل النظام السياسي.
- يبدو لي أن النظام الرئاسي أنسب لمجتمع مركب كالمجتمع السوري، مع وجوب وضع ضوابط دستورية ومؤسسية تحول دون الدكتاتورية. نحتاج إلى سلطة تنفيذية قوية، لكن أيضا إلى برلمان قوي يستطيع أن يساءل الرئيس. ومن شأن استقلال القضاء، وحرية الإعلام، وتعدد الأحزاب، أن يسهم في الحد من مخاطر الدكتاتورية.
والنظام الديمقراطي المأمول تعددي بطبيعة الحال. فهو يفترض تعدد المصالح الاجتماعية وشرعية تعبيرها عن نفسها، وعلى ذلك تتأسس التعددية السياسية. لكن لا بد أن تكون السيادة واحدة، ومقرها الدولة التي تحتكر وحدها العنف الشرعي والولاية العامة. مشكلة سورية اليوم أن لدينا نظاما واحديا مفروضا بالغصب على مجتمع تعددي مركب. لقد أصبح هذا النظام ثوبا ضيقا على سورية، فإما يتغير، وهو ما تتطلع إليه الانتفاضة، وإما تتقزم سورية وتختنق.
- بلى، التخوف من الفوضى وراد للأسف. النظام أصلا لا يقترح على السوريين بديلا له غير الفوضى أو الحرب الأهلية، وهو جاد فيما يبدو في أن لا يرثه أحد إلا الخراب العام. وتقديري أن البلاد ستواجه أزمنة صعبة ومضطربة بعد السقوط المحتمل للنظام، بسبب ما تعرضت له من إفقار سياسي شديد في العقود الماضية، وخروجها منهكة من تحت الظل الثقيل لنظام الحزب الواحد والحاكم الخالد والمخابرات. لكن كما أن احتمال سقوط الطفل ليس ذريعة لعدم تعلمه المشي فإن احتمالات الأوضاع المضطربة ليست حجة مقنعة ضد التغيير السياسي. سورية كبيرة والنظام صغير، فلا بد من تغيره كي نطور هياكل سياسية أكثر مرونة وقابلية لتطور البلد.
- جوهر التغيير المطلوب في سورية هو، مرة أخرى، التحول نحو الجمهورية الديمقراطية، الجمهورية الثالثة إن شئت، والانتهاء من الحكم الأبدي الوراثي الذي يجعل السلطة العمومية شأنا خاصا وعائليا، وهو أيضا رفع الحصانة عن الأجهزة الأمنية ووضعها تحت سقف القانون. فلا يحق لها أن تعتقل الناس كما تشاء ومتى تشاء وتعذبهم وربما تقتلهم دون أن تساءل أو تحاسب. هل يمكن أن يقود الرئيس هذه العملية؟ لأ.
- لن تقع حرب أهلية في سورية إلا إذا حرص النظام على وقوعها. لا يبدو أن أحدا من السوريين يرغب فيها أو يعمل من أجلها أو يمارس العنف المنظم، أو يعتزم الثأر من أحد. لكن قد تساق البلاد نحو الحرب الأهلية إذا أصر النظام على أن يحكم بالطريقة نفسها، بالغصب، مجتمعا يرفض أن يحكم بهذه الطريقة
- مصير المقاومة؟ تعني حزب الله؟ أخاف عليه من التغيير في سورية؟ لا سبب لذلك. أجزم أن سورية لن تكون يوما على ود مع إسرائيل، ولو استعادت الجولان. وأن سورية ديمقراطية ستكون سندا للبنان في مواجهتها، وليست عبئا على لبنان في هذه المواجهة. لكن لا ينبغي أن تكون عونا لأحد من اللبنانيين ضد لبنانيين آخرين. وأرى أن أول ما يخاف على حزب الله منه هو شيء واحد: غروره وصلفه.
