أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - لماذا لا للحوار














المزيد.....

لماذا لا للحوار


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بلدي سورية مذابح ترتكب بحق الانسان والوطن والتاريخ ومع شروق الشمس في كل يوم مؤذنة بفجر جديد تنهمر دماء الرجال والشباب والأطفال والنساء على تراب أرضنا الطاهرة فيختلط الطهر بالطهر ليكون التراب مهدا لبزوغ نور الحرية والعدالة التي لابد أن تشرق في سماوات سوريا قريبا فإرادة الله وقوانين المجتمع وصيرورة التاريخ تؤكد ذلك ولا تترك لمستريب حجة أو تعطي لخائف عذرا

الحورا مبدأ اجتماعي عرفه الانسان منذ عرف النطق ووجد فيه حلا لاختلافاته ومخرجا للتناقضات الاجتماعية والانسانية وهو بدون شك مطلب نادت به المعارضة السورية طويلا في أزمنة كانت تسعى فيها لتحقيق التغيير عبر آليات الاصلاح والتطوير . ودعت النظام مرارا وتكرار للسماح بالتعبير عن حرية الرأي وفتح الباب لسماع الرأي الآخر بدون خشية من انتقام يطال الجسد أو الروح أو الرزق ، لكن في كل مرة وعبر عقود طويلة كانت النتيجة الروتينية لمطالب المعارضة من قبل السلطة مزيدا من الترهيب والاعتقالات والتسريحات من العمل والتضييق على موارد الرزق .

منذ أكثر من مئة يوم والشعب السوري يطالب بالحرية والعدالة والمساواة و يحاول استعادة كرامته التي سلبتها عقود أربع من الاستبداد والاقصاء والتعصب والاحتكار واستطاع ذلك الشعب العظيم المثابرة والصمود في مسيرته نحو الوصول بسوريا إلى دولة ديمقراطية تعددية يسودها العدل والقانون وتحترم فيها الحقوق ويتساوى فيها الجميع أمام القانون يختار فيها الشعب ممثليه وحكامه عبر انتخابات حرة شفافة نزيهة يتم من خلالها تحديد الأشكال المناسبة لآنظمة الحكم والاقتصاد. لقد أثبت السورييون في ثورتهم المجيدة وعيا لا مثيل له في التسامح والتعاون والانفتاح تجلى ذلك في الشعارات التي نادى بها المتظاهرون كما تجلى في المشاركة المتكاملة من قبل كافة الطوائف والاثنيات والأعراق والأديان والمذاهب، بالإضافة إلى اتفاق الطيف السياسي المعارض على التغيير وتحقيق الحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة وكانت معظم خلافات المعارضة السورية التقليدية شكلية وحول أليات العمل وطبيعة الوسائل الأنسب لتحقيق الهدف والوصول بالبلد إلى بر الأمان

بعد سقوط مايربو على 2000 شهيد وتشريد ما يقرب من 200000 مواطن سوري وامتلاء السجون الحكومية بعشرات الآلاف من المعتقلين ومحاصرة الدبابات لعدة مدن سورية واقتحام البلدات والنواحي واستشراء الحل الأمني العنيف واستسهال السلطة الحاكمة إراقة الدم السوري بل وتعمد ازهاق الأرواح والاصرار على تعذيب الأطفال والشباب حتى الموت في فروع الأمن التي يحق للنظام السوري أن يعتبر نفسه الأول في العالم بأعداد المراكز الأمنية وبأعداد الأمنيين من موظفين ومخبرين وكتاب تقارير وشبيحة باتوا جيشا متوحشا منفلت العقال يشابه في تحركاته أفلام العنف والقتل التي تصور مصاصي الدماء المزعومين.

كنت في أحد مراسم العزاء لبعض الشهداء في منطقة المعضمية وبعد الخروج سار إلى جانبي شاب صغير بهدف حمايتي وليظهر اعجابه بالكلمة التي ألقيتها في الحشود بعد مصافحته لي قال بتسمح لي بسؤال: قلت: تفضل

أستاذ هل كنت تعرف أن في سوريا هذا العدد الكبير من الدبابات والآليات التي تستطيع تغطية الآراضي السورية من درعا جنوبا إلى جبل الزاوية شمال شرق سورية ؟



والله ياعزيزي لقد تفاجأت مثلك

قال الشاب : موحرام هذا الجيش يواجه المواطنين العزل و يقتل الأطفال والنساء

نعم حرام

لهذا السبب حرام عليكم أن تحاوروا النظام قبل إيقاف القتل وسحب الجيش والسماح بالتظاهرات السلمية

أجبته : نحن لن نحاور النظام ولن نجلس معه على طاولة واحدة وسندعو لتحقيق المطالب التي أوردتها ولن يكون هناك كلام في هذا الشأن قبل معرفة المجرمين الذين قتلوا الشعب ومحاكمتهم ومحاسبتهم

قال الشاب اسمعني منيح يا أستاذ :

هذا النظام لن يتراجع وسيواصل مسيرته كما بدأها ولن يتوقف إلا عندما يدرك أنه ساقط لا محالة

لذلك أذا أردتم الخير للبلد فقفوا بجانب الشعب ولا تعيقوا مسيرته وشكرا جزيلا لحضوركم.

شعرت بأن الشاب يحاسبني أكثر من أنه يعاتبني إنها دماء وأعراض وممتلكات أزهقت وهتكت وسرقت إنها مسألة مستقبل وطن جرب فيه السوريون كل الحلول الممكنة والمطروحة لتحقيق التغيير لكن النتيجة كانت سلبية دوما

لن ينصاع النظام لمطالب الحوار وشروطه ولن يتيح الفرصة لحوار عادل بين طرفين والشواهد عديدة ولعل ضرب الشيخ ماجد صالح في مؤتمر المبادرة الوطنية وتهديد حياته لأنه طالب بالاستماع لمطالب الشعب دليل أكيد على نوعية الحوار الذي تدعوا إليه السلطة

لا حوار مع القتل والدبابات والاعتقال لا حوار تحت سقف السلطة الأبدية لا حوار تحت مظلة المخابرات وسطوة الأمن

لا لحوار يجهض الثورة أو يعيق حركتها ويسعى لتأخير مسيرتها

نعم للحوار الداخلي بين المعارضين أفراد وتنظيمات نعم للحوار بهدف دعم الثورة وتحقيق مطالب الشعب نعم لحوار يؤسس لما بعد حقبة الاستبداد والتسلط نعم لحوار بناء يبحث في إقامة وطن حر كريم ديمقراطي تعددي تكون فيه سورية للجميع عن حق وصدق

نعم لحوار يزيد من تلاحم الشعب وتقاربه وتضامنه حوار يبحث الخلافات ويجمع فسيفساء سورية الجميل تحت راية الوطن



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملل في الحياة الزوجية
- هل تستحقين صديقا أفضل ؟
- محراب النشوة
- من خاف زجاج مغشى
- مقدمة كتاب المصالحة مع العقل
- عند اللحظة الأخيرة
- تأصيل فضيلة التسامح
- في الطريق إلى العمرة
- من أنتم أيها السادة
- لا تقتلوه ثانية
- الهوس الديني دليل على فشل الإصلاح القسري
- التسامي فوق عقيدة التكفير
- إصلاحُ فقه النساء والأيديولوجيا الذكوريّة في النصّ الفقهي
- قضية الإنسان ومؤسسة الحوار المتمدن
- هاجر والكلب المريض
- التكوير
- حب أخضر
- سطوة الحزن
- تآزر الإعلام الرسمي والديني في مواجهة المرأة
- نقد المعارضة السورية


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - لماذا لا للحوار