أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - أبناء الخديعة















المزيد.....

أبناء الخديعة


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الجدوى من اي عمل حزبي ، اذا كان الهدف في النهاية الانفلات من كل سلطة؟ فهل سلطة الحزب تمتلك إغراء مميزا ،يجعلها مقبولة؟ أم أن الانتماء الحزبي هواية مثل جمع الطوابع البريدية؟ و إذا كان العمل الحزبي في تونس ،تنصل من كل مهمة ثورية ممكنة،فهل مازال للانخراط الحزبي من وظيفة ؟ و هل أن دور الحزب تأطير الناس للقيام بدور تقييمي لعمل السلطة، أم يرنو الحزب الى حمل أنصاره على نفي السلطة.؟و نفي السلطة ألا يقتضي نفي الحزب ؟ ألا يكون الهدف من اي عمل حزبي ، خلق مسطح مناسب لإنجاز مهام ثورية و من ثمة يحل الحزب نفسه و ينتشر ضمن المسطح الانساني؟ لماذا يتقبل المتحزبون نفي السلطة ،كل سلطة ،مهما كانت طبيعتها و كيفما كانت بنيتها الداخلية، و يرفضون الحديث عن سلطة ما للحزب؟ فهل الانضمام الى الحزب مسألة حرة و مطلقة الى حد نفي السلطة و الالزام، أم أن المتحزب لا يلحظ تلك الأوامر و النواهي و الاكراهات و الالزامات اليومية و الضرورات ذات الاصل الحزبي، و التي بررها لذاته ،كونها عمل نضالي و خيار مقاوم؟ ألا يجد في تلك الالزامات اذن أية سلطة خفية ،اي تقييد لحريته ،أي نيل من رؤيته البانورامية للعالم من حوله؟ لماذا لا نلحظ السلطة عندما تتغول في فضائنا الخاص و تمر عبر بحر من التبريرات و التسهيلات الاديولوجية؟ تبدو السلطة أحيانا قرضا بنكيا يصعب سداده فورا، و نحتاج لأجل ذلك الى تسهيلات بنكية ،تنتهي الى سداد القرض على دفوعات شهرية طويلة. هي السلطة كذلك لا نستبطنها الآن و هنا ،بل بعد حين و في كل مكان. نحتاج تيسيرا ،و طمأنة و وعودا تتالى ،حتى تطمئن تجربتنا السياسية الطويلة،الى أهمية الانخراط ضمن هذا الحزب العظيم الذي يستبد بحرياتنا جميعا، و يفرض علينا مثلا أن نعتبر المجلس التأسيسي خيارا شعبيا توافقيا ،رغم أن من حضر القصبة 2 و من تمنى حضورها، لا يدرك غالبهم الأعم حسنات المجلس التاسيسي و لا هناته،بل و لا يدركه اصلا الكثيرون منا. هذا الحزب الذي اتفق مع المبزع -الباجي،دون إذن مني ،(أنا الإنسان) على تحديد تاريخ 23أكتوبر كموعد للانتخابات الحميدة،لأعضاء المجلس الوثير. فهل كان المجلس التاسيسي ضرورة ثورية نطق بها الناس من تالة الى سيدي بوزيد و المطوية؟و هل أن المعتصم(ة)الذي(التي)كتب(ت)على جدران القصبة،ما يفيد بأن هذا المجلس مسألة إجماع شعبي لا يناقش،استشار حتى أحد جيرانه (ها) أو أقربائه(ها)أو مائة من أهل قريته (ها)؟كيف أمكن لسياسي -مهما ادعى من ثورية- أن يحدد ما ينبغي ان يكون بشكل انفرادي قبيح؟ و ماوزن أولئك المئات أو الآلاف الذين كونوا اعتصام القصبة 2 المسيس من أخمص قدميه الى أعلى راسه النتن؟ و هل ثار من بيننا بشر لينادي بانتخابات تافهة في زمن الباجي -المبزع ،و بقيادة بن عاشور -الجندوبي و الفريق الفرنكفوني العميل؟هل يعتقد أحد اليوم بأن فقراء الوطن يهتمون لأمر الانتخابات؟ سترون حجم التأمر على هذا الشعب ،عندما يستل كل حزب علب الطماطم ، و اكياس الشاي ، و تلك "المعونات الإنسانية" المفاجئة. تلك الرشاوي الانتخابية الصريحة. ستنتبهون لمن يدفع اليوم 50دينارا لقاء حضور المصفقين في سليانة. سترون أن جوع التونسي الذي طالما اشتراه بورقيبة -بن علي، مازال قابلا للمساومة في أسواق الكرامة المهدورة ، و أزمنة سرقات الثورات . الثورة التي يشرع فيها مغامر، و يقودها بطل ، هي ثورة تنتهي الى جبان ما ،يستبد ينعيمها. و الجبناء تجاوزوا 100،الا من رحم ربك.