13ـ هل تعتقدون بضرورة أن يقوم حزب البعث بمراجعة نقديّة لمسيرته، وإعادة تعريف لنفسه في السياق السوري الحالي والمستقبلي؟
هذا شأنه. بالي ليس مشغولا بهذا الحزب الجسيم. أظنه سيكون ملزما بإعادة هيكلة نفسه، سياسيا وتنظيميا وفكريا، حين يجري فصله عن الدولة. لكن هل يستطيع حزب البعث أن يعيش منفصلا عن الدولة؟ أرجح أنه سيكون حزبا صغيرا. لكني ضد حظره أو اجتثاثه. أحب أن أراه حزبا عاديا، قليل الشأن.
15ـ في ظل الغياب التاريخي لثقافة الحوار في سوريا، كيف ترى مشروع تكريس فكرة المواطنة في سوريا في ظل هذه الأزمة؟ وكيف ترى إلى إمكانية فتح حوار مع القاعدة الاجتماعية للنظام كخطوة تأسيسية على طريق الاعتراف بالآخر؟ ألاّ تعتقدون أن الخطاب المعارض يتناسى هذه الفئة إلاّ من خلال خطابه التهكمي عبر الفيس بوك وغيره؟ ثمّ ألاّ تعتقد أنّه مقصّر في أخذ مخاوف هذه الفئة، أو بعض شرائحها، على محمل الجد؟
أرى أن العائق الأكبر أمام المواطنة اليوم في سورية هو نظام سياسي يمنح الأولوية العليا لبقائه في الحكم، ويكرس الموارد الوطنية لهذا الغرض، ومستعد للذهاب بعيدا جدا لضمان بقائه. هذا وضع غير عادل وغير شرعي، ويجب أن يتغير. تغييره لا يحل مشكلات اجتماعية وثقافية وحقوقية واقتصادية متنوعة تواجه السوريين الآن، وسوف تواجههم أكثر في المستقبل، لكنه ربما يتيح كسب قوة بالغة الأهمية في مواجهة هذه المشكلات، أعني سلطة الدولة. اليوم هذه السلطة مسخرة أولا وأساسا لدوام الطاقم الحكم.
وتبدو لي الانتفاضة مدرسة للتعلم السياسي لم يتح مثلها للسوريين منذ نصف قرن، بل منذ استقلال البلد. وهي تثير أسئلة سياسية وفكرية وأخلاقية حول معنى الدولة والشعب والمواطن والحرية والثورة، قد لا تجري الإجابة عليها اليوم، لكنها تحفز الأذهان، وتؤسس لثقافة جديدة في سورية. أرى أن المشاركة في الانتفاضة والانشغال بهذه القضايا هو تدرب عملي على المواطنة، يحجم تأثير الروابط الأهلية، ويفتح الباب لتعارف سوري أوسع، غير ممكن في ظل النظام الحالي.
"قاعدة النظام الاجتماعية" ليست "آخر". إنها قطاع من الشعب السوري له مصالح اجتماعية وسياسية تتعين مراعاتها من جهة، وإقناع هذه القاعدة من جهة ثانية أن ضمانتها هي عموم السوريين وليس النظام. وأنا بالفعل لا أرى أساسا لأية مخاوف طائفية، ولا أجد لها سندا في تاريخ سورية الحديث، ولا في توجهات الطيف المعارض، التقليدي منه أو الحديث (الانتفاضة). لا أقول أن الأمور سمن على عسل، لكن لن تكون هناك مشكلات خطيرة في تقديري.
وأخشى أن خطاب المخاوف أوثق صلة بالامتيازات السياسية والمادية لا بالتمايزات الاجتماعية الثقافية بحد ذاتها. وبينما ينبغي احترام التمايزات إلى أقصى حد، فلا يجوز الإقرار بأية امتيازات. نتطلع إلى سورية قائمة على المواطنة، أي المساواة بين السوريين، دون تمييز على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس.