ا تحسب أيها الإنسان أنك حر. و دفاعا عن حسبانك ،تنخرط في جمعية ما ،أو حزب ما ، فيتفوهون باسمك و دون حضورك ببيانات عليلة تفتقر الى دلالة ثورية ، تنزع الى تعميم فج ، و الى هرسلة دلالية تتعسف على اللغة . تستحيل يا صديقي ،مسلوب الحرية ،و أنت تنضبط يوميا لقرار حزبي غير ثوري ،يدوس على رغبتك في الثورة ،و يطلب منك أن تلتحق بالقاعة الفارهة السعيدة بمدينة التصفيق اياها. فتركب ملاليمك القليلة و تململك اليومي الى اجتماع الفهلوة . و يعودون بعد يوم ،ليطلبوا منك توزيع الجريدة التي أنتجتها آلة الاقصاء التي صنعوها من قرارك بالانخراط فيهم، تحرقك أشعة الاقصاء و أشعة الشمس ،و أنت تسير عاريا في طريق مزدحمة باللامبالين...تتوسل جميعهم اشتراء جريدة حزبك الشهير باحتراف المعارضة و الرفض. و تمضي يا صديقي مشتتا فقيرا، الى طريق العودة الى الفراش. يوميات السلطة التي توهمتها حرية، أنت الذي نفيت سلطة كل سلطان ،أنت الذي كفرت بسلطة بن علي ،و كفرت. تجدك اليوم عبدا لاختيار تحسبه حرا. فاذا أنت من خلاله مقيد حتى الثمالة. تسكر يا صديقي منتشيا بما ورد على لسان الزعيم المفعم طراوة و سعادة، تبلع وهما ثوريا ، مٌرر لك على حين غفوة خمرية، و تعود الى البيت ،متسائلا ،أ لا تمتلك الثورة جغرافيا غير الصالونات و دور الثقافة و قاعات النزل و المسارح؟سؤالك يا صديقي و سؤالي،بداية لمراكمة معرفة حقيقية بالأحزاب. تلك البؤر السلطوية المارقة، تلك المساحات التي تمنحنا اياها البورجوازية حتى نشبعها نقدا و نفيا حتى ،باسم أننا أحرار ننتمي للحزب الثوري الذي لا يلين. و الذي سيشارك في انتخابات الزعيم... تلك الأحزاب يا صاحبي التي استبدت بكل ما ينبغي أن يكون و أن يقع ، و منحت سلطة التقرير لالاهها وحده،فاذا هو ينتج وحيدا ،دون مشاركة،قرارا يلزم الآلاف. لذلك يا صديقي الطيب ستجد أن الحزب أول من يقيدك ،و آخر من يعترف . و لو كانوا يعترفون لصاحوا جميعا:نحن الذين توافقنا على مرحلة يحكمها الباجي -المبزع و ترعاها الامبريالية الاوروبية و الامريكية ،نعلن أننا مخصيون سياسيا و قيميا و معرفيا و أننا ننسحب من كل سلطة. ..لكنهم لا يعترفون ،أبناء الخديعة. لذلك ، نحتاج جميعا الى قرار بالمغادرة، نتركهم يسبحون في برك الأوهام التي زرعوها ،و انبرت عنفا يمارس عليهم و ضدهم. اولئك الذين عنفونا طويلا باسم النضال و المقاومة ،نكتشف اليوم أنهم سماسرة الباجي-المبزع، و سدنة الامبريالية و خدمها ،وحاشية سلطان الزمان القادم. ..سيبررون مشاركتهم في الانتخابات بالتكتيك ،و انسحابهم أحيانا بالاستراتيجي، و سنعلم أنهم أهلكوا السياسة ، و سمحوا للدكتاتورية بأن تجد مبرراتها في سلوكاتهم الفاشلة. و بعد رحيل بن علي، يتوهمون جميعا، أنهم سيجدون إقبالا شعبيا هائلا ،فإذا هم محاصرون بين جدران قديمة، يصفق لهم عشرة و يسبهم عشرة و لا يعلم بأمرهم عشرة ملايين. أعيتنا هذه الأحزاب المارقة،التي تجد في زمن المبزع ما يشفي غليلها ، و ما يحيلها الى هيئة بن عاشور،فتشارك في صناعة الخديعة. تلك الأحزاب التي اجتمعت في جبهة 14جانفي، ثم تركتها إلى خيارات داخلية و حسابات ضيقة. تلك الأحزاب التي تستبد بكل لقاء فتحيله مناسبة خاصة بحضور ضيوف ما. تلك الأحزاب المشتتة كأسوأ ما يكون. أ ما آن لها أن تنصرف ،و تترك المشهد للشعب ،فيؤثثه بما شاء ،بعد إكمال مهامه الثورية؟هل مازال للمشاركة في مثل هذا البؤس السياسي من معنى؟ أ وتظنون أن الامبريالية و ممثليها المحليين ،سيتركون لكم بعض الكراسي يا أبناء الخديعة؟سحقا لكم اذن. مجرد أحزاب أنتم . مجرد دكتاتوريات فردية، كلكم مشاريع بن علي و ليلى. فلا تغتروا طويلا.

رضا كـــــــــارم-تونس




#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزء من ذاكرة الثورة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - أبناء الخديعة