16ـ هناك ميل لدى البعض، من الشباب وغير الشباب، لتقديس الحركة الشبابية وإنكار دور باقي الفئات العمرية، في حال كنت مقتنعاً بوجود مثل هذا الميل، فما هي الأسباب برأيك؟
بلى. من جهة الشباب، ربما يعود هذا الميل إلى ما تمنحه المشاركة الشخصية في المظاهرات والنشاط الميداني، وتجربة الاعتقال التي تعرض لها كثيرون (ربما أكثر من خمسين ألفا)، من ثقة بالنفس، يحصل أن تبلغ حد الغرور. يعززها أيضا أن الجيل الأكبر ضعيف المشاركة المباشرة في الجانب الميداني من الانتفاضة، ولم يقم بما كان ينتظر منه من توفير معادل سياسي لها.
أما من جهة غير الشباب، فهناك في تقديري عقدة النقص حيال الجيل الجديد الشجاع، والافتتان بمشاركته الواسعة، بالألوف وعشرات الألوف في الانتفاضة، بينما كانت تجارب هذه الجيل ضيقة على العموم، ودون بعد ميداني.
وكذلك انقلاب علاقة المعلم/ المتعلم لمصلحة الشباب بفضل تقانات الاتصال التي يتفوق فيها الأصغر سنا على الأكبر. وتعلم أن لهذه التقانات دور مهم في الانتفاضة السورية.
17ـ هل تعتقد أن أساس المشكلة القائمة بسوريا كانت بسبب الخلط بين المدني والعسكري وخصوصاً فيما يتعلق بتسييس الجيش في المرحلة التي تلت الاستقلال؟
هذه محاكمة بمفعول رجعي لتطورات حصلت قبل ستين عاما في مجتمع ما كانت منازل العسكري والمدني راسخة التميز فيه. بل كانت كل الظروف تدفع باتجاه عسكرة الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. وبالتحديد نشوء الكيان الإسرائيلي، واستقطابات الحرب الباردة ومشاريع "الدفاع عن الشرق الأوسط" التي رأى فيها الجيل العربي آنذاك، بحق، قناعا لعودة الاستعمار، وكذلك المشكلة الفلاحية وانتشار الفقر. وكل ذلك مشفوعا بمناخات إيديولوجية تتكلم على السياسة بلغة الحرب والمواجهة والمعارك والدماء، وتعلي من شأن الإرادة الثورية، ولا تتردد في تمجيد العنف. القصد أن أوضاعنا التاريخية حينها هي ما ينبغي النظر فيه لتفسير تصدر العسكر حياتنا السياسية، وليس مجرد الخلط الذهني بين المدني والعسكري.
لكن الأهم اليوم هو إخضاع الأجهزة الأمنية للمراقبة الاجتماعية، ومنعها من التفرعن على ما فعلت في سورية في الأربعين عاما الأخيرة. ما نعرفه في العقود الأخيرة هو "أمننة" (إضفاء صفة أمنية) السياسة والجيش معا، وما يلزم هو نزع هذه الصفة عبر ضبط الأجهزة الأمنية وتقييدها.
18ـ كيف تنظر إلى موقف "حزب الله" من الحراك السوري؟ وفي حال حدوث التغيير في سوريا ما تصوّرك لعلاقتها مع حزب الله؟
موقف الحزب غير مشرف. لم أكن أنتظر منه أن يدعم الانتفاضة السورية، لكن كان يتوقع منه أن ينأى بنفسه عن الاصطفاف الحاسم إلى جانب النظام، ويمتنع عن تخوين السوريين المطالبين بالحرية.
أفترض أن سورية ما بعد البعثية ستكون إلى جانب لبنان كله ضد إسرائيل، وليست إلى جانب بعض لبنان ضد بعضه الآخر.
19ـ ما رأيك بزيارة نواب سلفيين من مجلس الأمة الكويتي أمثال الطبطبائي وغيره إلى مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا؟ وما رأيك بطلب هؤلاء النواب أنفسهم بطرد السفير السوري من الكويت؟
ما كنت سمعت قبلا بهذه الزيارة، ولا بالقائمين بها. ولا علم لي بما يدفعهم إليها. من المحتمل أنها تندرج في استقطابات سياسية ومذهبية إقليمية، سنية شيعية من جهة، وخليجية إيرانية من جهة ثانية. ومن المحتمل أيضا أن النواب السلفيين الكويتيين يخاصمون النظام السوري لأسباب مذهبية، ويتماهون مع خصومه وضحاياه للأسباب نفسها. وربما في هذا السياق دعوا حكومة بلدهم إلى طرد السفير السوري.
هذا على كل حال يقول شيئا عن مقاصد النواب الكويتيين المعنيين، ولا يقول أي شيء عن الانتفاضة السورية.
20ـ هل باعتقادك أن الغرب سيلجأ لعمل عسكري بواجهة تركية في سوريا في حال فلتان الوضع الأمني نهائيا أو في حالة الحرب الأهلية؟ وما هو موقفكم من الأمر لو تمّ؟
في الإجابة على السؤال الأول، أوافق لمرة واحدة مع ما قاله وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، من أنه لن يكون هناك عمل عسكري غربي أو تركي ضد النظام السوري. التدخل العسكري يكلف مالا وموارد، ولا مصلحة لهذه القوى لتدخل مكلف لا يرجح أن تجني منه شيئا. ثم إن هذا التدخل ليس مطلب أحد في سورية.
لكن لا يبعد أن تفرض تركيا حزاما أمنيا إذا سارت الأمور السورية باتجاه "فلتان الوضع الأمني نهائيا" كما يقول السؤال، أو عند تفجر حرب أهلية. وسيكون هذا خاضعا لاعتبارات تتصل بأمن تركيا القومي لا بالمصلحة الوطنية السورية.
ومن جهتي أنا قريب من الإجماع الواسع في صفوف المعارضة والانتفاضة ضد أي تدخل عسكري خارجي. مثلت الانتفاضة أقوى حضور للداخل السوري في الشأن الوطني منذ عقود، فلا شيء يبرر إهدار هذا الحضور على يد التدخل الخارجي الذي لن يكون مختلفا عن إهداره على يد الاستبداد.
21ـ ماذا كنت تفعل لو أنك الرئيس بشار الأسد؟
أيا يكن الرئيس، أعتقد أن المطلوب هو أن يتصرف بدلالة منصبه العام لا بدلالة روابطه الخاصة. وتاليا أن تكون الأولوية لخدمة شعبه، وليس لبقائه الدائم في الحكم.

حوار مع شباب -السفير-



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصابات المسلحة غير موجودة، و-الحوار- خدعة!
- حوار مجلة رواق الشباب
- طور ثان من أطوار الأزمة الوطنية السورية؟
- بصدد بعض خصائص الانتفاضة السورية
- مكونان مدني وأهلي في الانتفاضة السورية
- ثلاثة أشهر على الانتفاضة... أية آفاق؟
- ما هي نقطة التحول السياسي في سورية اليوم؟
- حوار في الشأن السوري...
- في شأن الانتفاضة السورية وسياستها
- المسألة السورية والمستقبل
- المحنة السورية التي طال أمدها...
- في نقد السؤال عن البديل في سورية
- ثورة ضد الإقطاعيين الجدد
- العودة إلى الوراء ممتنعة، التقدم إلى الأمام صعب، لكن لا بد م ...
- في بعض أصول الأزمة الوطنية السورية الراهنة
- الديمقراطية أو البريرية؟ لا بديل آخر
- حوار: اللي يجرب المجرب...!
- سجين دمشق
- الانتفاضة الشعبية وإعادة بناء النظام السياسي في سورية
- أزمة وطنية يمكنها أن تكون فرصة تجدد وطني


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - سوريا انتفاضة.. والنظام لا يقترح بديلا غير الفوضى أو الحرب